عمان ـ  ليث الجنيدي: “من لا يحافظ على بيئته لا يستحق العيش فيها”.. مقولة تحتاج إلى خطوات عملية وهو ما تسعى إليه الأردنية عنود جلوقة. جلوقة (40 عاما) من سكان العاصمة عمان ومواليدها دفعها حبها للحفاظ على البيئة إلى البحث عن شيء جديد ومبتكر، لتجد مبتغاها عبر البحث في الإنترنت عام 2010 في قارة أمريكا الشمالية، وتحديدا المكسيك.

وبعد محاولات وتدريب أتقنت جلوقة فنا نادرا يتمثل في جمع أوراق الصحف وتشكيل أروع وأجمل المناظر والأثاث المنزلي منها. درست عنود الاقتصاد بالجامعة الهاشمية الأردنية (حكومية)، وبدأت تشكل بأوراق الصحف وبأقل التكاليف منتجات متقنة التصميم تأسر الناظرين بروعة اللمسات الجمالية والفنية فيها. ** فن اقترن باسمها مراسل الأناضول زار جلوقة في مكان إقامتها مع والدتها وطفليها عمر (16 عاما) ويوسف (5 أعوام) بمنطقة مرج الحمام بالعاصمة عمان، واطلع على واقع فنّ بات يقترن بذكر اسمها في الأردن، إن لم تكن هي الوحيدة ممن يقوم به في المملكة. وسط عشرات من القطع اللافتة في تصميمها جلست عنود على كرسي من منتجاتها، خلف طاولة وضعت عليها أدوات العمل ممسكة برزمة من أوراق الصحف. تقول جلوقة للأناضول: “بدأت بهذا العمل عام 2010، بعد بحث متواصل على الإنترنت عن إعادة التدوير، وتخصصت بأوراق الصحف المطبوعة”. وأضافت: “في الحقيقة كان لدي محل لبيع الشوكولاتة ووجدت أن تكاليفه باهظة جداً، فقررت البحث عن شيء أقل تكلفة وأن يكون مميزا وفيه لمسات جمالية وفنية”. وأردفت: “وصلت إلى هذه الفكرة، والتي وجدتها أكثر انتشاراً وإتقاناً بالمكسيك، وبدأت التعلم عبر مقاطع فيديو منشورة لذلك”. ** هدف منذ الطفولة ومضت جلوقة: “كما تعلم التخلص من النفايات الورقية أمر مكلف، ولذلك شعرت أن هذه الخطوة ستحقق لي هدفا أعيش معه منذ الطفولة”. وأوضحت أن هدفها “كان دائما الحفاظ على البيئة من جهة، ومن جهة أخرى أستطيع إيجاد فن نادر وغريب في بلدي، وأحقق من خلاله عائداً مادياً”. وبينت جلوقة، أن “سعر الكيلو غرام من ورق الصحف 80 قرشاً (نحو دولار أمريكي)، وأشتري كميات كبيرة منه لإنتاج وتشكيل ما أقوم به”. ** طبيعة المنتجات أما عن طبيعة تلك المنتجات فأوضحت جلوقة أنها “مناظر متنوعة وأوانٍ منزلية”، مشيرة إلى أنها “أدخلت مؤخرا تصاميم أثاث المنزل وزينة معلقة وأرضيات وخزانات، وغير ذلك”. وأشارت إلى أن الإنتاج “يعتمد على فكرة القطعة، وما تحتاج إليه من عمل، وفي كثير من الأحيان، أستعين بنحو 5 سيدات لمساعدتي، وذلك لزيادة الإنتاج عندما يزداد الطلب”. وعمن يقصد تصاميمها قالت جلوقة: “كل من يبحث عن التميّز هو من يأتي إلي، فزبائني من يريدون أن يضيفوا لمسة فنية وجمالية إلى أماكن عملهم ومنازلهم”. وفيما يتعلق بالخطوات الإنتاجية، قالت: “أبدأ بلف الورق على شكل أنابيب أسطوانية، ثم تجديلها بطرق مختلفة”. وأضافت أن “بعض التصاميم تحتاج إلى طحن الورق وخلطه بالجبس، ثم يوضع عليه الغراء اللاصق، وصولاً إلى مرحلة طلائه بمادة الورنيش”. ** مردود لا يقارن بالتعب ورغم المستوى العالي من الإتقان، رفضت المصممة الأردنية أن تصف نفسها بـ”الفنانة”، مؤكدة بالقول: “بحثت عن التميز مع سمو الهدف، وقد وجدت ذلك في أبسط الأشياء”. وأردفت: “في البدايات كان بعض الناس يتهكمون على ما أقوم به، ولكن بعد أن شاهدوا الفن والإبداع في طريقة التصميم، باتوا من أكثر المشجعين والداعمين لي”. وتابعت: “أفكار التصاميم والمنتجات وليدة اللحظة، والوقت الذي تحتاجه كل قطعة يعتمد على آلية العمل”. وختمت جلوقة حديثها بالقول: “المردود المادي لا يقارن بحجم التعب، فأسعار القطع التي أنتجها تبدأ من 5 دنانير (7 دولار أمريكي)، وتصل في أقصاها إلى 150 دينارا (211 دولارا)”. الأناضول

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

مجلس الشورى.. عطاء متواصل من المنجزات التشريعية لمواكبة نهضة عمان المتجددة

 

الخطابات والتوجيهات السامية شكّلت منطلقا هاما لمسارات العمل بالمجلس

إقرار 56 مشروعا لقوانين واتفاقيات محالة من الحكومة خلال الفترة التاسعة

29 مشروعا لقوانين واتفاقيات أحيلت من الحكومة منذ مطلع الفترة العاشرة

مسقط- الرؤية

تُمثل الرؤية السامية والتوجيهات السديدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- نهجا واضحا في دعم مسيرة الشورى في سلطنة عُمان وتطور أدوارها الفاعلة في صنع القرار الوطني، وتحقيق التكاملية في الأدوار بين مجلس عُمان والحكومة في دفع عجلة التنمية الشاملة من خلال أدوارٍ تشريعية جلية، وممارسة واضحة لمختلف الصلاحيات في تحقيق أهداف رؤية "عمان 2040"، والخطة الخمسية العاشرة (2021-2025م) بما ينسجم ومتطلبات نهضة عُمان المتجددة.

وشكّل خطاب حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بمناسبة افتتاح الفترة الثامنة لمجلس عُمان، وتأكيده على دور المجلس ومسؤوليته  منطلقا هاما لمسارات العمل في الفترة  العاشرة  لمجلس الشورى، لترجمة اختصاصاته وأدواره بما يتوافق والمستجدات التي تشهدها سلطنة عُمان في مختلف المجالات، مستندا إلى نهج واضحٍ وسديد مصدره النظامِ الأساسيِّ للدولةِ وقانون مجلسِ عُمانَ اللذان حددا مسارات العمل بالمجلس وفق صلاحيات واضحة بما يُسهم في تعزيز مسيرة التطور والنماء في سلطنة عُمان، ويحفظ لمسيرة الشورى تاريخها ومنجزاتها ودورها الرائد، ويعمل على تعزيز تلك الأدوار بما يتوافق ومرحلة البناء للنهضة المتجددة فكراً وعطاءً، مستشعراً تلك المكانة والتقدير الذي يحظى به المجلس من لدن جلالته أبقاه الله.

وجاء صدور النظام الأساسي للدولة (6/2021)، وقانون مجلس عمان (7/ 2021) للتأكيد على إيجاد خارطة طريق واضحة لعمل المجلس، ساهمت في تعزيز أدواره التشريعية ومتابعة أداء الحكومة وفق نهج يعكس التكاملية لتحقيق المصلحة الوطنية، كما عكست اللقاءات المشتركة لمكتب مجلس الشورى مع مجلس الوزراء، واللجنة الوزارية التنسيقية مستوى التعاون المنشود في تنفيذ الخطط والبرامج الوطنية في مختلف القطاعات تحقيقاً لتطلعات الوطن والمواطن.

ويعكس العمل بمجلس عُمان، بين مجلسي الدولة والشورى انسجاماً يتكامل في ممارسة الأدوار التشريعية من خلال التنسيق المستمر بين المجلسين ولجانهما، والأمانتين العامتين، هذا إضافة إلى الجلسات المشتركة بينهما التي حدد القانون آلية عقدها في حالة وجود اختلاف بشأن مواد في مشروع قانون معروض عليهما بما يعكس مسار تلك الشراكة وأهدافها.

وتعد كل فترة من فترات مجلس الشورى مرحلة وطنية يمضي فيها المجلس بخطى ثابتة لترجمة اختصاصاته وأدواره بما يتوافق والمستجدات التي تشهدها سلطنة عُمان في مختلف المجالات، لاسيما وأن الفترة العاشرة للمجلس تزامنت مع بدء العمل بالخطة التنفيذية لرؤية عمان 2040 التي يستحضرها المجلس في مسار عمله عبر أدوار اللجان الدائمة باختصاصاتها المختلفة، وبما يتوافق وأهداف الرؤية ومرتكزاتها، مستشعرا تلك المكانة والتقدير الذي يحظى به المجلس من قبل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي أكد خلال افتتاحه لأعمال هذه الفترة على أن مجلسَ عُمانَ شَرِيك أسَاسِي في مَنظُومة الدَّوْلَة، وهذهِ الشَّرَاكَةُ تُلْقِي عليه مَسْؤُولَيةً كَبيرة.

وتجسدت تلك المسؤولية في مستوى العمل التشريعي المنجز؛ حيث شهدت الفترة التاسعة إقرار (56) مشروعاً لقوانين واتفاقيات محالة من الحكومة، بلغت مشروعات القوانين منها (24) مشروعاً، بينما بلغت مشروعات الاتفاقيات (32) مشروعاً، هذا إضافة إلى (11) مقترحاً بمشروع قانون تقدم بها المجلس.

وشهدت الفترة الحالية العاشرة إحالة (29) مشروعاً لقوانين واتفاقيات، حيث شهد دور الانعقاد العادي الأول إحالة (9) مشروعات قوانين و(12) اتفاقية تمثلت في مشروع قانون حماية الودائع المصرفية، ومشروع قانون الإعلام، ومشروع قانون تنظيم الاتجار في الأحياء الفطرية، ومشروع قانون نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، ومشروع قانون الصحة العامة، والمعاملات الإلكترونية، ومشروع القانون المالي، ومشروع قانون المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، ومشروع قانون الضريبة على دخل الأفراد.

 كما شهد دور الانعقاد العادي الثاني من الفترة العاشرة كذلك إحالة (5) مشروعات قوانين و(3) اتفاقيات من الحكومة، وتمثلت مشروعات القوانين، مشروع قانون التنظيم العقاري، ومشروع قانون تنظيم الاتصالات وتقنية المعلومات، ومشروع قانون الاتجار بالبشر، ومشروع قانون تحصيل مستحقات الدولة، ومشروع قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ويجسد ذلك الحرص من قبل الحكومة الرشيدة على تعزيز البنية التشريعية الداعمة للعمل التنموي في مختلف القطاعات بسلطنة عُمان، ويعكس الدور التشريعي للمجلس في مواكبة التطلعات الوطنية.

 وتأكيداً لموقف سلطنة عُمان ورؤيتها ومرتكزات سياستها الخارجية في مختلف الأحداث الإقليمية والدولية، يحرص مجلس الشورى عبر مسار الدبلوماسية البرلمانية على تأكيد حضوره ومشاركاته الفاعلة في الأحداث البرلمانية التي تشهدها المنظمات والاتحادات البرلمانية إقليماً ودولياً، كما يسعى عبر زياراته للدول الصديقة والشقيقة على فتح مجالات التعاون لتبادل الخبرات والرؤى الداعمة لتعزيز العمل المشترك بين سلطنة عُمان عبر مجلس الشورى، وغيرها من الدول الشقيقة والصديقة.

مقالات مشابهة

  • خاشقجي : لاتترك وظيفتك الحالية قبل البحث عن غيرها ..فيديو
  • العثور على جثة رجل مقتول في سيارة شمال عمان
  • «رؤية عُمان 2040».. الإرادة السامية لغدٍ أفضل
  • عمان الأهلية تشارك بحفل إطلاق جائزة صندوق الحسين لمشاريع التخرّج في الجامعات الأردنية “انطلق”
  • شرطة رأس الخيمة تبرم مذكرة شراكة وتعاون مع هيئة حماية البيئة والتنمية
  • «حماية البيئة»: الأكياس البلاستيكية تضر بالأسماك والطيور البحرية والقماشية أفضل
  • حماية وردع للمخالف .. ملامح مشروع قانون العمالة المنزلية الجديد
  • مجلس الشورى.. عطاء متواصل من المنجزات التشريعية لمواكبة نهضة عمان المتجددة
  • الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي لدعم الطاقة المتجددة.. خبراء: تساهم في حماية البيئة من التغيرات المناخية.. وتُعد ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة
  • "عضو حقوق الإنسان": مسودة قانون العمالة المنزلية هدفه حماية حقوق الإنسان في مصر