735 ألف وحدة مغطاة بشبكة الألياف البصرية في محافظات سلطنة عمان
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
العُمانية: تتولى الشركة العُمانية للنطاق العريض تقديم خدمات نوعية تتمثل في الدعم والمساندة لمُزوّدي خدمات الاتصالات الرئيسين في سلطنة عُمان، إلى جانب العمل على تشغيل أكبر شبكة ألياف بصرية في سلطنة عُمان.
وأكد المهندس سلطان بن أحمد الوهيبي الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية للنطاق العريض على أن الشركة مُلتزمة بمواصلة توسيع وتحسين البنية الأساسية للشبكة؛ ما يُتيح للسكان إمكانية الوصول إلى اتصال إنترنت واسع النطاق عالي السرعة.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية للنطاق العريض إن إجمالي عدد الوحدات المُغطاة بشبكة الألياف البصرية للشركة العُمانية للنطاق العريض بلغ 735 ألف وحدة في مختلف محافظات سلطنة عُمان حتى نهاية شهر سبتمبر 2023، مُوزَّعة بنحو 387 ألفًا و528 وحدة في محافظة مسقط، و322 ألفًا و995 وحدة خارج محافظة مسقط.
وأشار إلى أن إجمالي عدد المشتركين حتى نهاية سبتمبر 2023 يصل إلى 255 ألفًا و886 مشتركًا، متوقعًا أن تغطي الشركة العُمانية للنطاق العريض خلال السنوات الثلاث المقبلة أكثر من 99 بالمائة في مسقط ونحو 50 بالمائة خارج المحافظة من إجمالي الوحدات في سلطنة عُمان.
ووضح أن استثمارات الشركة العُمانية للنطاق العريض والأصول المنقولة بلغت أكثر من 276 مليون ريال عُماني منذ إنشائها في عام 2014، مؤكدًا على أن الشركة نجحت في تحقيق العديد من النتائج الإيجابية؛ أبرزها الاعتماد الكلي على التمويل الخارجي في تنفيذ مشروعاتها بدلًا من الدعم الحكومي، وتشييد بنية أساسية يستخدمها جميع مشغلي الاتصالات المرخصين في سلطنة عُمان.
وأضاف أن الشركة تعمل على تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال إسناد عدد من الأعمال في مشروعاتها بشكل مباشر أو غير مباشر لرواد الأعمال من أصحاب التخصصات في مجالات الشركة، وقد بلغت قيمة المشروعات المباشرة التي أسندت لهذه المؤسسات أكثر من 43 مليون ريال عُماني.
وبيّن الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية للنطاق العريض أن الشركة نفذت عددًا من المُبادرات الأخرى التي حرصت من خلالها على دعم الشباب العُماني وتمكينهم عبر تنفيذ حزمة من البرامج، وعلى رأسها برنامج "تمكين" للباحثين عن عمل والخريجين الجدد و"مسار" للموظفين بالشركة، موضحًا أن نسبة التعمين في الشركة بلغت 99 بالمائة أي ما يعادل أكثر من 200 موظف عُماني في مختلف التخصصات.
وقال إن مساهمة الشركة في فرص التدريب والتأهيل بلغت 760 فرصة تدريبية، منها الفرص التي قدمها برنامج "تمكين" للخريجين الجدد والباحثين عن عمل، وتواصل إشراك الموظفين في برنامج "مسار" المُتخصص في التطوير القيادي.
وحول الاكتتاب العام في أسهم الشركة العُمانية للنطاق العريض، أكد المهندس سلطان بن أحمد الوهيبي على أن الشركة شهدت في خطوة أولى قبل تهيئتها للطرح العام والاكتتاب في السنوات المقبلة، استحواذ الصندوق العُماني لاستثمارات البنية الأساسية "ركيزة" على 39 بالمائة من أسهم مجموعة إذكاء في الشركة العُمانية للنطاق العريض، مشيرًا إلى أنه سيتم التخارج بما يقارب 10 بالمائة إلى 26 بالمائة من أسهم الشركة قبل نهاية العام الجاري.
وأشار إلى أن الاكتتاب العام في أسهم الشركة سيسهم في تعزيز قاعدة الملكية العامة للشركة وتوفير السيولة اللازمة لإجراء التوسعات المخطط لها التي تتطلب المزيد من التحديث المستمر وتوفير أدوات ادخار لحملة الأسهم.
وأكد على أن الشركة تعمل على التوسع في مختلف محافظات سلطنة عُمان، على أن تصل خطة التوسُّع في شبكة الألياف البصرية خلال المرحلة المقبلة إلى مناطق "عوتب" و"الصويحرة" بولاية صحار، و"الخشدة" و"حلة الرواشد" و"مجز الصغرى" و"أبو الضروس" و"الغويصة" و"سور الشيادي" و"القشيع" في ولاية صحم، إضافة إلى "العامرة" و"الرميس" بولاية بركاء، وعدد من المناطق في ولاية جعلان بني بو علي، وأيضًا منطقة الرسيل في محافظة مسقط، وبعض المناطق في ولاية الدقم، وكذلك في منطقتي "الدهاريز" و"الحافة" بولاية صلالة وغيرها من المناطق.
وفيما يتعلق بمبادرة "آفاق" لتغطية القرى والتجمعات السكانية بخدمات الاتصالات والإنترنت عن طريق الأقمار الصناعية، أشار إلى أن هذه المبادرة جاءت تنفيذًا للاستراتيجية الوطنية للنطاق العريض التي أسند تنفيذها للشركة العُمانية للنطاق العريض إحدى شركات المجموعة العُمانية للاتصالات وتقنية المعلومات، موضحًا أن المبادرة تشمل تغطية 600 قرية موزعة على مختلف محافظات سلطنة عُمان وفقًا لمبدأ النفاذ المفتوح الذي يتيح للمنتفعين في هذه القرى اختيار مشغل الخدمة من بين المشغلين المرخصين في سلطنة عُمان.
ووضح الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية للنطاق العريض أن الشركة تبذل جهودًا حثيثة من أجل تعزيز الشراكات المختلفة وتفعيل وتطوير نموذج للشراكة مع المحافظات؛ لتقديم البنية الأساسية للنطاق العريض وتوفير وتحسين خدمات شبكة الإنترنت ودعم المنظومة الاقتصادية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: محافظات سلطنة ع على أن الشرکة أکثر من إلى أن ع مانی
إقرأ أيضاً:
عُمان وبيلاروس.. التحولات العالمية تفرض شراكات جديدة
لا يستطيع أحد أن يغمض عينيه عن التحولات الكبرى التي يشهدها العالم وبشكل متسارع، سواء في التكتلات السياسية أو التحالفات العسكرية أو في الثورات التكنولوجية أو حتى في توجهات الناس وبناء تصوراتهم للأحداث من حولهم.
وإذا كانت هذه التحولات تعصف بالعالم أجمع فإنها في منطقة الشرق الوسط أكثر عصفا وأشد حركة فوق رمال المنطقة المتحركة. لكن الدول التي تملك خبرة وحنكة سياسية وتملك القدرة على قراءة مآلات الأحداث في المستقبل القريب هي تلك التي تستطيع بناء علاقات قائمة على المبادئ والقيم أولا ثم على بناء مرتكزات صلبة تقف عليها الدولة وهي تبني مستقبلها وتقيم رفاه مواطنيها.
وتسعى سلطنة عُمان جاهدة في بناء علاقات سياسية واقتصادية مع دول عالمية مختلفة لتحقيق هدف أساسي ومبدئي يتمثل في فتح حوارات سياسية إنسانية مع مختلف دول العالم مستغلة إرثها التاريخي ودبلوماسيتها الهادئة والمتزنة وبناء شراكات اقتصادية وتكنولوجية مع دول مختلفة في العالم سواء كانت من الدول الصناعية والاقتصادية القديمة في العالم أو من الدول التي شهدت خلال العقود الماضية تحولات اقتصادية كبرى دفعت بها إلى صدارة المشهد الاقتصادي العالمي.
وتعكس الزيارات التي يقوم بها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، هذا التوجه كما تعكسه زيارات زعماء وقادة العالم لسلطنة عمان.
ويمكن وضع الزيارة التي يقوم بها الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إلى سلطنة عمان في هذا السياق فهي تأتي نتيجة فهم عميق من بيلاروس لمكانة سلطنة عُمان في خارطة الاقتصاد الجديد وموقعها على خطوط الملاحة والتجارة ومصداقيتها السياسية الأمر الذي يعد خطوة استراتيجية نحو تعزيز الشراكات بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات متعددة.
وإذا كانت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تعود إلى عقود ثلاثة مضت إلا أنها كانت كفيلة لبناء ثقة متبادلة بين البلدين، ومن ثم تفعيل هذه الثقة عبر مشاريع من شأنها أن تساهم في دعم اقتصاد البلدين إضافة إلى تحقيق المزيد من الرفاه للشعبين الصديقية وتعزيز فهم القيم السياسية التي ينطلق منها كل بلد عبر النقاشات السياسية المفتوحة وكذلك عبر فهم الدوافع والمصالح المنتظرة.
ولا شك أن مسارات العمل والتعاون بين البلدين كثيرة ومتعددة ربما أهمها وأوضحها في الوقت الحالي التعاون الاقتصادي. وتمتلك بيلاروسيا قاعدة صناعية متقدمة، خاصة في مجالات الهندسة الميكانيكية والصناعات الكيماوية والتكنولوجيا الحيوية، وهذا الأمر يلتقي مع طموح سلطنة عمان التي تسعى ضمن رؤيتها «عُمان 2040»، إلى تنويع مصادر دخلها وتقليل الاعتماد على النفط، مما يفتح المجال أمام استيراد التكنولوجيا البيلاروسية وتبادل الخبرات وتعزيز الاستثمارات.
كما يمكن للبلدين تعزيز التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي ويمكن التعاون المشترك بين البلدين لارسال بعثات تعليمية وتبادل الباحثين لاقامة مشاريع بحثية مشتركة.
وفي الصناعات الدوائية والتكنولوجيا الحيوية الذي يعتبر الآن في غاية الأهمية سواء من حيث مسارات الاستثمار أم من حيث التقنيات العلاجية فإن البلدين أمام فرصة مهمة لا بد من استغلالها والاستفادة من الخبرات في هذا المجال خاصة خبرات الباحثين البيلاروسيين الذين لديهم خبرة كبيرة في مجال تصنيع الأدوية والتقنيات الحيوية، وسلطنة عمان بيئة مناسبة لفتح استثمارات في هذا المجال وتطوير بحوث طبية وعلاجات للأمراض المعدية التي تهدد البشرية.
ولا يجب في ظل الإرادة السياسية المتوفرة للبلدين أن تكون المسافات الجغرافية واختلاف الأنظمة الاقتصادية عائقا أمام التعاون الفعال بين البلدين.
ويمكن اعتبار زيارة الرئيس البيلاروسي لسلطنة عمان خطوة مهمة لتجاوز التحديات وفتح مسارات عمل حقيقية وتنشيط الشراكات بين البلدين فالوقت لا ينتظر أحدا في مشهد عالمي متسارع إيجابا وسلبا مع الأسف الشديد.