- المعني لـ"عمان": التقيد بمنظومة القيم الأخلاقية القائمة على الحوار وتبادل العلاقات

- سلطنة عمان تدعم دور العديد من المنظمات الدولية بهدف خدمة السلام والأمن

قال سعادة السفير الشيخ حميد بن علي المعني رئيس دائرة الشؤون العالمية في وزارة الخارجية إن الدبلوماسية العمانية حققت العديد من النجاحات على المستويين الإقليمي والدولي، مرتكزة على ثوابت راسخة لتحقيق السلام والاستقرار والنأي بالبلاد عن كافة الصراعات الدولية والإقليمية والحرص على عدم التدخل في شؤون الغير، وتعلن سلطنة عمان في خطاباتها الرسمية على الدوام بأنها مؤمنة بالحوار وبالحلول السلمية.

وأشار المعني في حوار خاص لـ" عمان" إلى أن السياسة الخارجية العمانية تتجسد على عدة مبادئ أهمها احترام كافة القوانين والأعراف الدولية، ودعم دور العديد من المنظمات الدولية بهدف خدمة السلام والأمن، ودعم العلاقات الدولية العربية، والسعي لحل القضايا التي تهم العالم العربي، ومنها القضية الفلسطينية، وانتهاج سياسة حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير والاحترام المتبادل للسيادة الوطنية، ودعم وتعميق التعاون بين دول الخليج العربي، والحرص على استتاب الأمن في المنطقة.

المرتكزات

وتطرق إلى مرتكزات السياسة الخارجية لحكومة سلطنة عمان، حيث قال "تكمن في التقيد بمنظومة القيم الأخلاقية القائمة على الحوار السياسي وتبادل العلاقات على أسس مبدأ المصالح المشتركة، حيث ترى السلطنة أن من حق كل دولة أن تبحث عن مصالحها، ولكن دون الخروج عن مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتدعو إلى اتباع لغة الحوار والتفاوض في إدارة النزاعات، ومن وجهة نظر سلطنة عمان فإن القدرة على مخاطبة الرأي الدولي العام بطريقة علمية مدروسة ومنهجية واضحة، مع الحرص على بناء الثقة مع الآخرين، وإشعارهم بأن المصالح المشتركة هي المرجعية التي يجب اعتمادها أثناء الحوار، موضحا أن السياسية العمانية الثابتة والمحايدة وسعيها إلى تحقيق الأمن والسلام في المنطقة ميّزها عن باقي الدول، حيث سعت السلطنة إلى تطوير علاقاتها الدولية ومد يد الصداقة بين الشعوب، مما أكسبها ذلك أهمية واحتراما بين دول العالم، والدور المهم في تعزيز الحوار بين الأطراف المتنازعة في المنطقة وإيجاد الحلول السلمية.

وأوضح أن سلطنة عمان اتخذت من الخلافات العربية والإقليمية موقفا محايدا، إذ إنها لم تقاطع مصر بعد اتفاقية كامب ديفيد، ولم تؤيد العراق في حرب السنوات الثمان ضد إٕيران، واستمرت على هذا الموقف حتى بعد أحداث الثورات العربية عام ٢٠١١م، إذ لم تظهر انحيازا في الشأن المصري، ولم تقاطع النظام السوري، ورفضت الانحياز لأي من أطراف الصراع في اليمن، وأبقت قنوات التواصل مفتوحة مع جميع الأطراف، كما قامت باحتضان مفاوضات الملف النووي الإيراني، عبر استثمار علاقاتها الجيدة مع الأميركيين والإيرانيين، حيث اعتمدت الدبلوماسية العمانية مبدأ المعرفة والتعارف والاعتراف نموذجا في حل النزاعات وتعزيز سبل الحوار مع الدول الأخرى، كما كان لهذا المبدأ دور فعال في المفاوضات وفض النزاعات، مشيرا إلى أن المعرفة يُقصد بها من منظور العلاقات الدولية هي أن تعرف كل دولة ثقافتها وتاريخها والأسس التي تُبنى عليها مما يجعلها دولة ذات سيادة، بالإضافة إلى ضرورة معرفة كل دولة ثقافات وتاريخ الدول الأخرى، فمن خلال المعرفة تستطيع الدولة فهم تاريخ غيرها من الدول والمبادئ التي تستند عليها، مفيدا بأن الدبلوماسية العمانية تمكنت من تحقيق ذلك من خلال التعريف بتاريخها الغني وثقافتها المتفردة ومواقفها السياسية الثابثة والواضحة ومعرفة وفهم سياسات الدول الأخرى مما يجعلها أكثر تسامحا وانفتاحا مع تلك الدول.

الحوار والنقاش

وعرج سعادته إلى مبدأ الحوار والنقاش الذي يكون هدفه إيجاد نقطة الوصل بين الطرفين، والتعارف يساعد الأطراف المختلفة على فهم بعضها أكثر فأكثر، يقول الله سبحانه وتعالى: "وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا"، وتوضح هذه الآية الكريمة أن الله تعالى خلقنا مختلفين، أو أنه سبحانه وتعالى قد جعل بيننا القابلية للاختلاف لكي نتعارف، على أساس أن التعارف يتم بين متخالفين وليس بين متماثلين، فالتعارف هو الجسر الذي يربط بين شيئين مختلفين بهدف معرفة كل منهم الآخر وفهم احتياجاته ومتطلباته، وكان لسلطنة عمان دور فعال ومهم في التقريب بين الأطراف المتنازعة وجعلها تتحاور وتصل إلى هدف مشترك مما يمثل نوعا من أنواع الحوار الإيجابي، أما عن الاعتراف فأوضح المعني "يقصد به التوافق بين الطرفين أو الأطراف المختلفة من خلال تسليط الضوء على الأشياء المتوافقة والمشتركة، والاعتراف في علم العلاقات الدولية هو أن يعترف كل طرف بالآخر سواء كان الاعتراف على مستوى الدول أو المنظمات الدولية، كما أن توقيع الاتفاقيات والمعاهدات يعتبر نوعا من أنواع الاعتراف الذي يأتي بعد المعرفة والتعارف، وقد قامت الخارجية العمانية بدور فعال في الاعتراف، حيث إنها وقعت وصادقت على كثير من الاتفاقيات وخصوصا تلك التي تخص الجوانب الإنسانية، على سبيل المثال: وقعت سلطنة عمان العام الماضي على ٣ اتفاقيات في الجانب الإنساني وهي "اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللإنسانية أو المهينة، والعهد الدولي الخاص"، بالإضافة إلى الاتفاقيات الثنائية بين الدول مما يجعلها دولة سلام بين دول العالم".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الدبلوماسیة العمانیة سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

شريف فتحى: السياحة تلعب دورًا هامًا فى تعزيز السلام والاستقرار العالمى

وزير السياحة: قدماء المصريين أول من وقعوا معاهدة سلام من أقدم العصورالوزارة تسعى لتقديم صورة معاصرة وأكثر حداثة عن مصرإهتمام غير مسبوق من الدولة بقطاع السياحة والآثار فى مصرتحديث آليات الترويج والاستعانة بالتسويق السياحى الالكترونىإستراتيجية الوزارة التركيز على إبراز تنوع الأنماط السياحيةجهود كبيرة من الدولة لدعم وتحسين الاستثمار السياحىالحفاظ على تراث مصر الحضارى والعمل على تحقيق معدلات نمو غير مسبوقة

 

قال شريف فتحى، وزير السياحة والآثار، إن السياحة تلعب دورًا حيويًا فى تعزيز السلام والاستقرار العالمي، مؤكدًا أنها أحد أهم أدوات القوة الناعمة التى تساهم فى التواصل والتقارب بين الشعوب، ونشر ثقافة الحوار والتفاهم بين الثقافات المختلفة للمجتمع الدولى، كما أنها تعمل على بناء الثقة والاحترام وتضع أسس قوية للتعاون نحو النمو الشامل والازدهار ما ينطوى على الضمانات الأكثر أمانًا ضد الصراعات.

جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها الوزير فى احتفال العالم بيوم السياحة العالمى ٢٧ سبتمبر من كل عام، والتى انطلقت تحت شعار «السياحة والسلام» والذى يُسلط الضوء على أهمية السياحة وقيمها المختلفة التنموية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

ولفت الوزير فى كلمته إلى أن شعار هذا العام «السياحة والسلام» يُذكرنا بأحد أبرز الأحداث فى مصر القديمة، وهو توقيع الملك رمسيس الثانى لأول معاهدة سلام موثقة فى العالم مع الحيثيين بعد معركة قادش، مما يعكس رؤية المصريين منذ أقدم العصور فى تحقيق الاستقرار والسلام. 

وأكد «شريف فتحى» فى كلمته، أن تحقيق مستقبل واعد للسياحة يتطلب تكثيف الجهود لجعل هذا القطاع وسيلة للتواصل الإنسانى وحل النزاعات، فصناعة السياحة قائمة على حرية وأمن وسلامة الانتقال والتنقل وهذا يتطلب السعى الدائم لتحقيق السلام والأمن على مستوى العالم وليس فقط فى أجزاء معينة منه، بالإضافة إلى كونه منصة لاستشراف المستقبل.

وتابع، إن استراتيجية عمل الوزارة خلال المرحلة القادمة ستركز بشكل أساسى على إبراز تنوع الأنماط السياحية المستهدفة الذى يتميز به المقصد السياحى المصرى والعمل على تطوير كل نمط سياحى على حدة حتى يكون المقصد السياحى المصرى الأول فى العالم من حيث تنوع الأنماط والمنتجات السياحية، وذلك بالنظر لما تمتلكه من كنوز أثرية وتاريخية زاخرة، فضلًا عن المقومات والإمكانات الطبيعية التى تجذب السائحين من مختلف أنحاء العالم، بجانب التركيز على تنويع الأسواق السياحية المستهدفة بما يساهم فى تحقيق الأمن الاقتصادى السياحي، واستدامة النشاط السياحى والأثرى بمنظور شمولى لجميع أوجه الاستدامة لاسيما مع تنامى اتجاه تفضيل المقاصد التى تهتم بالحفاظ على البيئة عالميًا، فضلا عن الجهود الخاصة بدعم وتحسين وتعزيز مناخ الاستثمار السياحي، ووضع الخطط والرؤى التى من شأنها تنمية الموارد البشرية وبناء القدرات بهذا القطاع الحيوي، هذا إلى جانب ما يتعلق بالرقابة والحوكمة لمختلف منظومات العمل بقطاع السياحة والآثار.

وأضاف، كما تستهدف الاستراتيجية التخطيط للتسويق السياحى بفكر اقتصادى يراعى موسمية حركة السياحة، كما تسعى الوزارة حاليًا إلى تقديم صورة معاصرة وأكثر حداثة عن مصر من خلال خلق محتوى غير نمطى وجديد للمقاصد السياحية المختلفة، بالإضافة إلى تحديث آليات الترويج السياحى والاستعانة بشكل أكبر على التسويق السياحى الإلكترونى ولاسيما منصات التواصل الاجتماعى المختلفة كأحد أهم هذه الآليات الترويجية الحديثة على مستوى العالم، هذا بالإضافة إلى التعاون مع الجهات المعنية لتوفير الطاقة الجوية الناقلة إلى مصر، إلى جانب التوسع فى عقد الشراكات مع القطاع الخاص لتقديم وتشغيل الخدمات بالمواقع الأثرية والمتاحف.

وقال الوزير: أنتهز هذه الفرصة للتأكيد على ما توليه الدولة المصرية من اهتمام غير مسبوق لقطاع السياحة والآثار فى مصر، وما تقدمه من دعم ومساندة لتعزيز المكانة الرائدة لمصر دوليًا فى الأسواق السياحية، والحفاظ على تراث مصر الحضارى الفريد، ودفع قطاع السياحة إلى آفاق أرحب، بما يسهم فى تحقيق معدلات نمو غير مسبوقة، والعمل على إتاحة المزيد من التيسيرات التى من شأنها أن تسهم فى تحقيق الأهداف المرجوة من هذا القطاع الواعد.

 

مقالات مشابهة

  • العلم في خدمة السلام كيف تعزز الدبلوماسية العلمية الاستقرار في المنطقة؟
  • جهود الصين في بناء الإنسان ونشر السلام
  • سلطنة عمان تشارك في أعمال مؤتمر الرابطة الدولية للمدعين العامين في أذربيجان
  • التقرير السنوي للتنافسيّة يستعرض خريطة المؤشرات الدولية
  • رئيس «الإصلاح والنهضة»: مصر رائدة في جهود صنع السلام الإقليمي
  • سلطنة عُمان تتابع باهتمام بالغ تطوُّرات التصعيد العسكري في المنطقة
  • الكوادر العمانية تستثمر في إدارة المواقع الأثرية .. حصن جبرين أنموذجا
  • شريف فتحى: السياحة تلعب دورًا هامًا فى تعزيز السلام والاستقرار العالمى
  • سلطنة عمان تتقدم في الابتكار العالمي
  • الدبلوماسية العُمانية.. الآمال والتطلعات