أبو الغيط: نُكرس كل طاقاتنا من أجل هدف واحد هو وضع نهاية لهذه المذابح في غزة
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
قدم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الشكر لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ومسؤول السياسة الخارجية جوزيب بوريل على ما قاما به من جهدٍ لكي يكون اجتماعنا في هذا اليوم ممكنًا... كما اشكر الامين العام السفير ناصر كامل علي جهده المتصل طوال العام.
في الحقيقة لا أرى داعيًا لتكرار المواقف العربية والإسلامية المعروفة حيال العدوان الاسرائيلي الهمجي على غزة، ولكن أنتقي منها ثلاث نقاط أضعها أمامكم:
أولًا: ان فهم ما جرى في 7 أكتوبر لن يكون ممكنا من دون فهم الطريق الذي قاد إليه.
ثانيًا: إننا نُكرس كل طاقاتنا ونضع كل جهدنا اليوم من أجل هدف واحد هو وضع نهاية لهذه المذابح.. ووقف العدوان على غزة فورًا.. واستعادة الحد الأدنى من الحياة الطبيعية لأطفالها وسكانها.. ومع ذلك، فإننا ننظر أيضًا إلى المستقبل.. ونؤكد أنه لا مستقبل لغزة بفصلها عن الضفة وكأنها قضية بذاتها.. غزة اليوم عنوان للقضية الفلسطينية وهي جزءٌ منها.. وأية "حلول" لغزة لا بد أن تكون جزءًا من الحل الشامل لهذه القضية على أساس رؤية الدولتين... وأقول بصراحة إننا جميعًا هنا مؤمنون بحل الدولتين، ومقتنعون بأنه السبيل الوحيد لتسوية هذا الصراع.. ولكن علينا أن نواجه أنفسنا بما فعلناه حقًا من أجل انفاذ هذا الحل وتحقيقه على الأرض.. حل الدولتين لن يتحقق من تِلقاء ذاته.. ذلك أنه ينطوي على مواجهة سياسية حتمية مع الدولة التي تقف في طريق تحقيقه؛ أي دولة الاحتلال.. إن على كل من يؤمن بإمكانية تحقيق السلام في المستقبل أن يُدرك أن لهذا السلام ثمنًا يتعين الوفاء به.. عبر العمل بصورة مستمرة، وليس على نحو موسمي أو شكلي، من أجل تحويل حل الدولتين إلى واقع في أقرب فرصة...
ما نسعى إليه في المستقبل القريب ليس أفكارًا أو تصورات.. وإنما عملًا دبلوماسيًا سياسيًا متواصلًا من أجل تفعيل التسوية.. وثمة مسارات واضحة بالفعل في هذا الصدد.. من بينها المؤتمر الدولي للسلام.. الذي يؤيده ويدفع به الجانبان العربي والأوروبي.. ولا بد من تعزيز التنسيق حول هذا المسار بالعمل من اليوم استعدادًا للحظة قريبة بإذن الله تصمت فيها المدافع في غزة.
ثالثا: إن الفضاء العربي-الأوروبي يحمل أهمية استراتيجية للجانبين، وهو ما تُجسده هذه المنظمة.. ولكننا كررنا مرارًا.. هنا في سنواتٍ سابقة.. أن القضية الفلسطينية تظل عائقًا كبيرًا أمام تحقيق الإمكانية الكاملة لهذه العلاقة الاستراتيجية..
ربما رأى الكثيرون في كلامنا وقتها مبالغة أو خطابًا سياسيًا.. ولكنها كانت الحقيقة ولا شيء آخر.. واليوم أكرر حقيقة أخرى أرجو أن ننتبه لها جميعًا.. إن الحرب على غزة، وبسبب ما تنطوي عليه من بشاعة غير مسبوقة وعنصرية فاضحة، تزرع بذورًا من الكراهية واليأس والغضب لن يُفيد منها سوى قوى التطرف.. لا أحد يُريد لهذه القوى أن تنتصر أو تسود أو ترسم أجندة المستقبل والعلاقات بين شعوبنا.. ولكن علينا الانتباه لأن هذا يُمكن أن يحدث... وعلينا جميعًا أن ننأى بأنفسنا عن كل مواقف تُرسخ العنصرية والكراهية أو تُعطي رُخصة لممارسة القتل على الهوية...علينا أن ننتبه لأن الأجيال الجديدة تُراقب المواقف وردود الأفعال.. وترصد الكيل بمكيالين والمعايير المزدوجة.. إن ما يُحصننا حقًا في مواجهة خطاب الكراهية هو خطاب القيم الإنسانية المشتركة، والمواقف التي تتأسس على المبادئ الأخلاقية.. فتدين قتل المدنيين، على إطلاقه، وليس بالتمييز بين شعب وآخر.. هذا ما يصون المستقبل حقًا، ويُعزز تواصلنا الحضاري عبر فضاء المتوسط، ويُحصن مجتمعاتنا من آفات حروب الأديان والحضارات.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: هذا الفکر من أجل
إقرأ أيضاً:
لهذه الأسباب يمتنع حزب الله عن الردّ
كتب ميشال نصر في" الديار": على بعد شهر من نهاية فترة الستين يوما، التي اعطيت لاختبار اتفاق وقف الاعمال العدائية بين لبنان و "اسرائيل"، ارتفع منسوب اللهجة "الاسرائيلية"، تزامنا مع ارتفاع وتيرة عدوانها العسكري الميداني، من الشريط الحدودي الذي تحتله راهنا، وصولا الى غارتيها على منطقة البقاع، وسط تعبئة وتجييش الراي العام الداخلي، في اتجاه الحظوظ العالية لانهيار وقف النار على الجبهة الشمالية، وعدم استعجال الجيش "الاسرائيلي" على الانسحاب من القرى التي احتلها.اكيد حتى الساعة ان لجنة مراقبة تطبيق الاتفاق لم تنجح في المهمات الموكلة اليها، وهو ما دفع برئيس حكومة تصريف الاعمال الى دعوتها للاجتماع برئاسته، لوضع "النقاط على الحروف"، خصوصا ان "اسرائيل" لم تلتزم بالآلية الموضوعة، فعلى سبيل المثال، وبعيدا عن عمليات التوغل والتفجير التي تقوم بها جنوب الليطاني، اغارت على اهداف بقاعا، دون تقديم اي شكوى للجنة، علما ان المواقع التي استهدفت هي ثابتة، وبالتالي في حال كان هناك من شبهات، كان يجب عليها ابلاغ اللجنة لتتحرك الاجهزة اللبنانية.
مصادر مقربة من قوى الثامن من آذار، رأت ان حزب الله ما زال حتى الساعة يعتمد سياسة "الصبر الاستراتيجي"، التي نجحت في اكثر من مكان في تحقيق اهدافها، رغم قدرته على الرد على تلك الخروقات، كاشفة انه ينطلق راهنا من المعطيات الاقليمية المتحركة، والتي يجب حساب نتائجها وتداعياتها بدقة، خصوصا ان خلط الاوراق الجاري، هو ذات طابع استراتيجي، يتخطى "الحرتقات" التكتية التي تشهدها الساحة الاقليمية.
وفي هذا الاطار، تتحدث المصادر، عن ان الهم الاساسي الذي يؤرق المقاومة في الوقت الحالي هو جمهورها وبيئتها اللذان يحتاجان الى "التقاط الانفاس" بعد الحرب المدمرة التي شنتها "اسرائيل"، خصوصا ان قدرات الدولة اللبنانية على المساعدة اليوم تكاد تكون معدومة، في ظل استمرار "الحصار" الدولي والعربي المفروض على لبنان منذ عام 2019.
اما العامل الثاني، الذي يجعل الحزب متريثا في اتخاذ اي خطوات، عدم رغبته باحراج الدولة اللبنانية والجيش اللبناني، اذ من ابرز واهم اهداف "اسرائيل" راهنا ، العمل على ايجاد شرخ مع الدولة و"اشتباك" مع الجيش، وهو ما يعتبره الحزب من الخطوط الحمراء، حيث ان لجنة المراقبة تشكل عامل ضغط في بعض الاوقات يعمل لغير مصلحته.
واذا كانت رغبة الحزب اظهار عدم التزام "اسرائيل " وعدم احترامها لتعهداتها، فهو من جهة ثانية، وفقا للمصادر يسعى الى اظهار نفسه كملتزم بالقرارات الدولية والاتفاقات الموقعة، تجاه الداخل اللبناني اولا، والعالم ثانيا، خصوصا انه حتى الساعة، احدا لا يملك تفاصيل الاتفاق الجانبي الموقع بين واشنطن و "تل ابيب"، وحدود المسموح فيه.وختمت المصادر، بان كل ما تقدم لا يعني باي حال من الاحوال غياب الحزب عن الساحة، فهو موجود على الخطوط الامامية، يرصد ويتابع كل التحركات على طول الجبهة اللبنانية، امتدادا الى الجولان ووصولا الى الحدود الشرقية، جاهز للتعامل مع اي خرق تتخطى فيه "تل ابيب" الخطوط الحمر.