تثبيت الهدنة أولى خطوات القضاء على المخطط
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
يتزايد القلق والتوتر لدى أصحاب الضمير الحُر في العالَم أجمع مع اقتراب انتهاء الهدنة المؤقتة في قِطاع غزَّة المدمَّر والمحاصَر، والَّذي يعيش سكَّانه ظروفًا هي الأسوأ في التاريخ العالَمي الحديث، خصوصًا مع بعض التسريبات الَّتي سبقت هذه الهدنة الهشَّة، والَّتي تؤكِّد أنَّ الكيان الصهيوني يسعى من خلالها إلى الحصول على معلومات استخباراتيَّة، تُمكِّنه من مواصلة عدوانه الإرهابي الهمجي، وحرب الإبادة الَّتي يشنُّها ضدَّ سكَّان القِطاع العُزَّل، وذلك حسب تسريبات من مواقع استخباراتيَّة صهيونيَّة وأميركيَّة، على الرغم من الدَّعوات الإقليميَّة والعالَميَّة المتكررة، بضرورة تثبيت تلك الهدنة وجعلها دائمة، وفتح كافَّة المعابر لإدخال المساعدات الإنسانيَّة والطبيَّة والغذائيَّة الَّتي يحتاجها قِطاع غزَّة بشكلٍ عاجل.
فالمُخطَّط الصهيوني باتَ واضحًا كُليًّا لكُلِّ ذي عَيْنٍ ترى، حيث تسعى الحكومة الصهيونيَّة الأشد تطرفًا في تاريخ دَولة الاحتلال الأسود إلى مواصلة عدوانها لتحقيق أهداف التهجير القسري لأبناء القِطاع من شماله إلى جنوبه لِيكُونَ تهجيرًا مرحليًّا جزئيًّا تحتلُّ فيه دَولة الاحتلال جزءًا أو أجزاءً من قِطاع غزَّة كمناطق عازلة، أو إحداث التهجير القسري الكامل لسكَّان القِطاع خارجه، وهو الهدف الَّذي ظهر بوضوح والَّذي تسعى دَولة الاحتلال إلى تحقيقه. فنحن الآن أمام نيَّات معلَنة تعمل على تصفية القضيَّة الفلسطينيَّة عَبْرَ شنِّ حرب الإبادة؛ لإجبار الفلسطينيِّين على التهجير القسري، ثمَّ سرقة ما تبقَّى من الأراضي الفلسطينيَّة، وإعلان دَولة الكيان على كامل الأراضي الفلسطينيَّة المحتلَّة.
إنَّ الرفض الكامل لعقد هدنة دائمة من أطراف يمينيَّة متطرِّفة داخل الحكومة الصهيونيَّة، خصوصًا مع الرضوخ لشروط المقاومة الفلسطينيَّة، في عملية تبادل الأسرى، وخروج عدد من الوزراء الصهاينة بتصريحات تؤكِّد إصرارها على مواصلة العدوان الإرهابي الهمجي، والعمل بشتَّى الوسائل لتحقيق أهدافها الخبيثة، في التهجير القسري، ليس في القِطاع فحسب، لكن خطوات قوَّات الاحتلال وقطعان مستوطنيهم الإرهابيِّين في الضفَّة الغربيَّة تؤكِّد أنَّ هناك سيناريو معدًّا للضفَّة الغربيَّة والقدس شبيهًا بما يحدُث في القِطاع، سيناريو يدعمه ويسانده ـ للأسف ـ بعض الدوَل على المستوى العالَمي، الَّتي توفِّر لإسرائيل الغطاء والحماية من صدور قرار ملزِم من مجلس الأمن، أو حتَّى محاسبتها على ما تقترفه من جرائم ضدَّ الإنسانيَّة، يشهد بها القاصي والدَّاني، وحتَّى بالأسلحة المتطوِّرة المطلوبة لتحقيق الأهداف الصهيونيَّة الدنيئة. ويبقى التساؤل عن ردِّ الفعل العربي والإقليمي، وكيفيَّة مواجهة تلك الخطَّة الصهيونيَّة الخبيثة، فقَدْ أعلنت دوَل عدَّة، وعلى رأسها مصر، رفضها بشكلٍ واضح، على الرغم من الإغراءات الَّتي يُعلنها الغرب، والضغوط الَّتي تمارس على القاهرة لتمريرِ تلك المُخطَّطات الخبيثة، فالفرض المطلق هو القرار الصَّائب الَّذي لَنْ يحميَ الحقوق الفلسطينيَّة ويمنع تصفية القضيَّة فحسب، لكنَّه سيكُونُ درعًا قويَّة ضدَّ أطماع الكيان الصهيوني المعلَنة والخفيَّة، والَّتي تؤكِّد رغبة هذا الكيان في إقامة دَولته المزعومة من الفرات إلى النِّيل. لذا فمنع تحقيق خطَّة التهجير القسري المرحليَّة ضدَّ الفلسطينيِّين، هي بمثابة حماية لدوَل الجوار العربي، الَّتي ستمتدُّ الأطماع الصهيونيَّة نَحْوَها، فور الانتهاء من القضيَّة الفلسطينيَّة، وهو ما يدعو إلى وحدة صف عربي لحماية الفلسطينيِّين، وعدم الانصياع لدعوات التصفية الَّتي يشارك فيها ـ للأسف ـ البعض من بني جلدتنا.
إبراهيم بدوي
ibrahimbadwy189@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: التهجیر القسری ة الفلسطینی الق طاع
إقرأ أيضاً:
تحت نيران القصف.. تفاقم أوضاع اللاجئين في خيام غزة مع تزايد النزوح القسري
غزة- الوكالات
دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه السادس والثلاثين، وسط استمرار القصف المكثف على الأحياء السكنية وخيام النازحين في مختلف مناطق القطاع، ما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين وتفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية.
وفي السياق ذاته، حذّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دو جاريك، من أن مخزونات الغذاء قد انخفضت بشكل خطير خلال 50 يومًا من التصعيد، مشيرًا إلى تناقص حاد في الأدوية والإمدادات الطبية الأساسية، ما يُهدد بانهيار وشيك للمنظومة الصحية في غزة.
ميدانيًا، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن تنفيذ عملية نوعية شرقي حي التفاح بمدينة غزة، حيث تم استدراج قوة هندسية إسرائيلية إلى نفق مفخخ مسبقًا، قبل أن يتم تفجيره، مما أدى إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف قوات الاحتلال بين قتيل وجريح، بحسب البيان.
في المقابل، تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية حالة من التوتر الداخلي، إذ فجّرت مذكرة قانونية قدّمها رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، رونين بار، أمام المحكمة العليا جدلًا حادًا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
بار وجّه اتهامات مباشرة لرئيس الحكومة ضمن مذكرته، بينما سارع ديوان نتنياهو إلى نفي تلك المزاعم، متهمًا بار بـ"الكذب" وتضليل القضاء.