موقع 24:
2025-01-28@02:30:26 GMT

باحثة: الإنسانية "على المحك" في حرب غزة

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

باحثة: الإنسانية 'على المحك' في حرب غزة

أكدت أستاذة العلاقات الدولية في جامعة كولومبيا ومديرة معهد سالتزمان لدراسات الحرب والسلام الدكتورة بيج فورتنا أن الغاية لا تبرر الوسيلة في النزاعات.

الزعماء السياسيون على الجانبين مخطئون

وكتبت في صحيفة "لوس أنجليس تايمز" أنه منذ هجمات حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، أصبحت اللغة تُستخدم بشكل استراتيجي في التنافس على الشرعية بطرق تؤدي إلى طمس الفروق المهمة.


ليست شدة المعركة حول الشرعية مفاجئة. يثير الصراع مخاوف وجودية يشعر بها الطرفان إلى أقصى الحدود تجاه الطرد والإبادة، بالنظر إلى تاريخهما. ربما تتشكل النتيجة السياسية لهذا الصراع من خلال التنافس على الشرعية على المسرح العالمي بمقدار ما تتشكل من خلال الصراع العسكري على الأرض. مع ذلك، يضيع عدد من الفروق المهمة في التنافس على الكلمات وفق فورتنا.
إن الحجج حول ما إذا كان يوم السابع من أكتوبر هو "إرهاب" أو "مقاومة للاحتلال" تستحضر القول المأثور القديم بأن الإرهابي في نظر شخص ما هو مناضل من أجل الحرية لدى شخص آخر. ولكن التعبيرين لا يستبعدان بعضهما البعض. إن الجدل حول "الإرهاب" مقابل "المقاومة" يتجاهل التمييز الحاسم بين التكتيكات والأهداف، بين الوسائل والغايات. الجواب ليس مجرد مسألة منظور. ما هو الإرهاب؟

إن الإرهاب هو تكتيك يستخدم لتحقيق أهداف سياسية. في أبحاثها الخاصة، تعرّف الكاتبة الإرهاب بأنه "استهداف عشوائي متعمد للمدنيين". من الممكن أن ينطبق هذا التعريف على الدول وكذلك على الأطراف من غير الدول، على المجموعات التي تحظى بالثناء على نطاق واسع وكذلك على تلك التي يتم شجبها. على سبيل المثال، استخدمت الجماعات المسلحة المناهضة للفصل العنصري، بما في ذلك المؤتمر الوطني الأفريقي، الإرهاب ضد جنوب أفريقيا. كما استخدمت منظمة الإرغون، وهي منظمة صهيونية شبه عسكرية حاربت البريطانيين لإقامة دولة إسرائيل، تكتيكات إرهابية أيضاً.

 

 

This is better put than I’ve done or seen. https://t.co/qTSUEqb93H

— Obi-Wine Kenobi (@ObiWine_Kenobi) November 27, 2023


إن استهداف حماس للمدنيين في منازلهم ومهرجان الموسيقى وذبح الأطفال في السابع من أكتوبر يشكل إرهاباً لا لبس فيه. ويشكل العنف الذي يمارسه المستوطنون ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية إرهاباً أيضاً.

عدالة القضية لا تبرر ظلم الوسائل تلفت الكاتبة النظر إلى أنه يمكن النضال من أجل قضية عادلة بوسائل غير عادلة. إن القتال من أجل قضية عادلة لا يضفي الشرعية على استهداف المدنيين. مقاومة الاحتلال لا تجعل الإرهاب مسموحاً. وعلى نفس المنوال، إن واجب إسرائيل الدفاعي ضد هجمات حماس لا يبرر القصف العشوائي للمدنيين في غزة، ولا الحرمان والعقاب الجماعي، الذي يأتي مع حصار المدنيين. إن القانون الدولي الإنساني واضح: "الغاية لا تبرر الوسيلة".
من خلال التمييز بين التكتيكات والأسباب، بين الوسائل والغايات، يصبح من الممكن في الوقت نفسه إدانة هجمات حماس باعتبارها إرهاباً، ومن الممكن أيضاً إدانة قصف المدنيين في غزة، إلى جانب إدانة الحصار الذي قطع الغذاء والماء والدواء والوقود، ودعم حق إسرائيل في الأمن. تمييز آخر

إن التمييز الثاني الذي يضيع وسط ضغينة هذه المناقشة ينطوي على الاختلاف بين الجماعات السياسية والشعوب التي تدعي أنها تمثلها. ثمة فرق بين حماس (والجماعات المسلحة الأخرى، والسلطة الفلسطينية) و"الفلسطينيين" أو "العرب". وثمة أيضاً فرق بين الحكومة الإسرائيلية و"الإسرائيليين" أو "اليهود". إن انتقاد تكتيكات الحكومة الإسرائيلية ليس معادياً للسامية بطبيعته. وانتقاد تكتيكات حماس ليس بالضرورة معادياً للإسلام أو للفلسطينيين. إن الفشل في التمييز بين هذه الأمور يفتح الباب أمام التعصب وتجريد شعوب بأكملها من إنسانيتها، والتجريد من الإنسانية يمكن أن يفتح الباب أمام الإبادة الجماعية.

 

In Gaza conflict, words like 'terrorism' and 'genocide' are potent weapons. Definitions matter (via @latimesopinion ) https://t.co/c70OCj7smx

— L.A. Times Opinion (@latimesopinion) November 26, 2023 الفهم لا يعني التبرير إن التمييز الثالث الذي يضيع في المناقشات الدائرة حول الإرهاب ودوره في الصراع هو الفرق بين جهود الفهم ومحاولات التبرير. وهذا مهم بشكل خاص في المراكز الجامعية، حيث علة الوجود هي محاولة فهم العالم وفق الكاتبة. إن وضع الهجمات في سياقها لا يعني إنكار أنها تشكل إرهاباً أو إضفاء للشرعية على استخدامها. ولا يمكن الأمل بفعل أي شيء حيال الإرهاب إذا لم تُفهم أسبابه وآثاره. إن قرار استخدام الإرهاب يتم اتخاذه بشكل استراتيجي من قبل لاعبين سياسيين، وينبغي للظروف التي يتم في ظلها اتخاذ هذه القرارات أن تشكل فهم المراقبين. لكن فهم الإرهاب لا يعني التسامح معه.
أضافت الكاتبة أنه من المنطلق نفسه، تتخذ دول (مثل إسرائيل) تقاتل جماعات مسلحة (مثل حماس) قرارات استراتيجية بشأن استخدامها للقوة العسكرية. ثمة حوافز استراتيجية لقصف غزة ومحاصرتها. وثمة بالتأكيد أسباب سياسية تدفع الحكومة إلى الانتقام بقوة بعد وقوع هجوم مدمر. لكن هذه الحوافز والأسباب لا توفر تفويضاً بارتكاب جرائم حرب.
إذا كان الجيش الإسرائيلي يستهدف المدنيين عمداً فيجب أن تُفهم حملة القصف التي يشنها على أنها إرهاب. إذا لم يكن يستهدف المدنيين عمداً، فبموجب القانون الإنساني الدولي، تصبح مسألة تناسب. في حين لا توجد قواعد محددة حول عدد المدنيين الذين قد يُقتلون "كأضرار جانبية" عند التخلص من أهداف عسكرية محددة، يبدو العدد الكبير من المدنيين الذين قتلوا في غزة حتى الآن غير متناسب، وبالتالي يشكل انتهاكاً لقوانين الحرب الدولية. وتابعت الكاتبة: "من الممكن أن نفهم وندين في الوقت نفسه. ومن الممكن أيضاً أن يكون طرفا الصراع العسكري مخطئين". الإرهاب ليس منبوذاً أخلاقياً وحسب في هذه الحالة، إن الزعماء السياسيين على الجانبين مخطئون، ليس فقط من الناحية الأخلاقية، بل أيضاً من الناحية الاستراتيجية. بشكل ملحوظ، إن الإرهاب غير فعال في تحقيق الأهداف السياسية. وتشير الكاتبة إلى أن أبحاثها تظهر أن الجماعات المتمردة التي تستخدم الإرهاب لا تفوز أبداً في حروبها تقريباً، ومن غير المرجح أن تحقق أهدافها السياسية على طاولة المفاوضات. لقد أدت هجمات حماس إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى الأجندة الدولية، ولكنها تجعل التوصل إلى أي حل تفاوضي للصراع أكثر صعوبة.
فالإرهاب جيد جداً في استفزاز الطرف الآخر ودفعه إلى ارتكاب الفظائع رداً على ذلك. وإسرائيل، بشكل مأساوي ومتوقع، تقع في هذا الفخ. الصور اليومية للدمار في غزة تقوض الدعم لإسرائيل وتغذي السرديات المعادية للسامية. في نهاية المطاف، هي تترك إسرائيل أقل أمناً. لقد خُذل كل من الإسرائيليين والفلسطينيين من قبل أولئك الذين يزعمون أنهم يقاتلون من أجلهم. إنسانيتنا على المحك إن العديد من الكلمات المستخدمة لوصف هذا الصراع (الإرهاب، وجرائم الحرب، والفصل العنصري، والإبادة الجماعية) مشحونة عاطفياً. ويرى البعض أنه ينبغي تجنبها تماماً. لكن الترياق لتحويلها إلى سلاح لا يتمثل في تجنبها، بل في استخدامها بعناية ودقة وثبات.

وختمت فورتنا: "يتعين علينا أن نسمي الإرهاب وجرائم الحرب بأسمائها، أياً كان الطرف الذي يستخدمها، ومهما كان رأينا في شرعية الأسباب التي تستخدم باسمها. إنسانيتنا تعتمد على ذلك. وكذلك أي أمل في فهم هذا الصراع، وربما إنهائه".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل هجمات حماس من الممکن فی غزة

إقرأ أيضاً:

أسماء وتفاصيل الأسيرات التي ستفرج عنهن حماس السبت

سرايا - أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أسماء 4 أسيرات من المجندات الإسرائيليات اللاتي سيفرج عنهن اليوم السبت، مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين في ثاني تبادل في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.



والأسيرات الأربع هن كارينا أرئيف ودانييل جلبوع ونعمة ليفي وليري إلباج. ومن المتوقع أن يبدأ التبادل بعد ظهر السبت.


يأتي لك بعد الإفراج عن 3 أسيرات إسرائيليات و90 سجينا فلسطينيا في أول يوم من وقف إطلاق النار، الأحد 19 كانون الثاني/ يناير الحالي.

ومنذ الإفراج عن الأسيرات الإسرائيليات الثلاث واستعادة رفات جندي ظل مفقودا 10 سنوات، يقول الاحتلال الإسرائيلي إن 94 إسرائيليا وأجنبيا ما يزالون محتجزين في قطاع غزة.

إقرأ أيضاً : الأجهزة الأمنية تبحث عن 4 أشخاص مفقودين في الغور الشماليإقرأ أيضاً : اجواء باردة في اغلب مناطق المملكة اليوم وعدم استقرار جوي بعد ظهر الغدإقرأ أيضاً : 9 أسرى أردنيين خارج سجون الاحتلال السبت



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #اليوم#غزة#الاحتلال#الثاني



طباعة المشاهدات: 1553  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 25-01-2025 08:25 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
"الشهيرة من ماكدونالدز " .. خبراء يدعون لتغيير اسم "هابي ميل" إلى وجبة غير سعيدة عن طريق الخطأ .. ألغام دبابات تصل لوجهة "غير متوقعة" في بولندا أسد يهاجم باكستانيًا أثناء تصوير مقطع فيديو على "تيك توك" توقيف رجل بأميركا حرّض على العنف ضد ترامب .. "هذه المرة لا تخطئوا" مدير تربية البادية الشمالية ينهي تكليف معلمي... بالفيديو .. مقاتل سوري يهدد نتنياهو ويتوعد... داودية يطالب بمحاسبة نواب أثاروا شؤون تنظيم غير أردني بالفيديو .. ترامب: بعد إعلان السعودية عن الـ 600... تأكيد طلاق نانسي عجرم من زوجها فادي الهاشم رسميا .. ترامب يغير اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا40 عائلة سورية تغادر مخيم الأزرق طوعيا لبلادهامفوضية حقوق الإنسان: "إسرائيل" تستخدم...قرار لمجلس الأمن بشأن ملء شاغر بالعدل الدوليةإسرائيل للأمم المتحدة: يجب وقف عمليات الأونروا..."القسام": حرصنا على حسن معاملة أسرى...الاحتلال يعلن شن غارات على جنوب لبنانالبيت الأبيض: يجب تمديد وقف إطلاق النار بين إسرائيل...زيلنيسكي يكشف اتصالات استخباراتية أميركية وأوروبية... رسائل وطلب زواج .. فرد أمن يهدد فنانة مصرية فما... لأول مرة .. ترشيح ممثل روسي لجائزة الأوسكار الأميركية بعد انتقادات على التواصل .. مدحت صالح: ما كنتش... تأكيد طلاق نانسي عجرم من زوجها فادي الهاشم احلام الشامسي ترد على شائعة انفصالها عن زوجها مبارك... المنتخب الوطني يخسر وديا أمام زينيت الروسي المنتخب الوطني للشباب يفوز على نظيره الإندونيسي يوليان ناغلسمان يجدد عقده مدربا لمنتخب ألمانيا حتى كأس أوروبا 2028 الفرنسي رودي غارسيا مدرباً جديداً لمنتخب بلجيكا رسميًا .. ليفربول يوقع عقدًا مع موهبة مصرية جديدة زلازل وبراكين .. هكذا ستنفصل قارة ويتشكّل مُحيط جديد سمكة يوم القيامة ترعب السكان في المكسيك .. فهل تنذر بكارثة طبيعية؟ في 30 دقيقة .. قفاز ذكي يعزز سرعة ومهارة عازفي البيانو بيع الهواء بزجاجة .. تذكار يحقق ملايين الدولارات باليابان السجن 52 عاما على مراهق قتل 3 فتيات في بريطانيا قطة ترسل خطاب استقالة وتتسبب في خسارة صاحبتها وظيفتها هكذا احتفل ترامب بذكرى زواجه العشرين من ميلانيا ما سبب زيادة ولادة التوائم عالمياً؟ جريمة مروّعة تهزّ العراق .. قتلوها ودفنوها بطريقة تخفي جثتها للأبد عمرها 500 سنة .. تعرف على أقدم من يصنع الأسلحة بالعالم

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • الحوثيون على قائمة الإرهاب.. ماذا يعني ذلك للمساعدات الإنسانية والسلام في اليمن؟!
  • محاضرة “الإرهاب والسلام”.. توصيف طبيعة الصراع مع العدو ورؤية عملية للمواجهة
  • اقتصادية النواب: الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني ليس سياسيًّا بل ضد الإنسانية
  • رئيس حزب إسرائيلي: هزمنا على يد حماس وعدنا إلى السادس من أكتوبر
  • باحثة: إسرائيل رغم موافقتها على الهدنة تستغل أربيل يهود للمماطلة «فيديو»
  • باحثة: إسرائيل تستغل أربيل يهود للمماطلة رغم موافقتها على الهدنة
  • الكاتبة ريم مراد تطرح رواية "إليك أنتمي" في معرض الكتاب
  • من هي أربيل يهود التي أشعلت خلافاً جديداً بين حماس وإسرائيل
  • الجيش الإسرائيلي: حماس لم تلتزم بإطلاق سراح المدنيين أولاً
  • أسماء وتفاصيل الأسيرات التي ستفرج عنهن حماس السبت