عاجل : جهاز الاستخبارات الإسرائيلي تاه في دهاليز المقاومة .. مفاجآت وكواليس تسليم للأسرى وسط مدرعات العدو
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
سرايا - خاص - لا تزال كتائب المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة توجه الصفعات إلى حكومة الاحتلال الاسرائيلي وجيشها الذي يُزعم بانه "لايقهر" منذ احداث السابع من اكتوبر 2023.
هذه المرة، استطاعت المقاومة في غزة ان تلقن جهاز الاستخبارات "الإسرائيلي" على اختلاف اقسامه السرية والمعلنة، درسًا لا يمكن ان ينسى فعلى الرغم من انتشار دبابات الاحتلال وجنوده في عدد من المناطق الشمالية في قطاع غزة، الا ان استخبارت المقاومة تفوقت على جهاز الاستخبارات "الإسرائيلية" ومن يعاونهم من دولة أجنبية، وهذا ما رأه العالم باسره في عملية تسليم الاسرى، حيث خرج رجال المقاومة من العدم بمركبات ذات دفع رباعي لتسليم الاسرى والعودة إلى اماكنهم خلال زمن قياسي، وهذا الأمر كان صادمًا للجميع خاصة لمن كانوا يعدون بانهم لا يقهرون وانهم من اقوى الجيوش في العالم.
الجملة التكتيكية المنضبطة من جهة حركة حماس وتحديدا كتائب الأقصى في ادارة صفقة وحيثيات واجراءات عملية تبادل الرهائن والاسرى بدأت تثير الكثير من الفضول وعلامات الاستفهام بالنسبة للعديد من الاوساط المراقبة والسياسية.
والأهم بالنسبة للمعنيين في أجهزة الإستخبارات تحديدا خصوصا وان حركة حماس أدارت باقتدار وبجملة تكتيكية وميدانية غير مسبوقة لافتة جدا للنظر عملية الاستلام والتسليم وتخللها مفاجآت ضاعت فيها الإستخبارات "الإسرائيلية" في دهاليز وتكتيكات المقاومة كان من ابرزها صمود الحركة في مسالة تحديد الاقدمية لمن سيتم الافراج عنهم من الاسرى الفلسطينيين مما هدد الهدنة وعطلها لنحو سبع ساعات مساء السبت.
الإنطباع تشكل لدى الفرقاء الان بان حركة حماس التي تسيطر تماما على الميدان والمداخل والمخارج بما في ذلك شمالي قطاع غزة بالرغم من عمليات القصف المدمرة وبالرغم من إستمرار وجود جيش الاحتلال في الميدان فوق الشوارع وفي الاحياء شمالي القطاع.
ولفت النظر ان حركة حماس اصرت في التفاصيل الاجرائية غير المعلنة حتى الان على ان تتجمع سيارات الصليب الاحمر التي يفترض ان تنقل الاسرى والرهائن الصهاينة الى معبر رفح ثم معبر كرم ابو سالم أول يومين في منطقة محددة او ما يسمى في علم الاستخبارات في منطقة معلومة قبل انتقالها الى ما يسمى بنقطة صفرية او نقطة ميتة.
وفي اليوم الثالث إختيرت نقطة معلومة وسط الأهالي والناس.
وفي المكان الذي تتجمع فيه سيارات اسعاف الصليب الاحمر يجري فحصها من قبل فريق فني وتفنى تابع لكتائب القسام لديه اجهزة استشعار وبحث عن اي اشارة لها علاقة بأجهزة التجسس.
وبعد الفحص الذي يعتبر شرطا للتسليم يتم تزويد فريق الصليب الأحمر الدولي باحداثيات النقطة الميتة لاستلام الرهائن وهي عملية تتم قبل دقائق فقط مناسبة للانتقال من حيثيات الى حيثيات او احداثيات الى اخرى لإجراء عملية التسليم.
وبدا واضحا ان كتائب القسام درست كل التفاصيل واخذت في الاعتبار عند تسليم الرهائن "الاسرائيليين" كل المقتضيات والاحتياطات الامنية الوقائية.
عملية الاتصال و تفتيش سيارات الصليب التي ستنقل الرهائن "الاسرائيليين" تتم فيما احداثيات او اماكن مختلفة عن تلك النقطة التي يتم فيها التسليم فعليا لحراسة مسلحة .
وفي اليوم الاول تم إعتماد نقطة ميتة مختلفة عن النقطة الميتة باليوم الثاني لكن المفاجأة التي ارهقت اجهزة الموساد والاستخبارات والشاباك هو تلك التي تمثلت في ان التسليم باليوم الاول تم فيه احدى مناطق التي تسمى عزبة بيت حانون.
بمعنى وفي منطقة قريبة من الحدود المفترضة مع قطاع غزة وشكلت تلك النقطة في مزرعة وسط غابة من المدرعات والآليات الاسرائيلية صدمة واسعة النطاق للجانب الاسرائيلي.
وتم التسليم بسلاسة مع وجود كاميرا تظهر الحيثيات فيما اعتبرت مصادر في حركة حماس ان الحديث عن أجهزة تنصت وملامسات مع طاقم الصليب الاحمر أخذ بالاعتبار والحسبان وان الفريق الذي سلم الدفعة الاولى من الرهائن هو ليس نفس الفريق الذي سلم الدفعة الثانية ولا نفسه الذي سيسلم الثالثة او الرابعة خلال ايام الهدنة.
المفاجآت أمنية الطابع اخذت عدة أشكال وانماط في السياق الامني هنا والاعتبارات درست بكل عناية و من كل الجوانب بما في ذلك إعتبارات صناعة الصورة للرهينة قبل تسليمها وظهورها بملابس نظيفة من الملابس الموجودة في قطاع غزة بما في ذلك اطقم البيجامات والسراويل والقمصان.
إقرأ أيضاً : تل أبيب تحصل على أسماء المحتجزين المفرج عنهم في الدفعة الرابعة اليومإقرأ أيضاً : بايدن: هدفنا أن تستمر الهدنة في غزة الى ما بعد الاثنينإقرأ أيضاً : الهدنة تدخل يومها الأخير ومساع دولية لتمديدها
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: غزة غزة غزة سيارات ابو سالم اليوم سيارات سيارات اليوم الثاني غزة كاميرا غزة سيارات كاميرا اليوم بايدن غزة ابو الثاني سالم القطاع حرکة حماس قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
غزة بعد الرهائن… نحو تهدئة أم تصفية؟
#غزة بعد #الرهائن… نحو #تهدئة أم #تصفية؟
د. #هشام_عوكل – أستاذ إدارة الأزمات والعلاقات الدولية
في عالم يتفنن في صناعة الأوهام، يبدو أن واشنطن وتل أبيب وجدا أخيراً الوصفة السحرية لحل القضية الفلسطينية: حفنة رهائن مقابل عشرات الآلاف من الشهداء، وتسليم السلاح، وخروج قادة المقاومة… باختصار: هدنة مقابل الاستسلام.
خمسون ألف شهيد، وأكثر من مئة ألف جريح، ومدينة كاملة مسحت عن وجه الأرض، كل ذلك يُختزل اليوم بمفاوضات تُدار على طاولة باردة، تُناقش تفاصيل “ما بعد حماس”. من يملك الجرأة أن يسأل: ماذا بعد الشعب؟
مقالات ذات صلة حين يكون العيد مُرّاً…! 2025/03/31الطرح الذي يُطبخ حالياً ليس مجرد تسوية، بل محاولة تفكيك جذور الصراع الفلسطيني عبر مسكنات قصيرة الأمد. يُطلب من حماس أن تلقي سلاحها، أن تغادر غزة، أن تُسلم رقبتها في مشهد يبدو أنه مستوحى من نهاية عصابات في أفلام مافيا رديئة الإنتاج، لا من حركة سياسية عمرها أكثر من ثلاثة عقود، تحكم أكثر من مليوني إنسان.
لكن السؤال الأعمق: هل السابع من أكتوبر كان صدفة؟ أم مؤامرة؟ أم كلاهما؟ هل فتح حماس للجبهة كان قراراً مستقلاً؟ أم جرى دفعها نحوه بذكاء شيطاني؟ تبدو العملية الآن وكأنها مصيدة نُصبت بعناية: فخ عسكري قاد لغزو كامل، وفخ سياسي يراد له أن ينهي القضية برمتها.
لا أحد يملك بعد المفاتيح الكاملة لهذا اليوم. حتى من خطط له، ربما لم يتوقع النتائج الكارثية بهذا الحجم. إسرائيل بدت وكأنها تلقت الضربة، ثم نهضت بتأييد دولي غير مسبوق، واستخدمت الحدث كذريعة لتدمير غزة، و”إعادة تشكيلها”.
وفي خلفية المشهد، تظهر الولايات المتحدة، لا كوسيط، بل كطرف أصيل. تضغط على الفلسطينيين، على العرب، على الجميع، لترتيب المنطقة بما يناسب مصالحها. التهدئة المطروحة الآن ليست إلا خطوة نحو فرض أمر واقع جديد: غزة بدون مقاومة، وربما لاحقاً بدون هوية.
لكن الغريب، أن العالم لا يسأل عن غزة المحروقة، بل عن الرهائن. لا يتساءل كيف يُقتل المدنيون تحت الركام، بل متى تخرج حماس؟ هنا بالضبط تدخل الكوميديا السوداء: شعب يُباد أمام كاميرات العالم، والمجتمع الدولي يناقش تفاصيل خروج قيادي أو تسليم بندقية.
هل يقبل الفلسطيني بهذا النوع من الحلول؟ ربما تُفرض عليه، كما فُرضت أوسلو قبلاً. لكن ما لم يفهمه صناع القرار في واشنطن وتل أبيب، أن الفلسطيني لا يستسلم، حتى لو صمت مؤقتاً. غزة ليست فقط مكاناً، بل فكرة، والفكرة لا تموت.
قد تكون الهدنة قريبة، وقد يُفرج عن بعض الرهائن، وقد يُدفع ببعض القادة للخروج… لكن من يخرج من ذاكرة الناس؟ من يخرج من وجدان أمة تُشاهد المجازر على الهواء مباشرة؟
السابع من أكتوبر كان صدمة… لكن الأهم، هو ما بعده. وما بعده يبدو حتى الآن أكثر رعباً من كل ما سبقه.
وفي نهاية هذا المشهد، تطل فكرة كانت قد طُرحت علناً خلال فترة إدارة ترامب: التهجير الجماعي لغزة. فهل ما زال هذا المشروع حيّاً؟ أم أن التهجير أُعيدت صياغته بشكل أكثر “أناقة”، عبر تهجير القادة لا السكان؟ وهل الهدف من الضغط الحالي هو خلق واقع جديد يتم فيه استبعاد حماس، مقابل الحفاظ على سكان غزة، ولكن تحت إدارة جديدة؟
تُطرح اليوم عدة سيناريوهات: هل ستُعاد غزة إلى السلطة الفلسطينية؟ أم تُدار من قبل لجنة عربية؟ أم توضع تحت إشراف دولي؟ أم تُسلم لحكومة تكنوقراط محايدة؟ كل هذه الاحتمالات تعكس تخبطاً في الرؤية، لا مشروعاً واضح المعالم.
غزة بعد التبادل، بعد مسلسل الرهائن، بعد الهدنة… إلى أين؟ هذا هو السؤال الحقيقي الذي يجب أن يُطرح الآن، لا فقط متى تخرج حماس، بل ماذا يدخل مكانها؟