أكدت جامعة الدول العربية ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين؛ داعية لبذل مزيد من الجهد لدعم استمرار تدفق ودخول المساعدات الطبية العاجلة ولتوفير الاحتياجات الطارئة من ماء وغذاء ودواء ووقود للشعب الفلسطيني الباسل في هذا الوقت العصيب. 


جاء ذلك في كلمة للسفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية في افتتاح أعمال الدورة الخامسة للمجلس العربي للسكان والتنمية على المستوى الوزاري اليوم /الاثنين/ بالجامعة العربية.


وقالت السفيرة هيفاء أبو غزالة إن تقديم المساعدات الإنسانية يجسد مبدأ عدم إهمال أحد إلا أنه تدبير مؤقت لا يمكن أن يكون بديلا عن الحلول المستدامة طويلة الأجل؛ فغياب السلام يقوض الأمن البشري وفرص التنمية المستدامة ورفاه الشعوب نتيجة لخسارة مئات الآلاف من الأرواح وتدمير الممتلكات والبنى التحتية ونزوح الملايين وتزايد أوجه عدم المساواة وتفاقم مواطن الضعف والهشاشة بمختلف أبعادها.. موضحة "لا تنمية مستدامة بدون سلام ولا سلام بدون تنمية مستدامة".


وأضافت "أن أشلاء أبنائنا في غزة مطبوعة في أعيننا نراها حتى حين نحاول أن نستريح من ألم المتابعة.. صور الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن.. أصواتهن وصرخاتهن تطاردنا حتى في أحلامنا، قوة الإرادة والإصرار على الصمود رغم الألم والدمار والرعب تعلمنا دروسا في الحياة لم نتخيل حتى وجودها.. كل هذا وشعار التنمية العالمي أن لا يترك أحد خلف الركب، وسكان غزة متروكون بين شهيد وجريح ونازح وطبيب ومسعف وصحفي". 


وتابعت قائلة "إنني أود اليوم أن أشارككم تتويج مسيرة عملكم العربي المشترك بمناسبة مرور خمس سنوات على تأسيس المجلس العربي للسكان والتنمية، وإيماناً منا بضرورة تخليد هذه العلامة الفارقة في تاريخ العمل السكاني العربي المشترك، تم اعتماد يوم 28 أكتوبر من كل عام للاحتفال باليوم العربي للسكان والتنمية".


ودعت السفيرة هيفاء أبو غزالة إلى إغاثة أهلنا في غزة من خلال المساهمة في صندوق دعم صمود الشعب الفلسطيني في قطاع فلسطين بالأمانة العامة.. مشيرة إلى أن الأمانة العامة دشنت قافلة المساعدات الإنسانية مع الهلال الأحمر المصري المقدمة من مجلسي وزراء الصحة العرب ووزراء الشؤون الاجتماعية، مقدمة الشكر للدكتور خالد عبد الغفار رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب والدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي لتمرير هذه المساعدات لأهلنا في القطاع. 


وأوضحت أن العالم بدأ منذ عقد المؤتمر الدولي للسكان والتنمية عام 1994 رحلته التاريخية نحو وضع حقوق السكان في صميم عملية التنمية والاعتراف بالصحة الإنجابية وبالحقوق الإنجابية كحقوق للإنسان والتأكيد على أن تمكين النساء والفتيات أمر أساسي لضمان رفاه الجميع، وكان إعلان القاهرة لعام 2013 بمثابة الإطار الإقليمي للنهوض بتنفيذ برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية من خلال ركائزه الرئيسية الأربع، وهي: (الكرامة والمساواة، الصحة، المكان والاستدامة البيئية، الحوكمة بما فيها التعاون الإقليمي والدولي والبيانات). 


وأشارت إلى أن عملية المراجعة الإقليمية في المنطقة العربية والتي توجت منتصف شهر سبتمبر من هذا العام بعقد "المؤتمر العربي الإقليمي للسكان والتنمية: التحديات والآفاق بعد عشر سنوات من إعلان القاهرة 2013" تظهر أن البلدان لم تحقق بعد أهدافها في تنفيذ الالتزامات التي قطعتها وأن الطريق لا يزال طويلا قبل أن يتمكن كل فرد من ممارسة حقوقه في المجتمع بمساواة وعدالة وكرامة للجميع.


وأكدت أن المنطقة العربية لا تزال تتصف من جانب بأنها مجتمع فتي، يشكل الشباب فيه في الفئة العمرية من 15 - 24 عاما حوالي 82 مليون نسمة من أصل 473 مليون نسمة هم إجمالي عدد سكان العالم العربي عام 2023، وبالرغم من التمايز بين الدول العربية إلا أننا نجد أن الشباب يواجهون تحديات مشتركة تتمثل في ارتفاع معدلات البطالة والفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل وضعف المشاركة والتمثيل ويفاقم الصراع وعدم الاستقرار السياسي من هذه التحديات. 


وقالت السفيرة هيفاء أبو غزالة "ولكن من جانب آخر نجد أن هناك مؤشرات لانتقال بعض الدول إلى مرحلة الشيخوخة كلبنان وتونس والمغرب.. ومن المتوقع أن تبلغ نسبة كبار السن في الفئة العمرية 65 عاما فيما فوق حوالي 11% بحلول عام 2050، ويأتي ذلك نتيجة لانخفاض معدلات الوفيات وتحسن فرص الحصول على الخدمات الصحية وانخفاض معدل الخصوبة الكلي إلى 3.1 طفل لكل امرأة عام 2023".


وأضافت "لقد شاهدنا جميعاً خلال العام الجاري الآثار المدمرة لتغير المناخ على كوكب الأرض، فكان فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي الأشد حراً على الإطلاق على مستوى العالم، كما قتل ما يقرب من خمسة آلاف شخص على الأقل في دولة ليبيا جراء العاصفة (دانيال) التي اجتاحت البحر المتوسط في سبتمبر الماضي؛ ما يقرع ناقوس الخطر لدينا بأنه إذا لم تتخذ الحكومات الإجراءات الكافية لتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة فسيستمر ارتفاع درجات الحرارة في العالم إلى مستويات قياسية ما سيتسبب سنوياً في خسائر متزايدة في الأرواح وسبل العيش في جميع أنحاء العالم، وسيفاقم من أوجه عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية وسيؤثر على العديد من حقوق الإنسان كالحق في الحياة، والحق في السكن والغذاء والماء أو بمعنى آخر الحق في العيش في حياة صحية".


وتابعت السفيرة هيفاء أبو غزالة قائلة "تفصلنا أيام قليلة عن انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة السنوي الـ 28 لتغير المناخ، والذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي سيشهد للمرة الأولى تقييم مدى التقدم الذي أحرزته الدول في التصدي لمواجهة أزمة تغير المناخ منذ اتفاق باريس المُوقع عام 2015؛ ما يشكل فرصة حقيقة أمام الدول لتصحيح مسار مكافحة التغير المناخي".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السفیرة هیفاء أبو غزالة للسکان والتنمیة

إقرأ أيضاً:

ترحيب برلماني بالقمة المصرية القبرصية اليونانية .. و نواب : خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الإقليمي والتنمية المستدامة فى المنطقة

برلمانية: القمة المصرية القبرصية اليونانية رسالة واضحة لأهمية التحالفات الإقليمية
نائب: القمة الثلاثية تعكس دور مصر المحورى فى المنطقة وجهودها لنشر السلام
برلمانية: قمة مصر واليونان وقبرص نموذج للتعاون الاستراتيجي في مواجهة التحديات

أكد عدد من النواب أن  القمة الثلاثية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسو تاكيس، والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس، في القاهرة، تعزز مكانة مصر كحلقة وصل استراتيجية فى المنطقة، ونموذج للتكامل الإقليمي، وأشاروا إلى أن الرئيس السيسي أكد في كلمته أن مصر تلتزم بسياسة ضبط الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية، مع توفير البدائل الاقتصادية والتنموية للشعوب المتضررة.

في البداية قالت النائبة الدكتورة عايدة نصيف، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن القمة الثلاثية بين "مصر وقبرص واليونان" التي تنعقد في القاهرة، تقدم رسالة واضحة حول أهمية التحالفات الإقليمية الفاعلة التي تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. 

وأكدت نصيف، في بيان لها، أن مصر بما تتمتع به من دور إقليمي محوري، تؤكد مرة أخرى أنها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة، وأن نهجها القائم على الانفتاح والتعاون البنّاء يعزز قدرتها على التعامل مع الأزمات وفتح آفاق أوسع للتكامل الإقليمي، مشيرة إلى أن هذا التحالف الثلاثي يثبت أن التعاون المثمر بين الدول يمكن أن يكون سبيلًا فعالًا لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق التنمية الشاملة والرخاء للشعوب. 

وأشارت إلى ما تمتلكه مصر من موقع استراتيجي وقدرات إنتاجية متنامية في مجالات الطاقة الشمسية والرياح، تُعد شريكًا محوريًا في خطط الربط الكهربائي مع أوروبا عبر اليونان وقبرص، ما يعزز مكانتها كمركز إقليمي لتصدير الطاقة، كما أن التوجه نحو تطوير مشاريع الهيدروجين الأخضر ينسجم مع استراتيجية مصر الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وأضافت عضو مجلس الشيوخ، أن القمة أيضًا تسلط الضوء على تعزيز التعاون الاستثماري من خلال المنتدى الاقتصادي المصري-اليوناني-القبرصي، الذي يجمع نخبة من صناع القرار والمستثمرين من الدول الثلاث، لافتة أن حضور أكثر من 270 شركة في هذا المنتدى يعكس الزخم المتزايد للعلاقات الاقتصادية ويؤكد الحرص المشترك على استكشاف فرص جديدة في مجالات التجارة والصناعة والطاقة والبنية التحتية.

وقال النائب عمرو هندي، عضو مجلس النواب، إن القمة الثلاثية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسو تاكيس، والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس، في القاهرة، تعزز مكانة مصر كحلقة وصل استراتيجية فى المنطقة، ونموذج للتكامل الإقليمي، وفى نفس الوقت خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الإقليمي والتنمية المستدامة فى المنطقة. 

وأكد النائب عمرو هندي، في بيان صحفي له، أن القمة الثلاثية تؤكد للجميع بما لم ولن يدع مجال للشك قوة مصر فى المنطقة، وحرص الدولة المصرية على تطوير أواصر التعاون في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك، خاصة أنها تأتي في توقيت دقيق يواجه فيه العالم تحديات إقليمية ودولية متزايدة وأحداث متلاحقة انعكست آثارها على العديد من دول المنطقة، بل على العديد من دول العالم الذى يشهر حراكا غير مسبوق خلال الفترة الأخيرة على جميع الأصعدة. 

وأشار النائب عمرو هندي، إلى أن القمة تأتى فى إطار تعزيز العلاقات بين الدول الثلاثة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وفي نفس الوقت خطوة جادة لدعم جهود السلام والأمن والتنمية في إقليم شرق المتوسط، والعمل على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وهى بمثابة نموذج فريد فى التنسيق الإقليمي المبني على المصالح المشتركة التى تستهدف جميعها حفظ أمن واستقرار المنطقة بالكامل. 

وأضاف النائب عمرو هندي، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكدت الجهود المبذولة من قبل الدول الثلاثة لدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، والحرص على تعزيز التعاون الاقتصادي،واتخاذ خطوات استراتيجية محورية مشتركة لمواجهة المشكلات الاقتصادية والسياسية، خاصة أن آليات التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص أثبتت جدواها في دعم التنمية المستدامة.

أكدت النائبة إيلاريا حارص، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عن حزب الشعب الجمهوري، أن القمة الثلاثية التي جمعت قادة مصر واليونان وقبرص تعد نموذجًا ناجحًا للتعاون الإقليمي البناء، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تواجه منطقة شرق المتوسط، مشيرة إلى أن هذه القمة تأتي في إطار الجهود المستمرة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الدول الثلاث، من خلال مشاريع مشتركة تخدم المصالح الاستراتيجية.

وأوضحت حارص في تصريحات صحفية لها اليوم، أن القمة شهدت مناقشات معمقة حول عدد من الملفات الحيوية، أبرزها التعاون في مجال الطاقة، خاصة في ظل مشروع الربط الكهربائي بين مصر وأوروبا عبر اليونان، والذي من المتوقع أن يعزز من مكانة مصر كمحور رئيسي للطاقة النظيفة، كما تم التطرق إلى مسألة نقل الغاز الطبيعي من شرق المتوسط إلى الأسواق الأوروبية، وهو ما يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز أمن الطاقة في المنطقة.

وأشارت إلى أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة المصرية اليونانية القبرصية جاءت بمثابة تحذير واضح من التحديات التي تواجه المنطقة، خصوصًا في ظل استمرار موجات الهجرة غير الشرعية والتصعيد في بعض الدول، مؤكدة أن الرئيس السيسي شدد على ضرورة تعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذه الأزمات، التي تؤثر بشكل مباشر على استقرار المنطقة بأسرها.

وأوضحت حارص أن الرئيس السيسي أكد في كلمته أن مصر تلتزم بسياسة ضبط الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية، مع توفير البدائل الاقتصادية والتنموية للشعوب المتضررة، مشيرة إلى أن هذه الجهود تأتي ضمن رؤية مصرية شاملة تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين.

مقالات مشابهة

  • صندوق النقد العربي يتوقع قوة الأوضاع المالية للدول العربية في 2025
  • ترحيب برلماني بالقمة المصرية القبرصية اليونانية .. و نواب : خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الإقليمي والتنمية المستدامة فى المنطقة
  • رئيس الوزراء العراقي: الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية السبيل الوحيد لاستقرار المنطقة
  • جمعية كتاب البيئة والتنمية تحصل على وسام الإتحاد العربي للعمل التطوعي لعام 2024
  • لارتكابهم جرائمَ حرب في غزة..  50دولة في العالم تلاحٍقُ جنود الكيان
  • أمريكا تؤكد على ضرورة الاستقرار الأمني في العراق
  • إصابة جندي إسرائيلي بجروح خطيرة في تبادل لإطلاق النار قرب نابلس
  • الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم: هذا هو رئيس الجمهورية الذي نريد
  • 50 شكوى تلاحق جنود الاحتلال حول العالم بسبب جرائمهم في غزة
  • حماس : وافقنا على قائمة بـ 34 أسيراً إسرائيلياً.. ونشترط انسحاب الاحتلال ووقف إطلاق النار