موقع 24:
2024-07-09@13:56:47 GMT

باحثة: الإنسانية "على المحك" في حرب غزة

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

باحثة: الإنسانية 'على المحك' في حرب غزة

أكدت أستاذة العلاقات الدولية في جامعة كولومبيا ومديرة معهد سالتزمان لدراسات الحرب والسلام الدكتورة بيج فورتنا أن الغاية لا تبرر الوسيلة في النزاعات.

الزعماء السياسيون على الجانبين مخطئون

وكتبت في صحيفة "لوس أنجليس تايمز" أنه منذ هجمات حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، أصبحت اللغة تُستخدم بشكل استراتيجي في التنافس على الشرعية بطرق تؤدي إلى طمس الفروق المهمة.


ليست شدة المعركة حول الشرعية مفاجئة. يثير الصراع مخاوف وجودية يشعر بها الطرفان إلى أقصى الحدود تجاه الطرد والإبادة، بالنظر إلى تاريخهما. ربما تتشكل النتيجة السياسية لهذا الصراع من خلال التنافس على الشرعية على المسرح العالمي بمقدار ما تتشكل من خلال الصراع العسكري على الأرض. مع ذلك، يضيع عدد من الفروق المهمة في التنافس على الكلمات وفق فورتنا.
إن الحجج حول ما إذا كان يوم السابع من أكتوبر هو "إرهاب" أو "مقاومة للاحتلال" تستحضر القول المأثور القديم بأن الإرهابي في نظر شخص ما هو مناضل من أجل الحرية لدى شخص آخر. ولكن التعبيرين لا يستبعدان بعضهما البعض. إن الجدل حول "الإرهاب" مقابل "المقاومة" يتجاهل التمييز الحاسم بين التكتيكات والأهداف، بين الوسائل والغايات. الجواب ليس مجرد مسألة منظور. ما هو الإرهاب؟

إن الإرهاب هو تكتيك يستخدم لتحقيق أهداف سياسية. في أبحاثها الخاصة، تعرّف الكاتبة الإرهاب بأنه "استهداف عشوائي متعمد للمدنيين". من الممكن أن ينطبق هذا التعريف على الدول وكذلك على الأطراف من غير الدول، على المجموعات التي تحظى بالثناء على نطاق واسع وكذلك على تلك التي يتم شجبها. على سبيل المثال، استخدمت الجماعات المسلحة المناهضة للفصل العنصري، بما في ذلك المؤتمر الوطني الأفريقي، الإرهاب ضد جنوب أفريقيا. كما استخدمت منظمة الإرغون، وهي منظمة صهيونية شبه عسكرية حاربت البريطانيين لإقامة دولة إسرائيل، تكتيكات إرهابية أيضاً.

 

 

This is better put than I’ve done or seen. https://t.co/qTSUEqb93H

— Obi-Wine Kenobi (@ObiWine_Kenobi) November 27, 2023


إن استهداف حماس للمدنيين في منازلهم ومهرجان الموسيقى وذبح الأطفال في السابع من أكتوبر يشكل إرهاباً لا لبس فيه. ويشكل العنف الذي يمارسه المستوطنون ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية إرهاباً أيضاً.

عدالة القضية لا تبرر ظلم الوسائل تلفت الكاتبة النظر إلى أنه يمكن النضال من أجل قضية عادلة بوسائل غير عادلة. إن القتال من أجل قضية عادلة لا يضفي الشرعية على استهداف المدنيين. مقاومة الاحتلال لا تجعل الإرهاب مسموحاً. وعلى نفس المنوال، إن واجب إسرائيل الدفاعي ضد هجمات حماس لا يبرر القصف العشوائي للمدنيين في غزة، ولا الحرمان والعقاب الجماعي، الذي يأتي مع حصار المدنيين. إن القانون الدولي الإنساني واضح: "الغاية لا تبرر الوسيلة".
من خلال التمييز بين التكتيكات والأسباب، بين الوسائل والغايات، يصبح من الممكن في الوقت نفسه إدانة هجمات حماس باعتبارها إرهاباً، ومن الممكن أيضاً إدانة قصف المدنيين في غزة، إلى جانب إدانة الحصار الذي قطع الغذاء والماء والدواء والوقود، ودعم حق إسرائيل في الأمن. تمييز آخر

إن التمييز الثاني الذي يضيع وسط ضغينة هذه المناقشة ينطوي على الاختلاف بين الجماعات السياسية والشعوب التي تدعي أنها تمثلها. ثمة فرق بين حماس (والجماعات المسلحة الأخرى، والسلطة الفلسطينية) و"الفلسطينيين" أو "العرب". وثمة أيضاً فرق بين الحكومة الإسرائيلية و"الإسرائيليين" أو "اليهود". إن انتقاد تكتيكات الحكومة الإسرائيلية ليس معادياً للسامية بطبيعته. وانتقاد تكتيكات حماس ليس بالضرورة معادياً للإسلام أو للفلسطينيين. إن الفشل في التمييز بين هذه الأمور يفتح الباب أمام التعصب وتجريد شعوب بأكملها من إنسانيتها، والتجريد من الإنسانية يمكن أن يفتح الباب أمام الإبادة الجماعية.

 

In Gaza conflict, words like 'terrorism' and 'genocide' are potent weapons. Definitions matter (via @latimesopinion ) https://t.co/c70OCj7smx

— L.A. Times Opinion (@latimesopinion) November 26, 2023 الفهم لا يعني التبرير إن التمييز الثالث الذي يضيع في المناقشات الدائرة حول الإرهاب ودوره في الصراع هو الفرق بين جهود الفهم ومحاولات التبرير. وهذا مهم بشكل خاص في المراكز الجامعية، حيث علة الوجود هي محاولة فهم العالم وفق الكاتبة. إن وضع الهجمات في سياقها لا يعني إنكار أنها تشكل إرهاباً أو إضفاء للشرعية على استخدامها. ولا يمكن الأمل بفعل أي شيء حيال الإرهاب إذا لم تُفهم أسبابه وآثاره. إن قرار استخدام الإرهاب يتم اتخاذه بشكل استراتيجي من قبل لاعبين سياسيين، وينبغي للظروف التي يتم في ظلها اتخاذ هذه القرارات أن تشكل فهم المراقبين. لكن فهم الإرهاب لا يعني التسامح معه.
أضافت الكاتبة أنه من المنطلق نفسه، تتخذ دول (مثل إسرائيل) تقاتل جماعات مسلحة (مثل حماس) قرارات استراتيجية بشأن استخدامها للقوة العسكرية. ثمة حوافز استراتيجية لقصف غزة ومحاصرتها. وثمة بالتأكيد أسباب سياسية تدفع الحكومة إلى الانتقام بقوة بعد وقوع هجوم مدمر. لكن هذه الحوافز والأسباب لا توفر تفويضاً بارتكاب جرائم حرب.
إذا كان الجيش الإسرائيلي يستهدف المدنيين عمداً فيجب أن تُفهم حملة القصف التي يشنها على أنها إرهاب. إذا لم يكن يستهدف المدنيين عمداً، فبموجب القانون الإنساني الدولي، تصبح مسألة تناسب. في حين لا توجد قواعد محددة حول عدد المدنيين الذين قد يُقتلون "كأضرار جانبية" عند التخلص من أهداف عسكرية محددة، يبدو العدد الكبير من المدنيين الذين قتلوا في غزة حتى الآن غير متناسب، وبالتالي يشكل انتهاكاً لقوانين الحرب الدولية. وتابعت الكاتبة: "من الممكن أن نفهم وندين في الوقت نفسه. ومن الممكن أيضاً أن يكون طرفا الصراع العسكري مخطئين". الإرهاب ليس منبوذاً أخلاقياً وحسب في هذه الحالة، إن الزعماء السياسيين على الجانبين مخطئون، ليس فقط من الناحية الأخلاقية، بل أيضاً من الناحية الاستراتيجية. بشكل ملحوظ، إن الإرهاب غير فعال في تحقيق الأهداف السياسية. وتشير الكاتبة إلى أن أبحاثها تظهر أن الجماعات المتمردة التي تستخدم الإرهاب لا تفوز أبداً في حروبها تقريباً، ومن غير المرجح أن تحقق أهدافها السياسية على طاولة المفاوضات. لقد أدت هجمات حماس إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى الأجندة الدولية، ولكنها تجعل التوصل إلى أي حل تفاوضي للصراع أكثر صعوبة.
فالإرهاب جيد جداً في استفزاز الطرف الآخر ودفعه إلى ارتكاب الفظائع رداً على ذلك. وإسرائيل، بشكل مأساوي ومتوقع، تقع في هذا الفخ. الصور اليومية للدمار في غزة تقوض الدعم لإسرائيل وتغذي السرديات المعادية للسامية. في نهاية المطاف، هي تترك إسرائيل أقل أمناً. لقد خُذل كل من الإسرائيليين والفلسطينيين من قبل أولئك الذين يزعمون أنهم يقاتلون من أجلهم. إنسانيتنا على المحك إن العديد من الكلمات المستخدمة لوصف هذا الصراع (الإرهاب، وجرائم الحرب، والفصل العنصري، والإبادة الجماعية) مشحونة عاطفياً. ويرى البعض أنه ينبغي تجنبها تماماً. لكن الترياق لتحويلها إلى سلاح لا يتمثل في تجنبها، بل في استخدامها بعناية ودقة وثبات.

وختمت فورتنا: "يتعين علينا أن نسمي الإرهاب وجرائم الحرب بأسمائها، أياً كان الطرف الذي يستخدمها، ومهما كان رأينا في شرعية الأسباب التي تستخدم باسمها. إنسانيتنا تعتمد على ذلك. وكذلك أي أمل في فهم هذا الصراع، وربما إنهائه".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل هجمات حماس من الممکن فی غزة

إقرأ أيضاً:

مصر تدين قصف إسرائيل مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين بالنصيرات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية والهجرة اليوم الأحد ٧ يوليو الجاري، قصف إسرائيل مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" والتي تؤوي الآلاف من النازحين المدنيين في النصيرات وسط قطاع غزة، بما أسفر عن استشهاد واصابة العشرات من المدنيين الفلسطينيين.
واستنكرت جمهورية مصر العربية استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مطالبة إسرائيل بالامتثال لالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال، والتوقف عن استهداف المدنيين العزل بقطاع غزة، وتوفير الحماية والمناطق الآمنة لهم.
وشددت مصر على ضرورة التوصل لوقف شامل لإطلاق النار في كامل قطاع غزة، لوضع حد للمآسي الإنسانية التي يواجهها سكان القطاع والتي راح ضحيتها الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين العزل، مطالبة إسرائيل بالتجاوب مع الجهود الدولية الرامية لوقف الحرب الجارية ضد القطاع، واستئناف الجهود الإنسانية وإدخال المساعدات الإغاثية بصورة كاملة ودون عوائق من كافة المعابر البرية للقطاع.
 

مقالات مشابهة

  • (تقدم): اجتماع جنيف حول حماية المدنيين والكارثة الإنسانية فرصة لطرفيّ الحرب
  • في كل مرة نخترع طريقة.. ماذا تكشف سوق السجائر السوداء في غزة؟
  • في كل مرة نخترع طريقة.. ماذا تكشف سوق السجائر السوداء عن غزة؟
  • تأمين اللبنانيين على المحك.. كيف تزعزع القطاع في ظل الأزمات المتلاحقة
  • استنكار دولي لقصف الاحتلال مأوى نازحين فلسطينيين
  • حماس: ادعاء العدو وجود عناصر مقاومة في مدرسة الجاعوني محضّ كذب وتضليل
  • مصر والأردن تدينان قصف مدرسة لـ"الأونروا" تؤوي نازحين فلسطينيين
  • مصر تدين قصف إسرائيل مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين بالنصيرات
  • حماس: استهداف الاحتلال المتكرر لمدارس النازحين إصرار على تحدي كافة القوانين الدولية
  • حماس: استهداف مدرسة الجاعوني مجزرة وجريمة جديدة ضمن حرب الإبادة