غزة على قائمة ملفات مؤتمر «المناخ 28» بدبي.. الخبراء العرب يؤكدون ضرورة تعريف العالم بانتهاكات الاحتلال
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
ثلاثة أيام تفصلنا عن استضافة ثانى بلد عربى (مصر العام الماضى والإمارات هذا العام) فى عامين متتاليين لمؤتمر المناخ الذى يجمع 197 دولة، لمناقشة كيف يمكن إنقاذ كوكب الأرض ووقف الارتفاع فى معدلات درجات الحرارة التى وصلت بالكرة الأرضية، بحسب تعبير أنطونيو جوتيريش أمين عام الأمم المتحددة إلى الغليان ونقطة اللا عودة، لتأتى قمة المناخ هذه المرة في وقت يخشى فيه العالم من اتساع حرب غزة، وتأثيرها على المنطقة، وربما تختلف عن مؤتمر المناخ الذى كان يشهد الحرب الأوكرانية- الروسية، ولكن شتان بين مجرم الحرب الإسرائيلي، الذى يفترس على مرأى ومسمع من العالم أجمع، شريطا ضيقا بسكانه ليخلف ضحايا أغلبهم من النساء والأطفال، ناهيك عن الانتهاكات البيئية الخطيرة فى غزة ما قبل الحرب وتزداد خطورة بعد الحرب وقد رصدتها عدة هيئات حقوقية، حيث تستخدم قوات الاحتلال آلاف الأطنان من القنابل والمتفجرات والصواريخ التي تحتوي على المواد السامة والعناصر الثقيلة الخطرة، فإذا كانت التغيرات المناخية تحدث بفعل الطبيعة، فإن الكثير منها يحدث فى مناطق فلسطين المحتلة بفعل العدوان الصهيونى، ومؤخراً قامت قوات الكيان الصهيونى باعترافها الرسمي، بإلقاء 4000 طن من المتفجرات (4 ملايين كيلوجرام من كل أنواع المواد المدمرة) خلال أول ستة أيام من القصف على قطاع غزة بما تحويه هذه الصواريخ من مواد كيميائية أخطرها الفسفور الأبيض والذى كما يقتل البشر فهو يقتل كل ما يقابله من موارد فى الأرض والجو والمياه والطعام والبشر في منطقة جغرافية تبلغ 365 كيلومترا مربعا، وتعتبر الأكثر كثافة في العالم، يسكنها 2.
فيما يرى الدكتور مجدى أمين عام خبراء البيئة العرب أن الإجرام الذى ارتكبته دولة الاحتلال فى غزة لا شك أنه سيكون مثاراً لكثير من الأحداث والفاعليات خلال مؤتمر المناخ فى دبي، فالفسفور الأبيض الذى استخدمته إسرائيل بكل صلف وجبروت مثلما فعلت أمريكا فى حرب العراق عندما قتلت بهذا السلاح المميت وأثرت على البنية الجسدية لأهل العراق وهو نفس السلاح الذى استخدمته إسرائيل التى تبحث عن الحرب القذرة والقنايل المحرمة دولياً وتستخدمها بلا خوف ولا رادع، فهذا الفسفور الأبيض (يُسيِّح) جلد الانسان ويحوله إلى مسخ مشوه، ولذلك علينا جميعاً خلال مؤتمر المناخ أن نعرض كل تلك المجازر التى لم تعد خافية على العالم بل قامت مظاهرات فى أمريكا وأوروبا تدين هذا الإجرام، حيث تحركت ضمائر الشعوب ضد إجرام رؤساء الدول التى أيدت إسرائيل.
ويضيف علام أن الموقف المحترم والجرىء الذى اتخذه أنطونيو جوتيريش فى التعامل مع قضية المناخ والتحذير بأن الأرض وصلت إلى مرحلة الغليان ثم حضوره إلى معبر رفح لإدانة الصلف الصهيونى يؤكد أن مؤتمر ""cop28 سيكون ضرخة إنسانية وبيئية ضد انتهاكات المحتل الصهيونى للإنسان والأرض والبحر.
الحروب دمارالدكتور عاطف محمد كامل أحمد- سفير النوايا الحسنة- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية باليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة قال: أسوأ ما فى الحروب أنها تؤدى للموت بسبب المواد الخطرة والملوثات التى تنزل إلى التربة والمياه التي يستخدمها الناس، هذا يمكن أن يؤدي إلى تلوث بيئي شديد وتأثيرات سلبية على الحياة البرية والنباتات والبشر، كما أنها تؤدي إلى تدمير المناطق الطبيعية الأخرى بشكل كبير من خلال القصف واستخدام الأسلحة، وهذا يتسبب في فقدان التنوع البيولوجي وانقراض الكثير من الكائنات الحية. إلى جانب ما تسببه الحرب من حرق النفايات والمخلفات والمواد القابلة للاشتعال، ما يتسبب في تلوث الهواء بالملوثات العضوية المتطايرة والجسيمات الصغيرة، ويؤدي إلى مشكلات صحية وبيئية للإنسان. ولا ننسى تدمير البنية التحتية البيئية مثل شبكات المياه ومحطات معالجة الصرف الصحي ومحميات الحياة البرية، أما استخدام القنابل المحرمة دوليا والتى رأيناها فى غزة فتأثيرها يمتد لسنوات عديدة، ما يؤثر في البيئة والصحة البشرية وانتشار الأمراض، رغم أن الأثر البيئي للحروب- كما يضيف كامل- لا يحظى بالاهتمام الكافي، إلا أنه لا يمكن تجاهله، فالتدمير البيئي الناجم عن الحروب يؤثر على حياة الأجيال الحالية والمستقبلية، ويعيق التنمية المستدامة ويهدد استقرار البيئة.
فالحروب والنزاعات العسكرية تؤدى في زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتسريع التغير المناخي، فيسبب حرق الوقود الأحفوري والمواد الكيميائية في الهواء في انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون والميثان وغيرهما من الغازات الدفيئة، وهذا يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ وتأثيراته السلبية على النظام البيئي والحياة البشرية. وتأثيرات الحروب على البيئة فى غزة كارثية وتستمر لفترة طويلة بعد انتهاء الصراع، ولهذا السبب يجب العمل على تجنب النزاعات والحروب والبحث عن وسائل سلمية لحل النزاعات الدولية من أجل الحفاظ على البيئة والكوكب.
ويجب على الدول والمجتمع الدولي التعاون والعمل سويًا للحد من الأثر البيئي السلبي للحروب من خلال منع استخدام أسلحة الدمار وحماية وحفظ الموارد البيئية والاستثمار في التعافي البيئي والعمل على التوعية المحلية والدولية وتعزيز التعاون الدولي والتنسيق.
المجتمع المدنيالمجتمع المدنى سيكون هو حائط الصد الكاشف لكل هذا الإجرام خلال مؤتمر المناخ- كما يقول الدكتور عماد عدلى رئيس المكتب العربى للشباب والبيئة- فمنظمات المجتمع المدنى المعنية بشئون البيئة أدانت ما يحدث من عدوان إنسانى يشكل كوارث حالية ومستقبلية فى غزة، والشبكة العربية للبيئة والتنمية "رائد" لن تكتفى بمجرد إدانة العدوان البربري المتوحش على الشعب العربي الفلسطيني فى غزة وإنما ستناشد كافة منظمات المجتمع المدني فى العالم لإعلان رفضها وإدانتها لحرب الإبادة التي تحدث بكل صورها وتفاصيلها، وسنكون خلال مؤتمر المناخ صوتا قوىا يشرح للعالم الانتهاكات والإجرام الذى حدث فى قطاع غزة والدعوة إلى حماية عاجلة للبشر خاصة النساء والأطفال وللموارد الطبيعية التى انتهكت فى غزة على مرأى ومسمع من العالم.
وتتفق الدكتورة هالة يسرى خبير علم الاجتماع البيئى بمركز بحوث الصحراء فى أن دور المجتمع المدنى خلال مؤتمر المناخ الذى يعقد بعد أيام فى دبى سيكون واضحاً وكاشفاً وسيتركز على ما حدث فى غزة من مجازر للإنسان وللطبيعة، وسيكون هناك دور كبير للفاعليات التى تقوم بها المنظمات الحقوقية البيئية فى بيان حجم الأضرار والخسائر التى حدثت للبشر ولكل مظاهر الطبيعة.
وترى الدكتورة هالة أن تعريف العالم بما يحدث فى هذا الشريط الضيق، الذى كالت له إسرائيل كميات من القنابل تكفى عالَماً بأكمله لابد أن يكون لها مردود قوى خلال مؤتمر المناخ خاصة مع وجود تكامل عربى بين النظرة الحكومية والمجتمع المدنى وهو ما يجب أن يركز على تعريف العالم بمنظماته ومسئوليته لما يحدث فى الأراضى الفلسطينية من إبادات عرقية وتهديد كامل للمرأة والطفل الذين يمثلون 75% من الضحايا وهو ما استفز كل المؤسسات الإنسانية ومنها الأمم المتحدة واليونيسيف والإسيسكوا، فمحاولات قوات الاحتلال الإجرامية فى القتل المنظم واضحة للعيان من أجل الاستحواذ على البقية الباقية من الشريط الضيق لدولة فلسطين (غزة)، وهو أمر يجب أن نقف جميعاً فى مواجهته سواء حكومات أو مجتمعا مدنيا وأعتقد أنه سيكون خلال فاعليات مؤتمر المناخ ما سيعبر وبقوة عن هذا العدوان وما سيجعل لهذه الوقفات قوة هو تعارض العدوان مع الإنسانية، كما أن موقف الأمم المتحدة المحترم خلال العدوان على غزة سيعطى قوة لهذه الوقفات والمناقشات.
تعاون عربيالمنظمات العربية لها دور كبير فى كشف الإجرام الذى تعرضت له غزة وأهلها كما يقول الدكتور أحمد الشريدة رئيس جمعية تنمية الانسان والبيئة الأردنية، فالإنسان تعرض للقتل وكذلك البيئة بكل عناصرها تعرضت لخطر شديد وانتهاك لكل المعايير الانسانية والبيئية التى لم تحدث من قبل فى المنطقة، بما ارتكبه الكيان الصهيونى بإلقاء آلاف الأطنان من المتفجرات والغازات السامة والمشبعة بذرات اليورانيوم بما لها من مخاطر على الجهاز التنفسى للإنسان وعندما يسقط المطر وتتحد تلك الغازات مع المياه يصبح الأمر أخطر، مشيرا إلى أن التربة معظمها فى غزة هشة وتعرضت لوابل من القنابل خاصة الأماكن الزراعية، ما ألحق بها أضرارا تحتاج معها لعشرات السنوات حتى يمكن إعادة تأهيلها ولن تكون بنفس القوة أو الإنتاجية، لافتا إلى أن مصادر المياه فى غزة (جوفية أو سطحية) كانت تعانى أساسا قبل العدوان من مشاكل عديدة وزاد الأمر بعد العدوان كما تأثرت البيئة البحرية التى وقعت فيها مقذوفات تحمل ميكروبات دقيقة تتفاعل مع مياه البحر فتدمر الكائنات البحرية، حتى أصبح الشاطئ المواجه لغزة غير قابل للحياة ولا لصيد الأسماك التى يمكن أن يعتمد عليها أهل غزة كمصدر وحيد حاليا للإطعام وللأسف أصبح غير موجود!
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل الاحتلال غزة فلسطين مؤتمر المناخ 28 بدبي خلال مؤتمر المناخ المجتمع المدنى فى غزة
إقرأ أيضاً:
بمشاركة الأحمر .. مجلس الفيفا يعتمد مواعيد تصفيات وكأس العرب
وافق مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، والمكون من 37 عضوًا، على مواعيد تصفيات وبطولة كأس العرب التي تستضيفها قطر نهاية العام الحالي، وذلك في اجتماعه الذي عقده مساء الأربعاء في مقر الفيفا بمدينة زيورخ السويسرية.
وحدد الفيفا خلال اجتماعه يومي 25 و26 نوفمبر المقبل موعدًا رسميًا لإقامة تصفيات كأس العرب، بينما ستقام البطولة بمشاركة 16 منتخبًا خلال الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر 2025، من أجل إقامة البطولة على الملاعب التي استضافت نهائيات كأس العالم 2022، وسيتزامن نهائي البطولة مع اليوم الوطني لدولة قطر، كما اعتمد الفيفا أيضًا إقامة بطولة كأس العالم تحت 17 عامًا بمشاركة 48 منتخبًا لأول مرة في تاريخ البطولة، حيث ستقام خلال الفترة من 3 إلى 27 نوفمبر 2025.
ومنح الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" في مايو الماضي دولة قطر، حق استضافة النسخ الثلاث المقبلة من كأس العرب، أعوام 2025 و2029 و2033، وذلك في اجتماعه الـ74 بالعاصمة التايلاندية بانكوك، كما ستكون البطولة غير مدرجة في مواعيد الأجندة الدولية، مما يعني أن المنتخبات المشاركة لن يكون بمقدورها اللعب بالمحترفين الذين ينشطون خارجيًا، ولن يكون هناك إجبار لأي نادٍ في العالم على تفريغ لاعبيه خلال فترة البطولة.
وحققت النسخة الماضية في قطر 2021 نجاحًا منقطع النظير، حيث حضرها في الملعب 571605 متفرجين في المباريات الـ32 التي أقيمت على الملاعب المونديالية، بمعدل قرابة 18 ألف متفرج في كل مباراة، وقد أشرف "الفيفا" على تنظيمها وإدارتها تحكيميًا، وتوج المنتخب الجزائري باللقب بعد مباراة ماراثونية أمام المنتخب التونسي، وكانت تلك المشاركة التاريخية هي الأولى لمنتخبنا الوطني، الذي لم يُسجل أي حضور قبل ذلك في البطولة التي أقيمت بشكل متقطع في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وبطولتين في الألفية الجديدة، وتأهل منتخبنا للبطولة بعد فوزه على الصومال في الملحق بهدفين لهدف، وفي كأس العرب افتتح البطولة بتعادل أمام العراق بهدف لكل منهما، وسجل هدف الأحمر يومها صلاح اليحيائي من ركلة الجزاء.
وفي المباراة الثانية، خسر من المنتخب القطري بهدفين لهدف، وسجل للأحمر خالد الهاجري، وسط جدل تحكيمي تسبب فيه الحكم البرازيلي ويلتون سامبايو بعد إعادته هدفًا قطريًا مثيرًا للجدل عند الدقيقة 97، وفي المباراة الثالثة، بصم منتخبنا على وصوله لربع نهائي البطولة بعد فوزه على البحرين بثلاثية نظيفة جاءت عبر الثلاثي خالد الهاجري والمنذر العلوي وأرشد العلوي، وأقيم ربع نهائي البطولة أمام المنتخب التونسي في استاد المدينة التعليمية بحضور 22 ألف متفرج، وخسر الأحمر اللقاء أمام وصيف النسخة بهدفين لهدف.
ولم يُفصح الفيفا عن آلية المنتخبات المتأهلة للبطولة التي ستخوض التصفيات في 25 و26 نوفمبر، وفي النسخة الماضية، تم اعتماد تأهل 9 منتخبات تحتل التصنيف الأعلى من بين المنتخبات العربية وهي قطر (البلد المضيف) بجانب تونس والجزائر ومصر والمغرب والسعودية والعراق والإمارات وسوريا، بينما خاضت المنتخبات الـ14 ملحقًا لتحديد المنتخبات السبعة المتأهلة للبطولة، وهي منتخبنا الوطني ولبنان والأردن والبحرين وموريتانيا وفلسطين والسودان وليبيا وجزر القُمر واليمن والكويت وجنوب السودان وجيبوتي والصومال.
وأعرب الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وزير الرياضة والشباب في دولة قطر ورئيس اللجنة المنظمة للبطولتين، عن سعادته باستضافة البطولتين في رحاب دولة قطر، منوهًا بأن كأس العرب تشكل ملتقى للأشقاء العرب للاحتفاء بالشغف المشترك بلعبة كرة القدم، ولفت أنظار ملايين المشجعين في المنطقة، مع تنظيم الكرنفال الكروي العربي للمرة الثانية على أرض قطر، كما أكد أن بطولة كأس العالم تحت 17 عامًا ستوفر منصة لاكتشاف المواهب الكروية الصاعدة على مستوى العالم وإلقاء الضوء عليها.
وقال: «نتطلع إلى الترحيب باللاعبين والمشجعين من أنحاء المنطقة والعالم في ملاعبنا ومرافقنا الرياضية عالمية المستوى، حيث سيجدون بانتظارهم تجارب ثقافية غنية وتجربة مشجعين تتسم بالسهولة والسلاسة، يستعيدون خلالها الأجواء المميزة التي اختبروها خلال البطولات السابقة، ونؤمن بتأثير الرياضة بوصفها أداة توحد الشعوب، وتمد جسور التواصل بين مختلف الثقافات والمجتمعات، وهو ما يشكل حافزًا لنا للاستمرار في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى».
ويتطلع منتخبنا الوطني للناشئين للعودة للمونديال بعد غياب 24 عامًا، خاصة في ظل تضاعف فرصه في التأهل، حيث أقر الاتحاد الآسيوي تأهل جميع المنتخبات التي تصل لربع نهائي البطولة الآسيوية، التي تستضيفها السعودية مطلع أبريل المقبل، وسجل من قبل الأحمر الصغير حضوره في المونديال 3 مرات في الإكوادور 1995 ومصر 1997 وترينيداد وتوباجو 2001، وتمكن من عبور دور المجموعات في أول مشاركتين قبل أن يودع بطولة 2001 من دور المجموعات.