تحالف يخدم القضية.. السيسي يوجه رسالة لأمير قطر بشأن غزة وتميم يرد
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
روابط تاريخية تجمع العلاقات المصرية القطرية امتدت خلالها أواصر التعاون والصداقة بين البلدين منذ سنوات طويلة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية وفي مختلف المجالات، حيث شهدت في الفترة الأخيرة تطورا واضحا يحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وشهدت الفترة الماضية تحركات من الجانبين المصري والقطري، كانت آخرها تحركات الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمير قطر تميم بن حمد لوقف الحرب على قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية وجهود وقف إطلاق النار والعمل على هدنة إنسانية ممتدة.
أعاد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، نشر تغريدة للرئيس عبد الفتاح السيسي، شكره فيها الأخير على الجهود القطرية المبذولة في إتمام الهدنة الإنسانية في غزة.
وكتب الشيخ تميم بن حمد معلقا: "شكرا لكم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على جهودكم، ونقدر عاليا التعاون المثمر بين فريقي عمل بلدينا في إطار تحقيق الهدنة الإنسانية في غزة".
وأضاف: "ويؤكد هذا التكامل الموقف العربي المشترك لترجمة قرارات القمة العربية الإسلامية مع أشقائنا، وتحقيق السلام العادل والدائم في فلسطين".
وكان الرئيس السيسي قد كتب في حسابه على منصة "إكس": "أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى سمو الأمير تميم بن حمد أمير دولة قطر الشقيقة على جهوده المبذولة وفريق عمله، والتي تكاملت مع الجهود المصرية لإتمام الهدنة الإنسانية في قطاع غزة وإنجاح عملية تبادل الأسرى والمحتجزين، وأتطلع للمزيد من التعاون المشترك لتلبية تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق وإقرار السلام الشامل والعادل في المنطقة".
وتستمر الهدنة المؤقتة بين الحكومة الإسرائيلية وحركة المقاومة الفلسطينية حماس لليوم الرابع على التوالي.
ومساء السبت نجحت الوساطة القطرية والمصرية في تذليل العقبات التي واجهت صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس" في اليوم الثاني للهدنة، بعد إعلان "كتائب القسام" تأجيل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، بسبب عدم التزام إسرائيل ببنود اتفاقية الهدنة الموقعة.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن التحركات المصرية القطرية تسعى بكل قوة إلى وقف العدوان على قطاع غزة ونجحت في أكثر من موقف في إثبات أن هذا التحالف يخدم القضية الفلسطينية.
وأوضح فارس ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذا التحالف يأتي على نفس محور التقارب المصري القطري العربي وخاصة انه يأتي استكمالا للقمة العربية الإسلامية التي عقدت في الرياض وظهر هذا التنسيق والتشاور بين مصر وقطر وبشكل كبير في اليوم الثاني من الهدنة عندما تعرضت الهدنة للكثير من العقبات التي كانت من الممكن أن تؤدي إلى نقضها ولكن تحركات مصرية وقطرية على الأرض خاصة وأن بعد هذه التحركات نتج عنها استكمال باقي الهدنة.
وتابع: قيام أمير قطر بتغريدة لشكر الرئيس السيسي دلالة على عمق العلاقات المصرية القطرية أنها تضرب بجذورها في أعماق الأرض والتاريخ وبان هناك تنسيق مشترك لخدمة القضية الفلسطينية.
وأكد أن هناك أيضا جهود الآن مصرية قطرية للعمل على تمديد الهدنة لمدة أخرى، وبالتالي تسعى القاهرة والدوحة مع القوى العربية والإسلامية إلى إيجاد أرضية مشتركة تكون دافعة للقضية الفلسطينية في الفترة القادمة.
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أنه مع اقتراب نهاية الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، تتجه الأنظار حاليا نحو احتمالات إطالة أمد وقف إطلاق النار لحماية المدنيين وإطلاق سراح المحتجزين من الجانبين.
وأوضحت الصحيفة أن حماس أطلقت سراح 17 محتجزة إسرائيلية وأجنبية يوم أمس الأحد، بينما ظل المفاوضون منعقدين في المحادثات حول تمديد محتمل لاتفاق الأيام الأربعة الذي أوقف القتال.
وأضافت أنه بموجب الاتفاق الذى تم التوصل إليه الأسبوع الماضى، أطلقت إسرائيل سراح 39 سجينا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية يوم الأحد مقابل إطلاق سراح المحتجزين بينما صمد وقف إطلاق النار الذى كان جزءًا من تلك الصفقة لليوم الثالث.
وقالت وول ستريت جورنال، إن اليوم الإثنين هو اليوم الرابع من الاتفاق الذي تم التوصل إليه لمدة أربعة أيام بوساطة مصر وقطر، والذي بموجبه التزمت حماس بإطلاق سراح 50 محتجزة إسرائيلية، حصريا من النساء والأطفال، مقابل 150 سجينا فلسطينيا تحتجزهم إسرائيل.
كما التزمت إسرائيل بالسماح بما لا يقل عن 200 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة يوميا.
وأشارت إلى أنه مع اقتراب نهاية الاتفاق الأصلي، تتجه الأنظار نحو احتمالات إطالة أمد وقف إطلاق النار حيث قال الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الأحد أنه يود أن يرى تمديد وقف إطلاق النار، وفى اتصال هاتفى، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بايدن أن حكومته ستقبل تمديد الهدنة مقابل إطلاق سراح 10 محتجزين كل يوم كما ينص الاتفاق.
ولفتت إلى أن الإدارة الأمريكية يبدو أنها تضع استراتيجية تعمل على تمديد وقف إطلاق النار لتحقيق هدفين حاسمين: إخراج المزيد من المحتجزين من غزة، بما في ذلك المواطنين الأمريكيين، وتشجيع إسرائيل على وقف هجومها في الجنوب لتقليل الخسائر فى صفوف المدنيين.
وذكرت وول ستريت جورنال أن مصر وقطر تقودان محادثات بين حماس وإسرائيل تهدف الآن إلى تمديد الاتفاق الأولى إلى ما بعد اليوم الاثنين، ربما لمدة تصل إلى أربعة أيام حيث قال أشخاص مطلعون على المحادثات أن المفاوضين يناقشون إمكانية إطلاق سراح ما لا يقل عن 20 محتجزة أخرى من النساء والأطفال مقابل إطلاق سراح المزيد من السجناء الفلسطينيين وتوصيل المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وتابعت أن حماس ذكرت إنها تؤيد تمديد الهدنة حيث قالت في بيان أصدره جناحها السياسي أمس الأحد: "تسعى حماس إلى تمديد وقف إطلاق النار إلى ما بعد الأيام الأربعة الأولى".
وكان انتقد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية جوزيب بوريل توسع إسرائيل في بناء المستوطنات في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وشكر بوريل مصر وقطر على جهودهما في التوصل إلى هدنة بغزة، مؤكدا: ضرورة الخروج من الأزمة الحالية في قطاع غزة، وقال إن قطاع غزة دمر بالكامل وهو أمر غير مقبول.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العلاقات المصرية القطرية مصر قطر السيسي تميم بن حمد القمة العربية الإسلامية حماس غزة العلاقات المصریة القطریة وقف إطلاق النار تمیم بن حمد إطلاق سراح مصر وقطر قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
هل يتحول اتفاق غزة إلى هدنة مؤقتة مع استعداد الاحتلال لاستئناف العدوان؟
نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، تقريرا، أعدّه ميك كريفر، جاء فيه أنّ: "الإسرائيليون والفلسطينيون شعروا قبل شهر بأمر نادر للغاية، وهو التفاؤل". مبرزا: "بعد أشهر من المحادثات المتوقفة، تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. وبدا أن هناك مسارا حقيقيًا نحو نهاية الحرب".
وأضاف كريفر، خلال التقرير نفسه، أنّ: "الوضع تغير بشكل كبير منذ ذلك الحين" مشيرا إلى أنّ الهدنة التي استمرت 42 يوما بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، من المقرر أن تنتهي هذا الأسبوع ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لتمديدها.
وتابع: "كان من المفترض أن يبدأ الجانبان محادثات بشأن إنهاء دائم للحرب في أوائل شباط/ فبراير؛ وبعد ثلاثة أسابيع، لم تبدأ المحادثات بعد" مستطردا أنه منذ التوصل إلى الاتفاق، حدث تحول في الأجواء بدولة الاحتلال الإسرائيلي.
"تعزّزت ثقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعودة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وتحت ضغط من أعضاء اليمين المتشدد في حكومته للعودة إلى الحرب. ويبدو أن وقف إطلاق النار في غزة قد ينتهي به الأمر إلى أن يكون مجرد فاصل زمني عابر" بحسب التقرير نفسه.
ونقل عن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قوله لخريجي الضباط العسكريين، الأحد: "نحن مستعدون للعودة إلى القتال المكثف في أي لحظة، الخطط العملياتية جاهزة"، مؤكدا في الوقت ذاته التزامه الهش بوقف إطلاق النار عندما سافر إلى واشنطن للقاء ترامب في وقت سابق من هذا الشهر واختار عدم إرسال فريق تفاوض إلى قطر أو مصر.
واسترسل: "لقد استبدل نتنياهو قادة الأمن الإسرائيليين، الذين قادوا في السابق مفاوضات وقف إطلاق النار، بحليف سياسي، وهو وزيره للشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، الذي يقال إنه قريب من إدارة ترامب"، مضيفا: "حتّى خلال مفاوضات وقف إطلاق النار الأولية، كان من الواضح أن نتنياهو كان متشككًا في مرحلتها الثانية المحتملة".
ومضى بالقول: "كانت المرحلة الأولى مؤقتة بالنسبة له دائما"، موضحا أنها كانت وسيلة لإعادة بعض الأسرى الإسرائيليين ممّن كانوا محتجزين في قطاع غزة، وذلك دون إنهاء الحرب بشكل دائم أو الاضطرار إلى الحديث عن وضع غزة بمجرد انتهائها.
"بعد مرور ما يقرب من سبعة عشر شهرًا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، لم يقدم نتنياهو رؤيته لمستقبل غزة، باستثناء قوله إن حماس والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لا ينبغي أن تحكما القطاع" تابع التقرير الذي أعدّه ميك كريفر.
وأكّد: "كانت المرحلة الثانية أكثر صعوبة"، في إشارة لكونها شهدت اتفاقا على إنهاء دائم للأعمال العدائية، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء المحتجزين في غزة في مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة، بما في ذلك من الحدود بين غزة ومصر.
وبحسب التقرير: "يواجه نتنياهو ضغوطا للعودة إلى الحرب. إذ هدّد وزير ماليته اليميني المتشدد، بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الائتلاف الحاكم إذا لم تستأنف الحرب بعد نهاية هذا الأسبوع. كما استقال إيتمار بن غفير من منصبه كوزير بسبب وقف إطلاق النار".
وكشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الثلاثاء، عن مصدر إسرائيلي وصفه بـ"المطّلع" أنّ: "الحكومة تحاول تمديد المرحلة الأولى "بقدر الإمكان" على أمل إطلاق سراح المزيد من الأسرى. ولكن من غير الواضح ما إذا كانت حماس، ستواصل إطلاق سراح الإسرائيليين دون التزام إسرائيلي بإنهاء الحرب".
وتابع: "رغم أن ترامب دافع عن وقف إطلاق النار ونسب إليه الفضل في ذلك، فإن رسالته منذ تولّيه منصبه لم تكن رسالة صانع سلام. فقد اقترح طرد الفلسطينيين من غزة، وهو يدرس رغبة بعض الإسرائيليين في ضم الضفة الغربية، وأعرب عن شكوكه بشأن مصير وقف إطلاق النار".
وأضاف: "يعود المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى المنطقة هذا الأسبوع، لمحاولة إنقاذ وقف إطلاق النار. ولم يعرب عن تفاؤله عندما تحدث مع صهر الرئيس، غاريد كوشنر، في مؤتمر استثماري سعودي في ميامي الأسبوع الماضي. وقال ويتكوف: المرحلة الثانية أكثر صعوبة. لكنني أعتقد في النهاية أنه إذا عملنا بجد، فهناك فرصة حقيقية للنجاح".
ومضى بالقول: "بعد ساعات من إطلاق حماس سراح ستة أسرى إسرائيليين هذا الأسبوع، قالت الحكومة الإسرائيلية إنها لن تلتزم بجانبها من التبادل بإطلاق سراح 620 أسيرا فلسطينيا"، مردفا أنّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي أعربت عن الفزع من مراسم حماس في تسليم الأسرى للصليب الأحمر. فيما قال مكتب رئيس الوزراء إن حماس يجب أن تتوقف عن "الاحتفالات المهينة".
وفي سياق متصل، وصف المتحدث باسم حركة "حماس"، عبد اللطيف القانوع، قرار الاحتلال الإسرائيلي بعدم إطلاق سراح الأسرى بأنه "انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار". بينما يشير منتقدو الحكومة الإسرائيلية إلى أن الاحتلال شنّ حملات دعائية.