بعد أن طفح الكيل.. المجتمع المدني العالمي يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
استشهد في غزة في ٥٠ يوما ضعف الضحايا المدنيين في الحرب الأوكرانية الروسية في عامين... لم يُقتل من الصحفيين والأطباء والعاملين في مؤسسات الأمم المتحدة ما قتل في خمسين يوما في غزة، لا في حرب فيتنام ولا في احتلال العراق!
سيتحدث الخبراء العسكريون الغربيون طويلا، عن نوع القنابل الضخمة الموجهة من الأقمار الصناعية مستهدفة مسجدا هنا وكنيسة أو شبه مكان إيواء.
ما يقوم به وزير الأمن الإسرائيلي إيتامار بن غفير، الملاحق قضائيا في خمسين قضية عنصرية أمام القضاء الإسرائيلي، لم يقم به الفاشيون في إيطاليا، يجاهر بضرورة "الإرهاب اليهودي" تجاه الفلسطينيين ومع ذلك، لا يجرؤ مسؤول أوربي واحد على قبول تصنيفه لنفسه "إرهابيا"!!! يعربد بن غفير في السجون وينكل بالسجناء الفلسطينيين ويستبيح القدس وجنين ونابلس وطولكرم...، وما من صوت لمحاكمته في هذا "العالم الحر"؟
يطالبنا بعض "الزملاء" من الحقوقيين الغربيين بتقديم ورقة "حسن سلوك" بأن نصنف معهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حركة إرهابية، وينتقدنا بعض وزراء الخارجية الغربيين لأننا التقينا يوما "إسماعيل هنية". بل وصل الأمر بأحدهم الأسبوع الماضي للقول: "حتى ترفعون عنكم الشبهات من الضروري إدانة عملية ٧ أكتوبر الإرهابية والمطالبة بإطلاق سراح كل الرهائن".... قلت له غاضبا: "ارفعوا الشبهات عن أنفسكم، أليس من المخجل لأوربة أن نرى أورسولا فاندر لاين وإيتامار بن غفير في معسكر واحد؟"
سمعت الرئيس السابق للفدرالية الدولية لحقوق الإنسان والرئيس السابق للرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان باتريك بودوان يتباكى على الرهائن ويعتبر الخطف جريمة جسيمة بكل المعايير، لم أسمعه منذ ربع قرن ناقدا لاغتيال الأجهزة الإسرائيلية لألفي مناضل فلسطيني خلال تلك الفترة، أو مطالبا بالإفراج عن 5000 آلاف أسير وأسيرة في السجون الإسرائيلية، صاروا 8000 آلاف في خمسين يوما! أو الإشارة الخجولة إلى أن الخطف والاغتيال صناعة إسرائيلية مسجلة.
أصبح اليوم مطلوبا أكثر من أي وقت مضى قيام "حركة دولية لحقوق الإنسان" بمبادرة جنوبية.. فقد أصبح واضحا للعيان أن المنظمات الغربية (الأسيرة لمموليها من الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الأمريكية) غير قادرة على أن تدافع عن كل الحقوق للجميع..في لحظة انهدم فيه قرابة نصف من المساكن والمشافي والمدارس في غزة وقتل أكثر من 6000 طفل وأكثر من أربعة آلاف امرأة.. يُطبق الأوربيون في إعلامهم السياسة ذاتها التي طبقت في الحرب في أوكرانيا: حجب وسائل الإعلام المخالفة لسياسة الناتو، إبعاد أي شخص لديه وجهة نظر ناقدة، اتهام كل من ينتقد تصعيد العسكرة وهوس العقوبات الأحادية بالعمالة لروسيا. مع فارق هذه المرة، كل من يطالب بوقف إطلاق النار متواطئ مع حماس. حتى "الخبراء" العسكريين يجري اختيارهم بدقة فائقة ليخبرونا بأن الحرب هي الحرب وما يحدث في غزة حدث في سراييفو فلماذا ننتقد "الجيش الأكثر أخلاقية في العالم"!!! ينسى، أو يتناسى هؤلاء الأذكياء جدا، أن ما حدث في سبرينيتشا وساراييفو استدعى تشكيل أول محكمة جنائية دولية في التاريخ المعاصر "المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة"، وأن قادة المجازر الجماعية انتهى الأمر بهم للملاحقة والاعتقال؟ في حين أنهم يوجهون الدعوة حصرا للمتحدث باسم "جيش الدفاع الإسرائيلي" لينقل لنا صورة ما يحدث في غزة.
ما يبعث على التفاؤل في وسط هذه التراجيديا السوداء، وقفة المجتمع المدني العالمي إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه، من إندونيسيا إلى لندن وواشنطن، والفرز الذي يجري بين من يعيش من حقوق الإنسان وبين من يعيش من أجل حقوق الإنسان. فقد أسقطت غزة كل الأقنعة، ووضعت المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان وقوائم الاتحاد الأوربي "للمنظمات الإرهابية" أمام فضائحهم.
من الضروري أيضا إيقاظ المحكمة الجنائية الدولية، من حالة السبات القصدية التي كُلّف المدعي العام البريطاني بتعزيزها. فلن تكون هذه المحكمة دولية إن عجزت عن فتح ملفات كبار المجرمين، بغض النظر عن جنسياتهم وولاءاتهم. ونحن نشهد اليوم، تحرك مئات المنظمات غير الحكومية وقرابة 300 محام من مختلف البلدان، وأربع دول جنوبية للمطالبة بمحاسبة نظام الأبارتايد الإسرائيلي على جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.
أصبح اليوم مطلوبا أكثر من أي وقت مضى قيام "حركة دولية لحقوق الإنسان" بمبادرة جنوبية.. فقد أصبح واضحا للعيان أن المنظمات الغربية (الأسيرة لمموليها من الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الأمريكية) غير قادرة على أن تدافع عن كل الحقوق للجميع.. بدون انتقائية وتمييز، وأبناء ست وأبناء جارية، بحيث لا يختلف بعضها في ازدواجية المعايير، عن أسوأ السياسيين الغربيين. لقد أظهرت إدارة التوحش لنظام الأبارتايد، عورات مؤسسات طالما حدثتنا في بناء السلام والحقوق الإنسانية، وأظهرت بوضوح، أن من الصعب على معظمها الدفاع عن الحقوق الفلسطينية وفق الشرائع التي تعتبرها مرجعية لها.
*مفكر وناشط حقوقي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير احتلال الفلسطينيين احتلال فلسطين مواقف عدوان رأي أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لحقوق الإنسان فی غزة
إقرأ أيضاً:
استقالة الأمين العام للمجلس القومي لحقوق الإنسان من منصبه
كتب- محمد نصار:
صرح عزت إبراهيم المتحدث الرسمي للمجلس القومي لحقوق الإنسان، بأن ما نشر بشأن إقالة السفير فهمي فايد الأمين العام للمجلس القومي لحقوق الإنسان من منصبه بسبب شكاوى من العاملين أو وجود تحقيقات بشأن مخالفات إدارية أو مالية أمر عار تماما من الصحة.
ووجه المتحدث الرسمي الشكر للأمين العام السابق، بالنيابة عن قيادات المجلس والأعضاء والأمانة الفنية، عن جهوده في الفترة التي قضاها في منصبه.
وقال المتحدث الرسمي: إن ما نشر على بعض المواقع الإخبارية بشأن تكليف عضو بالمجلس بتسيير الأعمال بدلا من الأمين العام السابق، جاء في أعقاب استقالة السفير فهمي فايد من منصبه، أمس الخميس، حيث حملت الاستقالة رغبة الأمين العام السابق في ترك منصبه طوعا "للتفرغ لأداء مهام أخرى فى هذا التوقيت".
وأشار المتحدث إلى أن السفير فهمي فايد قد قام بمهام عمله كأمين عام لمدة تزيد على ثلاث سنوات، ولم يحدث أن تطرقت تحقيقات أو مطالبات من العاملين في المجلس إلى أية مخالفات شابت عمله طوال تلك الفترة.
اقرأ أيضًا:
أسعار البنزين الجديدة.. الأسباب والتأثيرات وتعريفات الموصلات بجميع المحافظات -(تغطية خاصة)
تأكيدًا لمصراوي.. محافظ الجيزة يعتمد التعريفة الجديدة للسرفيس والنقل الجماعي والعام والتاكسي الأبيض
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
المجلس القومي لحقوق الإنسان إقالة السفير فهمي فايد السفير فهمي فايد استقالة السفير فهمي فايدتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
استقالة الأمين العام للمجلس القومي لحقوق الإنسان من منصبه
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك