دراسة: تلوث الهواء الناتج عن المحطات التي تعمل بالفحم أكثر فتكًا مما كان يُعتقد
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لا يوجد نوع تلوث مفيد لصحة أي شخص، لكن وجدت دراسة جديدة أنّ العلماء ربما قللوا بشكلٍ كبير من مدى خطورة التلوث الناجم عن المحطات التي تعمل بالفحم.
ووجدت الدراسة التي نُشرت الخميس في مجلة "Science" أنّ التعرض لتلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة الناتجة عن المحطات التي تعمل بالفحم يرتبط بخطر وفاة أكبر بمقدار 2.
وعرّفت وكالة حماية البيئة الأمريكية التلوث الجزيئي بكونه مزيجًا من القطرات الصلبة والسائلة التي تطفو في الهواء.
ويمكنه أن يأتي على شكل تراب، أو غبار، أو سخام، أو دخان، وتولدها محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم، والغاز الطبيعي، إضافةً للسيارات، والنشاطات الزراعية، والطرق غير المعبدة، ومواقع البناء، وحرائق الغابات.
وتُعد مواد PM2.5، وهي من أصغر أشكال التلوث الجزيئي، صغيرة جدًا (يبلغ عرضها 1/20 من عرض شعرة بشرية) بحيث يمكنها تجاوز دفاعات الجسم المعتادة. وبدلاً من إخراجها عند الزفير، يمكنها أن تلتصق برئتيك، أو تنتقل إلى مجرى الدم.
وتُسبب تلك الجسيمات التهيج، والالتهاب، وقد تؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي، وأمراض الكلى المزمنة.
ويمكن للتعرض لها التسبب بالسرطان، أو السكتة الدماغية، أو الأزمة القلبية، ويمكنها أن تؤدي إلى تفاقم الربو، كما أنّها ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.
وأظهرت الدراسة الجديدة أنّه بين عامي 1999 و2020، كانت 460 ألف حالة وفاة تُعزى إلى محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم بين الأشخاص الذين حصلوا على تغطية صحية من خلال "Medicare".
ومع زيادة صرامة القواعد على مرّ الأعوام، لاحظ الباحثون انخفاض الوفيات الناجمة عن هذا النوع من التلوث بشكلٍ كبير بحلول عام 2020.
ومثلت الوفيات المرتبطة بالتلوث بجزيئات الفحم نحو ربع جميع الوفيات المرتبطة بجسيمات PM2.5 بين المسجلين في برنامج "Medicare" قبل عام 2009.
ولكن بعد عام 2007، انخفضت الوفيات الزائدة "بشكلٍ كبير"، بحسب الدراسة، أي ما يقرب من 1،600 حالة في عام 2020.
ودرس الباحثون بيانات الانبعاثات من 480 محطة تعمل بالفحم في الولايات المتحدة، وبيانات جمعتها "Medicare" على مدى عقدين تقريبًا.
كما قاموا بنمذجة المكان الذي تحمل إليه الرياح ثاني أكسيد الكبريت المنبعث من هذه المصانع، ما قد يؤدي إلى تكوين أكاسيد كبريت أخرى تتفاعل مع مركبات أخرى في الغلاف الجوي، لتشكل تلوثًا جزيئيًا.
وأشارت مقالة افتتاحية نُشرت مع الدراسة إلى محدودية البحث، إذ لم يقس مادة PM2.5 بشكلٍ مباشر، ولم يشمل تأثير نوع آخر من التلوث، وهو أكسيد النيتروجين، والذي يتحد مع انبعاثات المركبات العضوية المتطايرة من مصادر أخرى لتكوين الأوزون، والذي يمكن أن يسبب مشاكل صحية أيضًا.
وشاركت أستاذة الإحصاء الحيوي في كلية "تي إتش تشان" للصحة العامة بجامعة "هارفارد"، الدكتورة فرانشيسكا دومينيتشي، في تأليف الدراسة.
وأشارت دومينيتشي إلى أنّ الدراسات السابقة، بما في ذلك دراستها، قللت من تقدير شدّة الضرر الذي يمكن أن يُحدِثه التلوث الناجم عن محطات الفحم لأنها استخدمت مقياسًا للجسيمات الدقيقة من أجهزة مراقبة جودة الهواء التابعة لوكالة حماية البيئة، والتي كانت جيدة ولكن محدودة.
وقالت دومينيتشي إنّ مراقبي وكالة حماية البيئة يقيسون الجسيمات الدقيقة من جميع المصادر، ويَصعب معرفة مقدار التلوث الناتج عن محطات الطاقة التي تعمل بالفحم وحدها، آملة أن تدفع الدراسة الجديدة صناع السياسات إلى تبني بدائل الطاقة النظيفة بسرعة.
وأكّدت دومينيتشي: "نحن بحاجة إلى الابتعاد عن تلوث الفحم. لا يوجد سبب حقيقي لوجوده"، مضيفة: "حقيقة أنّ تلوث الفحم أسوأ عندما يأتي الأمر لخلق الجسيمات الدقيقة مقارنةً بالمصادر الأخرى هو أمر ينبغي فهمه، واتخاذ الإجراءات بشأنه في جميع أنحاء العالم، وليس في الولايات المتحدة فقط".
ورُغم انخفاض مستوى استخدام الفحم في الولايات المتحدة الآن مقارنةً بالتسعينيات، إلا أنّه من المتوقع زيادة استخدامه على مستوى العالم.
وبعبارة أخرى، لا يزال من الممكن أن يشهد العالم عدداً كبيرًا من الوفيات الزائدة لأعوام عديدة.
وقالت مساعدة نائب الرئيس في جمعية الرئة الأمريكية، الدكتورة لورا كيت بِندر، والتي تقود حملة الهواء الصحي التابعة لها، إنّ الدراسة الجديدة تتماشى إلى حدٍ كبير مع الأبحاث الأخرى التي أظهرت مدى خطورة التلوث الناتج عن المحطات التي تعمل بالفحم.
وأفادت بِندر التي لم تشارك في البحث الجديد: "لا يضيف هذا فقط إلى الثقل الهائل للأدلة حول عبء PM2.5 على الوفيات الناجمة عن محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، بل آثار تنظيفه أيضًا".
أمريكاأبحاثالتلوّثالطاقةتلوّث الهواءدراساتنشر الاثنين، 27 نوفمبر / تشرين الثاني 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أبحاث الطاقة تلو ث الهواء دراسات تلوث ا
إقرأ أيضاً:
دراسة: الإفراط في شرب الكحول يرتبط بأثر طويل الأمد على الدماغ
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يرتبط الإفراط في شرب الكحول بزيادة خطر الإصابة بنوع من مشاكل الدماغ المتّصلة بالذاكرة والتفكير، بحسب ما توصلت إليه دراسة جديدة، حدّد فيها الباحثون "الإفراط في الشرب" بتناول ثمانية مشروبات كحولية، وما فوق أسبوعيًا.
نُشرت هذه الدراسة في مجلة Neurology، في وقت تتزايد فيه جهود الأطباء والمدافعين عن الصحة العامة للتوعية حول اضطراب تعاطي الكحول، والمشاكل المرتبطة باستهلاكه بشكل مفرط.
تجيب على هذه الأسئلة الدكتورة ليانا وين، الخبيرة الطبية لدى CNN. ووين طبيبة طوارئ، وأستاذة السياسة الصحية والإدارة بكلية معهد ميلكن للصحة العامة في جامعة جورج واشنطن. وشغلت سابقًا منصب مفوضة الصحة في مدينة بالتيمور الأمريكية.
CNN: ما الذي كشفته هذه الدراسة عن الكحول وأضراره المحتملة على الدماغ؟الدكتورة لينا وين: حلّلت الدراسة أكثر من 1700 شخص بعد الوفاة، وكان متوسط أعمارهم 75 عامًا عند وفاتهم. فحص العلماء أنسجة أدمغتهم للبحث عن علامات إصابة في الدماغ، ضمنًا حالة تُسمى التصلب الشرياني الهياليني، المرتبطة بمشاكل في الذاكرة والإدراك، وتشابكات تاو المتصلة بمرض الزهايمر.
استفسر الباحثون من أفراد العائلة عن استهلاك الأشخاص المتوفين الذين شملتهم الدراسة للكحول. وتمّ تقسيم المشاركين إلى أربع مجموعات:
أشخاص لم يشربوا أبدًا؛ شربوا سبعة مشروبات كحولية وما دون أسبوعيًا؛ شربوا ثمانية مشروبات كحولية وما فوق أسبوعيًا (عُرّف عنهم بأنّهم يُدمنون الكحول)؛ مدمنون سابقون توقفوا عن الشرب.كان احتمال إصابة المدمنين على الكحول بالتصلّب الشرياني الهياليني أعلى بنسبة 133%، مقارنةً بمن لا يشربون الكحول، وذلك بعد أخذ العوامل الأخرى التي قد تؤثر على صحة الدماغ بالاعتبار مثل التدخين.
كما عانى المدمنون السابقون على الكحول من احتمال أعلى بنسبة 89% للإصابة بهذه الحالة، وكان لدى الأشخاص الذين يشربون الكحول باعتدال احتمال أعلى بنسبة 60%.