موقع 24:
2025-02-22@21:14:50 GMT

هل تتجه إثيوبيا وإريتريا إلى حرب أخرى؟

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

هل تتجه إثيوبيا وإريتريا إلى حرب أخرى؟

قبل عام التقى مسؤولون من تيغراي وإثيوبيا في بريتوريا لتوقيع اتفاق وقف الأعمال العدائية. كان يُفترض أن تنهي اتفاقيات بريتوريا حرب تيغراي التي أودت بنحو 600 ألف شخص. ومنذ ذلك الحين، استغلت الحكومات الإثيوبية والغربية والإفريقية اتفاقيات بريتوريا للترويج لفكرة أن حرب إثيوبيا انتهت وأن الدولة تتجه نحو إعادة الإعمار.

من الممكن أن تُغرق الحرب الحالية المنطقة بأسرها في أزمة


 وكان هذا أساس تطبيع الاتحاد الأوروبيّ مع حكومة أبي أحمد وتقديم حزمة مِنَح بقيمة 600 مليون يورو. غير أن الواقع أن الحرب الأهلية الإقليمية في إثيوبيا تحوَّل مسارها لكنها لم تنته، وفق غويتوم غيبريلويل، باحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه في برنامج الدراسات الأمنية الدولية بجامعة ييل.
تمهيد الطريق لحرب جديدة
وقال الكاتب في مقاله بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية: كانت الغاية من اتفاقية بريتوريا الأساسية تغيير تركيبة التحالفات الإستراتيجية في القرن الإفريقي وتمهيد الطريق لحرب جديدة. وأدت التحالفات دوراً محورياً في الحرب الأهلية الإثيوبية منذ البداية. وكانت إحدى مهام أبي أحمد عندما تقلد منصبه عام 2018 صنع السلام مع إريتريا وكثير من جماعات المعارضة المحلية، والاحتفاء بذاك السلام بوصفه خطوة جريئة نحو الديمقراطية والمصالحة الإقليمية، حتى أنه فاز بجائزة نوبل للسلام تقديراً لدوره.

 

Why #Ethiopia and #Eritrea May be Heading for Another

Increased military mobilization and belligerent rhetoric are raising the temperature in the Horn of Africa.https://t.co/RTxvip1JVa

— Amanuel ERI (@AmanuelERI1) November 26, 2023


لكن أبي أحمد كان يؤسس تحالفاً إقليميّاً وحسب لتعزيز نموذج قومي مُحدد في شتى أنحاء القرن الإفريقي. ففي إثيوبيا، تحالف مع القوميين الإثيوبيين والأمهرة. وإقليميّاً، تحالف مع الرئيس الصومالي محمد عبد الله والرئيس الإريتري أسياس أفورقي.
وأدت ولاية أمهرة الإقليمية وإريتريا دوراً حاسماً في المجهود الحربي. فقد قدَّمتا مئات الآلاف من الجنود، وجمعتا الأموال، وحشدتا سكانهما في الشتات للرد على الضغوط الدولية.
بعد 4 سنوات من الحرب في أوروميا وبنيشانغول وتيغراي، أمسى واضحاً أن جهود أبي أحمد في القضاء على القومية العرقية في إثيوبيا باءت بالفشل وأثرت على اقتصاد إثيوبيا والأجهزة الأمنية. كانت هناك معضلة تواجه أبي أحمد. فإما أن يصل لتسوية مؤقتة مع القوى العرقية القومية، وإما يرى بأم عينيه انهيار إثيوبيا. وقد قرر التنازل فحقق سلاماً تكتيكياً مع جماعات المعارضة الأساسية في أوروميا، وأطلق سراح قادة مثل جوار محمد وبيكيلي جيربا في يناير (كانون الثاني) 2022.

مصالحة تكتيكية

وذكر الكاتب أن المصالحة بين أبي أحمد ومنافسيه كانت تكتيكية ولم تسفر عن مصالحة صادقة، إذ نقض جميع العهود التي قطعها على نفسه لإريتريا والأمهرة والقوميين الإثيوبيين، بما في ذلك السماح للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بالاستمرار حزباً سياسياً في إثيوبيا، والتنازل عن حل دستوري للنزاع الإقليمي على غرب تيغراي.

Increased military mobilization and belligerent rhetoric are raising the temperature in the Horn of Africa. https://t.co/iNyfvnGFsT

— CFTNI (@CFTNI) November 26, 2023


وضحَّت حكومة إريتريا والقوميون الأمهرة بعشرات الآلاف من القوات، وتراكمت عليهم تكاليف مالية جسيمة.
ورفضت ميليشات الأمهرة اتفاقية بريتوريا، وأبت أن تغادر غرب تيغراي، وواصلت تطهيرها العرقي. وسرعان ما شرع رئيس الوزاء الإثيوبي في اتخاذ تدابير لتحييد التهديد الجديد لسلطته. ففي أبريل (نيسان)، أعلن عن نزع سلاح جميع القوات الخاصة الإقليمية، فأشعل حرباً واسعة النطاق بين الجيش الإثيوبي وميليشيات الأمهرة التي تحسّنت قدراتها التنظيمية والقتالية منذ ذلك الحين، وصارت تسيطر على أجزاء شاسعة من الريف وكثير من المراكز الحضرية.
لم يُعلن الرئيس الإريتري أسياس أفورقي معارضته لاتفاق بريتوريا، وإنما واصل تقويض اتفاق السلام وحكومة أبي أحمد باستمراره في احتلال جزء كبير من شمال تيغراي. ودرَّبَ أفورقي أيضاً ميليشيات الأمهرة في الماضي وسلّحها. وتعتقد الحكومة الإثيوبية أنه ما زال يفعل ذلك.
وقال الكاتب إن التقدُّم بمطالبات إقليمية تخص دولاً أخرى بناءً على حقوق تاريخية ينتهك القاعدة الأساسية لمنظمة الوحدة الإفريقية المتمثلة في الحفاظ على حدود الحقبة الاستعمارية. غير أن هذا كان جدول أعمال السياسة الخارجية الرئيسي للحكومات والأحزاب السياسية الإثيوبية المتعاقبة، باستثناء الجبهة الديموقراطية الثورية للشعب الإثيوبي التي دعمت وأشرفت على انفصال إريتريا عام 1933. لذلك، قد يجد آبي أحمد الكثير من التعاطف مع أجندته الوحدوية في المجتمع الإثيوبي.


عوامل الردع


وأشار الكاتب إلى أن هناك عدة عوامل قد تردع إثيوبيا وإريتريا عن تصعيد صراعهما إلى حرب واسعة النطاق. فالجيش الإثيوبي غارق في منطقة الأمهرة، ولا يزال يتعافى من حربه في تيغراي. وفقدَ الجيش الإريتري عدداً كبيراً من قواته في الحرب الأخيرة، ومن المستبعد أن يود مواجهة جيش إثيوبي مُسلح بموارد قوية بقيادة قادة تيغراي المخضرمين.
من ناحية أخرى، قد يؤدي التصعيد المتبادل إلى قيام أحد الطرفين بتوجيه ضربة استباقية تتفاقم إلى حرب شاملة. فضلاً عن ذلك، هناك مؤشرات على استعدادات عمليَّة للحرب. ويشمل ذلك زيادة شحنات الأسلحة الواردة من الخارج. وثمة تقارير أيضاً عن زيادة تعبئة القوات على جانبي الحدود.


عدم الاهتمام من المجتمع الدولي


في آخر حرب بين إثيوبيا وإريتريا، استمر الصراع عامين وأودى بحياة نحو 100 ألف شخص. ومن الممكن أن تُغرق الحرب الحالية المنطقة بأسرها في أزمة تؤدي إلى انهيار الدولتين. والحرب بين البلدين يمكن أن تُحفز الجهات الفاعلة الإقليمية من القرن الإفريقي والشرق الأوسط على دعم حلفائها. ورغم هذه الاتجاهات المثيرة للقلق، فإن إثيوبيا وإريتريا ومنطقة القرن الإفريقي لا تحظى باهتمام يُذكَر من المجتمع الدولي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل القرن الإفریقی فی إثیوبیا أبی أحمد

إقرأ أيضاً:

لمواجهة قرارات ترامب.. المكسيك تتجه لتعديل الدستور

قالت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم اليوم الخميس، إنها ستقترح إدخال تعديلات على الدستور تهدف إلى حماية سيادة البلاد، بعدما أدرجت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب 6 عصابات مخدرات مكسيكية ضمن المنظمات الإرهابية الأجنبية.

وأثارت التصنيفات الأميركية القلق في المكسيك من كونها خطوة مبدئية نحو تدخل الجيش الأميركي في الأراضي المكسيكية في إطار ملاحقتها للعصابات، وهو ما ترفضه المكسيك بشدة.

وذكرت شينباوم: "إن الشعب المكسيكي لن يقبل التدخل في شؤونه تحت أي ظروف، أو أي تدخل أو أي عمل آخر من الخارج قد يلحق الضرر بسلامة أراضي البلاد واستقلالها وسيادتها".

وفي وقت سابق من الخميس، تم نشر تصنيف 8 منظمات إجرامية في أمريكا اللاتينية في السجل الأمريكي الاتحادي تنفيذا لأمر تنفيذي لترامب صدر في 20 يناير.

وتأمل الولايات المتحدة في أن يزيد التصنيف، الذي عادة ما يقتصر على المجموعات الإرهابية لأغراض سياسية لا اقتصادية، الضغط على هذه المنظمات.

مقالات مشابهة

  • موجة غبار تتجه نحو حفر الباطن مع استمرار التقلبات الجوية
  • أحمد إبراهيم الطاهر: نهاية الحرب الضروس قد باتت وشيكة بما قدمته القوات المسلحة
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا.. مصر: إنشاء وتشغيل «السد الإثيوبي» انتهاك للقانون الدولي
  • يوم النيل.. وزير الري يعلن رفض مصر تنظيم زيارة إلأى السد الإثيوبي
  • مصر تعترض على إدراج زيارة مشروع السد الإثيوبي الخلافي ضمن برنامج احتفالية «يوم النيل»
  • اللاجئون السودانيون في إثيوبيا.. إنتهاكات متواصلة ومضايقات من حكومة أديس أبابا
  • روسيا تتجه إلى إنشاء قاعدة بحرية لها على ساحل البحر الأحمر
  • تقرير لـ«الجارديان» يرصد رد أهالي غزة على دعوات التهجير: «لن نكرر النكبة مرة أخرى»
  • لمواجهة قرارات ترامب.. المكسيك تتجه لتعديل الدستور
  • إثيوبيا: حرائق الغابات تشتعل منذ أسبوع في أوروميا.. والسلطات عاجزة عن المواجهة