افتتاح دورة اللغة العربية لأئمة الأوقاف بأسيوط
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
افتتح الدكتور محمد عبدالمالك نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي اليوم دورة اللغة العربية للسادة أئمة الأوقاف بكلية اللغة العربية بأسيوط وذلك فى إطار التعاون المشترك بين جامعة الأزهر برئاسة فضيلة الأستاذ الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر و الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف ورعاية الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
وذلك لرفع كفاءة وتطوير أداء السادة الأئمة وذلك بحضور الدكتور صابر السيد وكيل كلية اللغة العربية للدراسات العليا و الدكتور حمادة مصطفى وكيل كلية اللغة العربية لشئون الطلاب والتعليم والشيخ الدكتور عاصم قبيصي وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط والشيخ أحمد كمال على رئيس قسم الإرشاد الديني بمديرية الأوقاف بأسيوط والدكتور صلاح شحاتة وكيل كلية اللغة العربية الأسبق و الدكتور عادل عبده رئيس قسم اللغويات بكلية اللغة العربية بأسيوط والشيخ محمد عبد اللطيف مدير عام الدعوة بمديرية الأوقاف بأسيوط.
بدأت الفعالية بالسلام الجمهوري وتلاوة آيات من القرآن الكريم.
ونقل فضيلة الدكتور محمد عبدالمالك نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي تحيات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وفضيلة الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي للحضور معربا عن سعادته ببدء يومه بلقاء العلماء وافتتاح دورة اللغة العربية للعناية بالدعاة والأئمة فى مجال اللغة العربية، فاللغة أحد أهم أدوات فهم النصوص الشرعية، التى لا يستغني عنها، كما قدم الشكر لجميع القائمين على الأمر وجهودهم الطيبة، متمنيا لهم دورة ناجحة موفقة.
من جانبه قدم الشيخ الدكتور عاصم قبيصي وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط شكر وتحيات وزير الأوقاف مختار جمعة لفرع الجامعة للوجه القبلي وكلية اللغة العربية على استضافة تلك الدورة وهي الدورة الخامسة فى مجال اللغة العربية للسادة الأئمة، والثالثة التي تقام فى كلية اللغة العربية بأسيوط، فبدون اللغة لا يمكن ضبط القرآن الكريم ولا الأحاديث النبوية الشريفة ولا فهم النصوص على المراد الصحيح، يأتي ذلك ضمن خطط التطوير المستمر لوزارة الأوقاف؛ لرفع كفاءة وثقافة السادة الأئمة فى كافة المجالات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: برئاسة التعاون القائم جامعة الطلاب الكريم التعليم شحاتة الشرعية الاوقاف استضافة عبدالمالك رئيس جامعة الأزهر رئيس جامعة وزير الأوقاف جامعة الأزهر نائب رئيس جامعة نائب رئيس جامعة الأزهر دراسات العليا النصوص الشرعية کلیة اللغة العربیة رئیس جامعة الأزهر الأوقاف بأسیوط للوجه القبلی
إقرأ أيضاً:
معرض الكتاب يناقش مستقبل اللغة العربية
ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، شهدت القاعة الرئيسية ندوة فكرية حملت عنوان "اللغة العربية: رؤية مستقبلية"، حيث اجتمع نخبة من أعضاء مجمع اللغة العربية لمناقشة قضايا اللغة العربية بين الماضي والمستقبل.
شارك في الندوة كل من الدكتور مأمون عبد الحليم، والدكتور محمد فهمي طلبة، والدكتور محمود الربيعي، فيما أدار الحوار الدكتور عبد الحميد مدكور، الأمين العام لمجمع اللغة العربية، الذي استهل اللقاء بتوجيه الشكر إلى الهيئة العامة للكتاب، مشيدًا بأهمية هذا الحدث الثقافي الذي بات يحتل مكانة رفيعة بين معارض الكتاب الدولية.
تحدث مدكور عن اللغة العربية بوصفها لغة ذات خصوصية فريدة، فهي لم تنشأ من رحم لغة أخرى كما هو الحال مع اللغات الأوروبية مثل الفرنسية أو الإيطالية، بل تمتد جذورها عميقًا في التاريخ، حتى ظهرت منذ قرون طويلة بهذه القوة والثراء، متجليةً في الشعر والنثر، ثم ما لبثت أن انتشرت في مختلف أنحاء العالم.
من جانبه، طرح الدكتور محمود الربيعي رؤيته حول مستقبل اللغة العربية، مشيرًا إلى أن التنبؤ بمستقبل اللغات يعتمد على قراءة الحاضر، فكما أن لكل أمة مشروعًا قوميًّا تنطلق منه نهضتها، فإن اللغة يجب أن تكون في صميم هذا المشروع. وأكد أن العربية، مثلها مثل الكائنات الحية، تمر بمراحل من التقدم والتراجع، فلا يمكن أن تظل ثابتة كما هي، ولا أن تعود إلى شكلها القديم بحذافيره، بل ينبغي أن تتطور بما يلبي احتياجات الناطقين بها.
وانتقل الحديث بعد ذلك إلى مستويات اللغة، حيث استعرض الربيعي تصنيف اللغوي السعيد بدوي، الذي قسم العربية إلى عدة مستويات، منها "فصحى التراث"، التي باتت حكرًا على المواعظ الدينية، ولم تعد مستخدمة في الحياة اليومية، ما يجعلها غير مؤهلة لتكون لغة المستقبل. أما "فصحى العصر"، فهي الأقرب إلى الواقع، إذ تمثل تطورًا طبيعيًا لفصحى التراث، مع بعض التعديلات التي تجعلها أكثر سلاسة في الاستخدام. ولتجنب الانحدار نحو العامية، شدد الربيعي على أهمية التمسك بفصحى العصر، ودعمها عبر ثلاث ركائز أساسية: تحسين التعليم القومي، وإلزام وسائل الإعلام باستخدام الفصحى، وتقريب اللغة من الناس من خلال الفنون، كما فعلت أغاني أم كلثوم، التي جعلت العامة ينطقون العربية الفصحى دون شعور بالغربة عنها.
أما الدكتور محمد فهمي طلبة، فقد تناول محورًا بالغ الأهمية، وهو دور الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية، موضحًا كيف أصبحت التقنيات الحديثة جزءًا لا يتجزأ من العملية التعليمية، خاصة مع تزايد أعداد الطلاب وصعوبة التواصل المباشر مع المعلمين. وأكد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد ترف، بل بات ضرورة فرضها العصر، حيث يسهم في تصحيح الامتحانات إلكترونيًا، وتقييم مستوى الطلاب بدقة، وتطوير برامج تساعد على تعلم النطق الصحيح للعربية وقراءة القرآن بالتجويد، لتؤدي دورًا مشابهًا لدور المعلم الحقيقي. كما أشار إلى التعليم عن بعد، معتبرًا إياه أحد الحلول الذكية التي توفر بيئة تعليمية تفاعلية تحاكي الواقع.
وفي سياق استعراض اللغة العربية عبر العصور، قدم الدكتور مأمون عبد الحليم رؤية متفائلة، معتبرًا أن اللغة العربية اليوم تعيش واحدة من أزهى عصورها في مصر. وألقى نظرة على تاريخ العربية، موضحًا أنها في حقبة ما قبل الإسلام كانت محصورة في الجزيرة العربية، لكنها مع ظهور الإسلام وانتشار الفتوحات أصبحت لغة عالمية، ووصلت إلى الأندلس والبرتغال وجنوب فرنسا، بل إنها كانت لغة الإدارة والعلم في العصر العباسي، حيث دُرست بها الطب والهندسة والكيمياء في جامعات قرطبة، وظل كتاب "القانون" لابن سينا يُدرَّس في فرنسا لمدة 25 عامًا باللغة العربية.
غير أن الحال لم يبقَ على ما هو عليه، فقد شهدت العربية تحديات كبرى مع سقوط الأندلس، وامتداد الحكم العثماني، الذي فرض التركية كلغة رسمية، مما أدى إلى تراجع العربية في كثير من البلاد.
واستمر التدهور حتى القرن العشرين، حين عادت الحركة القومية العربية إلى الواجهة، ورافقها إحياء للغة العربية، حيث نشأت مجامع لغوية ومؤسسات تهتم بصونها وتطويرها، ما أعاد لها بعضًا من مكانتها المفقودة.
في ختام الندوة، أجمع المشاركون على أن اللغة العربية ليست مجرد أداة تواصل، بل هي هوية وثقافة وأساس لأي مشروع قومي نهضوي، مشددين على ضرورة دعمها عبر التعليم، والإعلام، والتكنولوجيا، لضمان بقائها لغة حية قادرة على مواكبة تطورات العصر والاستمرار في أداء دورها الحضاري.