المسلة:
2025-02-07@09:26:57 GMT

شتّان بين العرب والحكام

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

شتّان بين العرب والحكام

27 نوفمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

رعدهادي جبارة

احياناً يريد البعض أن ينتقد اداء الحكومات العربية والحكام العرب لكن يخونه التعبير فيصبّ جام غضبه على (العرب)كشعب ويتّهمهم بالجبن والخيانة والعجز و يصفهم بالعمالة و السفالة !!!!!وهو بذلك يعمم اوصافاً غير لائقة واتهامات باطلة وصفات فجة لأمة كاملة مسلمة (غالباً) تتألف من شعوب كبرى وقبائل كريمة ضاربة في التاريخ وأناس لهم من الشرف المنيع والشأن الرفيع وكانوا دائماً مثال الشجاعة و الشهامة والكرم و عزة النفس والمروءة ما يملأ صفحات التاريخ ، و يبعث على الفخر ورفعة الرأس،قرنا بعد قرن،

فمن يتهم العرب (كشعب) بتهم باطلة و صفات سافلة يأثم، و يرتكب عملاً محرّماً، ولو أراد الناقد أن يعبّر بدقة عن مقصوده ومراده فلا غضاضة في ذلك ولا تثريب عليه ، وربما لن يأثم في قوله لو خصّ حاكماً أو أكثر بالنقد لادائهم تجاه القضية الفلسطينية، وجرائم طغمة تل ابيب المجرمة بحيث بلغ عدد ضحاياها الابرياء المدنيين أكثر من 50,000 فلسطيني من الشهداء والجرحى.

وخلال حوار معي لقناة[….] الفضائيةقبل بضعة أيام طرح الضيف الجالس في الاستوديو وصفاً للقمة العربية الإسلامية قائلاً (إنها ليست مؤتمر قِمة،بل هي قُمة او قُمامة) !!!! ثم طفق يكيل الاوصاف الفجة و الاتهامات غير اللائقة للدول العربية والعرب.

وعندما حان دوري قلت رأيي بصراحةو اعتبرت ان القمم تعقد عندما تنتهك القيم،وتكون هناك ضرورة للاتفاق على الممكن من الموقف المشترك،وتُعَد مسوّدة البيان الختامي وتوزَّع سلفاً على مندوبي البلدان المشاركة،فالدول التي توافق على المسوّدة تقرر أن يشارك فيها رئيسها أو ملكها شخصيا،ويلتئم شمل الزعماء للتفاكر وتبادل الرأي وطرح الموقف والتوقيع على البيان الختامي واصدار القرارات المناسبة وفقاً للظروف القائمة.

ولم تكن القمة العربية الاسلامية تستهدف اعلان الحرب،أساسا، ولم تطلب أي دولة غيرعربية اعلان الحرب على الكيان المحتل .

وفي العادة لا يكون حاضراً في القمة لا وزراء الدفاع ولا رؤساء الاركان .كما أن شنّ الحرب قرار سيادي لكل دولة في ضوء ماتقتضيه ظروفها الاقليمية و الاقتصادية و العسكرية بعد دراسة شاملة لكل الجوانب و النواحي و الامكانات المتاحة و القدرات المتوفرة ومتانة الجبهة الداخلية، وهذا ما فعله اليمنيون و العراقيون واللبنانيون في دخولهم المواجهة العسكرية ضد الكيان المحتل وقرروا قصف القوات المحتلة ومنشآت العدو الغاصب لارباك صفوف المحتلين الغزاة و تخفيف الضغط عن غزة والمقاومين و الانتقام من طغمة تل ابيب.

علماً بأن ذلك المؤتمر لم يكن قمة عربية فقط بل هو قمة إسلامية وعربية و شارك في المؤتمر وفود من 57 دولة إسلامية منها 20 دولة عربية و وجدنا ثلاثة دول عربية تدعم الشعب الفلسطيني وغزة عسكرياً .أما البلدان ال17 الاخرى فهي تبعث مئات الالاف من أطنان من المساعدات إلى غزة.

فإذا كنتم تعتبرون ذلك غير كافٍ وانه كان يجب على الحكام العرب إعلان الحرب ولم يفعلوا ذلك (بسبب عدم قدرة دولهم على مواجهة امريكا و اوروبا والكيان الغاصب) طيب ،فلماذا 37 دولة مسلمة لم تعلن أيٌّ منها الحرب ، رسمياً، على تل أبيب ؟؟

على سبيل المثال:
أ ليست باكستان دولة نووية ومسلمة ومشاركة في القمة و معنية بقضية فلسطين؟ أ ليست تركيا دولة قوية مسلمة ذات 100مليون نسمة و لديها مصانع انتاج السلاح و الطائرات المسيّرة التي تبيعها لأوكرانيا؟ أ ليست الدول الإسلامية الاخرى دولاً مسلمة وقوية و لديها عشرات الآلاف من المقاتلين والطائرات المسيّرة والقنابل و الصواريخ الفتاكة و الاساطيل البحرية وتعد دائما بمحو اسرائيل من الوجود؟؟تفضلوا حاربوا كما حارب أهل اليمن والعراق ولبنان، و دعكم من الحكومات العربية!! فلماذا احجمت كل الدول الإسلاميه ال37 غيرالعربية، المشاركة في القمة عن إعلان الحرب على تل ابيب والتوجه بكل طاقاتها لتحرير فلسطين ؟؟ أؤكد أنه من غير اللائق وصف قمة العرب والمسلمين التي بحضور صاحب العمامة، بأنها قُمامة.

من غير اللائق ان يلجأ المحلل السياسي الى لغة الشتائم واطلاق المفردات المهينة والواطئة وغير اللائقة لوصف العرب و دولهم و قمتهم بالقمامة، بسبب مايعتبره تقصير الحكام او بعضهم،تجاه القضية الفلسطينية.كل مؤتمر ينطوي فكيف تصفونها بالقمامة؟؟!! وشتان بين القمامة والعمامة ،وشتان بين الحكام العرب والشعب العربي من الخليج إلى المحيط، الذي أنجب الأبطال في حماس و الجهاد الاسلامي و الحشد الشعبي وأنصار الله وحزب الله..فهل تنكرون عروبتهم؟؟.

لو قصر حاكم تركيا؛ فهل يصح أن نقول( الاتراك الجبناء)؟؟ ولو قصر حكام مصر هل يصح أن نقول(المصريون الجبناء)؟؟ ولو افترضنا نظرياً إنه قصرت حكومة ايران هل يصح أن نقول ( الفرس الجبناء)؟؟وهكذا عندما يقصر الحكام و الأنظمة فهل يصح أن نقول (العرب الجبناء)؟؟

أنا كعربي مسلم أرفض أن يقال عن أهلي وشعبي -وانا واحد منهم- هذه الشتائم ،فهو كغيره من الشعوب فيه الصالح و الطالح، وكل الشعوب مغلوبة على أمرها و حكّامها مقصرون، و بصراحة فإنني أشك في عروبة كل من يروّج لشتم و تحقير العرب كشعب وأرى ذلك دليلا على ضعف شخصيته و لؤم ذاته و ضعة نفسيته و تنفيساً عن حقده و ضغينته و تملقاً لمن يفرحه و يطربه (في مكنون قلبه) طعن الشعب العربي و شتمه وتحقيره و وصفه ب(الاعراب)ومن يصفنا بذلك فهو شخص متعصب لئيم،و ربما يجهل معنى هذه الكلمة و المصطلح.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

اللواء محمد الغُباري يطالب الدول العربية والإسلامية بالتكاتف لمواجهة إسرائيل

قال اللواء محمد الغُباري مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، إن هدف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقسيم الشرق الأوسط إلى إمارات صغيرة وتفتيت الدول العربية وإقامة دولة إسرائيلية، مؤكدًا أن بداية التخطيط ما يحدث حاليًا في غزة وسوريا واليمن وليبيا والسودان.

الأمن القومى العربى فى خطر خبير عسكري: مخطط التهجير الإسرائيلي إلى المناطق المحتلة بسوريا وارد

وأضاف الغُباري في تصريحات خاصة لـ" الوفد"، أن أحاديث ترامب المتكررة بشأن تهجير الفلسطينيين لن تتحق رغم محاولاته الشديدة منذ تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن رفض مصر والأردن تهجير الشعب الفلسطيني جعل ترامب يتراجع عن تصريحاته ويطالب الفلسطينيين بالرحيل إلى أي دولة أخرى.

اللواء محمد الغٌباري: تصريحات ترامب تعتبر أراء شخصية 

وأوضح مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، أن تصريحات ترامب تعتبر أراء شخصية وليس دولية بسبب عدم وضعه خطة للتعاملات السياسية مع الدول داخل الكونجرس الأمريكي حتى الآن، لافتًا إلى أن الرئيس الأمريكي يرغب في فرض سيطرته في ظل ما يحدث من مفاوضات داخل المنطقة بشأن أحداث غزة. 

وأكد الغُباري، على ضرورة تكاتف الدول العربية والإسلامية في الفترة الحالية لمواجهة إسرائيل، مشيدًا باجتماع وزراء خارجية عدد من الدول العربية في القاهرة خلال الأيام القليلة الماضية، وإعلان بيان بشأن رفض تهجير الفلسطينيين وإرسال نسخة منه للأمم المتحددة.

وأشار مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، إلى أن مصر تدرك أهمية موقعها الجغرافي ودورها الدولي، ما يجعلها هدفًا دائمًا لمحاولات الإضعاف، لكنها ستظل دولة قوية قادرة على حماية مواردها ومصالحها.

 

مقالات مشابهة

  • منير أديب يكتب: حماس والتهجير
  • الحرب الناعمة وإلهاء العرب عن المطالبة بتحرير فلسطين
  • اللواء محمد الغُباري يطالب الدول العربية والإسلامية بالتكاتف لمواجهة إسرائيل
  • تعيين الأستاذ إدريس الهلالي مديرا فنيا لبطولة كأس العرب وبطولة الفجيرة الدولية المفتوحة للتايكوندو بمدينة الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة:
  • رئيس “الأعلى للإعلام” يستقبل أمين عام مساعد جامعة الدول العربية للإعلام والاتصال
  • تعاون مشترك بين الأعلى للإعلام وجامعة الدول العربية
  • متحدث فتح يثمن المواقف العربية الرافضة للتهجير
  • ولي العهد يُجري اتصالًا هاتفيًا برئيس دولة الإمارات العربية المتحدة
  • هل بدأت الحرب التجارية بين أوروبا وواشنطن؟
  • سمو ولي العهد يُجري اتصالاً هاتفياً برئيس دولة الإمارات العربية المتحدة