مصير غامض وأسئلة صعبة تنتظر نتنياهو بعد فشله في الحرب على غزة
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
بعد عدة أسابيع من القتال العنيف في قطاع غزة، تبقى العديد من الأسئلة حائرة حول مستقبل بنيامين نتنياهو كزعيم للحكومة الإسرائيلية. على الرغم من التصريحات الثابتة والتأكيدات الدائمة على إحداث تغيير في المنطقة، يواجه نتنياهو الآن تحديات كبيرة تهدد استقراره السياسي والشخصي، بالإضافة إلي تهم فساد تلاحقه بصحبة أسرته.
تعتبر الحرب في غزة فشلاً غير مسبوق بالنسبة لنتنياهو، حيث لم يتحقق أي تقدم عسكري في قطاع غزة، ولم يتم تحرير الأسرى الإسرائيليين من قبضة المقاومة الفلسطينية عسكريا وخضع للهدنة التي فرضت نفسها عليه بعد وساطة مصرية قطرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي. هذا الفشل العسكري أدي إلى تقليل ثقة الجمهور الإسرائيلي في قدرات حكومتهم وقدرتها على ضمان الأمن والاستقرار.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه نتنياهو انتقادات حادة من المجتمع الدولي بسبب ممارسته القتل الجماعي للمدنيين الفلسطينيين ودمار البنية التحتية في غزة. تشير بعض التقارير إلى أن هذه الحرب قد تكون قد جردت نتنياهو من مصداقيته على الساحة العالمية وزادت من عزلته السياسية.
وفيما يتعلق بالساحة السياسية في إسرائيل، يواجه نتنياهو ضغوطًا قاسية من أحزاب المعارضة للتنحي عن منصبه كرئيس للحكومة، مع اتهامه بالفشل في حماية الشعب الإسرائيلي وعدم التوصل إلى اتفاق دائم مع الفلسطينيين. قد يؤدي هذا الضغط إلى انهيار الائتلاف الحالي وانتخابات مبكرة في المستقبل القريب.
بالنظر إلى هذه التطورات الأخيرة، فإن مستقبل نتنياهو بات مجهولًا للغاية. قد يواجه تحديات سياسية وقانونية تهدد بإنهاء حقبته السياسية وتعيين رئيس جديد للحكومة الإسرائيلية.
من جانبه أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان أن هناك أسئلة تقف أمام نتنياهو وعليه مواجهتها فور انتهاء الحرب مع حماس، مشيرا إلى أن الأخير كان يعمل على تأجيل تلك الأسئلة.
ورفض ساليفان التعليق على الادعاء بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مُهتم بمواصلة الصراع في قطاع غزة من أجل البقاء في منصبه.
وقال في تصريح لشبكة "سي إن إن" عندما سُئل عمّا إذا كان البيت الأبيض يعتقد أن من مصلحة نتنياهو إنهاء الصراع عندما يكون في "وضع سياسي داخلي صعب": "لن أتكهن بمجريات السياسة الإسرائيلية". وأضاف: "إنه (نتنياهو) يعلم أنه بمجرد انتهاء الحرب مع حماس، سيواجه أسئلة كان يؤجلها".
وأضاف ساليفان: "ما سنفعله هو مجرد العمل مع من هو رئيس الوزراء، وهو نتنياهو، والتعامل معه مباشرة بشأن المشاكل التي نواجهها اليوم".
يشار إلى أن صحيفة بوليتيكو ذكرت في وقت سابق، نقلا عن مصادر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتقد أن مسيرة نتنياهو السياسية "تدنو من خواتيمها".
وبحسب الصحيفة، يسود الاعتقاد لدى البيت الأبيض أن أيام نتنياهو كرئيس للوزراء أصبحت معدودة، وسيستمر لعدة أشهر أو حتى اكتمال المرحلة الأولية من العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأسرى الإسرائيليين الحرب على قطاع غزة المجتمع الدولي المقاومة الفلسطينية انتخابات مبكرة بنيامين نتنياهو فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
أنباء متضاربة حول مصير صفقة التبادل.. دعوات إلى اتفاق شامل
أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إحراز "بعض التقدم" في المفاوضات الرامية إلى الإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله، إن "التقديرات حاليا تستبعد التوصل لصفقة قبل نهاية العام، وإن التقدم في المفاوضات دون المأمول".
وأضاف المصدر الإسرائيلي، أنه "من الصعب تصديق أن حركة حماس قد توافق على صفقة جزئية مقابل وقف إطلاق النار دون وقف الحرب".
من جانبها، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر مطلعة، أنه من الصعب تقييم إمكانية الوفاء بالجدول الزمني الذي حدده الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للتوصل لصفقة تبادل.
وأضافت المصادر أن المفاوضات بحاجة إلى مزيد من الوقت، وأن سد الفجوات رهن بقرارات القيادة السياسية.
وأكد مصدر مطلع للصحيفة أن "إسرائيل لم ولن توافق على الانسحاب من كامل محور فيلادلفيا"، الذي يعد إحدى النقاط الخلافية التي تحول دون التوصل لاتفاق.
ومن ناحية أخرى، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، إن "غالبية الإسرائيليين يريدون لجنة تحقيق رسمية وصفقة شاملة لإعادة المحتجزين جميعا من غزة".
وأضاف لبيد، في كلمته خلال جلسة للكنيست، أن المعارضة لن تسمح لنتنياهو بالقضاء على دولة إسرائيل عبر سياساته.
قالت هيئة عائلات الأسرى في غزة، إن إنهاء الحرب في القطاع والتوصل إلى صفقة شاملة لإعادة جميع الأسرى "مصلحة إسرائيلية".
وأضافت الهيئة أنه "يجب على كل وطني إسرائيلي أن يرفع صوته بوضوح لدعم إنهاء الحرب".
على صعيد آخر، قالت القناة 14، إن " ثلاث فرق عسكرية إسرائيلية تعمل في غزة، وإن فرقة رابعة تستعد للدخول للقطاع المحاصر حال فشلت مفاوضات تبادل الأسرى مع حماس".
وأضافت القناة الإسرائيلية أنه "في حال فشل الصفقة، فسنرى دخول الفرقة 98 بقيادة العميد غي ليفي إلى القطاع، ما يعني استمرار المناورة البرية، وعودة الضغط العسكري على حماس لإجبارها على الاستسلام".
وسبق أن أعلنت حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان مشترك السبت، إحراز تقدّم باتجاه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتواجه المفاوضات -منذ الهدنة الوحيدة التي استمرت أسبوعا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023- تحديات عديدة، ونقطة الخلاف الأساسية هي إرساء وقف دائم لإطلاق النار في غزة. كما يقال إن مستقبل الحكم في غزة بعد الحرب يعد أيضا من القضايا الإشكالية الرئيسية.