أقرت شاهدة عيان إسرائيلية، بأنه خلال الهجوم الذي نفذته حركة "حماس" وفصائل من المقاومة الفلسطينية، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في مستوطنات غلاف غزة، حاصر الجيش الإسرائيلي منزلاً يضم مقاتلين من "حماس" ومدنيين إسرائيليين، وأطلق نيراناً كثيفة عليه، واستهدفه بالدبابات رغم وجود المدنيين، ما أدى إلى مقتل جميع من في المنزل.

ونشرت تقارير وسائل إعلام عبرية، الأسبوع الماضي، إفادات بأن فتاة تبلغ من العمر 12 عاماً تدعى ليل هتزروني، فقدت حياتها في هجوم "حماس" على كيبوتس (مستوطنة) في منطقة بئيري يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وادعت التقارير أن ليل، نقلت بعد مقتل جدها أفيا، إلى مكان آخر برفقة شقيقتها التوأم ياناي وخالتها أيالا، وتم قتلها مع أكثر من 10 أشخاص محتجزين هناك.

وزعمت التقارير أيضاً أن "حماس أشعلت النار في المبنى" دون أن تقدم دليلاً قاطعاً على هذه المزاعم.

وفقاً للمسؤولين الإسرائيليين، استغرقت عملية التعرف على ياناي من خلال الحمض النووي نحو أسبوعين، في حين تم التعرف على ليل، التي احترق جسدها بالكامل، بعد 6 أسابيع.

اقرأ أيضاً

إسرائيل تعلن مقتل 4 من كلابها البوليسية المدربة في عمليات داخل غزة

وفي تعليقه على الحادثة التي أثارت صدى لدى الرأي العام الإسرائيلي أيضاً، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، في منشور عبر منصة "إكس"، إن ليل "قُتلت على يد وحوش حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول"، على حد زعمه.

بدورها، أوردت ياسمين بورات، في 15 نوفمبر/تشرين الثاني، تفاصيل عن يوم الحادثة، في حديثها إلى إذاعة "كان" الإسرائيلية (رسمية)، حيث إنها كانت تُحتجز في منزل الشقيقتين التوأم قبل إخراجها منه.

أوضحت بورات أنها كانت تحتجز في منزل يوجد فيه عناصر "حماس"، حيث كان المنزل محاصراً من قبل قوات الأمن الإسرائيلية، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

وبعد فترة قرر أحد عناصر "حماس" الاستسلام، حسب بورات، التي قالت إن هذا العنصر أخذها وخرجا من المنزل.

وأضافت بورات أن قوات الأمن الإسرائيلية استجوبتها هي وعنصر "حماس"، وأشارت إلى أنه خلال استجوابها الذي دام 3 ساعات، قدمت للمسؤولين الإسرائيليين عدد المدنيين الذين كانوا في المنزل، وموقع احتجازهم داخله، وتفاصيل مما تذكرته عن المنزل.

اقرأ أيضاً

طيار إسرائيلي يتحدث عن تنفيذ الجيش بروتوكول هانيبال في غزة.. كيف؟

وأكدت بورات أن الاشتباكات كانت تتواصل أثناء استجوابها، وذكرت أنه بعد حوالي 4 ساعات من تبادل إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وعناصر "حماس"، وصلت دبابة أمام المنزل حوالي الساعة السابعة والنصف بالتوقيت المحلي.

وتكمل بورات شهادتها: "قلت لنفسي، لماذا يطلقون النار على المنزل بالدبابات؟ سألت الناس بجواري لماذا يطلقون النار؟"، فقالوا لي إنه يتم إطلاق النار لتدمير الجدران من أجل تطهير المنزل (من حماس)".

والطفلة ظلت صامتة بعد نيران الدبابات الإسرائيلية، وقالت بورات: "أعلم أن الدبابة أطلقت قذيفتين"، مبينةً أنها توصلت إلى نفس النتيجة التي قالها صاحب المنزل هداس داغان، الذي أخبرها بأن الطفلة ليل كانت على قيد الحياة حتى وقوع الانفجارين الكبيرين اللذين حدثا بعد وصول الدبابات.

تابعت: "قال لي صاحب المنزل داغان، الفتاة (ليل) لم تتوقف عن الصراخ، ثم توقفت ثم ساد صمت بعد قذيفتي الدبابة"، وأوضحت بورات قائلة: "إذن، ماذا نفهم من هذا؟ بعد إطلاق الدبابة قذيفتين مات الجميع تقريباً، على الأقل هذا ما أفهمه من حديثي مع هداس".

وعن مقتل ليل قالت: "إذا سألتني، أعتقد بناءً على ما حدث في المنازل الأخرى، أنها (ليل) كانت محروقة بالكامل على ما يبدو".

اقرأ أيضاً

جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل قائد وحدة بلواء جولاني

وتُضاف هذه الشهادة، إلى ما قاله الطيار العسكري الإسرائيلي نوف إيرز، بأنه من المحتمل أن تكون قوات بلاده نفذت "بروتوكول هانيبال" خلال تعاملها مع هجوم حركة "حماس" يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو بروتوكول يستخدمه جيش الاحتلال لمنع أسر جنوده، حتى لو أدى إلى قتلهم.

جاء ذلك في تصريح أدلى به الطيار لصحيفة "هآرتس" العبرية، الثلاثاء، وقال إيرز إنه "من غير المعروف ما إذا كانت الطائرات الحربية والمسيرات أطلقت النار على الرهائن حينما تعاملت مع الهجوم الذي شنته حماس".

وأضاف: "يبدو أن بروتوكول هانيبال تم تنفيذه في مرحلة ما" يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.

تابع الطيار أنه "عند اكتشاف حالة احتجاز أسرى، فهذا يستوجب "هانيبال"، علماً بأن مناورات "هانيبال" التي أجريناها طوال الأعوام العشرين الماضية كانت تقتصر على مركبة واحدة تقل أسرى، أما ما رأيناه (7 أكتوبر/تشرين الأول) فيعد بمثابة هانيبال واسع النطاق".

و"هانيبال" هو بروتوكول عسكري مثير للجدل يُنسَب استخدامه للجيش الإسرائيلي منذ اعتماده رسمياً عام 2006، ويتيح المخاطرة بحياة الجنود الأسرى.

وعاد البروتوكول للواجهة مجدداً بعد أسر فصائل فلسطينية بغزة عشرات الجنود الإسرائيليين بينهم عسكريون برتب رفيعة في عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

اقرأ أيضاً

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 390 من جنوده منذ "طوفان الأقصى"

وكذلك أظهر تقرير سابق لصحيفة "هآرتس"، أن مروحية عسكرية إسرائيلية أطلقت النار على "مسلحين فلسطينيين"، وإسرائيليين من المشاركين في حفل نظم قرب كيبوتس "رعيم" في غلاف قطاع غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وذكرت "هآرتس" أن تقييمات المؤسسة الأمنية أظهرت أن "مروحية قتالية تابعة للجيش الإسرائيلي وصلت إلى مكان الحفل وأطلقت النار على منفذي هجمات هناك، وكما يبدو أصابت أيضاً بعض المشاركين في المهرجان (في إشارة إلى الإسرائيليين)".

وأوضحت الصحيفة أن التقييم الأمني "استند إلى التحقيقات التي تجريها الشرطة الإسرائيلية مع مسلحي حماس الذين اعتقلتهم إسرائيل".

ولمدة 48 يوماً شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، توقفت مؤقتاً يوم الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بموجب هدنة تم التوصل إليها بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية ومن المفترض أن تنتهي اليوم الإثنين ما لم يتم تمديدها، وتضمنت الهدنة تبادل أسرى ودخول مساعدات إنسانية وإغاثية وطبية ووقود إلى القطاع.

خلال أيام الحرب قتل جيش الاحتلال 14 ألفاً و854 فلسطينياً، بينهم 6 آلاف و150 طفلاً وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح، بينهم ما يزيد عن 75% أطفال ونساء، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

اقرأ أيضاً

بروتوكول هانيبال.. هل لجأ الجيش الإسرائيلي إلى قتل جنوده لمنع أسرهم؟

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل هانيبال بروتوكول هانيبال طوفان الأقصى طفلة إسرائيلية یوم 7 أکتوبر تشرین الأول الجیش الإسرائیلی بروتوکول هانیبال جیش الاحتلال النار على اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

84 قتيلاً و168 مصاباً بسلسلة غارات إسرائيلية على غزة

حسن الورفلي (غزة، القاهرة))

أخبار ذات صلة غزة على شفا «الموت الجماعي» بسبب الجوع السيسي: مصر تقف سداً منيعاً أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية

أعلنت السلطات الصحية في غزة أمس، مقتل 84 فلسطينياً وإصابة 168 آخرين في سلسلة غارات شنتها القوات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وقالت السلطات الصحية في تصريح صحفي، إن «هؤلاء القتلى والمصابين وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية»، مشيرة إلى أن من بينهم نساء وأطفالاً فيما لا يزال هناك عدد من الضحايا تحت الركام.
وقتل 5 فلسطينيين من عائلة واحدة، أمس، في قصف إسرائيلي استهدف خيمتهم في منطقة مواصي خان يونس، جنوب قطاع غزة. 
وقصف الجيش الإسرائيلي خيمة لعائلة فلسطينية في منطقة المواصي، ما أدى إلى مقتل رجل وزوجته الحامل، وأطفالهما الثلاثة، وفقاً لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا». 
وترتفع بذلك حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع من أكتوبر 2023 إلى 51439 قتيلاً و117416 مصاباً. 
وفي السياق، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، أمس، ارتفاع عدد الصحفيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، إلى 212، عقب وفاة الصحفي سعيد أبو حسنين متأثراً بإصابته بقصف سابق.
سياسياً، يلتقي وفد قيادي من حركة «حماس»، اليوم السبت، مع رئيس جهاز المخابرات المصرية، وعدداً من المعنين بالملف الفلسطيني، وذلك لمناقشة سبل التوصل إلى صفقة جديدة للتبادل مع إسرائيل والدفع نحو إقرار وقف إطلاق نار دائم، والعمل على إدخال المساعدات الإنسانية والغذائية إلى القطاع، بحسب ما أكده مصدر مصري لـ«الاتحاد».
وأوضح المصدر المصري، أن الوفد الذي يترأسه القيادي المكلف من حماس بقيادة المفاوضات خليل الحية سينقل إلى الجانب المصري رفض الحركة التام التفاوض حول أي صفقة لا تشمل وقف إطلاق نار دائم في غزة، لافتا إلى أن حماس تعارض أي طرح يهدف لإبرام صفقة جزئية أو «هدنة إنسانية» تسعى إليها إسرائيل. وأشار المصدر إلى أن وفد حماس سيطالب الوسطاء خلال لقاءه مع مسؤولي المخابرات المصرية بضرورة الضغط على إسرائيل للقبول بإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية.

مقالات مشابهة

  • لماذا لم تنقل أي قناة إسرائيلية كلمة نتنياهو؟.. تفاصيل
  • غزة على حافة الانفجار الأكبر.. تهديدات إسرائيلية بتوسيع العمليات مع تعثر المفاوضات
  • لبنان على صفيح ساخن.. قتلى بانتهاكات إسرائيلية والحكومة تدين
  • مقتل شخص بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان
  • بإجمالي 4 قتلى و7 مصابين.. الجيش الإسرائيلي يقر بمقتل ضابط وجندي في غزة
  • فاجعة ابن احمد: الأمن يوقف شخصا ادعى أن "السفاح" قتل أيضا طفلة لا يتجاوز عمرها 12 سنة
  • هل وافقت المقاومة على نزع سلاحها ؟ .. قيادي فيها يوضح
  • مصادر فلسطينية: أكثر من 30 شخصا في عداد المفقودين تحت الأنقاض بعد غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في جباليا
  • 84 قتيلاً و168 مصاباً بسلسلة غارات إسرائيلية على غزة
  • أراضي الـ48: قتيلان في جريمة إطلاق النار بمدينة الطيرة