دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لا يوجد نوع تلوث مفيد لصحة أي شخص، لكن وجدت دراسة جديدة أنّ العلماء ربما قللوا بشكلٍ كبير من مدى خطورة التلوث الناجم عن المحطات التي تعمل بالفحم.

ووجدت الدراسة التي نُشرت الخميس في مجلة "Science" أنّ التعرض لتلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة الناتجة عن المحطات التي تعمل بالفحم يرتبط بخطر وفاة أكبر بمقدار 2.

1 مرة مقارنةً بالتلوث بالجسيمات القادمة من مصادر أخرى.

وعرّفت وكالة حماية البيئة الأمريكية التلوث الجزيئي بكونه مزيجًا من القطرات الصلبة والسائلة التي تطفو في الهواء.

ويمكنه أن يأتي على شكل تراب، أو غبار، أو سخام، أو دخان، وتولدها محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم، والغاز الطبيعي، إضافةً للسيارات، والنشاطات الزراعية، والطرق غير المعبدة، ومواقع البناء، وحرائق الغابات.

وتُعد مواد PM2.5، وهي من أصغر أشكال التلوث الجزيئي، صغيرة جدًا (يبلغ عرضها 1/20 من عرض شعرة بشرية) بحيث يمكنها تجاوز دفاعات الجسم المعتادة. وبدلاً من إخراجها عند الزفير، يمكنها أن تلتصق برئتيك، أو تنتقل إلى مجرى الدم.

وتُسبب تلك الجسيمات التهيج، والالتهاب، وقد تؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي، وأمراض الكلى المزمنة.

ويمكن للتعرض لها التسبب بالسرطان، أو السكتة الدماغية، أو الأزمة القلبية، ويمكنها أن تؤدي إلى تفاقم الربو، كما أنّها ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.

وأظهرت الدراسة الجديدة أنّه بين عامي 1999 و2020، كانت 460 ألف حالة وفاة تُعزى إلى محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم بين الأشخاص الذين حصلوا على تغطية صحية من خلال "Medicare".

ومع زيادة صرامة القواعد على مرّ الأعوام، لاحظ الباحثون انخفاض الوفيات الناجمة عن هذا النوع من التلوث بشكلٍ كبير بحلول عام 2020.

ومثلت الوفيات المرتبطة بالتلوث بجزيئات الفحم نحو ربع جميع الوفيات المرتبطة بجسيمات PM2.5 بين المسجلين في برنامج "Medicare" قبل عام 2009.

ولكن بعد عام 2007، انخفضت الوفيات الزائدة "بشكلٍ كبير"، بحسب الدراسة، أي ما يقرب من 1،600 حالة في عام 2020.

ودرس الباحثون بيانات الانبعاثات من 480 محطة تعمل بالفحم في الولايات المتحدة، وبيانات جمعتها "Medicare" على مدى عقدين تقريبًا.

كما قاموا بنمذجة المكان الذي تحمل إليه الرياح ثاني أكسيد الكبريت المنبعث من هذه المصانع، ما قد يؤدي إلى تكوين أكاسيد كبريت أخرى تتفاعل مع مركبات أخرى في الغلاف الجوي، لتشكل تلوثًا جزيئيًا.

وأشارت مقالة افتتاحية نُشرت مع الدراسة إلى محدودية البحث، إذ لم يقس مادة PM2.5 بشكلٍ مباشر، ولم يشمل تأثير نوع آخر من التلوث، وهو أكسيد النيتروجين، والذي يتحد مع انبعاثات المركبات العضوية المتطايرة من مصادر أخرى لتكوين الأوزون، والذي يمكن أن يسبب مشاكل صحية أيضًا.

وشاركت أستاذة الإحصاء الحيوي في كلية "تي إتش تشان" للصحة العامة بجامعة "هارفارد"، الدكتورة فرانشيسكا دومينيتشي، في تأليف الدراسة.

وأشارت دومينيتشي إلى أنّ الدراسات السابقة، بما في ذلك دراستها، قللت من تقدير شدّة الضرر الذي يمكن أن يُحدِثه التلوث الناجم عن محطات الفحم لأنها استخدمت مقياسًا للجسيمات الدقيقة من أجهزة مراقبة جودة الهواء التابعة لوكالة حماية البيئة، والتي كانت جيدة ولكن محدودة.

وقالت دومينيتشي إنّ مراقبي وكالة حماية البيئة يقيسون الجسيمات الدقيقة من جميع المصادر، ويَصعب معرفة مقدار التلوث الناتج عن محطات الطاقة التي تعمل بالفحم وحدها، آملة أن تدفع الدراسة الجديدة صناع السياسات إلى تبني بدائل الطاقة النظيفة بسرعة.

وأكّدت دومينيتشي: "نحن بحاجة إلى الابتعاد عن تلوث الفحم. لا يوجد سبب حقيقي لوجوده"، مضيفة: "حقيقة أنّ تلوث الفحم أسوأ عندما يأتي الأمر لخلق الجسيمات الدقيقة مقارنةً بالمصادر الأخرى هو أمر ينبغي فهمه، واتخاذ الإجراءات بشأنه في جميع أنحاء العالم، وليس في الولايات المتحدة فقط".

ورُغم انخفاض مستوى استخدام الفحم في الولايات المتحدة الآن مقارنةً بالتسعينيات، إلا أنّه من المتوقع زيادة استخدامه على مستوى العالم.

وبعبارة أخرى، لا يزال من الممكن أن يشهد العالم عدداً كبيرًا من الوفيات الزائدة لأعوام عديدة.

وقالت مساعدة نائب الرئيس في جمعية الرئة الأمريكية، الدكتورة لورا كيت بِندر، والتي تقود حملة الهواء الصحي التابعة لها، إنّ الدراسة الجديدة تتماشى إلى حدٍ كبير مع الأبحاث الأخرى التي أظهرت مدى خطورة التلوث الناتج عن المحطات التي تعمل بالفحم.

وأفادت بِندر التي لم تشارك في البحث الجديد: "لا يضيف هذا فقط إلى الثقل الهائل للأدلة حول عبء PM2.5 على الوفيات الناجمة عن محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، بل آثار تنظيفه أيضًا".

أمريكاأبحاثالتلوّثالطاقةتلوّث الهواءدراساتنشر الاثنين، 27 نوفمبر / تشرين الثاني 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أبحاث الطاقة تلو ث الهواء دراسات تلوث ا

إقرأ أيضاً:

دراسة: أدوية شائعة الاستخدام قد تحارب الخرف

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثو معهد كارولينسكا في السويد، أن أدوية محددة شائعة الاستخدام قد تسهم في تقليل خطر الإصابة بالخرف لدى كبار السن.

وركزت الدراسة، على العلاقة بين أمراض القلب والأوعية الدموية والخرف؛ إذ يرتبط الاثنان بعدد من الطرق، حيث يمكن أن تزيد أمراض القلب من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنزيف الدماغي، ما يؤدي إلى تدهور الصحة العقلية، كما أن ارتفاع مستويات بروتين "بيتا أميلويد" في الدماغ، الذي يزيد في حالات أمراض القلب، يعد عاملا محفزا لمرض الزهايمر.

واعتمد الباحثون في الدراسة، على السجلات الوطنية السويدية التي ضمت 88 ألف شخص فوق سن الـ 70 مصابين بالخرف، وأكثر من 880 ألف شخص آخرين من الفئة العمرية نفسها كعينة مقارنة، وتم جمع بيانات الأدوية من سجل الأدوية الموصوفة السويدي.

ووجد الباحثون أن الاستخدام طويل الأمد للأدوية الخافضة للضغط وأدوية خفض الكوليسترول ومدرات البول والأدوية المميعة للدم، كان مرتبطا بتقليل خطر الإصابة بالخرف بنسبة تراوحت بين 4% و25%، ووجدوا أن التركيبات الدوائية كانت أكثر فعالية في الوقاية من الخرف مقارنة باستخدام الأدوية بشكل منفرد.

أخبار ذات صلة أطعمة تقلل من خطر الإصابة بالخرف والسكري.. تعرف عليها بعد موافقة وكالة الأدوية الأوروبية.. علاج ضد ألزهايمر يبصر النور

وقال موزو دينغ، الأستاذ المساعد في معهد كارولينسكا وأحد المعدين الرئيسيين للدراسة: "نلاحظ ارتباطا واضحا بين الاستخدام طويل الأمد (5 سنوات أو أكثر) لهذه الأدوية وانخفاض خطر الإصابة بالخرف في مرحلة لاحقة من الحياة".

وأوضح أن نتائج الدراسة تشير إلى أن العلاج المبكر وطويل الأمد يمكن أن يسهم بشكل فعال في الوقاية من الخرف، غير أن الدراسة أظهرت أيضا أن بعض الأدوية قد ترفع من خطر الإصابة به؛ إذ وجد الباحثون أن الأدوية المضادة للصفيحات، مثل الأسبرين وبعض الأدوية الأخرى التي تستخدم لمنع السكتات الدماغية، قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بهذا المرض.

ويفسر الباحثون ذلك بأن هذه الأدوية قد تزيد من خطر النزيف المجهري في الدماغ، ما يؤثر سلبا على الوظائف العقلية.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • طبيب يحدد علامات آلام البطن التي تتطلب المساعدة
  • دراسة تحذر من ممارسة شائعة تهدد صحة القلب
  • دراسة تكشف عن أدوية شائعة الاستخدام قد تحارب الخرف
  • دراسة: ارتفاع الوفيات المبكرة بالسرطان في 2025
  • دراسة: أدوية شائعة الاستخدام قد تحارب الخرف
  • الخطيب: إعداد دراسة شاملة لقطاع السيارات قريبا
  • العراق يؤكد انخفاض اطلاقات الغاز الايرانية.. ماذا عن تركمانستان؟
  • أعشاب طبيعية تنظف الرئة وتحميك من أمراضها
  • دراسة: الجسم يمتص الفيتامينات من الهواء
  • الحكومة في مدينة دلهي تعلن أن 50٪ من موظفيها سيعملون من المنزل بعد وصول درجات التلوث فئة “شديدة”