عمّان ـ العُمانية: أقامت وحدة الدراسات العُمانية في جامعة آل البيت الأردنية بالشراكة مع مكتب الإفتاء بسلطنة عُمان ندوة علمية بعنوان (سلطنة عُمان بعيون زائريها الأردنيين)، بمناسبة الذكرى الثالثة والخمسين للعيد الوطني لسلطنة عُمان، أدارها الدكتور محمد الدروبي.
وقال رئيس الجامعة الدكتور أسامة نصير في مستهل الندوة: إن الحضارة العُمانية اتّسمت بخصوصيةٍ منفردة عبر التاريخ، وامتاز أهلُها بمحافظتِهم على إرثهم الفكري الضخم الذي جعل من عُمان مركزًا مهمًّا من مراكز الثقافة والحضارة العربية والإسلامية.


وأضاف أن سلطنة عُمان رسمت خطواتٍ واسعة نحو مفهوم الدولة العصرية، وحققت سمعة طيبة في المحافل العربية والدولية، وتوفرت فيها سُبُل العيش الكريم للعُماني، بما تم إنجازُه من تقدم على الصُّعد كافة.
وبيّن نصير أن الوحدة ستنظّم العديد من الندواتِ والمحاضرات العلمية الدورية، إضافة إلى قيامها بإجراء مسابقة البحوث العُمانية ومنحة البحوث العُمانية التي سيتم تنظيمها سنويًّا، وغيرها من الأنشطة والفعاليات العلمية بالتعاون مع الجامعات والمراكز والكراسي العلمية المختصة في سلطنة عُمان.
من جانبه قال سعادة السفير الشيخ فهد بن عبدالرحمن العجيلي سفير سلطنة عُمان لدى الأردن، إن البلدين الشقيقين يرتبطان بعلاقات أخوية متينة ومتجذرة مبنية على الاحترام المتبادل منذ عقود مضت، انعكست على التعاون في جميع المجالات السياسة والاقتصادية والثقافية، واستمرت العلاقة المتميزة بين الشعبين الشقيقين بما يحقق المزيد من تطلعاتهما نحو التقدم والرقي والنماء.
ومن جانبه استعرض الدكتور عبدالكريم جرادات (رئيس الوحدة)، مسيرة الوحدة التي عنيت منذ تأسيسها بالدراسات الأكاديمية العلمية المتعلقة بتراث سلطنة عُمان تاريخيًّا وحضاريًّا وأدبيًّا وثقافيًّا، وعملت على توفير فرص اللقاء والتواصل بين الباحثين والمهتمين بالشأن العُماني، من خلال عقد الملتقيات العلمية وإقامة الندوات والمحاضرات واستضافة الباحثين الزائرين ونشر حصيلة هذه الملتقيات في سلسلة من الكتب. وخلال الندوة قدّم الدكتور زياد الزعبي ورقة بعنوان (سلطنة عُمان.. الديار وأهلها)، قال فيها: (ما إن عاينت صور المكان حتى أحسست أنني أمام عمق تاريخي يحافظ على سماته وصفاته وهويته، وهذا ما يتبدى في الطراز المعماري وفي القلاع التاريخية، وفي اللباس الوطني للرجال والنساء الذي يحمل دلالات سيمائية كبيرة لا تخطئها العين). وتحدث الزعبي عن الرواية العمانية التي يقف المرء فيها (على بنية فنية مدهشة تعبّر بعمق وجمال عن العمق التاريخي غير العادي لسلطنة عُمان)، وقال في هذا السياق: (إذا لم يُتَح لك أن تزور عُمان وتقف على عناصر الحياة فيها، فإن الروايات تأخذك إلى جبالها وصحرائها وقراها ومدنها وغابات النخيل فيها وأفلاجها وسيولها وناسها الذين يعمرونها بحوارهم المستمر مع عناصرها الطبيعية). بدورها قدمت الروائية سميحة خريس ورقة بعنوان (عُمان في القلب)، قالت فيها: (لم أكن أعرف سلطنة عُمان سابقاً إلا بالقدر اليسير الذي أتاحته المناهج الدراسية، ثم بعد أن سنحت لي الفرصة للسفر التقيتُ عبر عدد من المؤتمرات والندوات برموز من المثقفين والأدباء العُمانيين الذين مثّلوا بلادهم بشخصية مثقفة مهذبة متصالحة مع ذاتها وعلى خلق عظيم، وقد توطدت أواصر الصداقة مع بعض الكاتبات.
وتابعت بقولها: لم تكن مسقط ولا غيرها من المدن العمانية التي زرتها (نزوى وصور والرستاق وصلالة وبلدات صغيرة متناثرة بين الجبال) تشبه غيرها من المدن العربية على شاطئ الخليج.. كانت سلطنة عُمان فاتنة ببحرها وجبالها، ولكن طرازاها المعماري حمل لي إشارة واضحة على اعتزاز العُماني بثقافته وحرصه على أن تكون تلك المدن شبيهة بروحه، فلم يلحق بالطرز المعمارية الغربية التي مسحت هويتنا، بل إنه حين البناء كان يطوع الهندسة الحديثة لتبرز الأطر الحضارية لفن المعمار التاريخي. من جهته، قدم الكاتب جعفر العقيلي انطباعاته عن المشهد الثقافي العُماني الذي اطلع عليه عن قرب من خلال عمله الإعلامي وأيضًا في قطاع النشر، مؤكداً أن هذا المشهد يشهد انعطافة نوعية في مسيرته يدلل عليها الفوزُ المستحق لكوكبة من المبدعات والمبدعين من سلطنة عُمان بجوائز دولية وعربية في السنوات الأخيرة، من بينها (البوكر مان) العالمية، و(البوكر) العربية، و(كتارا)، وجائزة الملتقى للقصة القصيرة، وجوائز الشيخ زايد للكتاب والهيئة العربية للمسرح وأندية فتيات الشارقة، وغيرها. أما الدكتور سعيد جبر أبو خضر، فقدم ورقة عمل بعنوان (سلطنة عمان في وجدان سفراء المحبة والسلام)، قال فيها: إن عُمان تسكن قلوب أولئك الذين شاهدوا بأم أعينهم اتساعَ الفضاء في سمائها، واتساعَ صحاريها، ووجودَ النخلِ وتنوعه ودنوه في مدنها وقراها وبواديها، ومعجزة الأفلاج المنساب في سهولها ووهادها، وامتدادَ بحرها اللازوردي.وتوقف أبو خضير عند رؤية (عُمان 2040 ) مشيرًا إلى أنها «مثّلت مرجعًا وطنيًّا للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي لسلطنة عُمان، ومنها تنبثق الاستراتيجيات الوطنية القطاعية والخطط الخمسية التنموية.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الع مانیة الع مانی

إقرأ أيضاً:

مواهب مجيدة يفرزها دوري سماش الرمضاني للبادل

توج فريق المهاجم النهائي بلقب دوري سماش الرمضاني للبادل في نسخته الثالثة، بعد منافسات حماسية شهدت مستويات فنية عالية، وحلّ فريق الذئب في المركز الثاني، بينما جاء فريق لوس تايجرس في المركز الثالث، وشهد الدوري مشاركة 72 لاعبًا يمثلون 12 فريقًا قُسّمت إلى مجموعتين، حيث تنافست الفرق وفق نظام مصمم لتعزيز الحماس والإثارة بين المشاركين.

وبلغت قيمة الجوائز المالية 4000 ريال عماني، مما أضفى مزيدًا من التنافسية على البطولة، واستضاف ملعب سماش للبادل بنادي عمان الرياضي مباريات الدوري، الذي يُعد من أبرز البطولات الرمضانية في لعبة البادل، نظرًا لما يجمعه من روح التحدي والمنافسة في أجواء رياضية مميزة.

وبعد ختام الدوري، أشاد زكريا السليماني لاعب في فريق الذئب بالمستوى الفني والتنافسي الذي شهده دوري سماش الرمضاني للبادل في نسخته الثالثة، مؤكدًا أن البطولة شكلت فرصة استثنائية للاعبين واللاعبات في سلطنة عمان لتطوير مستواهم في اللعبة، واكتساب خبرات جديدة من خلال خوض مواجهات قوية ضد منافسين يتمتعون بأساليب لعب متنوعة.

وأوضح السليماني أن الدوري لم يكن مجرد منافسة رياضية، بل مثل محطة مهمة لصقل مهارات اللاعبين على المستويين التكتيكي والبدني، مشيرًا إلى أن طبيعة المباريات والتحديات التي فرضتها جعلت اللاعبين أكثر قدرة على قراءة الخصوم والتكيف مع أنماط اللعب المختلفة، وهو ما يعد عنصرًا أساسيًا في تطور أي رياضي في لعبة البادل.

وأضاف: الدوري كان اختبارًا حقيقيًا لمستوى اللاعبين، خاصة أولئك الذين يخوضون أول تجربة لهم في بطولة بهذا الحجم، فالمنافسة بين الفرق كانت شرسة، حيث شارك 72 لاعبًا تم توزيعهم على 12 فريقًا، مما وفر بيئة تنافسية عالية دفعت الجميع لتقديم أفضل ما لديهم على أرض الملعب.

وأشار إلى أن الفروقات الفنية بين الفرق كانت واضحة في بعض مراحل البطولة، لكن نظام الدوري وقوانينه أسهمت في جعل المباريات أكثر حماسة وإثارة، مما أضفى طابعًا تنافسيًا قويًا على البطولة، وجعلها تجربة استثنائية لجميع المشاركين.

واختتم السليماني حديثه بالتأكيد على أن واحدة من أهم مخرجات هذه النسخة من الدوري هي مساهمته في استقطاب المزيد من اللاعبين الجدد وزيادة الاهتمام بلعبة البادل في سلطنة عمان، وهو ما يعكس التطور المستمر لهذه الرياضة في البلاد، ويعزز من انتشارها في الأوساط الرياضية والشبابية.

اختبار القدرات التكتيكية

من جانبه، قال مازن الشقصي، لاعب في فريق لوس تايجرس: أن دوري سماش الرمضاني للبادل يعد أنموذجًا مصغرًا لمحاكاة البطولات الخليجية والدورات العربية حتى كأس العالم للبادل، نظرًا للمستوى العالي من التنظيم والتنافسية التي شهدها، وأوضح أن ما يميز هذه البطولة أنها لا تقتصر فقط على قياس الأداء الفني للاعبين، بل تمتد أيضًا إلى اختبار القدرات التكتيكية، حيث تلعب استراتيجيات المدربين ودورهم في اختيار التشكيلة المناسبة، وتحفيز الفريق ورفع معنوياته، دورًا أساسيًا في تحقيق النتائج الإيجابية.

وأشار الشقصي إلى أن حجم المنافسة كان كبيرًا، نظرًا لتنوع مستويات المشاركين، حيث شمل الدوري لاعبين من خلفيات مختلفة، بين هواة، ولاعبي منتخبات وطنية، ومحترفين، مما جعل البطولة بيئة مثالية لاكتساب الخبرات وتبادلها، وأضاف: إن هذا التنوع أثرى المنافسة وساهم في رفع مستوى الأداء، حيث تطلب من اللاعبين التكيف مع أساليب لعب متنوعة، مما عزز من تطورهم على المستويين الفردي والجماعي.

كما أوضح أن الدوري لم يقتصر على فئة معينة، بل شمل الذكور والإناث من مختلف الفئات العمرية، حيث بلغ عمر أصغر مشارك 15 عامًا، في حين كان أكبر مشارك يبلغ من العمر 46 عامًا، وهو ما يعكس مدى انتشار اللعبة وشموليتها لمختلف الفئات.

وأشاد الشقصي بجهود اللجنة العمانية للبادل في دعم هذه الرياضة، مؤكدًا حرصها على تشجيع الأندية الرياضية على تنظيم بطولات ودوريات في البادل، باعتبارها الوسيلة الأهم لنشر اللعبة في سلطنة عمان، واستقطاب المواهب الجديدة التي قد تمثل المنتخبات الوطنية في المستقبل، مما يعزز مكانة سلطنة عمان على الساحة الإقليمية والدولية في رياضة البادل.

منصة لاكتشاف المواهب

بينما أكد عمر الطائي، لاعب في فريق المهاجم النهائي، أن دوري سماش الرمضاني للبادل لعب دورًا محوريًا في تطوير المستويات الفنية لكل من لاعبي المنتخبات الوطنية والهواة، مشيرًا إلى أن المنافسات القوية التي شهدها الدوري أسهمت بشكل مباشر في رفع أداء اللاعبين وصقل مهاراتهم.

وأوضح الطائي، أن لاعبي المنتخبات الوطنية استفادوا بشكل كبير من الأجواء التنافسية القوية التي وفرها الدوري، حيث أتاح لهم فرصة الاحتكاك بخصوم على مستوى عالٍ من الاحترافية، ما يعزز جاهزيتهم للمشاركة في البطولات الدولية القادمة، كما مكنهم الدوري من خوض مواجهات ضد لاعبين محترفين، مما أكسبهم المزيد من الخبرة والتكتيكات التي ستنعكس إيجابًا على أدائهم في الاستحقاقات القادمة، أما بالنسبة للهواة، فقد شكل الدوري منصة مثالية لتطوير أدائهم، حيث أتاح لهم فرصة خوض مباريات منتظمة في أجواء تنافسية قوية، ما ساعدهم على تحسين مستواهم الفني والبدني، وزاد من شغفهم تجاه اللعبة.

وأضاف الطائي: إن منافسات الدوري حفلت بالإثارة والتحدي، حيث سعى كل فريق لتقديم أفضل ما لديه في سبيل تحقيق الفوز، مما أسهم في رفع مستوى التنافسية وتعزيز روح اللعب الجماعي بين المشاركين.

كما أكد أن اللجنة العمانية للبادل تنظر إلى هذا الدوري باعتباره حدثًا مهمًا في مسيرة تطوير اللعبة داخل سلطنة عمان، حيث تضمن اللجنة إقامة مسابقات دورية للاعبين، بهدف توفير بيئة تنافسية مستمرة تساعدهم على التطور، ويعد وسيلة فعالة لاكتشاف المواهب الجديدة في لعبة البادل، إلى جانب كونه عاملًا رئيسيًا في جذب اهتمام الشركات والرعاة لدعم اللعبة، مما يسهم في توسيع انتشارها وتعزيز مكانتها في سلطنة عمان.

مقالات مشابهة

  • برنامجُ صُنع في عُمان في موسمه الثاني يستكشف الصناعات العُمانية الرائدة
  • سبل دعم تلفزيون لبنان بين مرقص وسفير سلطنة عمان
  • غدا.. سلطنة عمان تشهد ظاهرة الاعتدال الربيعي 01:07 ظهرا
  • سلطنةُ عُمان تُدين الاعتداءات الإسرائيليّة على سوريا
  • مفتي سلطنة عمان يدين العدوان الصهيوني الغادر على غزة وأهلها
  • تفاصيل ندوة "الكون بعيون العلم والإيمان" بنقابة المهندسين
  • زيارة علمية لطلاب جامعة حلوان الأهلية إلى مقر الهيئة العربية للتصنيع
  • "الكَون بعيونِ العلمِ والإيمان: رحلةُ في آفاقِ الفضاء" ندوة مشتركة للجنة الفضاء بالمهندسين
  • ندوة "الكَون بعيونِ العلمِ والإيمان" تجمع علماء الدين مع خبراء الفضاء
  • مواهب مجيدة يفرزها دوري سماش الرمضاني للبادل