سودانايل:
2025-03-14@18:45:26 GMT

عار تدمير السودان على عنق فلولي هزيل !!

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

أحد أبناء بلادنا الأذكياء وجد صورة و"تسجيل لايف" لقائد انقلاب (من الرعاع الذين تسللوا إلى المؤسسات العسكرية)...فكتب تحتها على معكوس نهج الشاعر (حسان ابن ثابت) ولكن على قافيته (فأفسد منك لم ترَ قط عيني/ وأكذب منك لم تلد النساء)..!
هذا يصدق على كل الفلول إلا من رحم ربك..؟!
ذكرني هذا بأبيات للراحل العزيز "حميد" صادق اللسان والضمير: (منك براء الديش .

. إيمانو والإخلاص/ يا كرشك القدر ايش..واكبر فراغ في الراس/ ماك جايي منقذ ايش..داعي الهلاك للناس/ وليش جايي أصلاً ليش؟.. يا جايي من غير ساس/ يوم ما لبست البوت.. في هيصة الأعراس/ طيب حتقدر كيف.. تلمس قضايا الناس ؟! / فاكر الحكم طرطيش..والسلطة قوة راس؟ / كتيل رقاب في دغيش..حميس جهالة حماس ؟ / دم اخويا مو معليش.. وانا ماني نايم حاس/ وين تمشي وين شقيش؟.. وكل البلد حُرّاس/ ديل نحنا مانا قريش...وماك ود اخو العباس)..!
استرجعت أداء القسم للبرهان واسترجعت معه ما جرى من هذا الرجل منذ أن جاء في معية الإنقاذ (قطع الله دابرها) وحتى انقلابه وحربه الملعونة..واستمعت وشاهدت (صورة وصوت) تسجيل قسمه أمام قاضي (له نظارات وقلنسوة) والبرهان يضع يده على الكتاب المقدس والقاضي أمامه مباشرة..وردد البرهان (اقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً وصادقاً في ولائي لجمهورية السودان، وأن أؤدي واجباتي ومسؤولياتي بجد وأمانه وشفافية من اجل تقدم ورفاهية الشعب السوداني، وان التزم بالوثيقة الدستورية واحميها وأحافظ عليها، وان أراعي قوانين جمهورية السودان، وأن أدافع عن سيادة البلاد ووحدتها، وأن أعمل على توطيد دعائم نظلم الحكم الديمقراطي، وأن أصون كرامة شعب السودان وعزته..والله على ما أقول شهيد)..!!
ثم تقدّم القاضي وشد على يد البرهان في تحية قوية و(هز يديه مرتين) بصورة غير متحفظة..لا تليق بحياد ورزانة ورصانة القاضي.. !
انأ اسأل فقط من باب القانون والإجراءات..ماذا يحدث عندما يحنث من تم تنصيبه رئيساً لمجلس سيادي أو عسكري (أو أي مصيبة زمان)..؟!! وما هو دور القاضي الذي تم تأدية القسم بحضوره في متابع الوفاء بالقسم أو الحنث به..؟! وما دور المؤسسة القضائية التي بعثت بممثلها لحضور هذا القسم والشهادة عليه..؟! وأين القضاء الدستوري من هذا..؟! وما هي الخطوات الواجب إتباعها عند الحنث بالقسم ..؟!
هل هو الصمت.. ؟! وهل كانت مشاركة أداء القاضي في مراسيم أداء القسم تكملة للزينة والديكور مثل (تمومة السوميتة للجرتق)..؟! إذاً ما جدوىى القسم أمام القاضي؟..وما جدوى حضوره؟ وما جدوى إحضار المصحف..؟ لقد قال البرهان أمام القاضي في أول القسم: (أقسم بالله العظيم) ثم قال في خاتمته: (والله على ما أقول شهيد)..!! فماذا فعل البرهان بما اقسم عليه..؟ ما رأي (واعظ البسفور) عبدالحي يوسف..؟!
هل حافظ البرهان على الوثيقة الدستورية؟ هل قام بحماية سيادة البلاد؟ هل التزم بما اقسم عليه من العمل بجدية ونزاهة وشفافية؟ هل وطد دعائم النظام الديمقراطي؟ هل عمل على وحدة البلاد؟ هل صان كرامة الشعب السوداني وعزته؟ هل حافظ على العمل بموجب القوانين السودانية..؟!
يا ليته وقف فقط عند حد عدم الالتزام.. لكن هذا الشقي قام بالانقلاب على كل شرعية وقانون.. ثم أشعل حرباً لعينة يداً بيد مليشيات مجرمة ودمر البلاد والمرافق والبنى التحتية وعطّل القانون وأشاع القتل والاغتصاب وهدم البيوت على ساكنيها ونشر عصابات النهب على طول البلاد وعرضها وشرد منها الملايين..إلخ ..!
الرجل أهون من أن يكون موضوعاً لحديث أم ملامة..ولكن الخطورة كما قال الأستاذ "بشرى احمد علي" ليست في (مجانين الشوارع) أو أصحاب اللوثة العقلية في الجامعة أو في الحي فمعظمهم مسالمون..! ثم إن ضررهم محدود..ولكن (مجنون المؤسسة) هو الأخطر لأنه يجر خلفه المؤسسة بكاملها..فتحدث الكوارث العظمى والانهيارات الكبرى والفواجع التي لا أول لها ولا آخر ..! وقد جر البرهان الجيش معه إلى هذه المحارق والمصيبة الأكبر أن البرهان لم يكن (مجنون مؤسسة) مثل هتلر وموسليني ونيرون ونابليون..لأنه لم يكن أميناً لمؤسسته..إنما ظل يأتمر من خارجها..فأنظر إلى هذا (العار المركّب) الذي يحمله هذا الرجل على كتفيه..! الله لا كسّبكم..!

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

حرب اللصوص – الوجه الحقيقي للصراع في السودان

عندما اندلعت هذه الحرب في بداياتها، بدا الأمر وكأنه صراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، ثم سرعان ما تكشفت حقيقتها لتصبح حربًا بين جنرالين لا يمتلكان أي حس بالمسؤولية الوطنية، يسعيان بكل ما أوتيا من قوة للاستئثار بالسلطة. ومع مرور الوقت، أدرك الناس أن هذه الحرب ليست سوى محاولة من المؤتمر الوطني وأجهزته العسكرية والأمنية لاستعادة الحكم الذي أسقطته ثورة الشعب.
كل ذلك صحيح بلا شك، لكنه ليس سوى جزء من المشهد. فمع توالي الأحداث، اتضح أن هذه الحرب لم تكن سوى غطاء لعمليات نهب منظم لموارد وثروات البلاد من ذهب، ومعادن اخرى، حيث شاركت جميع الأطراف المسلحة—الجيش والدعم السريع على حد سواء—في عمليات السلب والنهب، مستهدفين البنوك والمنازل والأسواق، وباطن الارض، دون أدنى اعتبار لحقوق المواطنين أو ممتلكاتهم. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل كشفت التقارير الأخيرة عن تورط عناصر من الجيش في مواصلة عمليات النهب التي بدأتها قوات الدعم السريع، في ما أصبح يُعرف بـ”الشفشفة”، وهو مصطلح محلي يعبّر عن نهب ممتلكات النازحين بعد مغادرتهم قسرًا.
ولم تتوقف هذه الجرائم عند نهب الممتلكات الفردية، بل امتدت لتشمل عمليات تهريب للثروات الوطنية، مثل تصدير النحاس المستخرج بطريقة غير قانونية، في وقت يعاني فيه المواطنون من الجوع والفقر والتشريد. أصبح من الواضح أن هذه الحرب ليست سوى حرب لصوص، حيث تتنافس القوى المسلحة المختلفة على استغلال البلاد لصالحها، دون اعتبار لمصير الشعب أو مستقبل السودان.
لقد بات واضحًا أن الإطاحة بالمرحلة الانتقالية لم تكن سوى “كلمة سر” لفتح الأبواب أمام نهب منظم من قبل القادة العسكريين، وهو ما تؤكده المعلومات المتداولة حول تضخم ثرواتهم بطريقة يعجز العقل عن استيعابها. هذه الاستباحة للممتلكات العامة والخاصة، وهذا الاحتقار التام للحقوق العامة، ليسا سوى امتداد لثقافة الفساد التي عمّقها عقلية الإخوان المسلمين خلال سنوات حكمهم، حيث زرعوا فكرة أن الفساد ليس مجرد انحراف، بل ممارسة مشروعة بل ومطلوبة لتحقيق المصالح. وهكذا، أصبحت السرقة سلوكًا راسخًا، لا يقتصر على الأفراد بل يمتد إلى مؤسسات كاملة، تشمل الجيش، الدعم السريع، الحركات المسلحة المتحالفة، وحتى الكتائب الأمنية المختلفة. لقد فهم الناس ان الفضائح اخرجتها لجنة التفكيك كانت اجراءات مؤلمة وشديدة الصدمة للمدانين وان الحرب لم تعد سوى الوسيلة والاداة لرفض حكم القانون والافلات من العقاب والمحاسبة. الحرب والفساد دائرة جهنمية لا تنتهي، وان هذه الفوضى لا تقتصر على تدمير الاقتصاد ونهب الثروات، بل إنها تخلق واقعًا اجتماعيًا جديدًا تُطبع فيه اللصوصية كجزء من الحياة اليومية. كل يوم تستمر فيه الحرب، يتغلغل الفساد أكثر، ويصبح أكثر قبولًا كجزء من النسيج الاجتماعي، حتى يصل إلى مرحلة يستحيل فيها اقتلاعه دون ثمن باهظ.
من الواضح بات، ان النتائج ستكون كارثية، ليس فقط على الأوضاع الاقتصادية الحالية، ولكن على مستقبل البلاد والأجيال القادمة، التي ستجد نفسها مضطرة لدفع ثمن هذا الفساد المنهجي على “دائرة المليم”، كما يُقال. لقد أُبتلي السودان بحكام عسكريين، بتحالفات مدنية، لم يروا في الدولة سوى غنيمة، ولم يروا في الشعب سوى عقبة في طريقهم للثراء.
في ظل هذا الواقع المظلم، لا يمكن الخروج من هذه الدوامة إلا عبر وعي شعبي متزايد بحقيقة الصراع، ورفض تام لاستمرار سيطرة هذه القوى الفاسدة على مصير البلاد. لا بد من إعادة بناء السودان على أسس جديدة، يكون فيها القانون هو الحاكم وليس السلاح، وتكون فيها العدالة هي الميزان، وليس المصالح الشخصية لمن هم في السلطة.
إنها السرقة بأوامر عليا. انها السرقة التي كلف تنفيذ خطتها فض انعقاد الاجتماع المدني السوداني وتدمير الدولة والعبث بالحقائق والتاريخ. انها حرب اللصوص، لكن الشعب، وحده قادر على إنهائها، طال الوقت، ام قصر.

wagdik@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • ستة قتلى في قصف قوات الدعم السريع لمدينة استراتيجية  
  • البرهان: نجدد العزم على تحرير البلاد من المرتزقة والعملاء والقضاء على مليشيا الدعم السريع
  • قتلى بينهم أطفال في هجمات بالسودان والبرهان يتوعد الدعم السريع
  • البرهان: الجيش السوداني عازم على تحرير البلاد والقضاء على الدعم السريع  
  • البرهان : نجدد العزم على تحرير السودان والقضاء على مليشيا آل دقلو الإرهابية
  • دعاة الحرب والقتلة- سخرية الأقدار في زمن الخراب السوداني
  • حرب اللصوص- الوجه الحقيقي للصراع في السودان
  • على طريق الانعتاق من الهيمنة المصرية «9 – 20»
  • على طريق الانعتاق من الهيمنة المصرية (9 – 20)
  • حرب اللصوص – الوجه الحقيقي للصراع في السودان