رأي الوطن : زيارة تعكس تميز العلاقات
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
الزيارة الرسميَّة الَّتي استهلَّها فخامة الرئيس الدكتور فرانك فالتر شتاينماير رئيس جمهوريَّة ألمانيا الاتحاديَّة إلى سلطنة عُمان، تعكس في جميع جوانبها تميُّز العلاقات الثنائيَّة بَيْنَ البَلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ، والَّتي تمتدُّ لأكثر من خمسة عقود، والَّتي يسعى الطرفان إلى تطويرها بما يتناسب مع الثقل الإقليميِّ والعالَميِّ للبَلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ، حيث يُنتظر أنْ تكُونَ الزيارة الحاليَّة انطلاقة كبرى في العديد من المجالات، وعلى رأسها النَّواحي الاقتصاديَّة، وما تشهده الزيارة من مشاورات ولقاءات بَيْنَ حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه، وفخامة الرئيس الضَّيف الدكتور فرانك فالتر شتاينماير رئيس جمهوريَّة ألمانيا الاتحاديَّة، تهدف إلى تعزيز التعاون الوثيق بَيْنَ سلطنة عُمان وجمهوريَّة ألمانيا الاتحاديَّة في مختلف المجالات.
لا ريب أنَّ هذه الزيارة ستكُونُ حافلةً بعددٍ من النشاطات والملفَّات، ومناقشة المجالات والجوانب المشتركة بَيْنَ البَلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ بما يُسهم في تحقيق مصالحهما وتطلُّعاتهما على المستوى الرَّسميِّ والشَّعبيِّ، حيث تُشكِّل هذه الزيارة الرَّسميَّة الأولى الَّتي يقوم بها فخامة الرئيس الألماني للبلاد، منذُ تولِّي جلالة عاهل البلاد المُفدَّى مقاليد الحُكم، فرصةً تهدف إلى تنمية العلاقات التجاريَّة وتعزيز الفرص الاستثماريَّة بَيْنَ البَلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ في مختلف القِطاعات، والعمل على ازدهارها والَّذي يستند في ذلك إلى العلاقات الطيِّبة والاحترام المتبادل بَيْنَ الجانبَيْنِ، خصوصًا في ظلِّ ما تملكه دَولة ألمانيا من مُقوِّمات تقنيَّة واقتصاديَّة كبرى وثقل سياسي كبير في القارَّة العجوز، وما تحظى به سلطنة عُمان من فرص استثماريَّة واعدة بفعل موقعها الجغرافي الفريد في قلْبِ حركة التجارة العالَميَّة، وما تملكه من حوافز استثماريَّة وتمتُّعها بحالة من الأمن والاستقرار الفريدة، الَّتي تجعل مِنْها قِبلة آمنةً لرؤوس الأموال المستثمرة.
ونظرًا لِمَا تمرُّ به المنطقة والعالَم من أحداث سياسيَّة فإنَّ الملف السِّياسيَّ من المؤكَّد أنَّه أحد ملفات النقاش بَيْنَ قيادتَي البَلدَيْنِ، ويُمثِّل العدوان الإسرائيليُّ على الشَّعب الفلسطينيِّ في قِطاع غزَّة والضفَّة الغربيَّة والقدس المحتلَّتَيْنِ أحد العناوين البارزة على طاولة المباحثات التي سيكُونُ لها ـ دُونَ شكٍّ ـ صدى طيِّب ورؤى مشتركة تخدم القضايا الراهنة في المنطقة والعالم، والعمل معا على إيجاد مقاربات إيجابيَّة لعددٍ من القضايا الَّتي تهمُّ الجانبَيْنِ على السَّاحتَيْنِ الإقليميَّة والدوليَّة، حيث يعتمد البَلدانِ على نهج واحد في حلِّ الخلافات قائمٍ على الحوار والطُّرق السلميَّة ومبادئ القانون الدولي، كأنجع الأُسُس وأفضل السُّبل لإحلال الأمن والسِّلم الدوليَّيْنِ.
إنَّ مِثل هذه الزيارات ذات الأهمِّية الكبرى ستؤدِّي دَوْرًا كبيرًا في تحقيق الأهداف التنمويَّة العُمانيَّة والألمانيَّة في آنٍ واحد، حيث تُمثِّل فرصة للانطلاق بالعلاقات نَحْوَ تعاون بنَّاء ومُثمر، يُحقِّق التنمية الشاملة المستدامة للشَّعبَيْنِ العُمانيِّ والألمانيِّ، وفرصة لإعطاء العلاقات القائمة الزخم والدافعيَّة عَبْرَ مجموعة من الاتفاقيَّات ومذكّرات التفاهم، الَّتي تعمل على تنمية التعاون الاقتصاديِّ والصناعيِّ بَيْنَهما والتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، وتنظيم الخدمات الجوِّيَّة والتعاون في المجالات الصحيَّة وغيرها، ما يسهم في زيادة حجم التبادل التجاري بَيْنَ البَلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: ة ألمانیا
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: زيارة السيسي لإسبانيا تعزز التعاون الاستراتيجي والإقليمي
أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى إسبانيا في هذا التوقيت تحمل دلالات مهمة على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذلك على مستوى القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأوضح سلامة، خلال مداخلة على قناة "إكسترا نيوز"، أن اختيار إسبانيا لترفيع العلاقات الاستراتيجية معها يعكس أهمية التعاون في مجالات حيوية، مثل السياحة، الطاقة الجديدة والمتجددة، قضايا تغير المناخ، والبنية التحتية، وهي قضايا تستلزم تبادل الخبرات بين البلدين، كما حدث مع الصين وروسيا، مشيرًا إلى أن الاتفاقيات التي تم توقيعها بين مصر وإسبانيا خلال الزيارة تركز على مجالات مستحدثة تتطلب تعاونًا مستمرًا وتيسيرًا للإجراءات لتبادل الخبرات بما يعود بالنفع على جودة حياة المواطنين في كلا البلدين.
وأضاف أن العلاقات المصرية-الإسبانية تاريخية، وتشمل توافقًا في وجهات النظر السياسية، إضافة إلى التعاون الاقتصادي والاستثماري، كما دعا الرئيس السيسي المسؤولين الإسبان للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر، مشددًا على أهمية زيادة تدفق السياح الإسبان إلى القاهرة، ما يعزز مفهوم الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.