المسلة:
2025-04-01@00:45:25 GMT

من النهر الى البحر

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

من النهر الى البحر

27 نوفمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

ابراهيم العبادي

كان من مضاعفات الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني ،تكثيف المراقبة وتشديد المحاسبة على اصحاب الرأي الذين وقفوا الى جانب الحق الفلسطيني وتبنوا الشعار الذي ترفعه القوى الاسلامية عادة (من النهر الى البحر ).

في الولايات المتحدة الامريكية وفي دول غربية اخرى صار ترديد هذا الشعار في وسائل التواصل الاجتماعي ،يمثل موقفا معاديا للسامية ،وكل موقف صريح ضد السلوك الاسرائيلي تاريخيا اوحاضرا يصنف غربيا بانه (ضد السامية) يستدعي محاسبة مطلقه وربما فصله من عمله او اعتقاله .

عمليا تفسر السلطات في الغرب ترديد شعار من النهر الى البحر ،بأنه تكرار لموقف عربي قديم ، كان يرفض اي شكل من اشكال التعامل او الاعتراف بوجود الدولة العبرية ، ويصر على تحرير ارض فلسطين كلها من حدود نهر الاردن شرقا الى البحر المتوسط غربا .كان ذلك في ذروة الصعود القومي العروبي ،وكان من يتجرأ خلاف هذا التفكير يلاقي صنوفا من الرفض والتخوين والشتائم السياسية ،فالعرب عامة والفلسطينيون خاصة، رفضوا مبدئيا قرار التقسيم الذي اصدرته الامم المتحدة وتمسكوا بحق عودة اللاجئين ،ورفض الكثير منهم خطاب الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة عام 1965 في مدينة اريحا الفلسطينية الذي دعا فيه الى القبول بقرار التقسيم واقامة الدولة الفلسطينية على الجزء الذي بقي من ارض فلسطين .

بعد هزيمة حزيران العربية عام 1967 وافول نجم التيار القومي واقرار النظام السياسي العربي باستحالة تحرير فلسطين كلها ،حل التيار الاسلامي محل التيار القومي بالمطالبة بأزالة (اسرائيل )من الوجود , وعدم القبول بمعادلة الامر الواقع التي قبل بها النظام السياسي العربي ، و جعل محور سياساته تقوم على مبدأ ( الارض مقابل السلام) ،بمعنى اعادة الارض الفلسطينية المحتلة عام 1967 الى اهلها ، مقابل الاعتراف باسرائيل واقامة السلام وتطبيع العلاقات معها .الاسرائيليون هم من رفضوا اعادة الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بموجب القرار الدولي 242 ،ومهدوا بهذا الموقف لانقسام سياسي حاد بين قوى اسلامية ترفض القبول بوجود اسرائيل ،وقوى غير اسلامية (قومية ووطنية )قبلت بهذا الوجود على امل اقامة دولة فلسطينية تنهي مأساة الشعب الفلسطيني ،المائز بين الرؤيتين الدينية ومقابلها ،ان الاولى جعلت الارض مركزا لايديولوجيتها في مقابل من جعل الانسان الفلسطيني مركزا لايديولوجيته السياسية ،الاولى ترى الصبر والانتظار والمقاومة لحين انهيار معادلات القوة الراهنة ومن ثم انهيار الكيان الصهيوني ،وهذه الرؤية ترتبط بتفسير للتاريخ وللخطاب القرأني والمستقبل الموعود ب (ظهور المهدي ونزول المسيح عيسى )، ولم يكن مستغربا ان يربط قادة عسكريون وخطباء دينيون وارباب خطاب اعلامي ، ماحدث في المعركة الاخيرة (طوفان الاقصى ) وبين تصورهم لنهاية التدافع السياسي والعسكري والمفاهيمي الجاري في منطقتنا ،فهنا معسكر للمقاومة يتبنى رؤية دينية -سياسية ،لاتعبأ بالمعادلات السياسية القائمة ولا تلقي بالا لما تفرضه العلاقات الدولية والاقليمية المستندة الى منطق القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية والتكنولوجية ،معسكر المقاومة يتبنى ستراتيجية (وحدة الساحات ) في مقابل مايسميه وحدة المعسكر المقابل ،ويدعو الى مراكمة النتائج تدريجيا والصبر على اشاعة ثقافة المقاومة اعلاميا وفكريا وتثوير الساحات الداخلية في الدول القائمة وتهديد المصالح الغربية خاصة الامريكية ومشاغلتها في عموم مساحات انتشارها لاسيما في العراق وسوريا والبحر الاحمر والخليج ،لاتتحدث الفصائل الاسلامية عن الاشكاليات التي تحدث في ساحاتها الداخلية ،حينما تتعارض افكارها وشعاراتها وايديولوجيتها مع الانظمة السياسية القائمة والتزاماتها القانونية وعلاقاتها الدولية ،ولاتريد الخوض في اشكاليات خطيرة مثل من (يملك قرار الحرب والسلام) ،في الدول القائمة ،فتخرج عن الموقف الرسمي وتتصرف بمفردها بناء على تفسيرها للوقائع والاحداث دونما حساب لارتدادات هذا الموقف على مصالح الشعوب والدول القائمة ،فالقضية عندها تتلخص في الشعار التاريخي (لاصوت يعلو فوق صوت المعركة )والمعركة في عرف وتفسير معسكر المقاومة هي المواجهة المستمرة .يمكن ملاحظة الجدل السياسي القائم حاليا في ايران والعراق ولبنان وداخل الساحة الفلسطينية وعموم المنطقة العربية للتأكد من اختلاف التصورات بين الرؤيتين ،رؤية معسكر المقاومة وبين الرؤية الموازية التي ترى ان الصراع في المنطقة الذي امتد لاربعة اجيال لم يقترب من الحسم،وان ادارة الصراع ماتزال موزعة بين اتجاهات عديدة لايحتكرها التيار الاسلامي وحده ،وان ستراتيجية وحدة الساحات تواجه تحديات جدية ،فالجمهورية الاسلامية الايرانية مثلا وجدت ان مصلحتها تقتضي عدم الانجرار وراء دعوات المشاركة في الحرب القائمة ،فيما ضبط حزب الله في لبنان مشاركته ضمن قواعد اشتباك لاتصل الى مستوى الحرب الشاملة .

ورغم اصرار القوى الاسلامية على شعارها الاثير (من النهر الى البحر ) لكن المساحة تضيق عمليا على من ينادي بذلك بعدما غدا حل الدولتين مورد توافق دولي ،وبدون هذا التوافق لن يكون للقضية الفلسطينية افق سياسي معقول في ظروف الصراع القائمة ،فالقوة المسلحة وحدها لن تحسم الصراع في ظل الواقع الدولي القائم على الدفاع المستميت عن (حق اسرائيل في الوجود !! )،مااعاق هذا الحل حتى الان هو التيارات الدينية المتطرفة واليمين الاسرائيلي الذي يرفع شعار من النهر الى البحر معكوسا ،فهذه التيارات ترفض وجود حق للشعب الفلسطيني على ارضه، وترى ان الحل يكمن باقتلاع الفلسطينيين من ارضهم وتهويدها بدعوى انها ارض اسرائيل التاريخية !!!!؟؟؟؟.وتنظر هذه القوى المتطرفة الى قيام دولة فلسطينية ذات سيادة بانها خطر داهم ،في مقابل هذه الرؤى المتشددة ،كانت هناك رؤية ترى ان حل الدولتين لن ينهي الصراع لاسباب دينية وهوياتية رغم امكانية تحققه عمليا ، بسبب الرفض الاسرائيلي والضعف العربي والانحياز الدولي الذي يمنع الضغط الفعال لانجازه عمليا ، وان الحل هو في قيام دولة علمانية يتعايش فيها اليهود والفلسطينيون على ارض فلسطين بحيث تتساوى فيها حقوق المواطنة والمشاركة في ادارة الدولة ،وهذا هو الحل الوحيد برأي دعاته للخلاص من هذا الصراع المستعصي .غير ان هذه الرؤية لم تنضج ولن تنضج قريبا حتى يقتنع الصهاينة والفلسطينيون بهذا الخيار الذي يحاربه الدينيون والمتطرفون واليمينيون على الجانبين .

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: من النهر الى البحر

إقرأ أيضاً:

شاهد .. حالات النزوح والدمار في ميانمار بعد زلزال مدمر ضرب البلاد

 عرضت قناة "العربية"، فيديو يرصد مشاهد لحالات النزوح والدمار في ميانمار بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد.

عدد قتلى زلزال ميانمار يتجاوز الألف مع بدء وصول المساعدات الدوليةسلطات ميانمار: حصيلة ضحايا الزلزال في البلاد تتخطى ألف قتيل

وظهر الفيديو عائلات نازحة تفترش الأرصفة والطرقات ودمار في البنية التحتية والمنازل عقب الزلزال.

زلزال ميانمار.. انهيار برج مراقبة مطار العاصمة الجديدة وعدد القتلى يتجاوز 1600
أفادت وكالة رويترز، بحدوث انهيار مفاجئ لبرج مراقبة مطار العاصمة الجديدة في ميانمار، إثر الزلزال القوي الذي ضرب البلاد.

وأسفر الحادث عن وفاة جميع العاملين في برج المراقبة.

وفي سياق متصل، تم إغلاق المطار الرئيسي في نايبيداو، عاصمة ميانمار، كإجراء احترازي بعد الهزة الأرضية العنيفة التي تسببت في أضرار واسعة النطاق في مختلف أنحاء البلاد.

وتجاوز عدد القتلى جراء الزلزال الضخم الذي ضرب ميانمار 1600 شخص، في حين يواصل رجال الإنقاذ البحث عن ناجين، وتحذر وكالات الإغاثة من استجابة "صعبة للغاية" وسط الصراع المستمر في البلاد.

ضرب زلزال بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر وسط ميانمار بعد ظهر يوم الجمعة، وتبعته بعد دقائق هزة ارتدادية بقوة 6.7 درجة.

وتشير تقارير شهود العيان ومقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أضرار جسيمة في ماندالاي، ثاني أكبر مدن ميانمار، حيث دُمّرت أو تضررت المباني والمواقع الدينية والطرق الرئيسية.

وأعلن المجلس العسكري في ميانمار مقتل 1644 شخصًا وإصابة 3408 آخرين، بينما فُقد 139 آخرون. كما تأكدت وفاة ستة أشخاص في بانكوك، عاصمة تايلاند، حيث انهار مبنى شاهق قيد الإنشاء، مما أدى إلى محاصرة عشرات العمال.

وأصيب 26 آخرون، ولا يزال 47 في عداد المفقودين.

وتستخدم السلطات طائرات بدون طيار مزودة بتكنولوجيا التصوير الحراري للبحث عن ناجين، وتعتقد أن هناك مؤشرات على أن 15 شخصا على الأقل ما زالوا على قيد الحياة.

وأصدر رئيس المجلس العسكري في ميانمار مين أونج هلاينج نداء نادرا للحصول على مساعدات دولية، مما يشير إلى قلقه العميق إزاء الأضرار، وأعلن حالة الطوارئ في المناطق الست الأكثر تضررا.

وأرسلت عدة دول، من بينها ماليزيا وروسيا والصين، فرق إنقاذ وإغاثة.

وقال مايكل دانفورد، مدير برنامج الأغذية العالمي في ميانمار، إن الأمر قد يستغرق "أيامًا وأسابيع" قبل معرفة الحجم الحقيقي للأضرار في البلاد التي تعاني من الصراع منذ الانقلاب العسكري في عام 2021.

وأضاف: "كانت هذه غرفة عمليات بالغة التعقيد والصعوبة قبل الصراع. وهذه الكارثة - وهي كارثة بالفعل - ستزيد الطين بلة. فثلث السكان يحتاجون بالفعل إلى مساعدات إنسانية، وهذا العدد سيرتفع حتمًا".

وكان هذا الزلزال هو الأكبر الذي يضرب ميانمار منذ أكثر من قرن، وفقا لعلماء الجيولوجيا الأميركيين، وكانت الهزات قوية بما يكفي لإلحاق أضرار جسيمة بالمباني في جميع أنحاء بانكوك، على بعد مئات الأميال من مركز الزلزال.

تم نشر فرق إنقاذ من الصين وروسيا. وذكرت وكالة أنباء شينخوا الرسمية أن فريقًا مكونًا من 37 فردًا من مقاطعة يونان الصينية وصل إلى يانغون في وقت مبكر من صباح السبت مزودًا بأجهزة كشف الزلازل وطائرات بدون طيار وإمدادات أخرى.

وأرسلت وزارة الطوارئ الروسية طائرتين تحملان 120 من رجال الإنقاذ والإمدادات، وفقًا لتقرير من وكالة الأنباء الروسية الرسمية تاس.

زأرسلت الهند فريق بحث وإنقاذ وفريقًا طبيًا بالإضافة إلى مؤن، بينما قالت وزارة الخارجية الماليزية إن البلاد سترسل 50 شخصًا يوم الأحد.

وخصصت الأمم المتحدة 5 ملايين دولار لبدء جهود الإغاثة. وقال الرئيس ترامب يوم الجمعة إن الولايات المتحدة ستساعد في الاستجابة.

وعرضت الهند وفرنسا والاتحاد الأوروبي تقديم المساعدة، في حين قالت منظمة الصحة العالمية إنها تحشد الجهود لإعداد الإمدادات اللازمة لعلاج الإصابات.

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة مسيرة أمريكية في مأرب
  • رغم إصابتها.. الأهلي يضم تاتيانا بوكان لقائمته في بطولة أفريقيا للكرة الطائرة
  • بحثاً عن تعزيز العلاقات مع أفغانستان..موسكو تشطب طالبان من قائمة الإرهاب
  • النهر الصناعي: تمت السيطرة على تسريب خط المياه بين أجدابيا وبنغازي
  • أبرزها «سيكو سيكو» و«الصفا الثانوية بنات».. القائمة الكاملة لـ أفلام عيد الفطر 2025
  • ما مصير الصراع مع عيسى الوزان؟.. موعد عرض مسلسل العتاولة 2 الحلقة 30 والأخيرة
  • إعلام عبري يكشف تفاصيل المقترح البديل الذي قدمته إسرائيل لمفاوضات التهدئة بغزة .. 10 أسرى مقابل التهدئة في العيد
  • شاهد .. حالات النزوح والدمار في ميانمار بعد زلزال مدمر ضرب البلاد
  • «من النهر إلى البحر يتوسطها الأقصى» خريطة فلسطين على مكتب المفتي تثير تفاعلًا
  • عمر مرموش يشارك في تدريبات مانشستر سيتي بعد التوقف الدولي