حمص-سانا

نذر الشاعر حسن كتوب نفسه ويراعه خدمة للوطن حين تطوع ضابطاً في صفوف الجيش العربي السوري على مدى أربعين عاماً، وحين اعتلى منابر الشعر فارساً جادت قصائده بكل معاني الاخلاص للوطن وقضاياه في كل مناسبة وطنية وثقافية.

وعن تجربته الشعرية التي ضمنها في ديوانيه الصادرين مؤخراً أوضح كتوب في حديث لمراسلة سانا أنه نشأ في بيئة تحترم الشعر وتجل شعراءه، ومنهم والده الشيخ علي أحمد كتوب الذي كان يقرض الشعر بالفطرة والحكمة متأثراً بالكتب الدينية والفلسفية والتاريخية التي كانت زاده الثقافي ما ساهم في اتقاد هذه الشعلة في نفسه فسار على نهج أبيه وكانت قصائده لسان حال كل وطني آثر حب الوطن والدفاع عنه بكل جوارحه.

وعبر كتوب عن امتنانه لوالده الذي كان له الفضل الأكبر في تعلقه بالشعر واتقانه قرضه حين قوم لسانه بقراءة القرآن ومحبة اللغة العربية، وكذلك لأساتذة اللغة العربية الذين مروا بحياته والشعراء الذين تأثر بهم ومنهم نجم الدين الصالح وحامد حسن معروف وغيرهما من الشعراء والأدباء.

وكان للظروف التي مرت بها سورية وللمهام الوظيفية التي كلف بها الشاعر كتوب وحماسته الوطنية وتصديه بشجاعة لكثير من القضايا ومنها مشاركاته في أكبر مصالحة في حمص أثراً بارزاً في اختياره لخط الشعر الوطني لأنه يؤمن بأن للكلمة فعلاً أقوى من الرصاص.

وحول نوع القصيدة التي يفضلها ويجد نفسه فيها يبدي كتوب التوازن بين القصيدتين العمودية والنثرية وباللغتين الفصحى وبالمحكية فهو يكتب الشعر بالسليقة وتخرج القصيدة موزونة على أحد بحور الفراهيدي دون عناء وبشهادة الكثيرين من نقاد الشعر لكنه يبدي ميله أيضا نحو القصيدة المحكية التي كتب بأسلوبها عشرات القصائد التي تحاكي أمور الحياة بجدتها وظرافتها بقسوتها وفرحها.

وبخصوص ديوانيه الصادرين مؤخرا عن اتحاد الكتاب العرب بعنوان “لحن القرب وصهيل وهديل” أوضح أنهما تضمنا قصائد عمودية تمجد الشهادة والشهداء، وتحيي الجيش وتحث على المحبة والأخوة، ولا تخلو من الغزل الوطني والإنساني وحب المرأة وبعض الشعر الاجتماعي.

وعن رسالته من خلال تجربته الشعرية يصف الشعر بأنه بوابة جهاد وكفاح، وعلى الكتاب والشعراء كتابة انتصارات سورية وأن يوثق الحدث لأجيال قادمة.

والشاعر كتوب مواليد عام 1962 من منطقة الدريكيش بطرطوس أمضى أربعين عاماً كضابط في صفوف الجيش والقوات المسلحة، وحصل عن العديد من شهادات التقدير من منظمات حكومية ونقابية ومجتمعية وآخرها من نقابة المعلمين في سورية.

حنان سويد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

لبنان يرفع علمه على جراحه.. ويبحث عن نفسه بين أنقاض الحلم

في بعض الأوقات، نحسدُ نحنُ، الشّباب اللبنانيّ، شباب بعض الدول العربية والأوروبية وغيرها على جنة الأمن في بلادهم.. هذه الميزة، التي على الرغم من الصمود داخل هذا البلد نفتقدها من وقت إلى آخر، خاصةً خلال هذه الفترة، بعد أنّ سلبت منّا آلة القتل الإسرائيلية أمننا وحريتنا، وبتنا رهينة إنذار، واتصال تحذيريّ، وطائرة مسيّرة، وغيرها من أفكار البطش الإسرائيلي.

منذ 5 سنوات، ولبنان مجروح، يعاني من كافة جوانبه، اقتصاديًا، سياسيا، واجتماعيًا، وحتى الشعب الذي يظهر لك أنّه صامد، وهذا فعلا هو الحال، إلا أنّ داخله مكسور ومحطّم على حال بلد عريق، قدّم للعالم الحرف، والثقافة، والإبتكارات والأدمغة، التي استفادت منها دول العالم ولم يستفد منها الداخل كما يجب.

هكذا يحلّ عيدا العلم والإستقلال على لبنان، مثقلين بالهموم والمشاكل، وسط أزمات تتلبد كالغيوم السوداء في سماء الوطن، ومحملين برائحة البارود وصرخات الأمهات وحطام الأحلام. هذا الوطن الذي حلم به أجدادنا حرًا وسيّدًا، يقف اليوم مثقلًا بأعباءٍ تكاد تطحن قلبه. لا تُرفع الأعلام بزهو كما كانت تُرفع، ولا تُعزف الأناشيد الوطنية إلا على أوتار القهر والغضب.

أكثر من مليون لبناني نزحوا من بيوتهم، تاركين وراءهم ذكرياتٍ امتزجت بدخان المعارك. هل يمكن أن يكون الوطن سجنًا يهرب منه أهله؟ في المدارس والكنائس وبيوت الشركاء في الوطن، يصنع النازحون أوطانًا صغيرة من بقايا عنفوانهم الممزق، لكن الوطن الكبير يبدو ضائعًا بين حقول الألغام ونيران المصالح.

مصالحٌ، دفعت بشبابنا إلى أن يملاوا الطائرات التي خرجت من المطار أسرابا أسرابا حاملة أدمغة وشبابا غادروا بأعينٍ ملأى بالدموع والخذلان. لا يعودون، ولا يلتفتون إلى الوراء، لأنّ الوطن الذي حلموا بخدمته خذلهم مرارًا وتكرارًا.. فهم يعلمون حجم الكسرة التي سيشعرون بها عندما تطأ اقدامهم تراب الغربة، ولكن هكذا اعتدنا نحن كلبنانيين.. اعتدنا على الإستمرارية، والمواجهة، والتحدي، ولن نتوقف عن الحلم.
اليوم، أمام هذا الكمّ من الخراب، يقف اللبنانيون متسائلين: ماذا يعني الاستقلال؟ هل الاستقلال هو علمٌ يرفرف بينما البلد يتهاوى؟ هل هو نشيدٌ يُنشد بينما العيون تذرف دمعًا؟ الاستقلال ليس مجرد ذكرى. إنه مسؤولية، حلم مستمر يجب أن يُحيا كل يوم. ولكنه اليوم يبدو كجثةٍ محنّطة تُعرض في كل عام لتذكيرنا بما فقدناه، وليس بما يجب أن نحافظ عليه.

رغم كل ما مرّ، لا يزال اللبناني يحتفظ بشيءٍ من الصمود. شيء يشبه عناده. شيء يقول: لن نستسلم. قد يبدو الأمل ضئيلاً، لكنه كافٍ ليبقي هذا الوطن واقفًا على قدميه، ولو بترنّح. ربما يأتي يوم يستعيد فيه الاستقلال معناه الحقيقي، يوم ينفض فيه الوطن عن نفسه غبار الحروب والفقر، ليقف قويًا كما حلم به أجدادنا يوم انتزعوه. وحتى ذلك اليوم، سنبقى نبحث في هذا الحطام عن وطن يليق بنا. المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • حكاية حزن ووجع .. آخر لحظات في حياة عادل الفار
  • الشاعر السعودي فيصل العتيبي لـ24: الفوز في جائزة "كنز الجيل" فخر وشرف
  • عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعراء في زمن السيولة التواصلية؟
  • تجربة بدر بن عبد المحسن في "العين للكتاب"
  • بدر بن عبد المحسن.. تجربة متفردة توجته بلقب أمير الشعر العربي
  • لبنان يرفع علمه على جراحه.. ويبحث عن نفسه بين أنقاض الحلم
  • الجوانب الاجتماعية والوطنية في ديوان الشاعر علي أحمد كتوب في محاضرة بثقافي الدريكيش
  • الخارجية : سورية تؤكد أن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في سورية ولبنان وفلسطين تشكل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار المنطقة
  • تجليات الحنين في بيت الشعر بالشارقة
  • مواسم المطر وتجليات الوطن في بيت الشعر بالشارقة