الأردنية عنود.. الفن وحب حماية البيئة بين أوراق الصحف
تاريخ النشر: 11th, July 2023 GMT
عمان ـ ليث الجنيدي: “من لا يحافظ على بيئته لا يستحق العيش فيها”.. مقولة تحتاج إلى خطوات عملية وهو ما تسعى إليه الأردنية عنود جلوقة. جلوقة (40 عاما) من سكان العاصمة عمان ومواليدها دفعها حبها للحفاظ على البيئة إلى البحث عن شيء جديد ومبتكر، لتجد مبتغاها عبر البحث في الإنترنت عام 2010 في قارة أمريكا الشمالية، وتحديدا المكسيك.
وبعد محاولات وتدريب أتقنت جلوقة فنا نادرا يتمثل في جمع أوراق الصحف وتشكيل أروع وأجمل المناظر والأثاث المنزلي منها. درست عنود الاقتصاد بالجامعة الهاشمية الأردنية (حكومية)، وبدأت تشكل بأوراق الصحف وبأقل التكاليف منتجات متقنة التصميم تأسر الناظرين بروعة اللمسات الجمالية والفنية فيها. ** فن اقترن باسمها مراسل الأناضول زار جلوقة في مكان إقامتها مع والدتها وطفليها عمر (16 عاما) ويوسف (5 أعوام) بمنطقة مرج الحمام بالعاصمة عمان، واطلع على واقع فنّ بات يقترن بذكر اسمها في الأردن، إن لم تكن هي الوحيدة ممن يقوم به في المملكة. وسط عشرات من القطع اللافتة في تصميمها جلست عنود على كرسي من منتجاتها، خلف طاولة وضعت عليها أدوات العمل ممسكة برزمة من أوراق الصحف. تقول جلوقة للأناضول: “بدأت بهذا العمل عام 2010، بعد بحث متواصل على الإنترنت عن إعادة التدوير، وتخصصت بأوراق الصحف المطبوعة”. وأضافت: “في الحقيقة كان لدي محل لبيع الشوكولاتة ووجدت أن تكاليفه باهظة جداً، فقررت البحث عن شيء أقل تكلفة وأن يكون مميزا وفيه لمسات جمالية وفنية”. وأردفت: “وصلت إلى هذه الفكرة، والتي وجدتها أكثر انتشاراً وإتقاناً بالمكسيك، وبدأت التعلم عبر مقاطع فيديو منشورة لذلك”. ** هدف منذ الطفولة ومضت جلوقة: “كما تعلم التخلص من النفايات الورقية أمر مكلف، ولذلك شعرت أن هذه الخطوة ستحقق لي هدفا أعيش معه منذ الطفولة”. وأوضحت أن هدفها “كان دائما الحفاظ على البيئة من جهة، ومن جهة أخرى أستطيع إيجاد فن نادر وغريب في بلدي، وأحقق من خلاله عائداً مادياً”. وبينت جلوقة، أن “سعر الكيلو غرام من ورق الصحف 80 قرشاً (نحو دولار أمريكي)، وأشتري كميات كبيرة منه لإنتاج وتشكيل ما أقوم به”. ** طبيعة المنتجات أما عن طبيعة تلك المنتجات فأوضحت جلوقة أنها “مناظر متنوعة وأوانٍ منزلية”، مشيرة إلى أنها “أدخلت مؤخرا تصاميم أثاث المنزل وزينة معلقة وأرضيات وخزانات، وغير ذلك”. وأشارت إلى أن الإنتاج “يعتمد على فكرة القطعة، وما تحتاج إليه من عمل، وفي كثير من الأحيان، أستعين بنحو 5 سيدات لمساعدتي، وذلك لزيادة الإنتاج عندما يزداد الطلب”. وعمن يقصد تصاميمها قالت جلوقة: “كل من يبحث عن التميّز هو من يأتي إلي، فزبائني من يريدون أن يضيفوا لمسة فنية وجمالية إلى أماكن عملهم ومنازلهم”. وفيما يتعلق بالخطوات الإنتاجية، قالت: “أبدأ بلف الورق على شكل أنابيب أسطوانية، ثم تجديلها بطرق مختلفة”. وأضافت أن “بعض التصاميم تحتاج إلى طحن الورق وخلطه بالجبس، ثم يوضع عليه الغراء اللاصق، وصولاً إلى مرحلة طلائه بمادة الورنيش”. ** مردود لا يقارن بالتعب ورغم المستوى العالي من الإتقان، رفضت المصممة الأردنية أن تصف نفسها بـ”الفنانة”، مؤكدة بالقول: “بحثت عن التميز مع سمو الهدف، وقد وجدت ذلك في أبسط الأشياء”. وأردفت: “في البدايات كان بعض الناس يتهكمون على ما أقوم به، ولكن بعد أن شاهدوا الفن والإبداع في طريقة التصميم، باتوا من أكثر المشجعين والداعمين لي”. وتابعت: “أفكار التصاميم والمنتجات وليدة اللحظة، والوقت الذي تحتاجه كل قطعة يعتمد على آلية العمل”. وختمت جلوقة حديثها بالقول: “المردود المادي لا يقارن بحجم التعب، فأسعار القطع التي أنتجها تبدأ من 5 دنانير (7 دولار أمريكي)، وتصل في أقصاها إلى 150 دينارا (211 دولارا)”. الأناضول
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
وزيرة البيئة تعقد لقاء مع وزير الدولة البريطاني لأمن الطاقة وصافي الانبعاثات الصفرية
عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة لقاءا ثنائيا مع السيد إيد ميليباند وزير الدولة البريطاني لأمن الطاقة وصافي الانبعاثات الصفرية والوفد المرافق له، بحضور السفير وائل أبو المجد مساعد وزير الخارجية لشئون البيئة والمناخ والتنمية المستدامة والدكتور عمرو أسامة مستشار الوزيرة للتغيرات المناخية والأستاذة سها طاهر رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية وذلك على هامش مشاركتها في الشق الوزاري لمؤتمر المناخ COP29 بباكو بأذربيجان.
وقد ثمن الوفد البريطاني في بداية اللقاء جهود الدكتورة ياسمين فؤاد في قيادة مشاورات الهدف الجديد لتمويل المناخ مع شريكها الأسترالي، والحرص على الوصول لمنطقة وسط تحقق توازن لمختلف الاراء.
واشارت وزيرة البيئة أنها سلمت وشريكها الأسترالي إلى رئاسة مؤتمر المناخ COP29 نتائج قيادتهما لمشاورات الهدف الجمعي الجديد للتمويل على مدار الفترة السابقة، وتطلعها للخروج بقرار في هذا الشأن يسهل على جميع الأطراف المضي قدما في عملية المناخ، خاصة مع اهتمام الدول المتقدمة بتحديد قاعدة المساهمين، وتطلع الدول النامية للوصول لرقم تمويل طموح يساعدها على تلبية احتياجاتها وأولوياتها.
وأضافت وزيرة البيئة ان قيادتها وشريكها لمشاورات الهدف الجديد للتمويل غلبت عليها روح التحالف والرغبة الحقيقية في الوصول لنتيجة تدعم العمل المناخي، مؤكدة أن الاتفاق على رقم جديد للتمويل سيساعد على الانتقال إلى مرحلة اكثر طموحا في المشاورات.
كما ثمنت د. ياسمين فؤاد جهود الجانب البريطاني في ملف تمويل المناخ وايضًا التكيف، في ظل اعتراف الدول المتقدمة بأولوية التكيف، مؤكدة ان الأهم في عملية مشاورات التمويل ليس فقط الوصول إلى رقم طموح أو حشد الموارد، ولكن بث الثقة في العمل متعدد الأطراف لدى الدول النامية.
ومن جانبه، اشار السيد ايد ميليباند وزير الدولة البريطاني لأمن الطاقة، إلى حرص بلاده على الوصول إلى رقم اكثر قوة لتمويل المناخ، والطرق الواقعية لزيادة هذا الرقم، والوصول لاتفاق حول قاعدة المساهمين، في ظل تفهم الرؤى المختلفة للدول، مع العمل على بناء الثقة في إمكانية الوصول إليه، إلى جانب حشد المساهمات الطوعية وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة لتخطي فجوة التمويل، مع الاهتمام بالموضوعات الخاصة بقدرة الدول على الوصول للتمويل، وتمويل التكيف، والمساواة، والديون.
كما ناقش الجانبان الوضع الراهن لجهود التخفيف والحفاظ على هدف ١.٥ درجة ارتفاع في حرارة الكوكب، واهمية تقديم كافة الدول لخطط مساهماتها الوطنية لتقييم الجهد العالمي للتخفيف، حيث شددت وزيرة البيئة على ان مصر رغم التزامها بتقديم خطط مساهمات وطنية طموحة وتحديثها، إلا أنها تدافع عن حق الدول النامية في اختيار التزاماتها الطوعية وفق مساراتها وظروفها الوطنية.