بمقدمة لحنية مفعمة بالتمرد والثورة، يُبتدر العمل بموسيقى ملؤها الإصرار الأنيق في قالب رومانسي متحد، عنوانه الأمل المطل على صباحات الشروق والحرية بصوت العصافير وتفتح الازاهير.

التغيير :عبد الله برير

لما تلامس بيني وبينك شبق المطرة وشوق الصحراء/ زلزلوا روح السد الواقف / بين الرؤية الفجر الاخضر وبين الليل الجرح النازف.

يوظف الدكتور طلال دفع الله مفرداته وهو الشاعر الطبيب الذي يضع المبضع على الجرح. اختار مفردة التلامس – على ضعفها -بينه ومحبوبته الرمزية في صورة رائعة مزجت شبق الامطار ورغبتها في معانقة الصحراء المتعطشة للارتواء.
الفعل التلامسي تسبب في زلزلة روح السد، الحاجز المعنوي الذي يقف حائلا امام تحقيق الأحلام ويعيق رؤية الفجر الاخضر حيث المستقبل الوارف ويحاول تعميق نزيف الجراح.
الحس الإبداعي لدى المحبوبة الافتراضية مثّل حالة الفعل( تغزلي من احزانك) حيث تطويع الآلام لبث شرارة الثورة وتخَلٌق نار الاسطورة في معبد المجد لمعانقة فرح الاكوان المنتظر.
لوحة مبادرة من الأنثى الخلّاقة مثلت فعلا مكتملا كان له مفعول السحر في تعافيه من خدر الغفوة وصحوته ليشاطرها الفكرة والقضية ويتبعها ويوافقها في الانسانية الشامله بمعاني الحب والخير والجمال والايجابية. ينتقل الشاعر بالمشهد ليصبح هو جزءا منها في احشائها يشهق ويزفر، يرفض السلطة ويشهق هواء الحرية الطازج.
( جيتك منك) بكلمه ونصف يجسد الشاعر انتماءه لها، (مدي حبال مرساك) الحوجه لها لاكتمال الصورة والحلم ودعم القضية والتعبير عن الاتحاد والتمرد على المسلمات الاجبارية.
( انا حطمت قواقعي الرخوة ) صورة من الشاعر الطبيب بتعبير احيائي تمثل تحطم حواجز الخوف والانسلال من الجرح لاجل القضية والمراد .
يناديها وهو في كامل البهاء لاستلام كمال البيعة ونزع سيوف مخباة تحت اجفانها ويقدم ما يستطيعه من حضن يمثل الدرع الواقي والحب الخالد في نبرة رومانسية حيث لن يتبقى الا الحب.
و من سطوة بركان الثورتها يتبقى هو حيث يفرهد أمنه بين احضانها.
وبمثلما بدات هي شرارة التمرد يطالبها برسم خارطة الطريق ودمدمة اناشيد الغضب مع التعهد ببداية أصعب خطوه والاستعداد لمعايشه الفرح القادم.
النص كاملا:
ﻟﻤﺎ ﺍﺗﻼﻣﺲ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻚ
ﺷﺒﻖ ﺍﻟﻤﻄﺮﺓ ﻭﺷﻮﻕ ﺍﻟﺼﺤﺮاء
ﺯﻟﺰوا ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻒ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺍﻷﺧﻀﺮ
ﺑﻴﻦا ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺍﻟﻨﺎﺯﻑ
** * * ** * *
ﻟﻘﻴﺘﻚ ﺗﻐﺰﻟﻲ ﻣﻦ ﺃﺣﺰﺍﻧﻚ
ﻧﺎﺭ ﺃﺳﻄﻮﺭﺗﻚ ﻣﻌﺒﺪ ﻣﺠﺪﻙ
ﻓﺮﺡ ﺃﻛﻮﺍﻧﻚ
ﺇﺗﻌﺎﻓﻴﺖ ﻣﻦ ﺧﺪﺭ ﺍﻟﻐﻔﻮﺓ
ﺻﺤﻴﺖ ﻧﺎﺩﻳﺘﻚ ﺃﻧﺎ ﺇﻧﺴﺎﻧﻚ
ﺍﻧﺎ ﺇﻧﺴﺎﻧﻚ
** * * ** * **
ﻓﻲ ﺟﻮﺍﻙ ﺷﻬﻘﺖ ﻫﻮﺍﻙ
ﺯﻓﺮﺕ ﺳﻤﻮﻡ ﺍلطغمة ﺍﻟﺠﻔﻮﺓ
ﻳﻼ مدي ﺤﺒﺎﻝ ﻣﺮﺳﺎﻛ
ﺃﻧﺎ ﺣﻄﻤﺖ ﻗﻮﺍﻗﻌﻲ ﺍﻟﺮﺧﻮﺓ
ﺍﻧﺴﻠﻴﺖ ﻣﻦ ﺟﺮﺣﻲ ﻋﺸﺎﻧﻚ
ﻫﺎﻙ ﺇﺳﺘﻠﻤﻲ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ
ﻳﻼ ﺍﺳﺘﻠﻲ ﺳﻴﻮﻑ ﺇﺗﺨﺒﺖ
ﻓﻲ ﺃﺟﻔﺎﻧﻚ
ﺗﻤﺘﻤﻲ ﻟﻴﻨﺎ ﻧﺸﻴﺪ ﺍﻟﻐﻀﺒﺔ
ﺡ ﻧﺒﺪﺃ ﻣﻌﺎﻙ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ
ونحيا ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﺠﺎﻳﻲ ﺯﻣﺎﻧﻚ

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

صمود والمستقبل السياسي- قراءة في طرح مستور أحمد في طرحه الأخير

في طرحه الأخير بمنصة النادي السياسي ، قدّم القيادي بحزب المؤتمر السوداني، مستور أحمد، رؤية دافئة – أو "أُطروخة دافية" كما وصفها البعض – حول فك الارتباط السياسي لبعض القوى المدنية، لكنه لم يتناول بوضوح الآليات الجديدة التي ستنتهجها حركة صمود في المرحلة المقبلة. ورغم أن هذه الحركة تحظى بدعم شعبي واسع، إلا أن استمراريتها وقدرتها على تحقيق أهدافها ستعتمد على مدى تطوير أدواتها السياسية والتنظيمية لمواكبة التحديات الراهنة.
الضرورة الملحّة: بناء القاعدة الجماهيرية
يظل بناء قاعدة جماهيرية متينة من أهم متطلبات النجاح لأي كيان سياسي ناشئ، خاصة في ظل تعقيدات المشهد السوداني. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
تطوير خطاب سياسي واضح يعكس تطلعات المواطنين ويعزز من ثقتهم في قدرة الحركة على التغيير.
توسيع التحالفات مع النقابات، الناشطين، والمجتمع المدني، مما يزيد من الزخم السياسي والميداني للحركة.
تعزيز الحضور الإعلامي لإيصال الرؤية والأهداف للجمهور العريض، مع التركيز على المنصات الرقمية والإعلام البديل.
الحاجة إلى هيكلة تنظيمية مرنة
لكي تتجنب صمود مصير بعض الأجسام المدنية السابقة، فإنها بحاجة إلى هيكلة تنظيمية قائمة على:

وضع آليات ديمقراطية داخلية تضمن الشفافية والمحاسبة، مما يزيد من تماسك الحركة داخليًا.
تفادي الصراعات والانقسامات الداخلية عبر تطوير رؤية موحدة لمواجهة التحديات المشتركة.
الاستفادة من الخبرات السياسية والتكنوقراطية لإثراء العمل التنظيمي وتعزيز الحوكمة الداخلية.
الضغط السياسي والدبلوماسي كأداة للتأثير
إيقاف الحرب وتحقيق التحول الديمقراطي لن يكون ممكنًا دون استخدام أدوات ضغط فعالة، مثل:

تشكيل فرق تفاوض قوية قادرة على فرض رؤية صمود للحل السلمي.
التواصل مع المجتمع الدولي لتأمين الدعم السياسي والإنساني لجهود وقف الحرب.
استثمار العصيان المدني والاحتجاجات السلمية كوسيلة للضغط على القوى المتحاربة ودفعها نحو طاولة الحوار.
دروس الماضي: تجنّب أخطاء "تقدّم"
رغم الزخم الذي حظي به "تقدّم"، إلا أن بعض الأخطاء ساهمت في تراجعه، ومنها:

ضعف التواصل الجماهيري، مما أفقده القدرة على استقطاب شرائح واسعة من المجتمع.
عدم التوازن بين المطالب الثورية والواقعية السياسية، مما حدّ من قدرته على بناء تحالفات مؤثرة.
الإقصاء السياسي لبعض الأطراف، وهو ما أدى إلى انقسامات داخلية أضعفت قوته التفاوضية.
الخلاصة
إن استدامة صمود كقوة مدنية مؤثرة تتطلب الانتقال من الطرح النظري إلى العمل الميداني الفعّال، مع التركيز على تطوير أدواتها التنظيمية والسياسية، وتوسيع دائرة التأثير داخليًا وخارجيًا. ففي ظل الأوضاع الحالية، لا يكفي مجرد طرح رؤية دافئة، بل المطلوب هو اتخاذ خطوات عملية تسهم في تغيير موازين القوى لصالح السلام والديمقراطية.[/B]

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • 10 لاعبين.. قائمة غيابات الأهلي أمام الإسماعيلي
  • بيت الشعر يستعيد تجربة الشاعر أحمد زكى أبو شادى .. الاحد
  • غدا.. بيت الشعر يستعيد تجربة الشاعر أحمد زكى أبو شادي
  • صمود والمستقبل السياسي- قراءة في طرح مستور أحمد في طرحه الأخير
  • أفضل دعاء في جوف الليل.. كلمات مستجابة يحبها الله
  • هل يجوز التصوير أثناء ملامسة الكعبة وأداء العمرة.. الإفتاء ترد
  • نشوى مصطفى تحيي الذكرى الـ 33 لخطبتها من زوجها الراحل
  • أحمد بكري مشاركا في افتتاح مسجد الدكتور محمود بكري: أعمال الخير لن تتوقف (فيديو)
  • فضل قراءة سورة يس في النصف من شعبان.. نفحات ربانية من «قلب القرآن»
  • القضية الفلسطينية بين مخططات التهجير والمقاومة: قراءة في الواقع والتحديات