شرب النغص يتعب الإنسان
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
أنيسة الهوتية
"وا ويح نفسي
لاذكرت أوطانها حنّت
حتى وَلو هيِ في مطرح الخير رغبانه
وَعلى الموارد لاجَت للشرب تتنغص
قدها مقاله،،،،
شرب النغص يتعب الإنسان"
وَحينَ نقول فُلان تنَغِصَ نَغَصَاً: بِمعنى تَكدرَ كَدراً مُضاعفاً بِسبب نَكدِ فُلان عليهِ حتى لم تَتِم هَنَأتهُ بكذا وكذا.. بِمعادلةِ (نكد+كدر)= نَغَص.
وأيضاً النَغص هو عدم اكتمال الهنأة وهي قريبة المدى، أي كَما يقول المصريون (يافرحة ما تمت)، والفرحة التي يجتهد عليها الإنسان حتى يشقى للوصول إليها ثم لا يهتنئ بها هو النغص الأعورُ بعينه.
والنغص يصيب المعدة، والمعدة هي بيت الداء، وَمِن بيت الداءِ تتحور فتنتشر بصورةِ أمراض العصر التي تنهش أجساد البشر بَدأً من المعدة لسوء التغذية أو إفراط في شرب وتناول الأطعمة. وعندما لا تخرج من المعدة وتقرر البقاء فيه، فهي تتحول إلى متلازمة القولون العصبي.
والمتعارف في علم الأجساد أن المسبب الرئيسي لمتلازمة القولون العصبي هو القَلقَ، والإنسان القَلِق دائماً بالأغلب يُصاب به بسهولة تامة أكثر من غيره، والنساءُ أكثر عُرضةً للإصابةِ من الرجال، والفئات العمرية المُعرضة للخطر هُم الأقل من خمسين عاماً في الرجال والنساء. وهذه النقطة الأخيرة تؤكد لنا صحة نظرية أن القولون العصبي مرضٌ يصيب الإنسان القَلِق أكثر من غيره لأنَّ منظمة الصحة العالمية لم تسجل مريضاً واحداً أصيب بالقولون العصبي بعد عمر الخمسين! إلا إذا كان قد أصابهُ نغص القولون في سنٍ مبكرة وأخذه العمر معه، أما كإصابة جديدة فلم تُدون أبداً لأنَّ عمر الخمسين ليس عمر القلق أبداً ولا التفكير والاكتئاب! البَته.
وعندما حصرت الإحصائيات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بنغص متلازمة القولون العصبي، فهذا ليس بالغريب أبداً لأن النساء بطبيعتهن هُن الأكثر قلقاً من الرِجال! وَهُن الأكثر عُرضةً أيضاً للإصابة بالوسواس بجميعِ فئاته من القهري إلى الغيبي، والاكتئاب، والتفكير المُفرط! وللاسف تفكيرٌ مفرط في أمورٍ لا تُسمِن ولا تُغني من جوع! دون تعميم.
وَلَكِن، منظمة الصحة الدولية مع كل دراساتها وأبحاثها حول اكتشاف مسببات الأمراض لازالت لم تكتشف أسباباً كان الطب القديم قد اكتشفها مسبقاً وأكادُ أجزم أنها صحيحة رغم عدم تداولها في الأوساط العلمية والمجتمعات المثقفة المتمدنة، لأنها فعلاً بوتد المنطق تضرب عين الشمس. وَالأمثلةِ كثيرة عنها، إلا أن ماجذبني فعلاً وَودتُ كتابته هنا هو:
-السحر: الإنسان الذي ظُلِم بوضع أنواعٍ من السحر في مأكلهِ ومشربهِ لغايةٍ في نفسِ المُشرِك المُتعامِل مع الساحر"ميتين ميتين" سيُصاب بمتلازمة القولون العصبي، وإن لم يكن ساحراً حقيقياً بل دَجالٌ أخرقٌ أحمق، إلا أنَّه كافرٌ اتحدَ مع مشركٍ والعمل الذي شربه أو أكله الشخص المظلوم سيصيب بالأذى قولونه العصبي دون أدنى شك. فالسحر يُعمل من الدماءِ النجسة، والقاذورات، وخاصةً سحر جذب الرجل الذي يُعمل بدمِ حيضةِ المرأة التي تُحاول جذبهُ لها.
وكما قال الشيخ جَمال السامرائي الكاظمي في مسوداتهِ البحثية حول الأمراض المرتبطة بأسباب تعود إلى التعامل بالسحر: من الغريب أن إنساناً عاقلاً متوكلاً على الله في جميع أموره، لا يُعاني شرور الوسواس والقلق، آكلاً شارباً بمقياس، يصاب بمرضٍ مشابه! إلا أن يكون قد تعرض لهُ عارضٌ بِسحرٍ أصابهُ بضررٍ بأمرِ الله لحكمةٍ منه سبحانه، فعليهِ مع علاجِ الأطباء أن يسعى لعلاجاتٍ يجدها في مكتبة الطب النبوي.
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة تكشف عن علاج طبيعي واعد للالتهابات المعوية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة طبية حديثة قام بأجرها فريق من الباحثين بجامعة تورنتو مركبا طبيعيا في الزنجبيل يتميز بقدرته على الارتباط الانتقائي بمستقبل نووي متورط في مرض التهاب الأمعاء (IBD) وتنظيم نشاطه وفقا لما نشرته مجلة ميديكال إكسبريس.
وأثناء دراسة المركبات الكيميائية في الزنجبيل لاحظ الباحثون تفاعلا قويا بين مركب اسمه فورانودينون (FDN) ومستقبل بريجنان إكس (PXR) وهو بروتين يلعب دورا رئيسيا في تنظيم الالتهاب.
وأظهرت التجارب أن FDN يساعد في تقليل التهاب القولون من خلال تنشيط PXR، ما يعزز قدرته على تثبيط إنتاج السيتوكينات المسببة للالتهاب.
وقال جيا باو ليو، الباحث في مركز دونيلي للأبحاث الخلوية والجزيئية بجامعة تورنتو: وجدنا أن إعطاء FDN عن طريق الفم يقلل بشكل ملحوظ من التهاب القولون لدى الفئران وإن تحديد المستقبل النووي المستهدف لهذا المركب يبرز إمكانات الطب التكميلي والتكاملي في علاج مرض التهاب الأمعاء ونحن نعتقد أن المنتجات الطبيعية قد تكون أكثر دقة في تنظيم المستقبلات النووية مقارنة بالمركبات الاصطناعية، ما يتيح تطوير علاجات بديلة فعالة من حيث التكلفة ومتاحة على نطاق واسع.
ويتميز FDN بعدة فوائد تجعله خيارا علاجيا واعدا أبرزها إصلاح بطانة الأمعاء حيث يعزز إنتاج بروتينات الوصلات الضيقة والتى تلعب دورا رئيسيا في تنظيم نفاذية بطانة الأمعاء والحفاظ على سلامتها ما يساعد على إصلاح الأنسجة المتضررة بسبب الالتهاب وتقليل الآثار الجانبية حيث يقتصر تأثيره على القولون ما يقلل من خطر المضاعفات في بقية الجسم.
وتلعب المستقبلات النووية دورا رئيسيا في التفاعل مع الجزيئات المسؤولة عن التمثيل الغذائي والالتهاب ويعد PXR مسؤولا عن استقلاب المواد الغريبة مثل الأدوية والسموم الغذائية ما يستلزم التحكم الدقيق في ارتباطه بـ FDN لتجنب أي تأثيرات غير مرغوبة على وظائف الجسم الأخرى.
وقال هنري كراوس الباحث الرئيسي في الدراسة وأستاذ علم الوراثة الجزيئية بكلية طب تيميرتي بجامعة تورنتو:تزايدت معدلات الإصابة بمرض التهاب الأمعاء في البلدان المتقدمة والنامية بسبب التحول نحو الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون والسكريات والمكونات المعالجة والمركب الطبيعي المستخرج من الزنجبيل قد يكون خيارا علاجيا أكثر أمانا من الأدوية التقليدية لأنه لا يثبط الجهاز المناعي أو يؤثر على وظائف الكبد، ما يجنب المرضى التعرض لآثار جانبية خطيرة وهذا يجعله أساسا محتملا لعلاج أكثر فعالية وأقل تكلفة.
جدير بالذكر أن مرضى التهاب الأمعاء يعانون من أعراض مزمنة مثل آلام البطن والإسهال وغالبا ما يبدأ المرض في مرحلة مبكرة من العمر حيث يتم تشخيص نحو 25% من الحالات قبل سن العشرين ومع عدم توفر علاج نهائي يعتمد المرضى على أدوية للتحكم في الأعراض مدى الحياة ما يفرض أعباء نفسية واقتصادية كبيرة.