حوار ساخن بين مستشرق صهيوني وكاتب فلسطيني حول مصير الإسلاميين
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
يتصاعد الجدل في الساحات السياسية والإعلامية الإسرائيلية في ظل أجواء الهدنة المؤقتة بين الاحتلال وحركة "حماس"، حول مستقبل الشرق الأوسط بعد الحرب على قطاع غزة..
ولا يزال الشعار الذي رفعه القادة الإسرائيليون بالقضاء على حركة "حماس"، باعتبار أنها تمثل التنظيم الأكثر خطرا على أمن واستقرار إسرائيل، يتصدر تصريحات المسؤولين الإسرائيليين.
الجديد اليوم هو مساهمة من المستشرق الصهيوني والمحاضر ومدرّس اللغة العربية في جامعة حيفا (يارون فريدمان)، الذي أصدر مقالا اليوم في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بعنوان: "الآن جاء دور إسرائيل للقضاء على الإخوان المسلمين".
انطلق يارون فريدمان من أن "حماس منظمة ترجع جذورها إلى حركة الإخوان المسلمين"، ودخل في سرد طويل لتاريخ الجماعة، ولم يحصر الأمر بمصر، بل مرّ على سوريا (منحها مساحة أكبر) والأردن وتونس والمغرب.
وقد ربط بين وفاة الشيخ يوسف القرضاوي (رحمه الله) في عام 2022، وبين أمله في "أن تموت حماس قريبا في غزة"، ثم ينتهي إلى الخلاصة التي وضعها في الخاتمة بالقول:
"إن القضاء على هذا الكيان ليس ضروريا لسلامة إسرائيل فحسب، بل لاستقرار الشرق الأوسط برمّته. وتخشى السلطة الفلسطينية باستمرار حدوث انقلاب من جانب حماس في الضفة الغربية، على غرار الانقلاب القاتل الذي نفّذته الحركة ضد فتح في غزة عام 2007. لن يعترف معظم قادة الدول العربية بذلك، لكنهم سيتنفّسون الصعداء عندما ينهي الجيش الإسرائيلي مهمّته ويتمّ القضاء على حماس إلى حد كبير، تماما كما حدث مع وحوش القاعدة وداعش".
وفي تفاعل مع هذا المقال قال الكاتب والباحث الفلسطيني ياسر الزعاترة في تدوينة له نشرها على صفحته على منصة "إكس": "الكلّ يعلم أن كثيرين في المنطقة يربطون "حماس" بالإخوان أو بـ"الإسلام السياسي"، ويريدون اختفاءها، لكنهم (بجانب تجاهلهم لمخاطر المشروع الصهيوني) يطاردون الوهم، تماما كما يطارده كيان الغزاة، لأن حماس لن تختفي، ولو أغرقوا غزة في البحر، فهي راسخة في الوعي الجمعي لشعبها وأمّـتها، كما أن قضية فلسطين ليست مرتبطة بها، ولا بسواها، بل هي قضية الأمّة المركزية التي لن تنهيها مغامرات مراهقي السياسة، وأصحاب العقد النفسية من "الإسلام السياسي"، وستبقى عصيّة على أوهام الغزاة أيضا".
وأضاف الزعاترة: "حتى ما يُسمّى "الإسلام السياسي" سيبقى موجودا، ما دامت القضية التي يناضل من أجلها قائمة، سواء كان بلافتة "الإخوان" أم بسواها، كما لن تنهيها أحلام "الشرق الأوسط الجديد"، الذي أسقطته "انتفاضة الأقصى" أول مرّة، وها إن "طوفان الأقصى" يسقطه للمرة الثانية والأخيرة على الأرجح".
وأكد الزعاترة في ختام تغريدته أن "كل ذلك شيء، وما جسّده "طوفان الأقصى" من تاريخ جديد سيكون محطة مهمّة على طريق دفن أحلام الغزاة وتحرير فلسطين؛ شيء آخر"، وفق تعبيره.
"الآن جاء دور إسرائيل للقضاء على الإخوان المسلمين".
أعلاه عنوان مقال في صحيفة "معاريف" للمستشرق الصهيوني والمحاضر ومدرّس اللغة العربية في جامعة حيفا (يارون فريدمان).
بعد قوله إن "حماس منظمة ترجع جذورها إلى حركة الإخوان المسلمين"، دخل في سرد طويل لتاريخ الجماعة، بعضه صحيح، وكثير…
وشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة لمدة 48 يوما حتى 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، إذ بدأت في اليوم التالي هدنة إنسانية تستمر 4 أيام، وتتضمن تبادل أسرى ودخول مساعدات إنسانية وإغاثية وطبية ووقود إلى القطاع، برعاية قطرية مصرية أمريكية.
وقتل الجيش الإسرائيلي خلال هذه الحرب 14 ألفا و854 فلسطينيا، بينهم 6 آلاف و150 طفلا وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح، بينهم ما يزيد عن 75 بالمئة أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الحرب غزة الفلسطينية فلسطين غزة حرب تداعيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإخوان المسلمین
إقرأ أيضاً:
بعد فشل إسرائيل في تدميرها.. خبير بريطاني: ما مدى قوة حماس الآن؟
نشرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية تقريرا تحليليا يقيّم ما آل إليه وضع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد 17 شهرا من الحرب الضروس بينها وبين الجيش الإسرائيلي.
وقال كاتب التقرير مايكل كلارك، الأستاذ الزائر في الدراسات الدفاعية في كينغز كوليدج لندن والمدير السابق للمعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن حماس لم تنهزم في غزة، ولا تزال موجودة، وإن بقاءها يعود إلى الإعداد الذكي واعتماد الجيش الإسرائيلي على القصف الجوي.
حماس لم تنهزم في غزة، ولا تزال موجودة، وبقاؤها يعود إلى الإعداد الذكي واعتماد الجيش الإسرائيلي على القصف الجوي
وأوضح أن حماس بثت مؤخرا رسائل متحدية أظهرت من خلالها أنها لا تزال تسيطر على غزة ولم تقترب من نهايتها. وأورد تأكيدا لذلك رد حماس على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي وصفها بالفارغة، إذ قال إن ردودها كانت قوية ومدروسة، وكذلك تنظيمها لعمليات تسليم الرهائن، الذي يوحي بأنها أبعد ما تكون عن نهايتها، فضلا عما تعمدته من إهانة إسرائيل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: الأغلبية الساحقة من الجمهور تؤيد إنهاء الحرب والأميركيون يتجاوزونناlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: هاغاري ظل يردد أكاذيب الجيش ثم ذهب كبش فداءend of list
مجرد البقاء
ومع ذلك، يقول كلارك، إن حماس تضررت بشدة من الهجوم الإسرائيلي على غزة، إذ قُتل كبار قادتها الثلاثة، وتم تفكيك كتائبها الـ24 المعروفة، وذكرت إسرائيل أن 18 ألفا من حماس كانوا ضمن الـ48 ألفا و200 شخص الذين قتلوا في غزة.
وأضاف أن حماس فشلت في إثارة حرب متعددة الجبهات على إسرائيل والتي كان من شأنها أن تحفز العديد من الحركات في المنطقة والفلسطينيين في الضفة الغربية للهجوم على إسرائيل. ومع ذلك يقول الخبير إن مجرد نجاة حماس واستمرارها في البقاء هو أقصى ما يتعين عليها القيام به.
إعلان اعتراف إسرائيليوذكر كلارك أن الجيش الإسرائيلي يقر بأنه بحاجة لسنوات عديدة لإعادة حماس لما كانت عليه قبل عام 2006، وهو العام الذي تسلمت فيه السلطة في قطاع غزة، مضيفا أنه ربما لا يمكن إعادة حماس إلى ذلك الوضع أبدا.
وأشار إلى ما قاله وزير الخارجية الأميركي السابق أنتوني بلينكن في أسبوعه الأخير كوزير للخارجية الأميركية عن تجنيد حماس مسلحين جددا يقرب عددهم من العدد الذي خسرته.
أسباب نجاح حماس
وعن الأسباب التي مكّنت حماس من النجاح قال الخبير إن من بين ذلك استعدادها للحفاظ على هيكلها سليما من خلال عملياتها الاستخباراتية الخاصة، بغض النظر عن عدد قادتها أو قواتها أو مصانع إنتاج الأسلحة التي فقدتها، وكذلك حفاظها على تدفق بعض الأسلحة الروسية والصينية التي قدمتها إيران. وقال كلارك إن أي منظمة مهزومة لا يمكنها أن تفعل كل هذا.
وأضاف أن الجانب الآخر للعملية هو عدم الكفاءة الإستراتيجية للجيش الإسرائيلي، بالنظر إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يحدد له هدفا حربيا قابلا للتحقيق، ونقل عن محللين عديدين وفي مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية وصفهم لعمليات الجيش الإسرائيلي بأنها عشوائية.
أدلة بالأرقاموأشار الكاتب إلى أن نحو 40% من أنفاق غزة لا تزال موجودة ويمكن استخدامها بما يكفي كملاجئ لأفراد حماس ضد الغارات الجوية الإسرائيلية.
وختم كلارك تقريره بالقول إن حماس لا تزال تحظى بأعلى مستوى من التأييد بين جميع الفلسطينيين مقارنة بأي مجموعة سياسية أخرى.