موسى الفرعي يكتب: الشيطان ووسوسته لصحيفة العرب
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
أثير- موسى الفرعي
الشيطان بعيد عن كل واحد منا وقريب منه، ومناط ذلك الدفاع عن مساحات الخير بداخلنا والاجتهاد في الحفاظ عليه، أما إغواء الشر والرذيلة فهي مهنة من الواضح أنها أزلية بشرية طالما وجد الشيطان إلى الإنسان سبيلا، ومن لا يصدّق هذا الإغواء وتجسيده عليه أن يلقي السمع ويرى صحيفة “العرب” التي لا تعمل حتما إلا بوسوسة تبثها قرون الشيطان.
وقد سبق أن عتبنا على قناة العربية وعدم حرفيتها ومصداقيتها في التقارير دون النظر إلى التوافق والمحبة مع الشقيقة المملكة العربية السعودية التي كان ينبغي لقناة العربية أن تقيم لها اعتبارات كثيرة قبل أن تقدم على أمر ما، وأن تتحقق من مضامينها لا أن تزوّرها، فعُمان دائما تقف حيث يكون الحق وحيث تكون الحياة ولا تخشى في الله لومة لائم، ومواقفها واضحة، لا تحشد خططها وترسم مساراتها في الظلام، بل تسير وفق مبادئ وقيم غير قابلة للبيع أو الاستبدال، لأن الحق حق وما أن نتنازل عن جانب منه حتى يسقط كله، وهذا هو الأمس القريب شاهد على المواقف العمانية في القضية اليمنية والإيرانية والأزمة الخليجية وغيرها، وأبدًا مع القضية الفلسطينية التي استطاعت غزة فيها الانتصار ليس على الكيان الصهيوني بل على المتصهينين العرب وغيرهم الذين عرفنا الكثير منهم، وعرّت لنا غزةُ البقية على مستوى السياسات والأفراد.
أما صحيفة ” العرب ” التي سبق لها أن أكدت إبليسيتها وصبيانية الطرح في مواضع كثيرة فقد عادت إلى وظيفتها من جديد بمحاولةٍ لزعزعة الثقة بين المواطن وحكومته في سلطنة عُمان، وزرع بذور الشر في عقول الشباب العماني بمحاولة تكوين صور في أذهانهم عن المليشيات بأسلوب اتهام السياسة الرسمية بأنها ( مصدر الانطباع الخاطئ للشباب العمانيين بشأن إيران وميلشياتها في المنطقة ) والإشارة إلى ( مخاوف في عمان من تأثر الشباب بفكر محور المقاومة ) وهذا أسلوب يعطي فرصة التفكير في الحدث، لكنه جهل مبالغ فيه من قبل صحيفة العرب وشياطينها بحكمة العمانيين وفطنتهم وشجاعتهم؛ صغيرهم وكبيرهم، رجالهم ونسائهم، فهذا المحراث الذي تستخدمه صحيفة العرب لا يجدي نفعا في التربة العمانية لأنه صدئ وملوث، وأساليب الالتفات أقل من أن تؤثر أو تخدع العقول العمانية؛ لأن ثقة الإنسان العماني في حكومته وسياسته أمر متين لا تفك عراه هذه الصبيانية، ومتجذر وعميق بحيث إن الشاب العماني الذي يبلغ سن النضج هو أكبر من تاريخ بلاد مستحدثة سياسيًا، فكيف يمكن أن يُخدع هؤلاء.
إن محاولة التشكيك بالسياسة الرسمية العمانية إساءة لكل عماني فالعملة في عُمان لها وجه واحد هو الولاء والانتماء والثقة غير الممهورة بمصلحة أو مشروطة بفائدة تُرجى، هذا هو ما يميز عُمان عن بعض البلاد المهووسة بالفرقة والشتات في وقت أحوج ما يكون فيه العرب إلى الوحدة والتكامل، وقد أخطأت صحيفة العرب في عدم تقدير الثبات العماني وتلاحم العمانيين، ولم تُدرك أن النفس العماني طويل جدا، لا ترهقه المسافات في حلقات السبق، وأن العمانيين حين يتعلق الأمر بعُمان وإنسانها وسلطانها وحدة لا يمكن اختراقها أو تفكيك عناصر قوتها، أما المخاوف من تأثر الشباب العماني بأية أفكار دخيلة فهذا أمر قائم بطبيعة الحال لأننا نعيش في كوكب واحد لكننا نسبة وتناسبا الأكثر تحصنا بقيم ديننا الحنيف وما تمليه علينا إنسانيتنا وأخلاقنا العمانية الأصيلة، لذا فإن الشباب العماني أكثر حصانة من غيره، وعلى صحيفة “العرب” أن يرفَّ قلبها على الأقربين لها فقد أثبتت التجارب الدرامية والدموية التي مرت على المنطقة والعالم أن الإرهاب والعنف ليس عمانيًا، لكن الأرواح فداء لهذا الوطن المعظّم حين تدق الساعة، ولن نضع نقطة في آخر السطر؛ لأن البدايات في الدفاع عن عُمان مفتوحة دائما بغير انتهاء
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: صحیفة العرب
إقرأ أيضاً:
انتهاء الشوط الأول بتقدم المنتخب الوطني على نظيره العماني
بغداد اليوم -