قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء الأزهر الشريف، إنه فيما ورد عن السلف الصالح، أن هناك ثلاثة أمور تمنع الخواطر عن المُصلي.

وأوضح «جمعة»، في إجابته عن سؤال: «هل يوجد حلّ للخواطر والشواغل في الصلاة؟»، أن هناك ثلاثة أمور تمنع الخواطر عن المُصلي، وهي «الالتزام بمواضع النظر في الصلاة، وعدم الإسراع في قراءة القرآن، والتأني في التسبيح مع التشديد على النون».

وأضاف أن السلف الصالح كانوا ينظرون في الصلاة إلى موضع السجود، ويرون أن ذلك يمنع الخواطر في الصلاة، وفي الركوع كانوا ينظرون إلى الأصبع الكبير للقدم «الإبهام»، وفي السجود ينظرون إلى أرنبة الأنف، فهذا من شأنه منع الخواطر، وفي الجلوس ينظرون إلى إصبع التشهد، منوهًا بأن هذه مواضع النظر في الصلاة.

 

وتابع: "كما أنهم ذهبوا إلى أن من موانع الخواطر في الصلاة أيضًا، التأني في قراءة القرآن في الصلاة، وتسبيح كل تسبيحة مع التشديد على النون، دون الإسراع في التلفظ بها".

 

مقدار الحركات التي تبطل الصلاة وعددها

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه "هل يؤثر تقليب صفحات المصحف أثناء صلاة التهجد على صحتها؟.

 

وأجابت الإفتاء، أن من مبطلات الصلاة -سواء أكانت فرضًا أم نفلًا- العمل الكثير المتوالي، والكثير ضابطه العُرف، وقد حَدَّه الشافعية بثلاث حركات؛ كثلاث خطواتٍ عمدًا أو سهوًا، ولو كانت الحركات الثلاث أو الأكثر بأعضاء متعددة؛ كأن حَرّك المصلي رأسه ويديه، ولو من أجناس أفعال متعددة؛ كخطوة وضربة وخلع نعل.

وتابعت: ويُحسَبُ ذَهابُ اليدِ وعودها مرة واحدة ما لم يَسكن المُصَلِّي بينهما، ويُحسَبُ رَفعُ الرِّجل مرة؛ سواء أعادت إلى موضعها أم لا، أما ذهابها وعودها فمرتان، ومثل العمل الكثير: الوثبة الفاحشة -أي القفزة-، وكذا تحريك كل بدنه أو معظمه ولو من غير نقل قدمَيه، ومحل البطلان بالعمل الكثير: إن كان بعضوٍ ثقيل، فإن كان بعضو خفيف فلا بطلان؛ كما لو حرك المصلي أصابعه -من غير تحريك كفه- في سُبحة، أو حَلّ أزرارًا أو عَقَدَها، أو حرّك لسانه أو شفته أو أجفانه ولو مرات متعددة متوالية، فأمثال ذلك لا تبطل به الصلاة؛ إذ لا يُخِلّ بهيئة الخشوع والتعظيم؛ فأشبه الفعلَ القليلَ، ولو تردد المصلي في فِعلٍ: هل هو قليل لا تبطل به الصلاة أو كثير تبطل به، فالمفتى به أنه لا يؤثر، ويشترط في الحركات الثلاث المبطلة أن تكون متوالية؛ بحيث لا يُعَدّ العمل الثاني منقطعا عن الأول عُرفا، ولا الثالث منقطعًا عن الثاني؛ فلا يؤثر غير المتوالي عُرفًا ولو كثر جدًا.

آراء الفقهاء في الحركات المبطلة للصلاة

وقال الحنابلة: لا يتقدّر اليسير بثلاثٍ ولا بغيرها من العدد، بل اليسير ما عدّه العرفُ يسيرًا؛ لأنّه لا توقيف فيه، فيُرجَع للعرف؛ كالقبض والحرز، فإن طال عرفًا ما فُعِل فيها وكان ذلك الفعل مِن غير جنسها غير متفرّق أبطلها عمدًا كان أو سهوًا أو جهلًا ما لم تكن ضرورة، فإن كانت ضرورة؛ كحالة خوف وهرب مِن عدوّ ونحوه كسيل لم تبطل، وعدّ ابن الجوزيّ مِن الضّرورة الحكّة الّتي لا يصبر عليها، وأمّا العمل المتفرّق فلا يبطل الصّلاة؛ لما ثبت أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أمّ النّاس في المسجد، فكان إذا قام حمل أُمامةَ بنتَ زينب، وإذا سجد وضعها، وصلّى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر وتكرّر صعوده ونزوله عنه، وقول الحنفية والمالكية قريب من قول الحنابلة.

كيفية المواظبة على الصلاة وعدم تركها

أهم شئ في الذي يتكاسل عن الصلاة ويؤخرها عن وقتها، هو الذهاب فورا للمسجد أو المكان المخصص للصلاة في مكان العمل فورا عند سماع الأذان، لأن الشيطان يوسوس للإنسان في هذا الوقت ويقول له: "سأذهب للصلاة بعد فعل هذا الأمر أو كتابة هذه الورقة أو تناول الطعام أو المشروب كذا". وعلى الإنسان المسلم في هذا الوقت ألا يجعل للشيطان مكانا عليه ويستعيذ بالله ويذهب إلى الصلاة.

عوامل تساعد على الصلاة
من بين العوامل التي تساعد على الانتظام في الصلاة، هي الرفقة الحسنة التي تساعدك على العبادة والقرب من الله. ثانيا المداومة على ذكر الله عز وجل والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهذه الأذكار تلين القلب وتجعله متعلقا بكل ما يحبه الله والنبي صلى الله عليه وسلم فستجد نفسك مقبلا على الطاعة وتاركا المعاصي.

كيف أواظب على الصلاة؟

يجب على الإنسان أن يقاوم هوى نفسه وأن يكون لديه همة وعزم والاستعانة بالله تعالى، وأن يلجأ إلى الله جل شأنه داعيًا أن يهديه على إقامة الصلاة، فيجب عليه بمجرد سماعه للأذان أن يترك العمل ويذهب للصلاة، فإن انتظم على ذلك ستصبح الصلاة شيئا أساسيًا فى حياته.

وعلى المسلم أن يدعى الله بأن يهديه ويشرح صدره ويستغفر الله كثيرًا ويستعيذ بالله كثيرًا ويتوضأ ويكثر من الصلاة على النبي.

عدم الخشوع في الصلاة هل يبطلها؟
قال الشيخ عويضة عثمان مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، إن حديث النفس ولو طال في الصلاة لا يبطلها، وإن عروض الفكر للمصلي في أثنائها لا يؤثر في صحتها ولكنه مكروه.

وأوضح «عويضة» في تصريح له، أن الاستغفار عقب الصلاة يجزئ عن عدم خشوعنا أثناء أداء الفريضة، مؤكدًا أنه يجب علينا عدم إعادة الصلاة التي لم نخشع فيها، مستشهدًا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «أنه نهى عن إعادة الصلاة في يوم مرتين». أخرجه النسائي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة الصلاة صلى الله علیه فی الصلاة

إقرأ أيضاً:

جمعة: "رسول الله ربّانا على القوة والمبادئ السامية"

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، أن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أرشدنا إلى قيم القوة والسعي للارتقاء بالنفس والمجتمع، وشدد على أن العجز مرفوض في الإسلام، خاصة إذا كان مرتبطًا بالتقصير في عبادة الله أو عمارة الأرض، ورغم ذلك، فإن المؤمن العاجز خير عند الله من الفاجر القوي، لأن المؤمن يمتلك القيم والأخلاق التي تعزز الحضارة الحقيقية.

العجز والقوة: رؤية إسلامية متوازنة

أوضح جمعة أن الإسلام يدعو إلى الجمع بين الإنجاز والقيم، مشيرًا إلى أن الإنجاز الذي يخالف الأخلاق والقيم مرفوض تمامًا. وأضاف أن الإنجاز الحقيقي يتطلب الالتزام بالمبادئ والثوابت، وليس فقط تحقيق النجاح المادي أو الظاهري. وذكر أن الأمم السابقة، مثل قوم عاد، وقعوا في فخ الغرور بإنجازاتهم، كما ورد في القرآن الكريم.

قال الله تعالى:

(أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ)،

مشيرًا إلى أن نبي الله هود عليه السلام حاول تذكيرهم بأن نعم الله تزيد بالإيمان والتقوى، لكنهم تمسكوا بباطلهم وقالوا:

(سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الوَاعِظِينَ).

التوازن بين الكم والكيف

أكد الدكتور جمعة أن الإسلام يُعلي من شأن الكيف على الكم، والقيم الإنسانية على الإنجازات المادية. وأوضح أن المسلم الحقيقي هو من يقدّم التقوى على الإنجاز، ويراعي حقوق الإنسان قبل بناء المنشآت.

وما ترك الله لنا طريقًا يبلغنا رضاه وجنته إلا وقد أرشدنا إليه، وحثنا عليه رسوله الكريم ﷺ ، وما ترك لنا طريقا يؤدي بنا إلى النار إلا وحذرنا منه وأحدث لنا منه ذكرا، وتركنا رسول الله ﷺ على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

فلما زاغ الناس عن المحجة البيضاء شاع الفساد، وفشت الفتن من حولنا، تلك الفتن التي وصفها سيدنا رسول الله ﷺ فقال : (يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من السكر، وقلوبهم قلوب الذئاب، يقول الله عز وجل : أبي يغترون ؟ أم علي يجترئون ؟ فبي حلفت، لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانًا) [رواه الترمذي]. وفي ذلك تصديق لقوله تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ) .

رسالة للمسلمين اليوم

اختتم جمعة حديثه بالدعاء أن يرزق الله المسلمين الرشد والصواب في أعمالهم، ويحقق التوازن بين الإنجاز المادي والروحي، مشددًا على أهمية تقديم القيم الإنسانية والدينية كمعيار أساسي للنجاح والتقدم.

مقالات مشابهة

  • حكم استعمال البخور ليلة الجمعة ؟
  • أفضل صيغة للصلاة على النبي ليلة الجمعة ويومها.. الإفتاء تنصح بهذه الطريقة
  • صيغة الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم يوم الجمعة
  • سورة البقرة.. المرأة في الإسلام بعد سجن الجاهلية وتطرف اليهود
  • جمعة: "رسول الله ربّانا على القوة والمبادئ السامية"
  • 4 أمور تعكر على الإنسان صفو توجهه إلى الله.. علي جمعة يكشف عنهم
  • كيفية إحسان الصلاة على سيدنا النبي عليه السلام
  • أنواع المشقة التي أباح الإسلام الرخصة فيها أثناء الصلاة
  • محمود الهواري: التدين الحق هو الإصلاح وعمارة الأرض وليس الصلاة في المسجد فقط
  • دينزل واشنطن يكشف سر كرهه حفلات الأوسكار وغيابه عنها