هل ستكون لهم فرصة أخرى في التعيين؟.. مأساة 14 ألفًا تم استبعادهم من مسابقة 30 ألف معلم
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
مأساة 14 ألف معلم.. تم استبعادهم فى مسابقة 30 ألف معلم والتى بدأت منذ عام ونصف العام تقريبًا وتحديدًا فى شهر يوليو 2022م، وكانت هذه هى المرحلة الأولى والبداية لتعيين 150 ألف معلم على مدار5 سنوات وجاءت هذه المبادرة ضمن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى لسد العجز بالمدارس ومواكبة المعلم لطرق التدريس الحديثة والمناهج الجديدة.
جاءت مبادرة الرئيس لتحقق حلم دام سنوات للعديد من المعلمين الذين درسوا فى كليات التربية ورياض الأطفال وبادر العديد بالتقديم فى مسابقة 30 ألف معلم والتى بدأت بامتحان التنظيم والإدارة الذى نجح منه 28 ألف معلم ثم بعد ذلك مرت المسابقة بالعديد من التدريبات الشاقة وربما القاسية خاصة للبنات ولكن كله يهون فى سبيل التعيين وتحقيق الحلم.. هذا كان لسان حالهم إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهى السفن وكانت الصدمة كبيرة حيث تم تعيين 14 ألف معلم فقط من 28 ألف معلم، والسبب غير معروف سوى عدم اجتياز الحد الأدنى من التدريبات وهذا ما جعلهم يشعرون بحالة من اليأس والضيق وقاموا بعمل صفحة لهم على الفيس بوك وفعلوا فيها هشتاج يحمل مطالبهم وهى "التعيين حق للجميع لا لتصفية المعلمين الجدد وتعيين الناجحين فى اختبار التنظيم والإدارة".
وحول الظروف الصعبة التى مروا بها تقول نسمة محمد ابنة الصعيد أنها اجتازت كل الاختبارات ومعها الأوراق التى تثبت ذلك وأنها تحملت مشقة السفر من محافظة قنا إلى القاهرة بطفلها الصغير الذى يبلغ من العمر سنة ونصف، وأضافت قائلة: تحملت الكثير من أجل حلم التعيين فكنت أحمل ابنى طوال فترة السفر 12 ساعة داخل القطار، وبلغت تكلفة السفر 800 جنيه، الذهاب والعودة غير المصروفات الأخرى وبلغت عدد مرات السفر ما بين محافظة قنا والقاهرة 6 مرات لدرجة أننا كنا نضطر للسلف من الأهل حتى نستطيع السفر إلى القاهرة لاستكمال التدريبات الخاصة بالمسابقة وبعد عام ونصف نحلم بالتعيين اكتشفت أن اسمى غير موجود فى كشوف الناجحين وأنه تم استبعادى فى المسابقة دون إبداء سبب مقنع سوى كلمتين فقط مرفوض نتيجة ".. .. ".
بينما تقول رحمة السيد من محافظة الأقصر، إن الاختبار الأول الذى يعد الفيصل كان اختبار التنظيم والإدارة وكان امتحانًا طويلاً للغاية شاملاً أسئلة قدرات ولغة عربية ولغة إنجليزية على أجهزة الكمبيوتر ومحدد وقت لكل سؤال وعلى المعلم أن يجتاز حل الأسئلة قبل انتهاء الوقت ونجح فى هذا الاختبار 28 ألف معلم ثم بدأت دورات تدريبية أخرى بعضها فى المحافظات التى يسكنون بها وبعضها فى القاهرة والتى شملت 6 شهور ما بين الكشف الطبى والرياضى ثم كشف الهيئة، وتضيف أنها كانت تضطر لترك أولادها مع والدتها المسنة حتى تستطيع أن تتحرك بسهولة وكانت تصل إلى القاهرة فى الساعة الخامسة صباحًا وتظل فى الشارع حتى موعد التدريب، الذى يبدأ فى التاسعة أو العاشرة صباحًا وكانت صدمة عدم تعيينها مفزعة فلم تكن خسارة مادية فقط بل خسارة معنوية ونفسية أيضًا.
وتقول ياسمين محمد من محافظة قنا أنها بالإضافة إلى كل ما سبق وهو تكلفة وعناء السفر تحملت مشقة أخرى حيث تعرضت لعملية إجهاض أثناء الإعلان عن المسابقة، وتحملت مشقة السفر فى ظل هذه الظروف الصحية المؤلمة قائلة: "كنت أصبر نفسى اتعب النهاردة علشان بكرة ارتاح"، وتضيف ياسمين أن الأمل فى التعيين كان كبيرًا لا سيما بعد النجاح فى اختبارات التنظيم والإدارة وبعد تأكيدات الوزير بتعيين كل من نجح فى هذا الاختبار وأن ما يتم الآن هو تدريبات للمعلمين وليست اختبارات.
بينما تقول ياسمين إبراهيم من محافظة قنا أيضًا أنها حملت فى طفلها الثانى أثناء المسابقة ولأن حملها كان فى بدايته وكان من الصعب عليها السفر فى هذا الوقت كما أشارت لها الطبيبة إلا أنها تحملت هذا التعب أملاً فى التعيين وتحقيق حلم كانت تنتظره هى وأسرتها..
كان استبعادها من التعيين صدمة لن تنساها طيلة حياتها على حد وصفها خاصة أنها خسرت جنينها خلال هذه الرحلة الشاقة بسبب تأجيل موعد ولادتها لحين الانتهاء من التدريب التربوى الذى جاء فى نفس موعد الولادة ولأنها خافت أن تضحى بفرصة التعيين وطلبت من الطبيبة المباشرة لحالتها تأجيل موعد الولادة حتى تنتهى من التدريب التربوى وكان لهذا التأجيل سببًا فى فقد جنينها وهذا ما جعلها تشعر بتأنيب الضمير فقد فقدت جنينها وتعيينها وفوقهم شبكة زوجها.
ونظرًا لأهمية الموضوع طالب المستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب من لجنة التعليم بالبرلمان ضرورة مناقشة طلبات الإحاطة المقدمة من بعض النواب حول موضوع المستبعدين من مسابقة 30 ألف معلم مع وزير التربية والتعليم دكتور رضا حجازى، والذى كشف للنواب أسباب الاستبعاد، وأكد على إعطاء فرصة أخرى لمن تم رفضهم لإعادة الاختبارات كما تم الموافقة على 30 كيلو زيادة بوزن المعلم.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: المدارس التعليم رضا حجازي مسابقة 30 ألف معلم المعلمين الجدد التنظیم والإدارة مسابقة 30 ألف معلم محافظة قنا من محافظة
إقرأ أيضاً:
عبدالرحمن الأبنودى.. الناى الذى أنشد للناس والوطن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق عبدالرحمن الأبنودى.. الناى الذى أنشد للناس والوطنيرويها سامح قاسم
في ذكرى ميلاد عبد الرحمن الأبنودي، لا نكتب عنه بمداد الحبر فحسب، بل بوهج الذاكرة التي لا تفتر عن الاحتفاء برجلٍ جعل من القصيدة مرآةً لصوت الجماهير، ومن اللغة صدىً للأرض والريح والمقهورين. شاعرٌ لم يتعالَ على العاميّة فصقلها وأدخلها إلى الصالونات الثقافية كما تدخل الريح إلى بيتها، وجعل من الأبجدية المصرية الشعبية حنطةً شعرية تُطعم الروح وتُشبِع القلب.
ولد الأبنودي في الحادي عشر من أبريل عام 1938 بقرية أبنود بمحافظة قنا، وكان ميلاده بمثابة وعد شعريّ خفيّ ستكشف عنه الأيام لاحقا، فالصبي الذي شبَّ على ضفاف الصعيد، مستمعًا لتراتيل وحكايات الجدّات وأناشيد الحصادين، كان يخبئ في قلبه بذرة شاعرٍ كبير، يحمل هموم الناس كما يحمل الماء شكل الإناء. ومنذ البداية، لم تكن القصيدة عنده ترفًا، بل ضرورة، ولم تكن الشعرية في فصاحتها وحدها، بل في صدقها ووقعها في الضمير.
-في زمنٍ كانت فيه القصيدة العربية تدور في فلك النخب، جاء الأبنودي ليكتب شعرًا لا يحتاج إلى ترجمان بينه وبين الناس، العامية عنده لم تكن انحرافًا عن اللغة، بل عودةٌ إلى النبع، إلى اللغة الأم التي يتحدث بها المصري مع ذاته، ومع من يحب، وكأن الأبنودي بذلك يردد ما قاله يومًا: "اللغة لا تكمن في المعجم، بل في العصب"، وكان عصبه دائم التوتر، متصلًا بشبكة المشاعر الشعبية.
وقد كتب قصائد تُحفظ عن ظهر قلب، ليس لأنها سهلة، بل لأنها صادقة، تمشي في اللغة كما يمشي الفلاح في الحقل، بخطى مطمئنة، محاطة بالطين والشمس والوجع.
في ديوانه الأهم "الأرض والعيال" الصادر عام ١٩٦٤، رسم الأبنودي صورة بانورامية للصعيد، لحياة العائلة، للقهر الأبوي، للمياه التي تشق الأرض بشق النفس، للحب البكر، للموت القريب، للعيد البعيد، وللفقر الذي ينحت الوجوه، ويكفي أن نقرأ مطلع قصيدته "جوابات حراجي القط" لندرك إلى أي حد كانت القصيدة قادرة على حمل الخطاب الاجتماعي والسياسي والوجداني في آنٍ واحد.
الأبنودي والمقاومة
لم يكن الأبنودي شاعرًا للوجدان فحسب، بل كان شاعرًا للموقف، كان يرى الشعر سلاحًا لا يُشهر إلا في وجه الظلم، وكان يرى في القصيدة شيئًا من منجل الفلاح، ومن بندقية الفدائي، ومن دمعة الأم.
حين كتب عن العدوان الثلاثي، وعن نكسة ٦٧، وعن عبد الناصر، لم يكن ينقل موقفًا سياسيًا، بل موقفًا وجدانيًا يقطر من قلب الجماعة، في مرثيته لعبد الناصر، جاء صوته مفجوعًا كمن فقد الأب والراعي.
وفي قصيدته عن نكسة ٦٧، كان أول من تجرأ على البوح بالخذلان دون أن يسقط في هاوية جلد الذات، حمل الوجع كمن يحمل صليبًا، وراح يكتب عن الإنسان المقهور دون أن يسحب منه الأمل، بل جعله يرى في الشعر عزاءً ومساءلة.
الأبنودي والموسيقى
ربما أكثر ما قرّب الأبنودي من الناس هو اقتران شعره بالموسيقى. فقد كتب لكبار المطربين من أمثال عبد الحليم حافظ، ونجاة الصغيرة، وشادية، ومحمد منير. غير أن شعره لم يكن مجرد "كلمات لأغانٍ"، بل كان شعرًا حقيقيًا، يملك روحه الخاصة، ويتسرب إلى القلب كما تتسرب الموسيقى إلى الجسد.
قصيدة "عدى النهار" التي غنّاها عبد الحليم عقب نكسة ٦٧ لم تكن مجرد أغنية حزينة، بل كانت نشيدًا للأمل، وجرحًا متوهجًا، وموقفًا أخلاقيًا. يبدأ فيها الأبنودي بمشهد بسيط: غروب الشمس في الأفق، لكنه يربطه بأفول الكرامة والانكسار:
"عدّى النهار والمغربية جاية
تتخفّى ورا ضهر الشجر
وعشان نتوه في السكة
شالت من ليالينا القمر".
وكأن القصيدة تُنشد ما قاله محمود درويش في مقامٍ آخر: "إننا نكتب لكي نحيا، ولكي نحفظ ذاكرة الذين صمتوا".
عرف الأبنودي كيف يكون الشاعر كبيرًا دون أن يستعلي، وكيف يحافظ على مقربة من الناس دون أن يفقد عمقه. ظل حتى آخر أيامه يحمل همّ القرى والمقهورين والفلاحين والبسطاء، ويكتب عنهم كما لو أنه يكتب عن نفسه. لم يبدّل جلده، ولم يستبدل القلق بالترف. وكانت حياته امتدادًا حيويًا لشعره، وكان شعره شهادةً لحياته.
وفي لقاءات كثيرة، بدا الأبنودي كمن يحمل مزاج الحكيم الشعبي: ساخرًا، ذكيًا، غاضبًا حين يجب، ومتصوفًا حين تشتد الدنيا. لم يُهادن، ولم يساوم، وكان يرى في الشاعر صوت الضمير، لا صدى السلطة.
ومن المفارقات العذبة في تاريخ الشعر المصري أن اثنين من أبرز شعرائه، عبد الرحمن الأبنودي وأمل دنقل، وُلدا في الصعيد، وتحديدًا في جنوبه، لكنهما عبّرا عن الوجدان الشعبي بأدوات متباينة. دنقل اختار الفصحى، والأبنودي اختار العامية، لكن كليهما كتب ضد القهر، من موقع الشاهد لا من موقع الفقيه.
في حين اختار أمل مفردات الأسطورة والأسئلة الكبرى، كان الأبنودي يكتب من قلب الحكاية، من رغيف العيش، من دموع الأم، من لهجة الجدات. لم يكن في حاجة إلى رفع صوته، لأن صدق صوته كان أعلى من كل مجاز. ومع هذا، كان هناك تقاطع وجداني بينهما، حتى لو اختلفت أدوات القول: الوطن، الإنسان، الحرية، والكرامة.
قال الأبنودي مرة عن أمل: "كان يسكنني كما يسكنني أخي الغائب. لم أكن أشبهه، لكنه كان يشبه ما تمنيت أن أكونه لو كتبت بالفصحى".
وهذا التعاطف غير المعلن بين شاعرين من أرض واحدة يدل على أن الشعراء الحقيقيين لا يفصلهم الأسلوب، بل يقرّبهم الهم.
لا يمكن الحديث عن الأبنودي دون الوقوف طويلًا أمام ملحمته الأشهر "جوابات حراجي القط"، وهي مجموعة قصائد متتالية كُتبت على هيئة رسائل من عاملٍ في السد العالي (حراجي القط) إلى زوجته "فاطنة" في قريته الصعيدية. ومن خلال هذه الرسائل، صنع الأبنودي مزيجًا بارعًا بين الشعر والسرد، بين التوثيق والوجد، بين الحديث الخاص والرسالة العامة.
كانت "جوابات حراجي القط" عملًا أدبيًا مركبًا، أدخل العامية المصرية في قلب خطاب وطنيّ وإنساني. لم تكن رسائل الحبيب فقط، بل كانت رسائل العامل إلى الوطن، ورسائل القرويّ إلى المدينة، ورسائل الإنسان إلى زمانه.
هذه اللغة النابضة بالحياة، والمشبعة بروح البناء، كانت جديدة على القصيدة العامية، وفتحت لها أفقًا سرديًا لم يكن مألوفًا في زمنها. ولعل هذا ما جعل النقاد يقولون إن "جوابات حراجي القط" ليست فقط ديوانًا شعريًا، بل وثيقة وطنية وإنسانية نادرة.
كان الأبنودي من أوائل الشعراء الذين كتبوا عن سيناء، وعن فدائييها، وعن وجعها الساكن في الرمل والعطش. لم يتعامل مع سيناء كمجرد أرض محتلة، بل كأمّ جريحة تنزف في صمت. كتب عنها وكأنه ابنها، وقال عنها كما يقول العاشق عن معشوقته المنسية.
وقد تجلى اهتمامه بسيناء ليس فقط في الشعر، بل في مواقفه الداعمة لحقوق البدو، ودفاعه عن الفدائيين، حتى إنه كتب عن المقاومة الفلسطينية في مرحلة مبكرة، ووقف في وجه الأصوات التي كانت تهادن الاحتلال أو تتذرع بالواقعية السياسية.
من أعظم ما أنجزه الأبنودي أنه نجح في إيصال القصيدة إلى كل بيت. لم يحتج جمهوره إلى الذهاب إلى المسارح أو قراءة دواوين ضخمة، بل استمعوا إليه عبر الإذاعة والتليفزيون، في البرامج التي كتبها أو شارك فيها، وفي الأغاني التي نسجها. لقد خلق "تليفزيونًا شعريًا"، يلتقي فيه الناس على ضفاف القصيدة.
ذاكرة لا تموت
رحل الأبنودي في ٢١ أبريل ٢٠١٥، لكنه لم يرحل فعلًا. ما زال حيًا في "الجوابات"، في "المربعات"، في "العيال"، في "عدى النهار"، في كل أمٍّ تبكي غائبًا، وكل عاشقٍ يبحث عن لحظة صدق في هذا العالم.
وها نحن نعود إليه كل عام، لا لنرثيه، بل لنحتفل به. فهو لم يكتب للخلود، بل كتب للناس، ولهذا خُلِّد.
نعود إليه كمن يعود إلى نبعٍ لا ينضب، وإلى صوتٍ لم يكفّ عن الغناء. ففي زمنٍ تعالت فيه القصيدة على جمهورها، بقي الأبنودي ذلك الشاعر الشعبي الذي أعاد إلى الشعر وظيفته الأولى: أن يكون غناءً للقلب، وسؤالًا للعدالة، ومرآةً للحب، ورصيفًا للبسطاء.
بعد وفاته، لم يتحول الأبنودي إلى "اسم شارع"، أو "مدخل كتاب"، بل ظل حيًّا في أفواه البسطاء. ما زال الناس يرددون أبياته، ويستشهدون بكلماته في المظاهرات، وفي الحوارات، وفي لحظات الحب والحزن.
تحوّل الأبنودي إلى أيقونة ثقافية لأنه لم يكتب من فوق، بل من بين الناس. وحين تُذكر أسماء الشعراء الكبار، لا يُذكر باعتباره "شاعرًا شعبيًا" فحسب، بل باعتباره "ضميرًا شعريًا" لهذا الوطن.
بل إن شعره اليوم يُعاد اكتشافه من قبل أجيال جديدة، تبحث في كلماته عن النقاء، والبساطة، والانتماء، والاحتجاج النبيل.
في ذكرى ميلاده... ماذا نتعلّم من الأبنودي؟
أن تكون شاعرًا كبيرًا لا يعني أن تتكلم بصوت عالٍ، بل أن تصغي جيدًا، كما أصغى الأبنودي لنبض القرى، لصوت الحقول، لصدى القهر.
أن تكتب بالعامية لا يعني أن تكتب بلا فكر، بل أن تحمل الفكر في لغته اليومية كما يُحمل الورد في منديل طفلٍ ذاهب إلى العيد.
أن تكون مثقفًا لا يعني أن تعتلي منصة، بل أن تعبر عن الجماعة، وتحمل وجعها، وتخاطبها بلغتها دون استعلاء.
وأن تكون شاعرًا للناس لا يعني أن تنسى نفسك، بل أن تذوب فيها، كما ذاب عبد الرحمن الأبنودي حتى أصبح جزءًا من نسيجهم، من لهجتهم، من حكاياتهم.
رحم الله عبد الرحمن الأبنودي، شاعر الناس، شاعر القلب، شاعر القصيدة التي لا تنتهي.