فاز الكاتب الايرلندي بول لينش بجائزة "بوكر" الأدبية البريطانية العريقة عن روايته "أغنية نبي"، في احتفال أقيم مساء الأحد في العاصمة البريطانية لندن.

والرواية الفائزة هي الخامسة للروائي الذي ترشح للمرة الأولى لنيل المكافأة الأدبية العريقة، وتتناول قصة قاتمة ومؤلمة لأم في أيرلندا متخيلة تنحدر نحو نظام استبدادي.

واعتبر لينش أن روايته "محاولة للتعاطف الجذري عبر غمس القراء في تجربة العيش في مجتمع ينهار"، مشيرا إلى أنه استلهم الرواية من الاضطرابات في الديمقراطيات الغربية، والأزمة السورية التي شهدت انهيار شعب بكامله، وكذلك حجم أزمة اللاجئين الناتجة عنها ولامبالاة الغرب تجاه كل ذلك، بحسب وصفه.

وقال لينش عقب فوزه "لم تكن كتابة هذا العمل سهلة. كان ينتابني شعور بأنني سأعرض مسيرتي المهنية للخطر من خلال كتابتها، ولكن كان علي إنجازها"، مبديا "سعادة كبيرة بأن أيرلنديا يفوز هذه السنة بالجائزة".

وتعد جائزة بوكر من أبرز المكافآت الأدبية في العالم وتمنح لأعمال روائية بالنكليزية، وقد أوصلت إلى الشهرة أسماء لامعة كثيرة في المجال الأدبي، بينهم الفائزون السابقون مارغريت أتوود وهيلاري مانتل.

ولم يدرج أي من المتأهلين الستة للتصفيات النهائية لهذا العام، وهم أميركيان وإيرلنديان وكندية وكينية، في القائمة القصيرة من قبل، فيما أدرج اسم واحد منهم فقط في القائمة الطويلة في نسخة سابقة للمسابقة.

ويحصل الفائز على 50 ألف جنيه إسترليني (نحو 63 ألف دولار)، فضلا عن دفعة معنوية قوية لمسيرته الأدبية.

وكتب لينش أجزاء من رواية "أغنية النبي" أثناء الحجر الصحي خلال جائحة كورونا، لكن الفكرة المقلقة المتمثلة في حظر التجول وانتشار الفيروس كانت طرأت في باله من قبل، بحسب ما أكد خلال مؤتمر صحافي، وقال "كان من الغريب جدا أن أشهد حدوث ذلك في الواقع".

قصة أم أيرلندية

وتتناول روايته التغيرات الجذرية التي تطرأ على حياة إيليش ستاك، وهي أم لأربعة أبناء مقيمة في العاصمة دبلن خلال مرحلة غير محددة، عندما يختفي زوجها المطلوب من قبل الشرطة السرية الجديدة. ثم تسعى جاهدة للحفاظ على تماسك عائلتها، في وقت تنحدر بلادها نحو الديكتاتورية والاستبداد.

وبول لينش المولود في ليمريك عام 1977، هو خامس إيرلندي يفوز بجائزة "بوكر". ويقيم لينش في دبلن ومن بين رواياته "بعد البحر" و"غريس".

رواية أغنية النبي تجسد المخاوف الاجتماعية والسياسية في العصر الراهن بحسب رئيست لجنة التحكيم (الفرنسية)

وشدد الكاتب على أن العمل "لا يتضمن أي استشراف""، لكنه "يردد أصداء (من الواقع) للقراء الذين يتعمقون به".

وقال لينش، الذي كان في السابق كبير النقاد السينمائيين لصحيفة صنداي تريبيون الأيرلندية، إنه أراد أن يفهم القراء تجربة العيش في النظم الشمولية من خلال تسليط الضوء على الواقع المرير عبر الواقعية الشديدة في كتاباته.

وذكر لينش في تعليقات نشرت على الموقع الإلكتروني لجائزة بوكر "أردت تعميق انغماس القارئ إلى درجة أنه بحلول نهاية الكتاب، لن يعرفوا قضية الرواية فحسب، بل سيشعروا بها بأنفسهم".

من جانبها أكدت الروائية الكندية التي ترأست لجنة التحكيم إيسي إدوغيان، أن "رواية أغنية النبي تجسد المخاوف الاجتماعية والسياسية في عصرنا" واعتبرت أنها "انتصار للقصص العاطفية والشجاعة".

وأشارت إلى أن "القراء سيجدونها مؤثرة وحقيقية، وستبقى التحذيرات الواردة فيها حاضرة في أذهانهم"، وتابعت "منذ أول طرقة على الباب، أجبرتنا أغنية نبي على الخروج من حالة السكون والرضا عن النفس بينما نتابع المحنة المرعبة لامرأة تسعى لحماية أسرتها في أيرلندا التي تنحدر إلى الشمولية".

ستة كتب بالقائمة القصيرة

وقد فتحت الجائزة الأدبية لهذا العام أمام الأعمال الخيالية للكتاب من أي جنسية والمكتوبة باللغة الإنكليزية والمنشورة في المملكة المتحدة أو أيرلندا في الفترة ما بين الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2022 و30 سبتمبر/أيلول 2023.

وتقدم الكتب الستة المشاركة في المنافسة النهائية لهذا العام، "أهوالا، ومتعة، وأفراحا، وعزاء"، وفق المنظمين، حول موضوعات تتناول -من بين أمور أخرى- قضايا الظلم والهجرة والتطرف السياسي.

ومن بين أعمال القائمة القصيرة "لدغة النحل" (The Bee Sting) للمؤلف الأيرلندي بول موراي، وهي ملحمة تراجيدية كوميدية تنظر إلى دور القدر في متاعب إحدى العائلات. وكان موراي أدرج في القائمة الطويلة لجائزة بوكر في عام 2010.

ومن بين الأعمال المنافسة أيضا، الرواية الأولى المؤثرة للكاتبة الكينية شيتنا مارو بعنوان "الخط الغربي"، وهي قصة عن الأسى والعلاقة بين الشقيقات تتمحور حول فتاة مراهقة تجد معنى لحياتها من خلال رياضة الإسكواش.

كما اختارت لجنة الجائزة المكونة من 5 أشخاص رواية "إذا نجوت منك" (If I Survive You) للكاتب الأميركي جوناثان إيسكوفري، والتي تدور أحداثها حول أفراد عائلة جامايكية وحياتهم الجديدة الفوضوية في ميامي.

وشارك أيضا في المنافسة زميله المؤلف الأميركي بول هاردينغ، الذي يروي كتابه "الجنة الأخرى" (This Other Eden) المستوحى من أحداث تاريخية، قصة جزيرة أبل، وهو جيب قبالة السواحل الأميركية يتوافد إليه المهمشون في المجتمع ويختارونه ديارا جديدة لهم.

كما تمثل كندا في القائمة المختصرة عبر "دراسة من أجل الطاعة" (Study for Obedience) لسارة بيرنشتاين. وتستكشف هذه الرواية موضوعات التحيز والشعور بالذنب من خلال راو مرتاب.

وفي العام الماضي 2022 فاز الكاتب السريلانكي شيهان كاروناتيلاكا بجائزة "بوكر" عن روايته "أقمار مالي ألميدا السبعة" التي تعتمد أسلوب الهجاء الفكاهي الساخر، وتدور أحداثها خلال الحرب الأهلية التي شهدتها بلاده.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی القائمة من خلال من بین

إقرأ أيضاً:

وائل جسار يتصدر التريند بسبب أسماء جلال

وائل جسار.. تصدر اسم المطرب وائل جسار تريند موقع البحث جوجل بعد إفصاح أسماء جلال، خلال لقاء تلفزيوني عن عشقها له وأمنيتها بالزواج منه عندما كانت بمرحلة المراهقة.

وقالت أسماء جلال لقائها بـ برنامج «معكم منى الشاذلي» الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي، ««بحبه جدًا.. كنت الشخصية الملزقة اللي بحط صوره في كل حتة، وبعدين الموضوع تطور وبقيت غريبة الأطوار جدًا وبقيت أحضر حفلاته كلها».

وأضافت قائلة: «بقى لما يعمل حفلة أكون أول واحدة عارفه مكانها فين وأحجز ترابيزة كاملة ليا عشان أركز معاه، وكنت ألبس فستان حتى لو الناس حواليا لابسة عادي عشان يشوفني، مع إنه متجوز فمش فاهمة أنا كنت بعمل أيه».

وتابعت: «طبعًا هو ولا أخد باله مني خالص.. لحد ما في مرة أعتقد خاف مني وقتها، لأني ذهبت له كنت عاوزة أتصور معاه، فقلت له عارف إننا هنتجوز؟ قالي والله!!.. كنت صغيرة والله العظيم وقتها يا جماعة.. لسة بحبه بس مش بعمل زي زمان، وربنا يبارك له في مراته وولاده».

حفل وائل جسار في لبنان

وعلى صعيد آخر يستعد المطرب وائل جسار، لإحياء حفل غنائي ضخم، وذلك في 19 من يوليو المقبل، في لبنان، ضمن موسم حفلات صيف 2024.

ومن المقرر أن يقدم وائل جسار خلال الحفل باقة مميزة من أشهر أغنياته المحببة لدى جمهوره، ضمن الحفلات التي يحييها نجوم الغناء والطرب في مختلف الدول العربية في موسم الصيف، ومن المتوقع أن يشهد الحفل حضور جماهيري ضخم.

آخر أعمال وائل جسار

وكانت آخر أعمال الفنان وائل جسار، هي أغنية «كل وعد»، التي طرحها خلال الفترة الماضية عبر قناته الرسمية على موقع الفيديوهات «يوتيوب»، وحققت نجاحًا كبيرًا وانتشارًا واسعًا.

أغنية كل وعد من كلمات رفيق نجيب، وألحان أحمد زعيم، توزيع ومكساج وماستر وسام عبد المنعم، جيتار أحمد حسين، منتج منفذ رامز سليمان، وإخراج الكليب نور سالم.

مقالات مشابهة

  • الرئيس عباس يتسلم التقرير السنوي للمجلس الأعلى للإبداع لعام 2023
  • الإمارات الأولى عربياً والـ «18»عالمياً في مؤشر «ضمان» المجمع لمكونات مناخ الاستثمار لعام 2023
  • نتائج البكالوريا السورية لعام 2024 فرحة النجاح وتحديات المستقبل
  • الإمارات الأولى عربيا والـ”18″عالميا في مؤشر “ضمان” المجمع لمكونات مناخ الاستثمار لعام 2023
  • وائل جسار يتصدر التريند بسبب أسماء جلال
  • «الإحصاء»: 9.9% زيادة بأعداد الموفدين للخارج في مهام علمية لعام 2023
  • الإحصاء: 9.9 % زيادة بأعداد الموفدين للخارج في مهام علمية لعام 2023
  • 9.9 % زيادة بأعداد الموفدين للخارج في مهام علمية لعام 2023
  • أشغال الشارقة تصدر تقريرها السنوي لعام 2023
  • مسعود بزشكيان يفوز رسميا برئاسة إيران.. ماذا تعرف عنه؟