طرحت خلال الأيام الماضية بالمكتبات، دار نهضة مصر للنشر، أول رواية للكبار للكاتبة الدكتورة عفاف طبالة، والتي تحمل عنوان "دمعة على الموت الأول"، بغلاف للفنانة دعاء العدل.
تدور الرواية حول حياة سيدة تدعى "جميلة رمزي يعقوب" والتي ترقد أخيرًا لتسلم روحها في إحدى مستشفيات القاهرة، بينما تستدعي -قبل سقوطها في غيبوبتها الأخيرة- ابنتها "هند" التي حُرمت منها قسرًا، لتراها قبل موتها.

وبأسلوب يمزج ما بين السرد الروائي وكتابة المذكرات تروي "طبالة" حكاية بطلتها جميلة، حيث تترك الابنة "هند عبد الكريم ياقوت" - التي تشغل منصب معيدة بكلية الآداب بالجامعة - بيت أبيها، وتعيش في بيت أمها. لتتعرف على حكاية الست جميلة كما نسجتها من تتبعها لمذكرات ووثائق وشهادات متناثرة، بكل شخوصها وتجاربها ومشاعرها، لتفهم في النهاية حقيقة أمها وسبب حرمانها منها.
الجدير بالذكر أن د. عفاف طبالة، هي كاتبة، ومخرجةً، ومنتجة متخصصة في الأفلام الوثائقية. كما شغلت العديد من المناصب الإدارية في التلفزيون المصري في مجال التخطيط والبرمجة. وكان آخر منصب لها هو المدير التنفيذي لقناة النيل الدراما، أول قناة مواضيعية في العالم العربي. كما رأست قناة النيل للدراما من عام 1996 إلى عام 2001، واستطاعت خلال رئاستها لتلك القناة الوليدة حينها أن تصعد بها لعنان السماء وتحصل على العديد من الجوائز، وتنتج برامج خاصة بها حققت نجاحات كبيرة.
دخلت طبالة مجال الكتابة الأدبية بعد 5 سنوات من التقاعد، واهتمت بالكتابة للأطفال عام 2005، وتعاونت مع الرسام عدلي رزق الله، لإنتاج أول كتاب لها «السمك الفضي»، الذي حصل على ذكر في فئة الأفق الجديد من جائزة راجزي بولونيا معرض الأطفال للكتاب، وهي لحد أهم جوائز كتب الأطفال على الصعيد الدولي، وجائزة مصر لأدب الأطفال (التي تسمى جائزة سوزان مبارك)، فيما نشرت نشرت بعدها ما يزيد عن 15 كتابا إضافيا للأطفال ومجموعات قصصية قصيرة. وتعاونت مع مجموعة متنوعة من الفنانين مع أساليب وتقنيات مختلفة لتقديم أعمال تخاطب فئات عمرية مختلفة.
حازت أعمالها على العديد من الجوائز الأدبية منها جائزة اتصالات لأدب الطفل، وجائزة الشيخ زايد لأدب الطفل، فضلا عن جائزة الشيخ خليفة التربوية، وغيرها من الجوائز المرموقة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عفاف طبالة دمعة الموت الأول

إقرأ أيضاً:

مضى هذا الوفيّ الشجاع ، الذي جسد كل قيم النُبل

من حيث رأيته….
عاش ملء السمع والبصر ، ملأ الدنيا و شغل الناس ، لكنه كان يملك من الثقة في نفسه ما كان يجعله لا يهتم بحاسديه ولا يهمل ناقديه ولا يرحم خصومه ولا يفقد اصدقائه ..
خاض الكثير من المعارك ، لأجل ما يؤمن انه حق ، كان وفياً لاصدقائه حد إلا حد ، يدافع عنهم ويصلهم ويتفقدهم .

اختلف حوله الناس ،، وغضب منه الإسلاميون وهو القريب منهم ، وحاربه اليساريون فلم ينكسر لهم ، بذّ مجايليه وقرنائه ، ولم يقعده كلام الناس عن ما كان يؤمن به ، كان يحب الشُطار يبحث عنهم ويرعاهم ..لم يهزمه المرض فقد صارعه بجسده الواهن ، وبنفسه الشجاعة والمؤمنة فلم يستسلم له ، ولم يخف من الموت فيجلس حزيناً خائفاً ينتظره .
انه فقدي الكبير اليوم ، فقدي وفقد زوجي عمنا الفاتح عروة ، كان حبيباً لنا قريباً منا ناصحاً لنا ..اكتب من زاوية رأيتها وتعاملت معها لسنوات تجاوزت ربع قرن، وقد عرفنا به الشهيد إبراهيم شمس الدين – زاوية ربما لا يراها الكثيرون ، ولا يتفقون معي ، لكني رأيت عمو الفاتح الإنسان الشجاع ، والشيخ الهميم ، والصديق الوفي ، والعقل الكبير ، والقلب الحاضر ، والذاكرة المتقدة .

زاوية عرفت منها معنى ان تكون انساناً متوازناً ، وكيف تكون قدرات الإنسان الذكي ، ور أيت فيها هذا الوطني المتبتل في محراب عشقه لبلاده .، كان الحوار معه مفيداً والنقاش معه يفتح الأفق ويوسّع المدارك .. كان مدرسةً من نوع خاص .

كان نسج وحده بين السودانيين ، جيله واجيال بعده وقبله ، كان محل الكثير من الإشاعات والقصص من الفلاشا إلى العمالة إلى غيرها ، فلم يقعده ذلك ، ولم يغتر بان الكثيرين يرونه كبطل وفارس ، ويتذكرونه بانبهار وطائرته تنزل بمِلِس زيناوي في أديس أبابا ،صانعاً اللحظة الفارقة في تاريخ إثيوبيا بالقضاء على نظام منقستو هايلي مريام ، معلنةً بداية صفحة جديدة ، ومازال الإثيوبيون يحفظون له هذا الصنيع ، ومازال شخصية يحكي أبناء زيناوي بحب وتقدير رفيع ، كما تفعل صديقتي سماهل زيناوي كبرى بنات الرئيس الراحل .كان ضابطاً متميزاً وطموحاً ، ورجل استخبارات واسع العلاقات يملك شبكة واسعةً من المعارف ، كان يهوى الطيران وطياراٌ ماهر ، حاول إقناعي عدة مرات بالحصول على رخصة طيران ، وأنه سيساهم معي في تكلفتها ، كان زوجي يضحك ويقول له طيران شنو دي بترمي الطيارة !! وكنت أقول يا عمو الفاتح انت شايف ما عندي وقت ! وكان يصر عليّ إلا اسمح للمشغوليات ان تحرمني مني أنا ، لا تسمحي للعمل العام ان يأخذ عمرك ولا تجعليه مهنة .

تحاورنا عن المغزى من تسجيلاته في الأشهر الماضية ، ياعمو الفاتح انت بتحب المعارك ، وكفاية كثيرون حكموا عليك في دينك ووطنيتك ، فلا تجعلهم يزيدون أحكامهم عليك حكماً ، أنا بيني وبينهم الله ، وكان يملك الشجاعة ليقول أنا عارف إني في كل يوم اقترب من الموت خطوات ، دعيهم فأنا عاوز أقول شهادتي للتاريخ ! للأجيال الشابة… للمستقبل ، ليتعلموا من اخطائنا ويبنوا على بنياننا .

يا عمو الفاتح انت بتقول رأيك من زاوية انت واقف فيها ، لكن هناك زوايا أخرى لم ترها ، خلي الشاهد على زاوية أخرى يطلع بشجاعة ويقول الحقيقة من زاويته ، ما أقوله انا ويقوله فلان وإلا علان ، يخدم الأجيال والتاريخ بانه يصنع صورة كاملة ، ثم يضحك ويقول هم لا يملكون الشجاعة ، ليس لأنهم مخطئون بل لان هولاء الشهود يخشون قول الحقيقة في زمن مفصلي ، بدعوى أنهم لم يعتادوا في التنظيم على ذلك !

رأيته قبل اشهر في منزل صديق لنا دعاه عنده فطلب منه مناداتنا زوجي وانا ، كان ينادي زوجي “بالِدش” ولديه اعتقاد جازم بصدق رؤاه ويصر على رأيه بانه اختبر ذلك في الجنوب ، في ذلك اليوم وجدته مرهقاً ، ولكنه ما زال ذاك المحارب ، يرفض ان يساعده احد في حركته ، كنت معه حتى ركب السيارة ، كنت انظر اليه وأصغي السمع له ، وكنت اعلم في دواخلي أني لن أراه !!

كان يفترض ان يسجل تسجيلاً اخيراً ، يضع فيه بعض النقاط على الحروف ، ويملأ بعض الفراغات ، ويسمي بعض الأسماء !إلا ان الموت وصل اليه وانتهى هذا السباق المرهق ، وفاز المنون .

مضى هذا الوفيّ الشجاع ، الذي جسد كل قيم النُبل ، إلى ربه ، ” أنا ما خايف من الموت ، ولكني احمد الله على كل يومٍ افتح فيه عيناي” !

اللهم ارحم عبدك الفاتح عروة فقد أتاك كيوم أوجدته ، فقيراً إليك محسناً الظن بك .. اللهم اكرمه كرماً تطمئن به نفسه ويعلو به مقامه …
سناء حمد العوض سناء حمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ثنائية ميسي تقود إنتر ميامي لنصف نهائي أبطال كونكاكاف
  • مضى هذا الوفيّ الشجاع ، الذي جسد كل قيم النُبل
  • رمزية الصورة تكسر سردية “البطل الأوحد”… اللواء عمر الأبرش حاضر في مسلسل “البطل”
  • يوم 15/4 المقبل موعد تتويج الأول في بطولة الخليج للأندية لكرة القدم في دهوك
  • ختام المسابقات الرياضية والثقافية بنيابة ليما
  • سجل «ثنائية مذهلة» أمام ريال مديد.. رايس يعود إلى «الهاتف»!
  • إزالة الحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة التي وضعها النظام البائد أمام “فرع فلسطين” بدمشق وتسهيل حركة الآليات والمركبات أمام السائقين
  • 24 ساعة في غزة.. الجزيرة توثق مشاهد المعاناة والألم اليومية
  • مشاورات ثنائية بين وزير التجارة التركي ونظيره الإماراتي في أبو ظبي
  • «أبيض الناشئين» يُنعش آمال التأهل إلى «المونديال» بـ «ثنائية» أمام أستراليا