أبو الغيط: ما حدث في 7 أكتوبر جاء نتيجة لمحاولات تكريس فكرة استدامة الاحتلال
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط ، إن ما حدث في إسرائيل يوم 7 أكتوبر الماضي كان نتيجة لمحاولات تكريس فكرة استدامة الاحتلال وإشاعة اليأس وتصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف أبو الغيط ، في كلمة له أمام المنتدى الإقليمي السابع للاتحاد من أجل المتوسط ببرشلونة إنني لا أري داعياً لتكرار المواقف العربية والإسلامية المعروفة حيال العدوان الاسرائيلي الهمجي على غزة ، ولكن أنتقي منها ثلاث نقاط أضعها أمامكم ، الأولى أن فهم ما جرى في 7 أكتوبر لن يكون ممكنا من دون فهم الطريق الذي قاد إليه إننا كعرب نرفض ما جرى في هذا اليوم من استهداف للمدنيين ولكننا من ناحية اخري نفهم جيداً الطريق الذي أوصلنا إلى هذا الوضع المأساوي إنه طريق رسمه وقاد إليه من ظنوا أن استدامة الاحتلال إلى الأبد هو أمر ممكن وأن تحويل الفلسطينيين إلى رعايا في دولة فصل عنصري هو أمر قابل للاستدامة وأن القضاء على أي أفق لدى الفلسطينيين كفيلٌ بإشاعة اليأس بينهم، وتصفية قضيتهم.
وأكد أبو الغيط ، أن هذا الفكر وذلك النهج هو ما أوصلنا إلى اللحظة الحالية بكل ما فيها من عنفٍ وقتل وبشاعة هذا الفكر نفسه لازال يقف اليوم وراء قتل المدنيين الفلسطينيين بالجملة ومنهم الأطفال بالآلاف للأسف هذا الفكر يسيطر كلياً على إسرائيل منذ ما يزيد على خمسة عشر عاماً وأعتقد أن على كل من يعملون من أجل السلام إدراك مسئولية التيار الإسرائيلي العنصري عما آلت إليه الأمور ليس في غزة فقط وإنما في عموم ارض فلسطين المحتلة، وبالتالي فهناك ضرورة لمواجهة هذا الفكر السياسي والعسكري الفاشي، بكل ما يُمثله من أفكار مقيتة.
وأشار أبو الغيط إلى أن النقطة الثانية هي أننا نُكرس كل طاقاتنا ونضع كل جهدنا اليوم من أجل هدف واحد هو وضع نهاية لهذه المذابح ووقف العدوان على غزة فوراً واستعادة الحد الأدنى من الحياة الطبيعية لأطفالها وسكانها ومع ذلك، فإننا ننظر أيضاً إلى المستقبل ونؤكد أنه لا مستقبل لغزة بفصلها عن الضفة وكأنها قضية بذاتها غزة اليوم عنوان للقضية الفلسطينية وهي جزءٌ منها وأية "حلول" لغزة لابد أن تكون جزءاً من الحل الشامل لهذه القضية على أساس رؤية الدولتين وإننا جميعاً هنا مؤمنون بحل الدولتين، ومقتنعون بأنه السبيل الوحيد لتسوية هذا الصراع ولكن علينا أن نواجه أنفسنا بما فعلناه حقاً من أجل انفاذ هذا الحل وتحقيقه على الأرض حل الدولتين لن يتحقق من تِلقاء ذاته، ذلك أنه ينطوي على مواجهة سياسية حتمية مع الدولة التي تقف في طريق تحقيقه؛ أي دولة الاحتلال.. إن على كل من يؤمن بإمكانية تحقيق السلام في المستقبل أن يُدرك أن لهذا السلام ثمناً يتعين الوفاء به .. عبر العمل بصورة مستمرة، وليس على نحو موسمي أو شكلي، من أجل تحويل حل الدولتين إلى واقع في أقرب فرصة.
وقال أبو الغيط إن ما نسعى إليه في المستقبل القريب ليس أفكاراً أو تصورات وإنما عملا دبلوماسي سياسي متواصل من أجل تفعيل التسوية وثمة مسارات واضحة بالفعل في هذا الصدد من بينها المؤتمر الدولي للسلام الذي يؤيده ويدفع به الجانبان العربي والأوروبي ولابد من تعزيز التنسيق حول هذا المسار بالعمل من اليوم استعداداً للحظة قريبة تصمت فيها المدافع في غزة.
وأوضح أن النقطة الثالثة هي أن الفضاء العربي-الأوروبي يحمل أهمية استراتيجية للجانبين، وهو ما تُجسده هذه المنظمة، ولكننا كررنا مراراً هنا في سنواتٍ سابقة أن القضية الفلسطينية تظل عائقاً كبيراً أمام تحقيق الإمكانية الكاملة لهذه العلاقة الاستراتيجية
ربما رأى الكثيرون في كلامنا وقتها مبالغة أو خطاباً سياسياً ولكنها كانت الحقيقة ولا شيء آخر واليوم أكرر حقيقة أخرى أرجو أن ننتبه لها جميعاً، إن الحرب على غزة، وبسبب ما تنطوي عليه من بشاعة غير مسبوقة وعنصرية فاضحة، تزرع بذوراً من الكراهية واليأس والغضب لن يُفيد منها سوى قوى التطرف، لا أحد يُريد لهذه القوى أن تنتصر أو تسود أو ترسم أجندة المستقبل والعلاقات بين شعوبنا، ولكن علينا الانتباه لأن هذا يُمكن أن يحدث وعلينا جميعاً أن ننأى بأنفسنا عن كل مواقف تُرسخ العنصرية والكراهية أو تُعطي رُخصة لممارسة القتل على الهوية.
وأضاف أن علينا أن ننتبه لأن الأجيال الجديدة تُراقب المواقف وردود الأفعال وترصد الكيل بمكيالين والمعايير المزدوجة إن ما يُحصننا حقاً في مواجهة خطاب الكراهية هو خطاب القيم الإنسانية المشتركة، والمواقف التي تتأسس على المبادئ الأخلاقية، فتدين قتل المدنيين، على إطلاقه، وليس بالتمييز بين شعب وآخر هذا ما يصون المستقبل حقاً، ويُعزز تواصلنا الحضاري عبر فضاء المتوسط، ويُحصن مجتمعاتنا من آفات حروب الأديان والحضارات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأمين العام لجامعة الدول العربية الدول العربية الحرب على غزة العدوان الإسرائيلي القضية الفلسطينية المدنيين الفلسطينيين جامعة الدول العربية هذا الفکر أبو الغیط
إقرأ أيضاً:
جوتيريش يحذر من نقطة اللاعودة: حل الدولتين يتلاشى والعالم عاجز
"حل الدولتين يقترب من نقطة اللاعودة، والعالم لا يمكنه الوقوف مكتوف الأيدي بينما يختفي الأمل في السلام"، بهذه الكلمات أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش تحذيره الأشد منذ سنوات، خلال جلسة وزارية عقدها مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وترأس الجلسة وزير خارجية فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجلس هذا الشهر، وسط تصاعد غير مسبوق في وتيرة العنف في غزة والضفة الغربية المحتلة، وتضاؤل فرص التوصل إلى تسوية عادلة للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
قال جوتيريش إن المنطقة بأسرها تقف عند مفترق طرق تاريخي، حيث تتفاقم الصراعات والمعاناة، في وقت يتطلع فيه الملايين إلى العدالة والكرامة والسلام، وليس إلى مزيد من الحروب والانهيارات.
وأكد أن السلام الحقيقي والمستدام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا عبر حل الدولتين، تعيش فيه إسرائيل وفلسطين جنبًا إلى جنب في أمن وسلام، مع جعل القدس عاصمة للدولتين.
لكنه أشار بأسف إلى أن هذا الحل بات مهددًا بـ"الاختفاء الكامل"، بفعل تصاعد الاستيطان، وإنكار الحقوق الفلسطينية، والانسداد السياسي المستمر.
وفي رسالة واضحة إلى الدول الأعضاء، دعا الأمين العام إلى اتخاذ إجراءات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين، محذرًا من السماح للمتطرفين بتقويض ما تبقى من عملية السلام.
كما أشار إلى المؤتمر رفيع المستوى المرتقب في يونيو المقبل، برئاسة مشتركة بين فرنسا والسعودية، واصفًا إياه بأنه "فرصة لإنعاش الدعم الدولي للسلام".
وعن الأوضاع في قطاع غزة، قال جوتيريش إن الوضع الإنساني تجاوز حدود الكارثة، بعد أن منعت إسرائيل منذ نحو شهرين دخول الغذاء والدواء والوقود، ما أدى إلى حرمان أكثر من مليوني إنسان من الإغاثة المنقذة للحياة، في ظل استمرار القصف وسقوط آلاف الضحايا.
وأشار إلى استشهاد قرابة 2000 فلسطيني منذ انهيار وقف إطلاق النار في 18 مارس، بينهم نساء وأطفال وصحفيون وعاملون إنسانيون، داعيًا إلى وقف فوري للقتال، واستئناف إدخال المساعدات "التي لا يجوز استخدامها كورقة ضغط عسكرية"، وفق تعبيره.
كما أشار الأمين العام إلى التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، من خلال العمليات العسكرية في المناطق السكنية، وهدم المنازل، وتوسيع المستوطنات، والتشريد القسري، مؤكداً أن هذه الممارسات تغير الوقائع الجغرافية والديموغرافية بشكل خطير.
أوضح جوتيريش أن الأمم المتحدة قدمت بيانًا خطيًا وشفويًا إلى محكمة العدل الدولية في إطار الرأي الاستشاري حول الاحتلال الإسرائيلي، أكد فيه ضرورة امتثال إسرائيل للقانون الدولي، بوصفها قوة احتلال، مشددًا على واجبها في توفير الغذاء والدواء، وحماية العاملين الإنسانيين، واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة.
وفيما يخص لبنان، شدد جوتيريش على أهمية احترام وقف إطلاق النار وسلامة الأراضي، داعيًا جميع الأطراف إلى تفادي التصعيد. أما بشأن سوريا، فأكد على ضرورة انتقال سياسي شامل يحقق المساءلة والمصالحة الوطنية ويعيد اندماج البلاد في المجتمع الدولي.