شارك الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم، في مؤتمر «الخبراء الإقليمي لتعزيز اللغة العربية في التعليم لبناء مجتمعات أكثر شمولا»، الذي تنظمه الجامعة الأمريكية، بالتعاون مع مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، والمكتب الإقليمي لمنظمة اليونسكو في بيروت.

وأكد «حجازي» في كلمته، أنه لا شك أن اللغة هي الهوية ووعاء الفكر، ولا يستطيع الإنسان أن يفكر إلا من خلال لغته الأم، وإذا تمكن الإنسان منها يستطيع أن يتعلم أكثر من لغة.

تعزيز اللغة العربية في التعليم

جاء ذلك بحضور الدكتور أحمد دلال، رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والدكتور طارق شوق، وزير التربية والتعليم السابق، مستشار الجامعة الأمريكية، وصالح إبراهيم الخليفي، مدير عام مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، وفادي يرق، مستشار التربية بمكتب اليونسكو في بيروت.

وفى مستهل كلمته، أشاد الدكتور رضا حجازي بعنوان المؤتمر، الذي جرى اختيار موضوعه ليكون «تعزيز اللغة العربية في التعليم لبناء مجتمعات أكثر شمولا»، مؤكدا أن المؤتمر يأتي ضمن جهود منظمة اليونسكو للحفاظ على الهوية المصرية في مواجهة الثقافات الأخرى، والتأكيد على ترسيخ الانتماء.

وأشار الدكتور رضا حجازي، إلى أن هذا اللقاء يأتي ضمن مشروع التعاون الذي يعمل على مشاريع وفعاليات ومبادرات عديدة، في إطار مستهدفاتها في تعزيز اللغة العربية؛ إذ أسهمت الشراكة الاستراتيجية الفاعلة بين منظمة اليونسكو ومؤسسة الأمير سلطان في دعم الاهتمام باللغة العربية، كقناة لتجسير الفجوة بين الثقافات المختلفة، وخلق تواصل حضاري مع الآخرين، وحققت في هذا المجال نجاحات كبيرة على مستويات عدة.

وزير التعليم يكشف الفجوة في تعلم اللغة العربية

وقال الوزير، إن قمة تحويل التعليم بنيويورك، كشفت عن أن 70%؜ من الدول الفقيرة والمتوسطة، لا يجيد أطفالها قراءة نص بسيط، مؤكدا استخدام الوزارة لاستراتيجيات حديثة تتمثل في الجمع بين المدخل الصوتي والطريقة الجزئية، وتدريس القواعد لتمكن الطالب من التواصل وتذوق اللغة.

وأشار إلى أن الطفل يتعلم في بيته اللغة العامية، وفي المدرسة باللغة الفصحى، فيحدث لديه ازدواج للغة، ما يترتب عليه عدم حدوث ألفة للغة وعدم الإقبال على تعلمها، مؤكدا أهمية القراءة الحرة في تعزيز اللغة لدى الطلاب.

وشدد الدكتور رضا حجازي، على أهمية تعظيم دور وسائل التكنولوجيا الحديثة كالمنصات في نشر اللغة الفصحى بين الأفراد، وتوظيفها لصالح اللغة العربية، وإتاحة منصة ديناميكية للمعلمين، كما يجب تضمين القضايا الحياتية في الكتب ونصوص القراءة لتمكين الطالب من التواصل والتعبير عن ذاته، مؤكدا أن مناهج المرحلة الابتدائية تتضمن قائمة المهارات الحياتية، وهي أحد المبادئ التي قام عليها منهج اللغة العربية، مشيرا إلى أهمية التركيز على تنمية جميع مهارات القراءة والكتابة والاستماع وفهم المقروء.

اللغة العربية تكتسب أهميتها من كونها لغة القرآن الكريم

وقال الوزير إن للغة قيمة جوهريةً في حياة كل أمة، فهي الأداة التي تحمل الأفكار، وتنقل المفاهيم، فتقيم بذلك روابط الاتصال بين أبناء الأمة الواحدة، كما أنها تُعد أحد المكونات الأساسية للانتماء الثقافي.

وأوضح أن اللغة العربية تكتسب أهميتها من كونها لغة القرآن الكريم؛ إلى جانب أنها الرابطة الأقوى في دعم التواصل بين أبناء الأمة العربية، والمعبرة عن وجدانهم وهويتهم وشخصيتهم، ومخزون تراثهم الفكري والعلمي والإبداعي ووعاء حضارتهم العربية الأصيلة، خاصة في ظل الظروف والمتغيرات الإقليمية والدولية الحالية.

وأشار الدكتور رضا حجازي، إلى أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لا تألو جهدا في سبيل النهوض باللغة العربية، والارتقاء بها، من خلال تطوير مناهج اللغة العربية في المراحل التعليمية كافة، بما يحافظ على تراثها الأصيل، ويواكب مستجدات العصر الذي نعيشه.

وفي ختام كلمته، تقدم الوزير بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهموا بمجهوداتهم في تنظيم هذا المؤتمر الهام، متمنيا لكل المشاركين فيها بالتوفيق والسداد، وعقد حلقات نقاشية ثرية وناجحة حول محاوره والخروج برؤية جادة تنبثق عنها برامج عمل حقيقية قابلة للتنفيذ.

الجامعة الأمريكية: نسعى لتعزيز اللغة العربية

من جهته، أعرب الدكتور أحمد دلال، رئيس الجامعة الأمريكية، عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر؛ من أجل تعزيز اللغة العربية والتعبير عن النفس الحياتية وتطبيعها للتعبير عن الاهتمامات المتنوعة لأبنائنا والمتخصصين وهي نفس المبادئ الذي يقوم عليها المنهج التواصلي والتطبيقي.

وأضاف أن الجامعة الأمريكية تسعي من خلال المؤتمر إلي تطوير سبل تطبيق المنهج التواصلي بشكل أوسع لتعزيز اللغة العربية، مشيدا بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم المثمر على مدار السنوات من خلال تطوير مناهج تعليم اللغة العربية في المدارس بشكل أعمق وأشمل من مجرد التركيز على ضبط قواعد النحوية.

جدير بالذكر أن المؤتمر يتضمن، جلسات نقاشية تتناول التمثيلات والفرص والتحديات التي تواجه اللغة العربية، وتحقيق جودة التعليم، وعلاقة اللغة بالهوية والقيم، وطرق التدريس، واستعراض الدليل الإلكتروني للممارسات الواعدة في تعليم اللغة العربية في المنطقة العربية بغية بناء مجتمعات أكثر شمولا، وخارطة الطريق لتعزيز اللغة العربية في التعليم وفي المجتمعات المحلية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وزير التعليم وزير التربية والتعليم اللغة العربية تعزيز اللغة العربية التعليم الجامعة الأمریکیة الدکتور رضا حجازی التربیة والتعلیم من خلال

إقرأ أيضاً:

فتح باب التسجيل لجائزة مجمع الملك سلمان للغة العربية

البلاد ــ الرياض
أعلن مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية فتح باب التسجيل في الدورة الرابعة من (جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية)، التي تعد من أبرز الجوائز المخصصة؛ لتكريم الجهود الرائدة في خدمة اللغة العربية، وتحفيز الابتكار في مجالاتها المختلفة، على نحو يعزز حضورها في القطاعات العلمية، والتقنية، والتعليمية، والمجتمعية.
تأتي هذه الجائزة استمرارًا لجهود المجمع في دعم المبادرات النوعية، التي تحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030، بتحفيز المشاريع التي تثري المحتوى العربي، وتعزز الهوية اللغوية، وتسهم في نشر اللغة العربية عالميًّا؛ إذ تستهدف ذوي الإسهامات البارزة من الأفراد والمؤسسات لخدمة اللغة العربية، وتطويرها، وتعليمها، ونشرها بأحدث الوسائل.
وأكد الأمين العام للمجمع الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، أن الدورة الرابعة تسعى إلى توسيع دائرة تكريم المبادرات والمشاريع، التي تسهم في تطوير اللغة العربية في مجالات التعليم، والحوسبة، والبحث العلمي، والمبادرات المجتمعية، مضيفًا أن الجائزة شهدت في دوراتها السابقة إقبالًا واسعًا من الأفراد والمؤسسات من شتى دول العالم؛ وهو ما يعكس مكانتها؛ بوصفها إحدى الجوائز الدولية البارزة في دعم الابتكار اللغوي.
وتشمل الجائزة (4) فروعٍ رئيسة، يختص الأول منها بتعليم اللغة العربية وتعلمها، ويركز على تطوير أساليب تدريسها ودعم المبادرات، التي تسهم في تحسين طرق تعلمها، فيما يُعنى الفرع الثاني بحوسبة اللغة العربية والتقنيات اللغوية، مستهدفًا المشروعات التي توظف التقنية لتعزيز استخدام العربية في المجال الرقمي والتقني، أما الفرع الثالث فهو مخصص للأبحاث اللغوية والدراسات العلمية؛ إذ يكرم الأبحاث التي تثري المحتوى الأكاديمي للغة العربية وتسهم في تطويرها، في حين يركز الفرع الرابع على نشر الوعي اللغوي، وتعزيز المبادرات المجتمعية التي تسهم في انتشار اللغة العربية في المجتمعات المحلية والعالمية.
وأوضح المجمع أن الجائزة تستقبل الترشيحات من الأفراد والمؤسسات من جميع دول العالم، وتخضع جميع الأعمال المقدمة إلى عملية تحكيم دقيقة تعتمد على معايير الإبداع، والتأثير، والتميز، والشمولية؛ لضمان تكريم الجهود الأكثر فاعلية في خدمة اللغة العربية.
وشهدت الدورة السابقة للجائزة مشاركة واسعة؛ إذ بلغ عدد المسجلين في منصة الجائزة أكثر من (370) مُسجلًا من الأفراد والمؤسسات.

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية الكويتي: بلادنا كانت مختطفة.. واستعادة الهوية واجب وطني
  • حصاد جامعة أسيوط خلال أسبوع من 22 – 27 فبراير 2025
  • بمشاركة طلابية واسعة.. جامعة حلوان تنظم كرنفال المحافظات لتعزيز الهوية الوطنية
  • بشرط الرخصة المهنية.. وظائف التعليم متاحة لحملة بكالوريوس الانتساب والتعليم عن بعد
  • عاجل - بشرط الرخصة المهنية.. وظائف التعليم متاحة لحملة بكالوريوس الانتساب والتعليم عن بعد
  • جامعة حلوان تنظم كرنفال المحافظات لتعزيز الهوية الوطنية والأنشطة الطلابية
  • وزير الأوقاف يفتتح ملتقى الفكر الإسلامي في رحاب مسجد الحسين
  • المعنى يتغير تماما.. خالد الجندي يوضح الفرق بين مَحِلَّهُ ومُحِلَّهُ في القرآن
  • خالد الجندي يوضح أهمية قراءة القرآن الكريم بالتشكيل
  • فتح باب التسجيل لجائزة مجمع الملك سلمان للغة العربية