جيل سئم الجميع.. الأوبزرفر: شباب الضفة الغربية غاضب
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
نشرت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية تقريرا من داخل عالم الشباب المسلح الغاضب في الضفة الغربية المحتلة. ونقلت عن محللين ومسؤولين القول إن هؤلاء الشبان يختلفون تماما عن أسلافهم.
وزعمت الصحيفة التي تصدر كل يوم أحد عن مؤسسة "غارديان" الإعلامية أن الشباب الفلسطينيين المسلحين في الضفة الغربية يختلفون أيضا عن نظرائهم في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة.
واستعرض التقرير تصاعد وتيرة المواجهات بين الشبان الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية. وجاء فيه أن مخيم بلاطة ظل لسنوات عديدة معقلا للنشاط المسلح وهدفا لقوات الأمن الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أعمال العنف تصاعدت بشكل حاد منذ هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما تلاها من هجوم إسرائيلي على غزة، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 14 ألف شخص، وفقًا للسلطات المحلية.
وأوضحت أن شبكات التلفزيون المحلية ذات الشعبية الكبيرة تبث صورا "غير منقحة" للدمار والموت في غزة على مدار الساعة في المتاجر والمقاهي والمنازل في جميع أنحاء الضفة الغربية.
وقال الخبير في قضايا التطرف بمركز كارنيغي للسلام الدولي، إتش إيه هيليير، "إن تأثير ما يحدث على هذا الجيل لن يكون في غزة فحسب، بل بين الفلسطينيين بشكل عام وبين العرب والعالم".
وأجرت الصحيفة البريطانية مقابلات مع 10 من الشبان المسلحين في مدينتي نابلس وجنين بالضفة الغربية، قالت إنها كانت كافية للتعرف على الموجة الجديدة من النشاط المسلح في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وذكر الشبان جميعهم أن هدفهم النهائي هو تحرير المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
ونقلت "الأوبزرفر" عن هيليير اعتقاده بأن الأيديولوجية لم يكن لها دور كبير في قرار الشباب في الضفة الغربية بحمل السلاح.
ووفقا لمايكل ميليشتاين -ضابط المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق والخبير في الشؤون الفلسطينية في جامعة تل أبيب- فإن هذا الجيل من المسلحين نشأ في وضع "معقد وفوضوي للغاية"، زاعما أن تعرض الشباب لما يسميه تحريضا، هو انعكاس لمشاكل أعمق في الساحة الفلسطينية.
وأعرب العديد من الشباب المسلح في الضفة الغربية عن توقهم لتحقيق النصر أو الشهادة، لكنهم لا يقرون العمليات الانتحارية كأسلوب للمقاومة، بحسب الصحيفة البريطانية.
ثمة تغير آخر في نظرة الجيل الجديد من الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية عن رؤية الأجيال السابقة في عمليات المقاومة. ومن بين المتغيرات لجوء فصائل "منشقة" -مثل الجماعة التي تُسمى "عرين الأسود" في نابلس- إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في كفاحهم ضد إسرائيل.
وطبقا للصحيفة، فإن محللين عدة يتحدثون عن خيبة الشباب الحالي من جيل السياسيين الفلسطينيين كبار السن، الذين يُنظر إليهم على أنهم "متعاونون" مع إسرائيل، قائلين إن هذا ترك فراغا ملأته الجماعات المسلحة.
وفي ذلك يقول المعلق السياسي والمحلل في رام الله، نور عودة، إن هؤلاء الشبان يتحدثون لغة لا يتحدثها الزعماء القدامى، ويستخدمون السخرية والفكاهة، مضيفا "إنهم جيل سئم من الجميع. إنهم محبطون وأُصيبوا بخيبة أمل وخذلان".
وتمضي الصحيفة إلى أن الشوارع في نابلس وجنين امتلأت بآلاف الناس لتشييع شهداء الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية، وأطلقوا وابلا من الرصاص في الهواء تعبيرا عن تصميمهم.
واختتمت تقريرها بتصريح لشاب فلسطيني يدعى عبود (19 عاما) يحمل بندقية، قال فيه إنه ليس أمامهم من خيار سوى شراء سلاح لمحاربة العدو.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
كاتس: نعتزم السيطرة الأمنية على غزة كما هو الحال في الضفة الغربية
أكد وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الثلاثاء، أن حكومته تعتزم السيطرة الأمنية على قطاع غزة، والاحتفاظ بحق العمل فيه بعد الحرب، كما هو الحال في الضفة الغربية.
وذكر كاتس في منشور على منصة إكس: "موقفي تجاه غزة واضح، فبعد القضاء على القوة العسكرية والحكومية لحماس في غزة، ستسيطر إسرائيل على الأمن في غزة مع حرية العمل الكاملة، كما هو الحال في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".
وتابع: "لن نسمح بالعودة إلى واقع ما قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023"، في إشارة إلى عملية "طوفان الأقصى" التي نفذت خلالها حماس هجوما مفاجئا على قواعد عسكرية ومستوطنات بمحيط قطاع غزة.
ويقتحم الاحتلال الإسرائيلي مدنا وبلدات في الضفة الغربية بشكل متواصل لتنفيذ عمليات اعتقال واغتيال، تزايدت وتيرتها بعد حرب الإبادة المستمرة في غزة منذ 438 يوما.
والاثنين، تحدث كاتس عن قرب التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن كاتس قوله في اجتماع مغلق للجنة الخارجية والأمن البرلمانية: "نحن الأقرب إلى صفقة مهمة منذ الصفقة السابقة"، في إشارة إلى هدنة بدأت في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 واستمرت 7 أيام.
وتابع كاتس: "المختطفون هم الهدف الأول للحرب بالنسبة إلينا، سنفعل كل شيء من أجل إعادتهم، نحن نؤيد التوصل إلى اتفاق حتى لو كان جزئيا".
وفي الأيام الماضية أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى "تقدم" في محادثات غير مباشرة مع حماس من أجل التوصل إلى اتفاق.
كما ادعى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الاثنين، تأييده إبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس. وقال خلال ترؤسه اجتماعا لحزب "اليمين الوطني": "أؤيد الدفع نحو صفقة لإعادة المختطفين (المحتجزين بغزة)، وأعتقد أن هذه هي رغبة غالبية الشعب في إسرائيل"، وفق القناة "12" الخاصة.
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، وتقدر وجود 100 أسير إسرائيلي بقطاع غزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.
وحتى صباح الثلاثاء، لم تعقب حماس على ادعاءات الإعلام العبري، لكن الحركة أكدت مرارا استعدادها لإبرام اتفاق، بل أعلنت موافقتها في مايو/ أيار الماضي على مقترح قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن.
غير أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تراجع عن هذا المقترح، بإصراره على استمرار حرب الإبادة الجماعية وعدم سحب الجيش من غزة، بينما تتمسك "حماس" بوقف تام للحرب وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي.
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق، للحفاظ على منصبه وحكومته، إذ يهدد وزراء متطرفون بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها في حال القبول بإنهاء الحرب.