أمطار الشتاء كابوس يهدد مدينة درنة الليبية المنكوبة
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
لم يستفق بعد سكان مدينة درنة الليبية من هول الصدمة التي تسبب بها إعصار "دانيال" منذ أكثر من شهرين. وتتجدد المخاوف والمعاناة خاصة مع دخول الشتاء، حيث تحولت الأمطار إلى كابوس يؤرق سكان المدينة، خاصة في ظل انهيار السدود وتهالك البنية التحتية.
ففي 10 أيلول/ سبتمبر الماضي اجتاح الإعصار المتوسطي "دانيال" عدة مناطق شرق ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، بالإضافة إلى مناطق أخرى، بينها درنة التي كانت المتضرر الأكبر بسبب انهيار سدود كانت تحبس المياه في "وادي درنة" الضخم.
وفي حين لا توجد حتى اليوم حصيلة نهائية للضحايا، لكن عدد القتلى وصل حتى 2 تشرين الأول/ أكتوبر إلى 4333، وفق منظمة الصحة العالمية التي أوضحت أيضا أن المفقودين المسجلين بلغوا 8500 شخص.
مصلحة الطرق والجسور بوزارة المواصلات بحكومة الوحدة الوطنية، قدرت نسبة أضرار البنية التحتية بالمناطق المنكوبة شرق البلاد بنحو 70 بالمئة، مشيرة إلى انهيار 11 جسرا جراء السيول، منها 2 يربطان درنة بمدينتي سوسة والقبة، و6 أخرى داخل درنة، و3 جسور في الطريق الممتد بين مدينتي شحات وسوسة.
"إعصار آخر احتمال وارد"
عطية الحصادي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة رؤية لعلوم الفضاء وتطبيقاته (غير حكومية)، قال إن توقعات الطقس بداية من الأسبوع القادم ستكون شتوية، وستشهد هطولا للأمطار وانخفاضا بدرجات الحرارة، بحسب وكالة الأناضول.
وأضاف: "إن تعرض ليبيا لإعصار آخر أمر وارد، نظراً للتغيرات المناخية الواضحة ولا يمكن إنكارها، والدليل على ذلك أنه بعد إعصار دانيال بأيام، جاءت عاصفة إلياس التي ضربت اليونان مرة أخرى، والحمد الله اتجهت شرقا".
واعتبر الحصادي "أن تخوفات المواطنين من المطر أمر طبيعي، نظراً لحجم الكارثة التي ضربت درنة".
وعن مبررات تلك المخاوف، قال: "تعود لعدة أسباب، من بينها أن مجرى الوديان ما يزال مغلقا، والطرق مجروفة بفعل آثار الإعصار، لذلك قد تتسبب أي أمطار غزيرة قادمة بمشاكل أخرى، ما يعني مزيدا من الانهيارات في شبكة الطرق والبنية التحية".
وأوضح أن "تهالك البنية التحتية هي أحد الأسباب، لكن الخسائر ستتضاعف نظراً لانهيار البنية التحتية الإدارية لنظام الاستجابة والطوارئ الموجود في ليبيا، وكيف تتعامل مع الأزمة خلال الأسابيع التي مرت دون تشكيل أي أجهزة أو إدارات حقيقية لإدارة الأزمة".
وأردف: "على سبيل المثال، شبكة الاتصالات عادت لدرنة ثالث يوم من الكارثة وهذا شي بسيط جداً، وانهيار البنية التحتية الإدارية بنظام الطوارئ هو الذي يخيف أكثر من الجسور والسدود حسب وجهة نظري".
وأكد الحصادي أن التعامل مع الأزمة التي مرت بها المدينة "كان فوضويا رغم وجود العديد من الجهود والنوايا الحسنة، ولكن الفوضى الكبيرة للأسف غطت على كل الجهود التي بذلت، والتعامل لم يكن احترافيا ولم يكن بالمستوى المطلوب، والمواطنون كانوا ضحية للرعونة والتراخي وفشل أجهزة الدولة".
"الخوف من الشتاء له أسبابه"
من جانبه، قال رمضان محمد، أحد سكان درنة: "الخوف الذي يشعر به أغلب سكان المدينة حالياً، خاصة مع دخول فصل الشتاء له أسبابه، ومنها أن السلطات لم تعالج آثار الإعصار".
وأضاف رمضان أن انهيار السدود حَوّل درنة إلى مدينة مفتوحة، وهناك تخوف من فيضان مجرى الوديان مجددا، وأن تجرف معها أجزاء أخرى من المدينة، خاصة في ظل التوقعات الجوية المتوقعة حول إمكانية تساقط الأمطار والمتغيرات المناخية المحتملة.
وعن الأيام القليلة الماضية قال: "قبل أيام شهدت المدينة رياحا قوية، وارتفاعا بمنسوب البحر، مما تسبب في تخوف كبير للسكان وتحول ذلك لهواجس كبيرة، خوفاً من تكرار سيناريو الكارثة التي حلت بالمدينة، فهم لم يتجاوزوا وقع الصدمة بعد".
وأردف: "السلطات التنفيذية خذلتنا، وهناك تكاسل واضح في عملها منذ بداية الكارثة، المؤسسات الصحية كانت شبه معطلة قبل حدوث الإعصار بغرض صيانتها، وهذا أثر سلباً، وهناك إهمال واضح لكل المؤسسات الخدمية وعدم قدرتها على تقديم الخدمات للمواطنين".
وأشار رمضان إلى أن "الحياة بدأت تعود تدريجياً للمدينة، وهناك حملات تطوعية تقوم بها مجموعة من المؤسسات غير الحكومية والشباب في ظل غياب المؤسسات الحكومية، التي غادر أغلبها المدينة رغم الحاجة لتواجدها".
"المعاناة ستتضاعف"
المحلل السياسي الليبي فرج فركاش قال: "مع قدوم فصل الشتاء، وفي ظل غياب التخطيط والبنية التحتية المعدومة أصلا ستتضاعف للأسف معاناة هؤلاء الضحايا، وسنرى مزيدا من معاناة النازحين، لذلك لابد من توحيد الجهود إن كان من لديهم السيطرة على القرار السياسي والتنفيذي تهمهم فعلا مصلحة المتضررين كما يدعون".
وأضاف: "مع استمرار الانقسام السياسي على المستوى التنفيذي، ومحاولة استغلال ملف إعادة الإعمار لتسجيل نقاط سياسية بين الخصوم، ستستمر معاناة درنة والنازحين الذين ينتظرون حلولا عملية طويلة الأمد لموضوع السكن".
وأشار فركاش إلى أن "ما تكشف لنا من خلال هذه التجربة المريرة والقاسية، هو عدم استعداد ليبيا لهكذا كوارث، وانعدام البنية التحتية، ومقدار الفقر المدقع الذي تعيشه غالبية مناطق ومدن الجبل الأخضر في دولة تعوم على بحيرات نفط، لكن الفساد واللامبالاة والتخبط هو العامل المسيطر للأسف".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم درنة دانيال الشتاء ليبيا ليبيا درنة شتاء دانيال حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البنیة التحتیة
إقرأ أيضاً:
هجوم أوكراني كبير بعشرات الطائرات المسيرة على مدينة قازان الروسية وزيلينسكي يهدد بشن المزيد من الضربات
سرايا - شنت كييف السبت هجوما كبيرا بمسيّرات على مدينة قازان الروسية، على بعد ألف كيلومتر (620 ميلا) من الحدود، هو الأحدث في سلسلة هجمات جوية متصاعدة في إطار الصراع المستمر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.
وقال مسؤولون محليون إن طائرة بلا طيار اصطدمت بمبنى سكني شاهق في المدينة التي يزيد عدد سكانها عن 1,3 مليون نسمة، ما ألحق أضرارا بالمبنى دون أن يسفر ذلك عن ضحايا.
ورغم أن الهجمات حتى الآن على الأراضي الروسية نادرة، فقد استُهدِفت قازان ومنطقة تتارستان الغنية بالنفط المحيطة بها في السابق بطائرات بلا طيار أوكرانية. ويُنظر إلى مثل هذه الضربات على أنها محرجة لروسيا، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من هجومها العسكري على أوكرانيا.
وأظهرت مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي الروسية طائرات من دون طيار تصطدم بمبنى شاهق وكرات نارية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا إن طائرتين من دون طيار أصابتا مبنى سكنيا من 37 طبقة.
وقال رستم مينيخانوف، رئيس تتارستان، على تلغرام “تعرضت قازان اليوم لهجوم واسع النطاق بعشرات الطائرات دون طيار”.
وصعّدت أوكرانيا من هجماتها على أهداف داخل روسيا خلال الأشهر القليلة الماضية خاصة بعد أن منحت واشنطن الشهر الماضي كييف الإذن باستخدام صواريخ لضرب أهداف عسكرية في المناطق الروسية القريبة من الحدود بين البلدين.
وفي حين لم يأتِ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ذكر الضربة على قازان، قال السبت “سنواصل بالتأكيد ضرب أهداف عسكرية روسية بطائرات من دون طيار وصواريخ”.
وأغلقت هيئة الطيران المدني الروسية “روسافياتسيا” موقتا مطار قازان الدولي، أحد أكثر المطارات ازدحاما في البلاد، بسبب التهديد الذي شكلته الطائرات الأوكرانية بلا طيار. وتم إجلاء بعض السكان، لكن السلطات لم تقدم أرقاما. كذلك، ألغِيت كل الفعاليات العامة الكبرى في المنطقة، في إجراء احترازي.
وقالت زاخاروفا إنه إلى جانب الطائرتين بلا طيار اللتين ضربتا المبنى السكني، تمّ إسقاط ثلاث مُسيّرات والتصدي لثلاثٍ أُخَر بواسطة أنظمة الدفاع الجوي.
وأضافت على تلغرام أن كييف تصبّ جام “غضبها من الهزائم العسكرية” على “السكان المسالمين في روسيا”.
في غضون ذلك، أعلنت موسكو السبت أنّ قواتها سيطرت على قرية قرب كوراخوفيه، المدينة الأساسية في شرق أوكرانيا حيث يواصل الجيش الروسي منذ أشهر إحراز تقدم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنّ قواتها “حرّرت” كوستيانتينوبولسكيه الواقعة على بُعد ثمانية كيلومترات من مدينة كوراخوفيه التي تبدو على وشك السقوط بأيدي الجيش الروسي.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #روسيا#ترامب#المنطقة#المدينة#مدينة#الطيران#اليوم#الدفاع#أوكرانيا#رئيس#الرئيس#موسكو#كييف
طباعة المشاهدات: 1170
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 22-12-2024 09:48 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...