في اللحظة التي تنتهي فيها المعركة في قطاع غزة بشكل نهائي ويعود الهدوء المستدام الى جنوب لبنان، سيبدأ النقاش السياسي الداخلي مجددا في ظل وجود استحقاقات دستورية لم تسلك طريقها الى الحل، وتحديدا الانتخابات الرئاسية التي لا تزال عالقة داخل المجلس النيابي الذي تحكمه توازنات سلبية ليس من السهل التغلب عليها وتجاوزها.



إحد اهم معرقلات التسوية الرئاسية هو الانقسام داخل كل فريق سياسي، اي ان حلفاء "حزب الله" غير متفقين على مسار رئاسي واحد ولديهم اكثر من مرشح، كذلك فان المعارضين الذين يشكلون نظرياً اكثرية نيابية لم يتوحدوا حول إسم مشترك يخوضون به معركة كسر الحزب سياسياً، علما ان تقاطع بعضهم مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل شكل فرصة جدية لقلب الطاولة.

ليس لدى باسيل اي مرشح رئاسي، وهو يرغب في أن يتفق مع "حزب الله" على اسم محدد، لكن مطالبه تلخص بعدم موافقته على وصول اي من المطروحين الجديين حالياً، اي مرشح الحزب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ومرشح المعارضة الفعلي قائد الجيش العماد جوزيف عون، لذلك فإن موافقة الحزب على عدم السير بهذين المرشحين سيوصل الى اتفاق سريع مع باسيل.

بعد انتهاء المعركة سيعود الحزب الى الداخل اللبناني مستفيدا، وان بقدر بسيط من التوازنات الجديدة التي فرضتها المعركة، وسيكون على اقل تقدير، مصراً اكثر على ايصال مرشحه الى قصر بعبدا وذلك "لان الواقع الاقليمي الحساس، يتطلب ضمانة سياسية في رئاسة الجمهورية" ولن يكون غريبا ان تصبح مواقف بعض القوى أكثر وضوحاً الى جانبه، مثل الحزب "التقدمي الاشتراكي" وبعض النواب السنّة.

من هنا تطرح فرضية التمديد لقائد الجيش، اذ ان خروجه من الخدمة سيخفف الضغط على باسيل وسيجعل رفضه لفرنجية أمراً اكثر سهولة، ولن يعود أمام الحزب اي ورقة يستطيع التلويح بها، لذلك فإن العلاقة بين حارة حريك وميرنا الشالوحي ،بالرغم من تحسنها بسبب موقف التيار المؤيد لخطوات الحزب العسكرية في الجنوب، الا انها لن تنعكس وتصل الى توافق رئاسي في المدى المنظور.

الكباش الرئاسي سيستمر لأشهر بعد انتهاء المعارك، ان انتهت وفق التوازنات الحالية، لان الدول المعنية التي ستتحاور بعد المعركة، لن تضع لبنان في أول سلم اولوياتها، على اعتبار ان ساحات اخرى يجب حسم النفوذ فيها وهي اكثر اهمية استراتيجية. كما ان ايران تعتبر ان الحزب قادر على فرض توازن لصالحه في لبنان ولا داعي لمقايضة هذه الساحة مع ساحات اخرى، والمملكة العربية السعودية لا تجد ان لها اي مصلحة استراتيجية في لبنان تجعلها تضعه على طاولة التفاوض في وقت قريب.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

قائد الجيش: لبنان يحمي الطوائف وليست الطوائف هي التي تحميه

 التقى قائد الجيش العماد جوزاف عون تلامذة ضباط السنة الأولى في الكلية الحربية بحضور قائد الكلية والمدربين، وتوجّه إليهم بكلمة هنّأهم فيها على نجاحهم في مباراة الدخول إلى الكلية نتيجة جهدهم وتصميمهم، وانضمامهم إلى مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء.   وقال العماد عون في كلمته: "اتخذتم قرار الدخول إلى الكلية الحربية عن إيمان واقتناع، ما يحمّلكم مسؤولية كبيرة بخاصة في هذه الظروف الصعبة. ستبقى المؤسسة إلى جانبكم لمساندتكم بجميع إمكاناتها".     وأضاف: "لا تعبؤوا بالشائعات الهادفة إلى النيل من الجيش، فهو من المؤسسات القليلة التي لا تزال صامدة، وهو صخرة لبنان وأحد أهم عوامل استمراره. ابذلوا قصارى جهدكم لأن مساركم في الكلية الحربية صعب، لكنه ليس مستحيلًا، وهو ضروري لبناء مستقبلكم".   وتابع: "نفتخر بكم لأنكم تمثلون مستقبل الجيش والوطن، وتذكّروا أن الجيوش تبنى لأوقات الشدائد، وأن التضحية قدرُنا حتى الشهادة إذا دعانا الواجب. ليَكن حزبكم لبنان وطائفتكم البزة العسكرية. لبنان يحمي الطوائف وليست الطوائف هي التي تحمي لبنان. بعد ثلاث سنوات ستُقْسمون يمين القيام بالواجب حفاظًا على علم البلاد وذودًا عن الوطن، فابقوا أوفياء للقسم". ولفت إلى أن هناك ثلاثة يقسمون اليمين في الدولة اللبنانية، رئيس الجمهورية والقاضي والعسكري، لأن مهمتهم مقدسة".   واعتبر العماد عون أن" التلامذة سيشكلون عند تخرجهم عامل قوة للوحدات العسكرية المنتشرة على مساحة لبنان، وسيساهمون في تعزيز أدائها الاحترافي الذي نال ثقة اللبنانيين والدول الصديقة".     وختم مهنئًا التلامذة بمناسبة الأعياد المجيدة ومتمنيًا لهم "التوفيق وصولًا إلى التخرج".

مقالات مشابهة

  • 3 كلمات ستحدّد مُستقبل لبنان.. مركز أميركي يكشفها
  • حزب الله يكشف عن المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان
  • قماطي: لبناء إستراتيجية دفاعية وحزب الله مُنفتح سياسياً
  • عوامل تُشجع جعجع على الترشّح... فهل ينتخبه باسيل؟
  • الدعاء المستجاب لإزالة الهم والحزن.. يريح القلب والبال
  • واشنطن تنقذ لبنان بالقوة
  • قائد الجيش: لبنان يحمي الطوائف وليست الطوائف هي التي تحميه
  • لماذا لا يردّ حزب الله على الخروقات الإسرائيليّة؟
  • التحركات والمواقف تزيد ضبابية الملف الرئاسي.. ميقاتي عاد من مصر: لا تنمية من دون وقف العدوان
  • أيّ أبعاد للقاء باسيل - صفا؟