صلاة الحاجة والاستخارة .. فضلهما وكيفيتهما .. وما الفارق بينهما ؟
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
هل صلاة الحاجة هي نفسها صلاة الاستخارة؟ سؤال يكثر البحث عنه خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، حيث أرشد إلى مفهوم صلاة الحاجة وصلاة الاستخارة.
هل صلاة الحاجة هي نفسها صلاة الاستخارة ؟وقال علي جمعة صلاة الحاجة: هي صلاة يقبل فيها المسلم على ربه في حاجته ليقضيها له؛ لأن المسلم يعلم أنه لا يقضي الحاجات، ولا يغيث إلا الله سبحانه، وهذه الصلاة هي عنوان للتوحيد حيث يعلم المسلم أن المتحكم في الأمر كله هو الله، وأنه ليس لأحد من خلقه قوة يقضي بها الحاجات.
وبين أن لصلاة الحاجة أهمية كبيرة حيث أرشدنا إليها الصادق المصدوق ﷺ فقال : « مَنْ كَانَتْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَاجَةٌ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِى آدَمَ فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيُحْسِنِ الْوُضُوءَ ثُمَّ لْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ لْيُثْنِ عَلَى اللَّهِ وَلْيُصَلِّ عَلَى النَّبِىِّ ﷺ ثُمَّ لْيَقُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالسَّلاَمَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ لاَ تَدَعْ لِى ذَنْباً إِلاَّ غَفَرْتَهُ وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ وَلاَ حَاجَةً هِىَ لَكَ رِضًا إِلاَّ قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ». [رواه الترمذي] وفي رواية ابن ماجة « ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مَا شَاءَ فَإِنَّهُ يُقَدَّرُ».
فإذا احتاج المسلم إلى نجاح في امتحان، أو رواج تجارة، أو كشف ضر، أو جلب نفع، أو أي خير، فيتوضأ ويحسن الوضوء ثم يصلي ركعتين ويمكن أن يصليها أربع ركعات، ويمكن أن يزيد إلى اثنى عشر ركعة وتكون هذه الصلاة بنية قضاء الحاجة التي يقبل على الله فيها، ثم يدعو الدعاء المذكور في الحديث، ويدعو الدعاء كذلك بعد التسليم من الصلاة كما هو ظاهر في الحديث.
عاهد الله أن يصلي صلاة الحاجة يوميًا فتعذر.. حكمه ومعجزاتها دعاء تيسير الأمور وقضاء الحاجة.. احرص عليه عقب صلاة الفجر هل صلاة الحاجة هي نفسها صلاة الاستخارة ؟وفي صلاة الاستخارة قال: هي صلاة يطلب فيه المؤمن من ربه أن يختار له أمرًا من الأمور، وفي هذه الصلاة يعلن المؤمن عجزه ويلوذ بقدرة الله، ويعلن فقره ويلوذ بغنى الله، ويعلن جهله ويلوذ بعلم الله، فيمنّ الله عليه بأحسن الأمور إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ولأهمية استخارة الله في أي أمر يبدأ فيه المسلم من أمور معاشه فإن رسول الله ﷺ اهتم أن يعلمها لأصحابه في كل أمورهم فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُعَلِّمُنَا الاِسْتِخَارَةَ فِى الأُمُورِ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ يَقُولُ : « إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِى فِى دِينِى وَمَعَاشِى وَعَاقِبَةِ أَمْرِى - أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِى وَآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِى وَيَسِّرْهُ لِى ثُمَّ بَارِكْ لِى فِيهِ ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِى فِى دِينِى وَمَعَاشِى وَعَاقِبَةِ أَمْرِى - أَوْ قَالَ فِى عَاجِلِ أَمْرِى وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّى وَاصْرِفْنِى عَنْهُ ، وَاقْدُرْ لِى الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِى - قَالَ - وَيُسَمِّى حَاجَتَهُ » . [أخرجه البخاري].
وأوضح على المسلم الذي ظهر له أمر من تجارة أو إمارة أو زواج أو شراء أو بيع أن يستخير الله عز وجل وتكون الاستخارة بأن يتوضأ ويصلي ركعتين غير الفريضة، فإذا صلى سنة راتبة لفريضة أو أي سنة أخرى جاز ، وإذا صلى ركعتين بنية الاستخارة جاز كذلك ، ويدعو دعاء الاستخارة بعد التسليم من الركعتين، ويجوز أن يجعل دعاء الاستخارة في السجود، أو بعد التشهد قبل التسليم والدعاء المأثور هو المذكور في الحديث السابق، ويستحب له تكرارها سبع مرات، ويجوز إن لم يتبين له أن يزيد على السبع.
وشدد على المستخير ـ ومن يدعو الله عموماً ـ ألا يتعجل الأمر لأن ذلك لا يليق بالمسلم الراضي بربه فإن رسول الله ﷺ قال : « يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ يَقُولُ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِى». [أخرجه البخاري] كما يطلب منه الرضا بما اختاره الله له ويعلم أنه الخير له.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلاة الحاجة صلاة الاستخارة صلاة الاستخارة صلاة الحاجة
إقرأ أيضاً:
التوسل بالنبي لقضاء الحاجة: عبادة مشروعة وقربة محببة
يُعد التوسل بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم من القربات التي حث عليها الدين الإسلامي، وهو تقرب إلى الله بوسيلة مشروعة تقرب العبد إلى ربه، كما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية.
خالد الجندي: قراءة القرآن بنية التوسل يشفي المرضى ويقضي الحوائج التوسل بالنبي عند الشعراوي.. بين المشروع والممنوعوقد أكدت دار الإفتاء المصرية ومشايخ الأزهر الشريف على مشروعية هذا الفعل وأهميته في حياة المسلم، مستدلين بآيات قرآنية وأحاديث نبوية.
معنى التوسل لغويًا وشرعيًافي اللغة، تعني الوسيلة ما يُتقرب به إلى الغير، سواء كان ذلك منزلةً عند الملك أو درجةً عالية. يقول الجوهري في كتابه "الصحاح": "الوسيلة: ما يتقرب به إلى الغير"، وهو ما اتفق عليه المعنى الشرعي للتوسل؛ إذ يتعلق بتقرب العبد إلى الله عبر أعمال صالحة، كالصلاة والذكر وطلب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
يُشير الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إلى أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ليس بدعة كما يزعم البعض، بل هو من أعظم القربات التي دل عليها القرآن، في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة: 35].
أحاديث تؤكد مشروعية التوسلمن أبرز الأحاديث التي استُدل بها على مشروعية التوسل بالنبي، الحديث الذي رواه النسائي والترمذي عن رجل أعمى أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه الدعاء لرد بصره. فأرشده النبي إلى الصلاة والدعاء قائلاً:
"تَوَضَّأْ وَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ...". وقد استجاب الله دعاءه ورد إليه بصره.
الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، يوضح أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جزء من رحمة الله بعباده، حيث أتاح لهم وسائل متعددة للتقرب إليه. وأضاف أن القرآن الكريم يثني على الذين يبتغون الوسيلة إلى الله، كما جاء في قوله:
{الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} [الإسراء: 57].
تشمل أدعية التوسل بالنبي العديد من الصيغ التي وردت عن السلف الصالح، منها:
"اللهم بحق نبيك المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، اقض حاجتي وفرج همي برحمتك يا أرحم الراحمين.""يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أسألك بعزك الذي لا يرام ونورك الذي ملأ أرجاء عرشك أن تقضي حاجتي."رد على المعترضينأكد العلماء أن الاعتراض على التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم يأتي غالبًا نتيجة الفهم الخاطئ للنصوص الشرعية. فالآيات التي وردت في المنافقين لا تنطبق على المؤمنين الذين يتوسلون بالنبي، كما أوضح الشيخ وسام أن إساءة تأويل النصوص تضر بتماسك المجتمع الإسلامي.
التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم عبادة مشروعة تدل على حب المسلم لرسول الله وتعلقه به، وهي باب عظيم للرحمة وقضاء الحاجات. وقد أجمعت المؤسسات الدينية على أهميتها وفضلها، داعيةً إلى الابتعاد عن التشدد والتأويلات الخاطئة التي تنفر الناس من الدين.