27 نوفمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث:
رعدهادي جبارة
احياناً يريد البعض أن ينتقد اداء الحكومات العربية والحكام العرب لكن يخونه التعبير فيصبّ جام غضبه على (العرب)كشعب ويتّهمهم بالجبن والخيانة والعجز و يصفهم بالعمالة و السفالة !!!!!وهو بذلك يعمم اوصافاً غير لائقة واتهامات باطلة وصفات فجة لأمة كاملة مسلمة (غالباً) تتألف من شعوب كبرى وقبائل كريمة ضاربة في التاريخ وأناس لهم من الشرف المنيع والشأن الرفيع وكانوا دائماً مثال الشجاعة و الشهامة والكرم و عزة النفس والمروءة ما يملأ صفحات التاريخ ، و يبعث على الفخر ورفعة الرأس،قرنا بعد قرن،
فمن يتهم العرب (كشعب) بتهم باطلة و صفات سافلة يأثم، و يرتكب عملاً محرّماً، ولو أراد الناقد أن يعبّر بدقة عن مقصوده ومراده فلا غضاضة في ذلك ولا تثريب عليه ، وربما لن يأثم في قوله لو خصّ حاكماً أو أكثر بالنقد لادائهم تجاه القضية الفلسطينية، وجرائم طغمة تل ابيب المجرمة بحيث بلغ عدد ضحاياها الابرياء المدنيين أكثر من 50,000 فلسطيني من الشهداء والجرحى.
وخلال حوار معي لقناة[….] الفضائيةقبل بضعة أيام طرح الضيف الجالس في الاستوديو وصفاً للقمة العربية الإسلامية قائلاً (إنها ليست مؤتمر قِمة،بل هي قُمة او قُمامة) !!!! ثم طفق يكيل الاوصاف الفجة و الاتهامات غير اللائقة للدول العربية والعرب.
وعندما حان دوري قلت رأيي بصراحةو اعتبرت ان القمم تعقد عندما تنتهك القيم،وتكون هناك ضرورة للاتفاق على الممكن من الموقف المشترك،وتُعَد مسوّدة البيان الختامي وتوزَّع سلفاً على مندوبي البلدان المشاركة،فالدول التي توافق على المسوّدة تقرر أن يشارك فيها رئيسها أو ملكها شخصيا،ويلتئم شمل الزعماء للتفاكر وتبادل الرأي وطرح الموقف والتوقيع على البيان الختامي واصدار القرارات المناسبة وفقاً للظروف القائمة.
ولم تكن القمة العربية الاسلامية تستهدف اعلان الحرب،أساسا، ولم تطلب أي دولة غيرعربية اعلان الحرب على الكيان المحتل .
وفي العادة لا يكون حاضراً في القمة لا وزراء الدفاع ولا رؤساء الاركان .كما أن شنّ الحرب قرار سيادي لكل دولة في ضوء ماتقتضيه ظروفها الاقليمية و الاقتصادية و العسكرية بعد دراسة شاملة لكل الجوانب و النواحي و الامكانات المتاحة و القدرات المتوفرة ومتانة الجبهة الداخلية، وهذا ما فعله اليمنيون و العراقيون واللبنانيون في دخولهم المواجهة العسكرية ضد الكيان المحتل وقرروا قصف القوات المحتلة ومنشآت العدو الغاصب لارباك صفوف المحتلين الغزاة و تخفيف الضغط عن غزة والمقاومين و الانتقام من طغمة تل ابيب.
علماً بأن ذلك المؤتمر لم يكن قمة عربية فقط بل هو قمة إسلامية وعربية و شارك في المؤتمر وفود من 57 دولة إسلامية منها 20 دولة عربية و وجدنا ثلاثة دول عربية تدعم الشعب الفلسطيني وغزة عسكرياً .أما البلدان ال17 الاخرى فهي تبعث مئات الالاف من أطنان من المساعدات إلى غزة.
فإذا كنتم تعتبرون ذلك غير كافٍ وانه كان يجب على الحكام العرب إعلان الحرب ولم يفعلوا ذلك (بسبب عدم قدرة دولهم على مواجهة امريكا و اوروبا والكيان الغاصب) طيب ،فلماذا 37 دولة مسلمة لم تعلن أيٌّ منها الحرب ، رسمياً، على تل أبيب ؟؟
على سبيل المثال:
أ ليست باكستان دولة نووية ومسلمة ومشاركة في القمة و معنية بقضية فلسطين؟ أ ليست تركيا دولة قوية مسلمة ذات 100مليون نسمة و لديها مصانع انتاج السلاح و الطائرات المسيّرة التي تبيعها لأوكرانيا؟ أ ليست الدول الإسلامية الاخرى دولاً مسلمة وقوية و لديها عشرات الآلاف من المقاتلين والطائرات المسيّرة والقنابل و الصواريخ الفتاكة و الاساطيل البحرية وتعد دائما بمحو اسرائيل من الوجود؟؟تفضلوا حاربوا كما حارب أهل اليمن والعراق ولبنان، و دعكم من الحكومات العربية!! فلماذا احجمت كل الدول الإسلاميه ال37 غيرالعربية، المشاركة في القمة عن إعلان الحرب على تل ابيب والتوجه بكل طاقاتها لتحرير فلسطين ؟؟ أؤكد أنه من غير اللائق وصف قمة العرب والمسلمين التي بحضور صاحب العمامة، بأنها قُمامة.
من غير اللائق ان يلجأ المحلل السياسي الى لغة الشتائم واطلاق المفردات المهينة والواطئة وغير اللائقة لوصف العرب و دولهم و قمتهم بالقمامة، بسبب مايعتبره تقصير الحكام او بعضهم،تجاه القضية الفلسطينية.كل مؤتمر ينطوي فكيف تصفونها بالقمامة؟؟!! وشتان بين القمامة والعمامة ،وشتان بين الحكام العرب والشعب العربي من الخليج إلى المحيط، الذي أنجب الأبطال في حماس و الجهاد الاسلامي و الحشد الشعبي وأنصار الله وحزب الله..فهل تنكرون عروبتهم؟؟.
لو قصر حاكم تركيا؛ فهل يصح أن نقول( الاتراك الجبناء)؟؟ ولو قصر حكام مصر هل يصح أن نقول(المصريون الجبناء)؟؟ ولو افترضنا نظرياً إنه قصرت حكومة ايران هل يصح أن نقول ( الفرس الجبناء)؟؟وهكذا عندما يقصر الحكام و الأنظمة فهل يصح أن نقول (العرب الجبناء)؟؟
أنا كعربي مسلم أرفض أن يقال عن أهلي وشعبي -وانا واحد منهم- هذه الشتائم ،فهو كغيره من الشعوب فيه الصالح و الطالح، وكل الشعوب مغلوبة على أمرها و حكّامها مقصرون، و بصراحة فإنني أشك في عروبة كل من يروّج لشتم و تحقير العرب كشعب وأرى ذلك دليلا على ضعف شخصيته و لؤم ذاته و ضعة نفسيته و تنفيساً عن حقده و ضغينته و تملقاً لمن يفرحه و يطربه (في مكنون قلبه) طعن الشعب العربي و شتمه وتحقيره و وصفه ب(الاعراب)ومن يصفنا بذلك فهو شخص متعصب لئيم،و ربما يجهل معنى هذه الكلمة و المصطلح.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
قالت صحيفة عبرية إنه مع تراجع الصراعات مع حماس وحزب الله تدريجيا، تتجه إسرائيل الآن إلى التعامل مع الهجمات المستمرة من الحوثيين في اليمن.
وذكرت صحيفة "جيرزواليم بوست" في تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه مع تدهور حزب الله بشكل كبير، وإضعاف حماس إلى حد كبير، وقطع رأس سوريا، يتصارع القادة الإسرائيليون الآن مع الحوثيين، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على إسرائيل.
وأورد التحليل الإسرائيلي عدة مسارات لردع الحوثيين في اليمن.
وقال "قد تكون إحدى الطرق هي تكثيف الهجمات على أصولهم، كما فعلت إسرائيل بالفعل في عدة مناسبات، وقد يكون المسار الآخر هو ضرب إيران، الراعية لهذا الكيان الإرهابي الشيعي المتعصب. والمسار الثالث هو بناء تحالف عالمي - بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - لمواجهتهم، لأن الحوثيين الذين يستهدفون الشحن في البحر الأحمر منذ السابع من أكتوبر لا يشكل تهديدًا لإسرائيل فحسب، بل للعالم أيضًا.
وأضاف "لا توجد رصاصة فضية واحدة يمكنها أن تنهي تهديد الحوثيين، الذين أظهروا قدرة عالية على تحمل الألم وأثبتوا قدرتهم على الصمود منذ ظهورهم على الساحة كلاعب رئيسي في منتصف العقد الماضي ومنذ استيلائهم على جزء كبير من اليمن".
وأكد التحليل أن ردع الحوثيين يتطلب نهجًا متعدد الجوانب.
وأوضح وزير الخارجية جدعون ساعر يوم الثلاثاء أن أحد الجوانب هو جعل المزيد من الدول في العالم تعترف بالحوثيين كمنظمة إرهابية دولية.
دولة، وليس قطاعاً غير حكومي
وحسب التحليل فإن خطوة ساعر مثيرة للاهتمام، بالنظر إلى وجود مدرسة فكرية أخرى فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الحوثيين، وهي مدرسة يدعو إليها رئيس مجلس الأمن القومي السابق جيورا إيلاند: التعامل معهم كدولة، وليس كجهة فاعلة غير حكومية.
وقال إيلاند في مقابلة على كان بيت إن إسرائيل يجب أن تقول إنها في حالة حرب مع دولة اليمن، وليس "مجرد" منظمة إرهابية. ووفقاً لإيلاند، على الرغم من أن الحوثيين لا يسيطرون على كل اليمن، إلا أنهم يسيطرون على جزء كبير منه، بما في ذلك العاصمة صنعاء والميناء الرئيسي للبلاد، لاعتباره دولة اليمن.
"ولكن لماذا تهم الدلالات هنا؟ لأن شن الحرب ضد منظمة إرهابية أو جهات فاعلة غير حكومية يعني أن الدولة محدودة في أهدافها. ولكن شن الحرب ضد دولة من شأنه أن يسمح لإسرائيل باستدعاء قوانين الحرب التقليدية، الأمر الذي قد يضفي الشرعية على الإجراءات العسكرية الأوسع نطاقا مثل الحصار أو الضربات على البنية الأساسية للدولة، بدلا من تدابير مكافحة الإرهاب المحدودة"، وفق التحليل.
وتابع "ومن شأن هذا الإطار أن يؤثر على الاستراتيجية العسكرية للبلاد من خلال التحول من عمليات مكافحة الإرهاب إلى حرب أوسع نطاقا على مستوى الدولة، بما في ذلك مهاجمة سلاسل الإمداد في اليمن".
ويرى التحليل أن هذه الإجراءات تهدف إلى تدهور قدرات اليمن على مستوى الدولة بدلاً من التركيز فقط على قيادة الحوثيين - وهو ما لم تفعله إسرائيل بعد - أو أنظمة الأسلحة الخاصة بها. ومع ذلك، هناك خطر متضمن: تصعيد الصراع وجذب لاعبين آخرين - مثل إيران. وهذا ما يجعل اختيار صياغة القرار مهمًا.
وأشار إلى أن هناك أيضًا آثار إقليمية عميقة. إن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من شأنه أن يناسب مصالح دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تنظر إلى الحوثيين باعتبارهم تهديدًا مباشرًا والتي قاتلتهم بنفسها.
إعلان الحرب على اليمن يعقد الأمور
أكد أن إعلان الحرب على اليمن من شأنه أن يعقد الأمور، حيث من المرجح أن تجد الإمارات العربية المتحدة والسعوديون صعوبة أكبر في دعم حرب صريحة ضد دولة عربية مجاورة.
وقال إن الحرب ضد منظمة إرهابية تغذيها أيديولوجية شيعية متطرفة ومدعومة من إيران شيء واحد، ولكن محاربة دولة عربية ذات سيادة سيكون شيئًا مختلفًا تمامًا.
وطبقا للتحليل فإن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يتماشى مع الرواية الإسرائيلية الأوسع لمكافحة وكلاء إيران، ومن المرجح أن يتردد صداها لدى الجماهير الدولية الأكثر انسجاما مع التهديد العالمي الذي يشكله الإرهاب. ومع ذلك، فإن تصنيفهم كدولة يخاطر بتنفير الحلفاء الذين يترددون في الانجرار إلى حرب مع اليمن.
بالإضافة إلى ذلك حسب التحليل فإن القول بأن هذه حرب ضد منظمة إرهابية من الممكن أن يعزز موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في حربها ضد الحوثيين، في حين أن القول بأنها حرب ضد اليمن من الممكن أن يضفي الشرعية عن غير قصد على سيطرة الحوثيين على أجزاء أكبر من اليمن.
وأكد أن ترقية الحوثيين من جماعة إرهابية إلى دولة اليمن من الممكن أن يمنحهم المزيد من السلطة في مفاوضات السلام والمنتديات الدولية. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع دول أخرى، وتغيير طبيعة التعامل الدولي مع اليمن.
يضيف "قد يؤدي هذا الاعتراف إلى تقويض سلطة الحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة المؤقتة عدن ومنح الحوثيين المزيد من النفوذ في مفاوضات السلام لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن بشكل دائم".
ولفت إلى أن هناك إيجابيات وسلبيات في تأطير معركة إسرائيل على أنها ضد الحوثيين على وجه التحديد أو ضد دولة الأمر الواقع في اليمن.
وتشير توجيهات ساعر للدبلوماسيين الإسرائيليين في أوروبا بالضغط على الدول المضيفة لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية إلى أن القدس اتخذت قرارها.
وخلص التحليل إلى القول إن هذا القرار هو أكثر من مجرد مسألة دلالية؛ فهو حساب استراتيجي له آثار عسكرية ودبلوماسية وإقليمية كبيرة.