أنور إبراهيم (القاهرة)
منذ انفصاله عن مواطنه الإسباني و«أستاذه» بيب جوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي، استطاع ميكيل أرتيتا «41 عاماً»، أن يشق طريقه مدرباً لـ «المدفعجية»، بعد أن كان مساعداً لـ «الفيلسوف» الإسباني أفضل مدرب في العالم.
واستفاد أرتيتا كثيراً من خبرات جوارديولا، خلال ثلاث سنوات أمضاها معه في «السيتي» من 2016 إلى 2019، وكثيراً ما كان «بيب» يشيد به وأفكاره الفنية، واستحقاقه العمل مديراً فنياً، ولم يقف في طريقه، عندما تلقى عرضاً من أرسنال النادي الذي سبق له اللعب في صفوفه من 2011 إلى 2016.
ولبى أرتيتا النداء، وعاد لناديه في ديسمبر2019، بعد رحيل أوناي إيمري الذي جاء في 2018، بعد رحيل «الأسطورة» التدريبية الفرنسي أرسين فينجر صانع تاريخ «المدفعجية».
وظهرت بصمات أرتيتا على أداء أرسنال بصورة واضحة في الموسم الماضي، عندما ظل منافساً لمانشستر سيتي على قمة الدوري الإنجليزي، بل وتصدر المسابقة أسابيع عديدة، ولكن «النفس الطويل» لجوارديولا وكتيبته من اللاعبين أجبره على «الاستسلام» في الجولات الأخيرة للمسابقة. أخبار ذات صلة توتنهام يتحول إلى «مستشفى»! أستون فيلا يعمّق جراح توتنهام في «البريميرليج»
وتلقى أرتيتا وصلات الإطراء والمديح بعد الجهد الكبير الذي بذله مع اللاعبين، حيث استطاع أن يصنع منهم «توليفة» منسجمة، أبهرت عشاق «البريميرليج» في كل مكان.
واختلف الحال قليلاً هذا الموسم، إذ أن البداية لم تكن مثل بدايات الموسم الماضي، وتراجع في ترتيب المسابقة، ولكنه سرعان ما نجح في استعادة القمة، بعد «الجولة 13» التي فاز فيها بصعوبة على برينتفورد 1- صفر، متقدماً على «السيتي» وليفربول.
وفي هذه الجولة تحديداً، وصل عدد مباريات أرتيتا مع «المدفعجية» إلى 200 مباراة منذ مجيئه، حقق خلالها الفوز في 116مباراة، وتعادل في 34 مباراة، وخسر في 50 مباراة، وسجل لاعبوه 358 هدفاً، ومُني مرماهم بـ 206 أهداف، وفقاً لما جاء في الإحصائيات التي نشرتها رابطة الدوري الإنجليزي.
ودخل أرتيتا تاريخ أرسنال، بعدما أصبح أول مدرب يحقق أكبر عدد من الانتصارات في أول 200 مباراة، متفوقاً بذلك على «الأسطورة» أرسين فينجر الذي حقق 111 فوزاً في أول 200 مباراة، بينما تعادل في 53 مباراة وخسر في 36 مباراة.
وفي تصريحاته للصحفيين الإنجليز، قال أرتيتا إنه في غاية السعادة لعودة فريقه إلى قمة الدوري، مشيراً إلى أنه لن يفرط بسهولة هذه المرة في انتزاع اللقب، وإن كان اعترف بالصعوبات الكبيرة التي تشهدها مباريات المسابقة الأقوى والأكثر إثارة في كل الدوريات الأوروبية، في ظل وجود منافسين أقوياء وأكثر خبرة.
ميكيل أرتيتا، المولود في 26 مارس 1982، كان لاعباً متميزاً خلال الفترة التي لعبها في أرسنال من 2011 إلى 2016، بينما كانت بدايته في برشلونة «ج» 1999 ثم برشلونة «ب» حتى 2002، وخلالها تمت إعارته لباريس سان جيرمان، وبعدها لعب لرينجرز جلاسجو الأسكتلندي، وريال سوسيداد، وإعارة إلى إيفرتون، ليستقر أخيراً لاعباً في أرسنال.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدوري الإنجليزي أرسنال ميكيل أرتيتا أرسين فينجر
إقرأ أيضاً:
تحدَّثَ عن نصرالله.. ما الذي يخشاه جنبلاط؟
الكلامُ الأخير الذي أطلقه الرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط بشأن أمين عام "حزب الله" السابق الشهيد السيد حسن نصرالله ليس عادياً، بل يحمل في طياته الكثير من الدلالات. جنبلاط أورد 3 نقاط أساسية عن نصرالله في حديثٍ صحفي أخير، فالنقطة الأولى هي أنه بعد اغتيال نصرالله لم يعد هناك من نحاوره في الحزب، أما الثانية فهي إشارة جنبلاط إلى أنه قبل اغتيال "أمين عام الحزب" كانت هناك فرصة للتحاور بين حزب الله وبعض اللبنانيين بشكل مباشر، أما الثالثة فهي قول "زعيم المختارة" أن نصرالله كان يتمتع بالحدّ الأدنى من التفهم لوضع لبنان ووضع الجنوب.ماذا يعني كلام جنبلاط وما الذي يخشاه؟
أبرز ما يخشاه جنبلاط هو أن يُصبح الحوار مع "حزب الله" غير قائمٍ خلال الحرب الحالية، أو أقله خلال المرحلة المقبلة. عملياً، كان جنبلاط يرتكز على نصرالله في حل قضايا كثيرة يكون الحزبُ معنياً بها، كما أنّ الأخير كان صاحب كلمة فصلٍ في أمور مختلفة مرتبطة بالسياسة الداخلية، كما أنه كان يساهم بـ"تهدئة جبهات بأمها وأبيها".
حالياً، فإنّ الحوار بين "حزب الله" وأي طرفٍ لبناني آخر قد يكون قائماً ولكن ليس بشكلٍ مباشر، وحينما يقول جنبلاط إن الأفضل هو محاورة إيران، عندها تبرز الإشارة إلى أن "حزب الله" في المرحلة الحالية ليس بموقع المُقرّر أو أنه ليس بموقع المُحاور، باعتبار أنَّ مختلف قادته والوجوه الأساسية المرتبطة بالنقاش السياسيّ باتت غائبة كلياً عن المشهد.
إزاء ذلك، فإن استنجاد جنبلاط بـ"محاورة إيران"، لا يعني تغييباً للحزب، بل الأمرُ يرتبطُ تماماً بوجود ضرورة للحوار مع مرجعية تكون أساسية بالنسبة لـ"حزب الله" وتحديداً بعد غياب نصرالله والاغتيالات التي طالت قادة الحزب ومسؤوليه البارزين خصوصاً أولئك الذين كانت لهم ارتباطات بالشأن السياسي.
الأهم هو أن جنبلاط يخشى تدهور الأوضاع نحو المجهول أكثر فأكثر، في حين أن الأمر الأهم هو أن المسؤولية في ضبط الشارع ضمن الطائفة الشيعية تقع على عاتق "حزب الله"، ولهذا السبب فإن جنبلاط يحتاج إلى مرجعية فعلية تساهم في ذلك، فـ"بيك المختارة" يستشعر خطراً داخلياً، ولهذا السبب يشدد على أهمية الحوار مع "حزب الله" كجزءٍ أساسي من الحفاظ على توازنات البلد.
انطلاقاً من كل هذا الأمر، فإنّ ما يتبين بالكلام القاطع والملموس هو أن رهانات جنبلاط على تحصين الجبهة الداخلية باتت أكبر، ولهذا السبب تتوقع مصادر سياسية مُطلعة على أجواء "الإشتراكي" أن يُكثف جنبلاط مبادراته وتحركاته السياسية نحو أقطاب آخرين بهدف الحفاظ على أرضية مشتركة من التلاقي تمنع بالحد الأدنى وصول البلاد نحو منعطف خطير قد يؤدي إلى حصول أحداثٍ داخلية على غرار ما كان يحصلُ في الماضي.
في الواقع، فإنّ المسألة دقيقة جداً وتحتاجُ إلى الكثير من الانتباه خصوصاً أن إسرائيل تسعى إلى إحداث شرخٍ داخلي في لبنان من بوابة استهداف النازحين في مناطق يُفترض أن تكون آمنة لكنة لم تعُد ذلك. أمام كل ذلك، فإن "الخشية الجنبلاطية" تبدأ من هذا الإطار، وبالتالي فإن مسعى المختارة الحالي يكون في وضع كافة القوى السياسية أمام مسؤوليتها مع عدم نكران أهمية ودور "حزب الله" في التأثير الداخلي، فهو العامل الأبرز في هذا الإطار.
المصدر: خاص لبنان24