أمام المكتبة التذكارية بجامعة كولومبيا، تراصت على الدرج (1) سبعة أكفان صغيرة ملفوفة وملطخة باللون الأحمر، بجانبها وُضعت أعلام فلسطينية وصور أشجار الزيتون وألواح من الخشب كُتبت عليها عبارات مثل "10,600 روح أُزهقت"، و"4,412 طفلا"، و"دعوا غزة تعيش"، في إشارة إلى ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة حتى ذلك الحين.

كان هذا واحدا من الاحتجاجات السلمية التي نظمتها حركة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" خلال النصف الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بالتعاون مع مجموعات طلابية أخرى تضامنا مع فلسطين، وطالبوا خلاله ولاية كولومبيا بالدعوة علنا لوقف إطلاق النار، وسحب الأوقاف المالية من الشركات المتواطئة مع دولة الفصل العنصري الإسرائيلية، وإنهاء البرامج الأكاديمية في تل أبيب.

 

هذا الاحتجاج البسيط الذي حضره مئات الطلاب عُدَّ "خطاب تهديد وترهيب"، وأوقفت جامعة كولومبيا على إثره فرع "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" وغيره من المجموعات الطلابية المتضامنة مع فلسطين حتى نهاية الفصل الدراسي، وهو الإجراء الذي لاقى معارضة شديدة بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. في المقابل، أشادت منظمة "StandWithUS" الإسرائيلية التي تصف نفسها بأنها منظمة تعليمية غير حزبية بقرار جامعة كولومبيا على صفحاتها الخاصة (2) بوسائل التواصل الاجتماعي، هذا بعدما راسلت المنظمة عدة جامعات أميركية لحثهم على محاسبة مثل هذه المجموعات الطلابية، التي بحسبهم "تبث روح الكراهية" في الحرم الجامعي.

 

لم يكن هذا هو التضييق الوحيد الذي تعرضت له حركة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين"، فقد حُظر فرع الحركة الطلابية في "جامعة برانديز" الأميركية بدعوى أنهم "يؤيدون حماس علنا"، كما حُظر فرع الحركة في جامعة "جورج واشنطن" بعدما رفع ثلاثة من أعضائها شعار "المجد لشهدائنا" على أحد مباني الدراسة، وذلك خلال موجة قمع متزايدة طالت أعضاء الحركة بالجامعات الأميركية في كل أنحاء البلاد، وكان آخرها دعوة أحد المشرعين الجمهوريين (3) بسحب الزمالات والمنح الدراسية من طلبة الجامعات المؤيدين للمقاومة الفلسطينية علنا في فلوريدا.

 

مَن هم "طلاب من أجل العدالة في فلسطين"؟ تسعى حركة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" لتثقيف الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على حدٍّ سواء بماهية الوضع الحالي في فلسطين والقضايا المتعلقة بالشعب الفلسطيني. (شترستوك)

في الآونة الأخيرة، انتقلت أصداء الحرب من غزة إلى أروقة الجامعات الأميركية، ولعبت التنظيمات الطلابية دورا محوريا في التعبئة العامة وتنظيم المظاهرات والمسيرات الحاشدة تضامنا مع الشعب الفلسطيني، داعين إلى وقف إطلاق النار، ومنددين بدعم وتمويل الولايات المتحدة للعدوان الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة، نتيجة لذلك حُلَّت المجموعات الطلابية المؤيدة للقضية الفلسطينية وحُظرت نشاطاتها الطلابية، وكان من بين هذه المجموعات "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" (SJP)، التي تُعَدُّ الحركة الأبرز والأكثر نشاطا ضد إسرائيل والاحتلال الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية.

 

تأسست (4) الحركة الطلابية عام 1993، وأصبح لها على مدار العقود الفائتة أكثر من 200 فرع داخل مختلف الجامعات الأميركية، وتسعى الحركة لتثقيف الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على حدٍّ سواء بماهية الوضع الحالي في فلسطين والقضايا المتعلقة بالشعب الفلسطيني. تشير الحركة في صفحاتها الرسمية (5) إلى أن مهمتها هي الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وكذلك المطالبة بالعدالة والمساواة لكل المضطهدين في جميع أنحاء العالم. وينصب تركيز المجموعة على زيادة الوعي بالقضية الفلسطينية وفهم النضال الفلسطيني من أجل الحرية والعدالة والمساواة، لكنها في الوقت ذاته تقف ضد جميع أنواع التمييز والعنصرية، بما في ذلك كراهية النساء ومعاداة الإسلام ومعاداة السامية والطبقية والاستعمار والتعصب، كما تهدف الحركة إلى تعزيز الوعي السياسي بحركات التحرير الأخرى، مثل حركة تحرير السود وحركة تحرير السكان الأصليين (6).

 

منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، وما تبعها من عدوان إسرائيلي غير مسبوق على قطاع غزة، نظمت مختلف (7) الجماعات العربية والفلسطينية واليهودية العديد من المسيرات والتظاهرات، وساندت مجموعةُ "إس جيه بي" الطلابية المقاومةَ الفلسطينية علنا من خلال تنظيم فعاليات للتنديد بالاحتلال الإسرائيلي، وشملت الاحتجاجات حملات للمقاطعة ودعوات لسحب الاستثمارات من الشركات التي تتعامل مع إسرائيل، كما رفعوا شعارات تندد بجرائم الحرب المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني، واتهموا إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية وتطهير عِرقي، الأمر الذي جعل اتهامات معاداة السامية ومناصرة "الإرهاب" تلاحق "إس جيه بي" داخل أروقة الجامعات الأميركية.

لافتة علقت عليها دمى خلال مسيرة في تامبا بفلوريدا تطالب بوقف إطلاق النار في غزة. (رويترز)

يشير العديد من الطلاب الذين تضامنوا بجرأة (8) مع الفلسطينيين إلى أنهم تعرضوا لحملات شيطنة وتشهير وترهيب وطرد واستهداف، وأن مناصرتهم للقضية الفلسطينية جرت مساواتها مع دعم الإرهاب من قِبل الحكومة ورؤساء الجامعات ورؤساء العمل والسياسيين من كل المستويات. ويحكي ستيفن حمد (اسم مستعار)، ممثل طلابي في حركة "إس جيه بي" بجامعة جورج واشنطن، في تصريح لمنصة "PRISM" الإعلامية المستقلة أن فرع الحركة تعرض للتدقيق المكثف في الأسابيع الأخيرة، سواء من قِبل إدارة الجامعة أو وسائل الإعلام المحلية.

 

بعد أنشطتها الأخيرة ضد القمع الإسرائيلي، تلقّت الحركة بيانا (9) حاد اللهجة من رئيسة جامعة جورج واشنطن شددت فيه على كراهية -ما وصفته- مظاهر الاحتفال بالإرهاب والترويج للخطابات والصور التي تمجد العنف. مثل هذه التعليقات هي تكتيكات -بحسب حمد- تستخدمها إدارات الجامعات للتخويف، وكأنهم يرون في الحركات الطلابية المناصرة لفلسطين تهديدا للكيان الصهيوني أو الكيانات التي تدعمه.

 

لهذا رفعوا قضية على ولاية فلوريدا

أثناء حفل تخرجهم في "جامعة كولومبيا" الأميركية قبل أيام، وقف نشطاء (10) مجموعة "إس جيه بي" أمام الحرم الجامعي يلقون عباءات التخرج والقبعات على الأرض احتجاجا على ما تعرضوا له في الآونة الأخيرة من تضييق وتهديدات منذ بدء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وذلك لمساندتهم الصريحة والمعلنة للقضية الفلسطينية، ليتحول الأمر بعدها إلى صراع بين حرية التعبير و"معاداة السامية".

كانت حركة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" قد شاركت بطريقة نشطة في تنظيم العديد من الاحتجاجات والمظاهرات المتضامنة مع فلسطين داخل الأروقة الجامعية الأميركية خلال الأسابيع الماضية، ففي "جامعة ستانفورد" نشر فرع الحركة بيانا (11) أعقب عملية "طوفان الأقصى" مباشرة، أشاروا فيه إلى أن أحداث يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول هي جزء من نضال مستمر منذ عقود ضد قمع الاحتلال الإسرائيلي الذي دام أكثر من 75 عاما، منددين بالتغطية الإعلامية المختزلة التي صوّرته وكأنه هجوم أتى من العدم بلا مقدمات، من دون إظهار الحصار الذي تفرضه إسرائيل جوا وبرا وبحرا على قطاع غزة، والطريقة التي يتحكم بها الاحتلال الإسرائيلي في المياه والكهرباء وحتى عدد السعرات الحرارية التي يمكن أن تدخل إلى القطاع يوميا، وهو ما حوَّل غزة إلى أكبر سجن مفتوح في التاريخ بحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش". كما أقر بيان فرع الحركة (12) بجامعة كولومبيا حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال بموجب نصوص القانون الدولي.

 

مثل هذه البيانات التي رفضت إدانة المقاومة الفلسطينية وانتزاعها من سياقها هي التي جعلت "إس جيه بي" محاطة باتهامات معاداة السامية من كل جانب، ولم تمضِ سوى أيام قليلة حتى بدأت الجامعات الأميركية تباعا في حظر "إس جيه بي" وتعليق أنشطتها الطلابية بدعوى خطاب الكراهية وانتهاك سياسات الجامعات وتنظيم فعاليات داخل الحرم الجامعي دون تصريح.

 

تفاقم الأمر (13) عندما أمر رون ديسانتيس، حاكم ولاية فلوريدا الجمهوري، جامعات الولاية بحل فروع حركة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين"، زاعما دون أي دليل مثبت أن المجموعة الطلابية تقدم دعما ماديا للجماعات الإرهابية، وهو ما يُعد "جناية" بموجب قانون فلوريدا.

 

من المعروف عن ديسانتيس، وهو أحد المرشحين المرتقبين للرئاسة الأميركية، موقفه الداعم لإسرائيل، فلم يتوانَ حاكم فلوريدا عن إرسال الإمدادات إلى إسرائيل منذ بدء الحرب الوحشية على قطاع غزة، كما دعم عقد جلسة تشريعية خاصة لفرض عقوبات جديدة على إيران زاعما دعمها لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، وذلك رغم عدم وجود أي أدلة تشير إلى تورط إيران في الأحداث الجارية (14).

يهدد الجمهوريون الآن بوقف تمويل الجامعات التي لا تتخذ إجراءات جدية تجاه الطلاب المؤيدين لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس). (شترستوك)

في المقابل دافعت (15) أليكس موري، مديرة الدفاع عن حقوق الحرم الجامعي في منظمة "FIRE"، عن المجموعة الطلابية قائلة إنها لم تتجاوز الخطوط الحمراء لحرية التعبير. وقامت موري بمراسلة العديد من الجامعات الأميركية مطالبة إياها بعدم معاقبة الطلاب على مشاعرهم المتضامنة مع فلسطين. وأشارت إلى أنها غير متفاجئة من رد الفعل العنيف تجاه "إس جيه بي"، وذلك لأن خطابهم لا يحظى بالشعبية في مثل هذه الأوقات التي تتعرض فيها المؤسسات التعليمية لضغوط هائلة من أجل مكافحة ما يعتبرونه "معاداة للسامية"؛ إذ يهدد الجمهوريون الآن بوقف تمويل الجامعات التي لا تتخذ إجراءات جدية تجاه الطلاب المؤيدين لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس).

 

في النهاية، قررت مجموعة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" رفع دعوى قضائية (16) ضد الولاية والجامعة وإدارة ديسانتيس في محكمة فيدرالية، وذلك ردا على قرار ديسانتيس بحل فروع المجموعة داخل الولاية. وأشارت "إس جيه بي" أن مثل هذه الإجراءات التي اتُّخِذت ضدهم ترقى إلى مستوى فرض الدولة رقابة على حرية التعبير، كما أصدرت المجموعة بيانا أكدوا فيه حقهم بوصفهم طلابا داخل الحرم الجامعي الأميركي في المدافعة عن حقوق الإنسان وتعزيز الوعي العام والمطالبة بحل عادل ومعقول للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك دون إسكات أصواتهم بالقوة من قِبل الحكومة.

 

المصادر: STUDENT PROTESTS FOR GAZA TARGETED BY PRO-ISRAEL GROUPS FOR ALLEGED CIVIL RIGHTS VIOLATIONS  StandWithUs Florida Republicans target scholarships, grants for students supporting Hamas Students for Justice in Palestine STUDENTS FOR JUSTICE IN PALESTINE – KENT Students for Justice in Palestine – 2 أميركا.. من وراء المظاهرات المؤيدة لغزة والمنددة بإسرائيل؟ College students face backlash while voicing support for Palestine Thoughts on Recent Campus Events and the War in Israel and Gaza Columbia University Grads Throw Away Caps and Gowns in Protest of Banning of Pro-Palestine Groups From the Community | Stanford Students for Justice in Palestine Columbia Students for Justice in Palestine Statement of Solidarity Florida orders state universities to disband pro-Palestinian student group, saying it backs Hamas هل تنجح ضغوط الجامعات الأميركية على طلابها المؤيدين لفلسطين؟ Students for Justice in Palestine becomes flashpoint in college antisemitism, free speech debate Pro-Palestinian student group in Florida sues DeSantis

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة الجامعات الأمیرکیة جامعة کولومبیا معاداة السامیة الحرم الجامعی على قطاع غزة العدید من مع فلسطین مثل هذه إلى أن

إقرأ أيضاً:

نجم فريندز يدعو هوليود لدعم إسرائيل والوقوف في وجه حراك الجامعات

دعا الممثل الأميركي ديفيد شويمر المعروف بأدائه دور "روس غيلر" في مسلسل "فريندز" مشاهير هوليود إلى "التضامن مع اليهود" واتخاذ موقف ضد الحملات والاحتجاجات المنتشرة عالميا.

وخلال خطابه في مؤتمر نظمته "رابطة مكافحة التشهير" (إيه دي إل) يوم الثلاثاء 4 مارس/آذار الجاري شدد شويمر على ضرورة أن يُظهر المشاهير دعمهم لليهود "فلا أحد يطلب منكم حل الصراع في الشرق الأوسط"، مؤكدا على أهمية الوقوف ضد ما وصفها بـ"الكراهية"، ولا سيما في الجامعات والمدارس والشركات التي يملكها يهود.

وأضاف "يكفي أن تعبروا عن وقوفكم إلى جانب أصدقائكم وزملائكم وجيرانكم اليهود، وأن تؤكدوا رفضكم أي مظاهر كراهية أو اعتداءات تستهدفهم".

View this post on Instagram

A post shared by TRT عربي (@trtarabi)

وتأتي تصريحات شويمر ردا على حراك طلابي في الجامعات الأميركية، إذ شهدت نحو 200 جامعة -بما في ذلك جامعات مرموقة مثل هارفارد وييل وبرينستون وكولومبيا- احتجاجات من الطلاب والأساتذة على دعم الحكومة الأميركية لإسرائيل في حربها على غزة.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصف هذه الاحتجاجات بأنها "غير قانونية"، وتوعد المشاركين فيها بعواقب وخيمة، كما أعلن عن نيته قطع التمويل الفدرالي عن أي مؤسسة تعليمية تسمح بمثل هذه الاحتجاجات، مشيرا إلى أن "المحرضين سيتم سجنهم أو ترحيلهم".

إعلان

كما وقّع ترامب أمرا تنفيذيا يهدف إلى "مكافحة معاداة السامية في الحرم الجامعي"، مما يتيح ترحيل الطلاب الأجانب المتورطين في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين.

من جانبهم، شدد المنظمون للاحتجاجات الطلابية على ضرورة الفصل بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية، مشيرين إلى أن انتقاد سياسات دولة ما لا يعني بالضرورة التعصب ضد مجموعة دينية أو عرقية معينة.

يذكر أن شويمر كان ضمن الموقعين مع مجموعة من مشاهير هوليود على رسالة موجهة إلى الرئيس الأميركي السابق جو بايدن في أكتوبر/تشرين الأول 2023 تحثه على الضغط للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.

كما انتقد شويمر تصريحات مغني الراب كانييه ويست ووصفها بأنها "معادية للسامية"، داعيا إلى حظره بسبب خطابه الذي وصفه بأنه ينشر الكراهية.

مقالات مشابهة

  • ضمان العدالة وكشف الحقيقة في التحولات الحرجة.. ماذا نعرف عن لجنة تقصي الحقائق المستقلة السورية؟
  • القصة الكاملة لاعتقال الطالب الفلسطيني محمود خليل.. على ماذا استند ترامب؟
  • ما قصة ساحة فلسطين التي أصبحت أزمة وصراعا سياسيا بالدانمارك؟
  • ماذا تعرف عن حكم مباراة الزمالك والأهلي؟
  • سانا تستطلع آراء عدد من طلاب وأساتذة جامعة دمشق حول عمليات وزارة الدفاع والأمن العام التي تستهدف فلول النظام البائد.
  • ضغوط على الجامعات الأميركية لمنع الطلاب من التظاهر نصرة لغزة
  • نجم فريندز يدعو هوليود لدعم إسرائيل والوقوف في وجه حراك الجامعات
  • اعتقال أحد قادة الاحتجاجات الطلابية الأمريكية المؤيدة لفلسطين
  • ماذا يحدث في جامعاتنا؟!
  • شيخ الأزهر: التاريخ سيقف طويلًا وهو يحني الرأس للمرأة الفلسطينية التي تشبثت بوطنها