عربي21:
2024-12-23@19:57:31 GMT

مدينة رفح ضاربة في التاريخ وتئن من القصف والنازحين

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

مدينة رفح ضاربة في التاريخ وتئن من القصف والنازحين

تعد مدينة رفح من المدن التاريخية القديمة فقد أُنشئت قبل خمس آلاف سنة وغزتها معظم الحضارات القديمة مثل الفراعنة والأشوريون والإغريق والرومان.

وهي مدينة فلسطينية حدودية، وتقع في أقصى جنوب قطاع غزة، وتبعد عن القدس حوالي 107 كم إلى الجنوب الغربي.

تعتبر المدينة أكبر مدن القطاع على الحدود المصرية، حيث تبلغ مساحتها 55 كم2، ويقسم سكان رفح إلى قسمين القسم الأول هم سكان رفح الأصليين، والثاني هم لاجئين الذين هاجروا أثر نكبة فلسطين عام 1948.



السكان

يعود معظم سكان رفح في أصولهم إلى مدينة خانيونس وإلى بدو صحراء النقب وصحراء سيناء، ثم أضيف إليهم اللاجئون الفلسطينيون الذين قدموا لرفح بعد النكبة في عام 1948م، وترجع أصولهم إلى مختلف قرى ومدن فلسطين المحتلة خاصة التي كانت تابعة لقضاء غزة.

وبلغ عدد سكانها في عام 1922 نحو 599 نسمة، وارتفع إلى 2220 عام 1945، وفي عام 1982 كان إجمالي عدد السكان حوالي 10,800 نسمة.


                                            مشهد للأراضي الرزاعية في مدينة رفح.

وحسب تعداد السكان عام 1997 للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بلغ تعداد سكان رفح ومخيم رفح حوالي 91,181 نسمة ، وتم إدراج مخيم تل السلطان مع عدد سكان 17,141 نسمة ليشكل اللاجئون 80.3٪ من مجموع السكان.

وفي تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2006، كان عدد سكان رفح 71 ألف نسمة، وحسب إحصاء عام 2022، بلغ تعداد سكانها نحو 300 ألف نسمة.

المساحة والمناخ

تبلغ مساحة قطاع غزة 365 كم2، وتعتبر من أكثر مناطق العالم اكتظاظا بالسكان.

ويتأثر مناخ رفح بقربها من البحر، وهو مناخ حار وجاف صيفا ومعتدل الأمطار شتاء، وبالرغم من أن رفح تطل على البحر الأبيض المتوسط، إلا أن مناخها يعتبر شبه صحراوي، إذ تصل درجات الحرارة صيفا في أحيائها إلى 38 درجة مئوية، في حين تنخفض درجات الحرارة في فصل الشتاء إلى نحو 10 درجات مئوية.

واشتهرت مدينة رفح بالزراعة فهو المصدر الغذائي للمدينة، وتصل مساحة الأراضي الزراعية في المدينة حوالي 30% من مجموع أراضي المدينة، وتشتهر بزراعة الزيتون وبزراعة وتصدير الورد، إضافة إلى التوت البري والبطاطا والبندورة والخيار والحمضيات.

وتعتمد المدينة على المياه الجوفية فهي المصدر الوحيد لري والشرب، وتقدر المساحة المزروعة في رفح حوالي 7500 دونم، وتطورت الزراعة فيها وأخذت تستخدم الوسائل الحديثة والطرق العلمية في الزراعة، وازدهرت الحركة التجارية في رفح نتيجة لتدفق رؤوس الأموال من أبنائها العاملين في الخارج، وتقتصر الصناعة على الصناعات البسيطة كصناعة الألبان والألبسة والحلوى بالإضافة إلى العديد من الورش الصغيرة.

تاريخ قديم

عرفت المدينة بأسماء عدة، عرفها الفراعنة باسم "روبيهوي"، وأطلق عليها الآشوريون اسم "رفيحو"، وأطلق عليها الرومان واليونان اسم "رافيا"، وأطلق عليها العرب اسم رفح.

تعدد أسمائها والدول والإمبراطوريات التي حكمتها يؤكد أن رفح مدينة قديمة جذورها ضاربة في القدم، وحملت الكثير من الأسماء على مر العصور وشهدت الكثير من المواقع الحربية الشهيرة.

وقد مرت رفح بأحداث تاريخية هامة منذ العصور القديمة وذلك لتميز موقعها الذي يعتبر البوابة الفاصلة بين مصر والشام. وفي عهد الآشوريين حدثت معركة عظيمة بين الآشوريون والفراعنة الذين تحالفوا مع ملك غزة، وقد آل النصر في هذه المعركة للآشوريين. وفي عام 217 قبل الميلاد حدثت معركة في رفح بين البطالمة حكام مصر والسلوقيين حكام الشام وبذلك خضعت رفح وسوريا لحكم البطالمة مدة 17 عاما إلى أن عاد السلوقيون واسترجعوها.

أما في العهد المسيحي اعتبرت رفح مركزا لأسقفية إلى أن فتحها المسلمون على يد عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

إلا انه في القرن السابع للهجرة لم يعد لرفح عمران فأصبحت خرابا ثم عادت للازدهار بعد ذلك.

وقد مر بها نابليون عام 1799 في حملته الفرنسية على بلاد الشام، كما زارها كل من الخديوي إسماعيل والخديوي عباس حلمي الثاني الذي رسم الحدود بين سوريا ومصر من خلال عمودي غرانيت وضعوا تحت شجرة السدرة القديمة.

وفي عام 1906 حدث خلاف بين العثمانيين والبريطانيين حول ترسيم الحدود بين مصر والشام. وفي عام 1917 خضعت رفح للحكم البريطاني الذي فرض الانتداب على فلسطين.

وفي عام 1948 دخل الجيش المصري رفح وبقيت تحت الإدارة المصرية إلى أن احتلها الإسرائيليون في عام 1956 ثم عادت للإدارة المصرية عام 1957 حتى عام 1967 حيث احتلت من جديد. وبعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد استعادت مصر سيناء وضعت أسلاك شائكة لتفصل "رفح سيناء" عن رفح الأم. وتقدر مساحة ما ضم إلى الجانب المصري حوالي 4000 دونم وبقى من مساحة أراضيها 55000 دونم اقتطع منها حوالي 3500 دونم للمستوطنات.

النقل والمعابر

يقع في رفح عدة معابر وبوابات منها:

ـ معبر رفح البري ويقع في المنطقة الجنوبية أخر الطريق الفاصل ما بين مدينة رفح وشوكة الصوفي وهوا معبر دولي ومنفذ قطاع غزة على جمهورية مصر العربية.

ـ مطار رفح الدولي وقد تم بنائه في عهد السلطة الوطنية وتم إيقاف العمل به بعد انتفاضة الأقصى وتم تدميره من قبل قوات الاحتلال في عام 2006 ويقع على أراضي بلدية شوكة الصوفي شرق محافظة رفح.

ـ بوابة صلاح الدين الأيوبي وتقع في نهاية شارع صلاح الدين جنوب رفح ويحدها من الغرب بلوك ومن الشرق حي القشوط.

ـ معبر كرم أبو سالم أو "كيرم شالوم" وهوا معبر جديد يقع أقصى شرق جنوب قطاع غزة ورفح وتم افتتاحه ليكون بديل عن معبر المنطار بغزة ويقع على أراضي بلدية شوكة الصوفي وهوا منفذ بين غزة ودولة الاحتلال.

ـ معبر صوفا يقع أقصى شمال شرق رفح وهوا صغير مقارنا بمعبر كرم أبوا سالم ويستخدم لإدخال الأعلاف والفاكهة من الجانب الإسرائيلي.

ـ المحررات ما كانت تسمى سابقا بمجمع "غوش قطيف" وهي أراضي شاسعة وخلابة الجمال تقع في غرب محافظة رفح.

ـ الشاطئ وهو شاطئ البحر الأبيض المتوسط ويقع أقصى غرب محافظة رفح ويعرف بجماله مقارنة بشواطئ القطاع ونظافة مياهه ويبلغ طولهما يقارب 6 كيلوا متر.

واقع مأساوي

وتعصف أزمات عدة بأكثر من 600 ألف نسمة في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، من بينهم 300 ألف نازح لجؤوا إلى المدينة من شمال القطاع، بعدما اكتظت جميع المدارس الحكومية، وتلك التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بالنازحين، إضافة إلى منازل الأقارب والأصدقاء، ومقار الأندية الرياضية والاجتماعية.

وتعتبر رفح إحدى المدن التي حددها جيش الاحتلال في إنذاراته المتكررة لسكان مدينة غزة وشمال القطاع، بالتوجه إليها جنوبا، وهي مدينة غير مؤهلة من حيث المرافق الخدمية والبنى التحتية لاستقبال مئات آلاف النازحين الذين يعيشون واقعا إنسانيا مترديا.


                                                        مشهد جانبي لمدينة رفح.

رغم أنه من المفترض أن تكون مدينة رفح من "الأماكن الآمنة" للمدنيين في قطاع غزة، خاصة بعد أن دعا الجيش الإسرائيلي السكان في المناطق الشمالية، البالغ عددهم نحو 1.1 مليون نسمة، إلى النزوح جنوبا، فإنها تتعرض لقصف متواصل.

وقد فاقمت الحرب الوحشية الدموية والمدمرة ضد قطاع غزة، من الواقع المأساوي للمدينة، والذي تعاني منه بالأساس من أزمات كثيرة، ناجمة عن سنوات الحصار الطويلة.

وبفعل حركة النزوح الكبيرة من مدينة غزة ومدن شمال القطاع، هربا من القتل والتدمير بعد تهديدات الاحتلال لسكان تلك المدن، لجأ إلى مدينة رفح أكثر من 300 ألف نازح.

هذا النزوح الكبير للآلاف وبينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال، شكل ضغطا على المرافق الخدمية والبنية التحتية، غير المؤهلة، التي تعاني أساسا من انعدام التطوير والتأهيل لسنوات طويلة.

المصادر:

ـ رائد موسى، "رئيس بلدية رفح: نتعرض لكارثة إنسانية وهذه احتياجاتنا"، الجزيرة نت، 20/11/2023.
ـ المدن الفلسطينية في حدود الأراضي المحتلة عام 1967، مركز المعلومات الوطني الفلسطيني (وفا).
ـ "كان يفترض أن تكون ملاذنا الآمن.. القصف يطارد نازحي غزة في رفح"، موقع قناة الحرة، 23/10/2023.
ـ مدينة رفح، منظمة التحرير الفلسطينية، دائرة شؤون المغتربين.
ـ رفح المصرية تختفي بعدما انفصلت عن توأمتها الفلسطينية، القدس العربي، 13/1/2015.
ـ مدينة رفع، فلسطين أونلاين، 5/10/2022.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير رفح التاريخية فلسطينية فلسطين تاريخ رفح هوية تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مدینة رفح قطاع غزة سکان رفح وفی عام فی عام فی رفح

إقرأ أيضاً:

العدو الصهيوني يصدر أوامر اخلاء لمناطق جديدة شرق مدينة غزة

 

الثورة نت/..

أصدر “جيش” العدو الصهيوني، مساء اليوم الاثنين، أوامر اخلاء لمناطق جديدة في مدينة غزة.

وبحسب المتحدث باسم “جيش” العدو، فإن “الجيش” ينذر سكان قطاع غزة المتواجدين في بلوكات 889, 890, 891, 737, 734, 888 وهي بلوك مصنفة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، زاعما أن أوامر الاخلاء لهذه البلوكات جاءت عقب رصد اطلاق صواريخ منها تجاه مستوطنات غلاف غزة.

وأشار إلى أن هذه المنطقة تم تحذيرها عدة مرات في الماضي، مضيفا ” من أجل أمنكم، عليكم اخلائها فوراً”.

وبين الحين والأخر، يواصل “جيش” العدو الصهيوني وفق سياسية متواصلة بدأت من إعلانه الحرب على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي 2023، مطالبته بإخلاء مناطق سكنية في محافظات قطاع غزة تحت حجج واهية، محاولا بذلك تهجير السكان من مناطق سكناهم وتوجهم إلى مناطق جنوب القطاع والذي يدعى انها مناطق أمنة، في حين يؤكد الواقع أن كافة مناطق القطاع ليست أمنة وتتعرض للقصف على مدار الساعة.

وتواصل قوات العدو الصهيوني عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 45,317 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 107,713 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يصدر أوامر اخلاء لمناطق جديدة شرق مدينة غزة
  • إعلام فلسطيني:11 شهيدا بمجزرة للاحتلال في منطقة مواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة
  • مباشر. استمرار القصف على قطاع غزة المحاصر واعتقالات في الخليل وبؤر استيطانية جديدة في المنطقة (ب) بالضفة
  • النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة| فيديو
  • فيديو: النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بغزة
  • 45259 قتيلاً..ارتفاع ضحايا القصف الإسرائيلي لقطاع غزة
  • قرابة غير متوقعة.. ما الذي يجمع نسمة محجوب وساندي بـ ممدوح عبدالعليم؟
  • بعد طرحه داخل مصر.. نسمة محجوب تروج لـ فيلم «الأسد الملك»
  • طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف مواطنين بمخيم الشاطئ غرب غزة (شاهد)
  • فلسطين.. إصابات في قصف طائرات الاحتلال منزلًا وسط مدينة غزة