الدبلوماسية العمانية.. ثوابت راسخة لتحقيق السلام والاستقرار
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
- المعني لـ"عمان": التقيد بمنظومة القيم الأخلاقية القائمة على الحوار وتبادل العلاقات
- سلطنة عمان تدعم دور العديد من المنظمات الدولية بهدف خدمة السلام والأمن
قال سعادة السفير الشيخ حميد بن علي المعني رئيس دائرة الشؤون العالمية في وزارة الخارجية إن الدبلوماسية العمانية حققت العديد من النجاحات على المستويين الإقليمي والدولي، مرتكزة على ثوابت راسخة لتحقيق السلام والاستقرار والنأي بالبلاد عن كافة الصراعات الدولية والإقليمية والحرص على عدم التدخل في شؤون الغير، وتعلن سلطنة عمان في خطاباتها الرسمية على الدوام بأنها مؤمنة بالحوار وبالحلول السلمية.
وأشار المعني في حوار خاص لـ" عمان" إلى أن السياسة الخارجية العمانية تتجسد على عدة مبادئ أهمها احترام كافة القوانين والأعراف الدولية، ودعم دور العديد من المنظمات الدولية بهدف خدمة السلام والأمن، ودعم العلاقات الدولية العربية، والسعي لحل القضايا التي تهم العالم العربي، ومنها القضية الفلسطينية، وانتهاج سياسة حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير والاحترام المتبادل للسيادة الوطنية، ودعم وتعميق التعاون بين دول الخليج العربي، والحرص على استتاب الأمن في المنطقة.
المرتكزات
وتطرق إلى مرتكزات السياسة الخارجية لحكومة سلطنة عمان، حيث قال "تكمن في التقيد بمنظومة القيم الأخلاقية القائمة على الحوار السياسي وتبادل العلاقات على أسس مبدأ المصالح المشتركة، حيث ترى السلطنة أن من حق كل دولة أن تبحث عن مصالحها، ولكن دون الخروج عن مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتدعو إلى اتباع لغة الحوار والتفاوض في إدارة النزاعات، ومن وجهة نظر سلطنة عمان فإن القدرة على مخاطبة الرأي الدولي العام بطريقة علمية مدروسة ومنهجية واضحة، مع الحرص على بناء الثقة مع الآخرين، وإشعارهم بأن المصالح المشتركة هي المرجعية التي يجب اعتمادها أثناء الحوار، موضحا أن السياسية العمانية الثابتة والمحايدة وسعيها إلى تحقيق الأمن والسلام في المنطقة ميّزها عن باقي الدول، حيث سعت السلطنة إلى تطوير علاقاتها الدولية ومد يد الصداقة بين الشعوب، مما أكسبها ذلك أهمية واحتراما بين دول العالم، والدور المهم في تعزيز الحوار بين الأطراف المتنازعة في المنطقة وإيجاد الحلول السلمية.
وأوضح أن سلطنة عمان اتخذت من الخلافات العربية والإقليمية موقفا محايدا، إذ إنها لم تقاطع مصر بعد اتفاقية كامب ديفيد، ولم تؤيد العراق في حرب السنوات الثمان ضد إٕيران، واستمرت على هذا الموقف حتى بعد أحداث الثورات العربية عام ٢٠١١م، إذ لم تظهر انحيازا في الشأن المصري، ولم تقاطع النظام السوري، ورفضت الانحياز لأي من أطراف الصراع في اليمن، وأبقت قنوات التواصل مفتوحة مع جميع الأطراف، كما قامت باحتضان مفاوضات الملف النووي الإيراني، عبر استثمار علاقاتها الجيدة مع الأميركيين والإيرانيين، حيث اعتمدت الدبلوماسية العمانية مبدأ المعرفة والتعارف والاعتراف نموذجا في حل النزاعات وتعزيز سبل الحوار مع الدول الأخرى، كما كان لهذا المبدأ دور فعال في المفاوضات وفض النزاعات، مشيرا إلى أن المعرفة يُقصد بها من منظور العلاقات الدولية هي أن تعرف كل دولة ثقافتها وتاريخها والأسس التي تُبنى عليها مما يجعلها دولة ذات سيادة، بالإضافة إلى ضرورة معرفة كل دولة ثقافات وتاريخ الدول الأخرى، فمن خلال المعرفة تستطيع الدولة فهم تاريخ غيرها من الدول والمبادئ التي تستند عليها، مفيدا بأن الدبلوماسية العمانية تمكنت من تحقيق ذلك من خلال التعريف بتاريخها الغني وثقافتها المتفردة ومواقفها السياسية الثابثة والواضحة ومعرفة وفهم سياسات الدول الأخرى مما يجعلها أكثر تسامحا وانفتاحا مع تلك الدول.
الحوار والنقاش
وعرج سعادته إلى مبدأ الحوار والنقاش الذي يكون هدفه إيجاد نقطة الوصل بين الطرفين، والتعارف يساعد الأطراف المختلفة على فهم بعضها أكثر فأكثر، يقول الله سبحانه وتعالى: "وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا"، وتوضح هذه الآية الكريمة أن الله تعالى خلقنا مختلفين، أو أنه سبحانه وتعالى قد جعل بيننا القابلية للاختلاف لكي نتعارف، على أساس أن التعارف يتم بين متخالفين وليس بين متماثلين، فالتعارف هو الجسر الذي يربط بين شيئين مختلفين بهدف معرفة كل منهم الآخر وفهم احتياجاته ومتطلباته، وكان لسلطنة عمان دور فعال ومهم في التقريب بين الأطراف المتنازعة وجعلها تتحاور وتصل إلى هدف مشترك مما يمثل نوعا من أنواع الحوار الإيجابي، أما عن الاعتراف فأوضح المعني "يقصد به التوافق بين الطرفين أو الأطراف المختلفة من خلال تسليط الضوء على الأشياء المتوافقة والمشتركة، والاعتراف في علم العلاقات الدولية هو أن يعترف كل طرف بالآخر سواء كان الاعتراف على مستوى الدول أو المنظمات الدولية، كما أن توقيع الاتفاقيات والمعاهدات يعتبر نوعا من أنواع الاعتراف الذي يأتي بعد المعرفة والتعارف، وقد قامت الخارجية العمانية بدور فعال في الاعتراف، حيث إنها وقعت وصادقت على كثير من الاتفاقيات وخصوصا تلك التي تخص الجوانب الإنسانية، على سبيل المثال: وقعت سلطنة عمان العام الماضي على ٣ اتفاقيات في الجانب الإنساني وهي "اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللإنسانية أو المهينة، والعهد الدولي الخاص"، بالإضافة إلى الاتفاقيات الثنائية بين الدول مما يجعلها دولة سلام بين دول العالم".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الدبلوماسیة العمانیة سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
" إمداد" الإماراتية تتوسع في سلطنة عمان بالشراكة مع "أوريس"
أعلنت مجموعة "إمداد"، وهي مزود خدمات إدارة المرافق المتكاملة والمستدامة التي تعزّز الكفاءة التشغيلية للأصول المادية ومقرها دبي، توسعها الإقليمي في سلطنة عمان، عبر مشروع مشترك مع الشركة العمانية للعقارات والاستثمار "أوريس"، التابعة لمجموعة أومينفست.
وبحسب بيان الشركة، الخميس، تهدف هذه الشراكة الاستراتيجية إلى تأسيس إمداد عُمان "أومداد"، التي ستركز على توفير حلول شاملة ومبتكرة لإدارة المرافق في مختلف أنحاء السلطنة.
ويشكل المشروع الجديد خطوة ضمن إستراتيجية التوسع في المنطقة، وتعزيز مكانتها الرائدة في قطاع إدارة المرافق.
وتأتي هذه الخطوة استكمالا للنجاح الذي حققته الشركة مؤخرا بدخولها السوق المصري عبر "إمداد مصر".
ومن المتوقع أن يسهم تأسيس "إمداد عُمان" في تعزيز حضور الشركة في سلطنة عمان، إذ تعمل حاليا من خلال "إمداد الباطنة"، الشركة المتخصصة في تقديم خدمات إدارة النفايات على مستوى السلطنة.
وقال عبد اللطيف الملا رئيس مجلس إدارة إمداد، إن تعزيز التوسع الإقليمي في سلطنة عمان يؤكد الالتزام بترسيخ مكانة الشركة الرائدة في قطاع إدارة المرافق، والسعي من خلال هذا المشروع المشترك إلى الارتقاء بمعايير القطاع في السلطنة عبر تقديم خدمات ذات جودة عالية.
من جهته، قال ناصر راشد سيف الشبلي الرئيس التنفيذي للعقارات في أومينفست، إن التعاون مع إمداد سيوفر خدمات عالمية المستوى وحلولا مبتكرة للسوق، ما يسهم أكثر في نمو وتطوير البنية التحتية في سلطنة عمان.