التنورة «المولوية».. أسسها جلال الدين الرومي وأبدع المصريون فيها
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
التنورة «المولوية» هي الدوران حول النفس، والتأمل الذي يفعله من يطلق عليهم «الدراويش»، بهدف الوصول إلى الكمال المنشود، وكبح النفس ورغباتها والدوران حولها.
ويعتقد أن الفكرة أتت من مفهوم دوران الكواكب حول الشمس، وينظم المتصوفون رقصات يرتدون فيها تنانير واسعة فضفاضة ملونة، ويؤدون حركات دائرية، وأسس هذه الرقصة المتصوف الشهير جلال الدين الرومي، من أكثر من 800 سنة.
ويقول محمد أحمد السيد، الشهير بـ«جزيرة»، إنه منذ وصول رقصة التنورة إلى مصر، دخل عليها تطورات كثيرة، وأصبحت ضمن الفلكور الشعبي المصري، وراقصي التنورة يدورون حول أنفسهم، وجاءت فكرة الدوران من دوران الكواكب حول الشمس، ويحنون رؤوسهم وأجسادهم، ويخطون باتجاه اليمين، فتلف الحلقة كلها بسرعة، وبعد فترة قصيرة يبدأ أحد الراقصين بالدوران حول نفسه وسط الحلقة، وهو يعمل برجليه معا، ويداه ممدوتان، ويسرع في حركته، فتنشر تنورته على شكل مظلة.
وأوضح «جزيرة»، أن راقص التنورة يرتدي تنورتين أو ثلاث، واستلهمت ألوانها من الأعلام والبيارق الخاصة بالطرق الصوفية، ويصل وزن الواحدة إلى حوالي 8 كيلوجرامات، أما «السبتة» أو الحزام الذي يرتديه على نصفه الأعلى، فيهدف إلى شدّ ظهر الراقص، وهو يدور، بينما يتّسع الجلباب من الأسفل ليعطي الشكل الدائري طرفه عند الجانب الأيسر.
وتابع: «اشتهرت التنورة المصرية على مستوى العالم، وشاركنا في حفلات بدول عديدة، منها بلغاريا والصين والهند، وما زال التطوير مستمر في التنورة، طبقا للمتغيرات الحياتية، فقد أضفنا إليها الإضاءة لاستخدامات الحفلات والأفراح».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جلال الدين الرومي الفن الشعبى
إقرأ أيضاً:
«عفاريت الأمراض».. كيف عالج المصريون القدماء مرضاهم بـ السحر والتعاويذ؟ دراسة علمية تكشف التفاصيل
التعاويذ السحرية وعلاقتها بالشفاء من الأمراض في مصر القديمة، كان هذا العنوان الشائك محل نقاش خلال الندوة الأخيرة بمعرض الكتاب ضمن محور "مصريات" لمناقشة كتاب "التعاويذ السحرية الشافية من الأمراض في مصر القديمة"، حيث ناقشت الدكتورة ليلى ممدوح عزام أستاذة الآثار والحضارة المصرية القديمة بجامعة حلوان مضمون كتابها الذي يسلط الضوء على إحدى الوسائل العلاجية في مصر القديمة الخاصة باستخدام التعاويذ السحرية في الشفاء من الأمراض، وأدار الندوة الباحث محمود أنور.
في مستهل الندوة أوضح أنور أهمية الكتاب الذي يعنى بدراسة استخدام قدماء المصريين التعاويذ السحرية الشافية من الأمراض في عصر الدولة الحديثة اعتمادا على مصادر كالبرديات والشقف وقد تناول الكتاب مفهوم السحر والمرض والتعويذة والمعبودات الشافية وممارسو العلاج.
وأكدت الدكتورة ليلى عزام أن مفهوم السحر في مصر القديمة كان يختلف تماما عن الفهم المعاصر له، حيث لم يعتبر خرافة أو شعوذة، بل كان أداة ضرورية للتعامل مع تحديات الحياة، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. فقد كان السحر يستخدم لحماية الأفراد والدولة، وحتى المعبودات نفسها كانت تلجأ إليه في صراعاتها الكونية من أجل الحفاظ على النظام والتوازن في العالم.
كما شرحت كيف كان المصريون القدماء يدركون وجود قوى خفية تؤثر على حياتهم، ويسعون إلى مواجهتها باستخدام التعاويذ السحرية التي لم تكن مجرد كلمات تتلى، بل كانت تعتمد على النصوص المقدسة، والممارسات الطقسية، والرموز التصويرية.
وأضافت أن هذه التعاويذ تظهر منذ العصور المبكرة، حيث كانت تستخدم لعلاج الأمراض وحماية المرضى من الأرواح الشريرة، فضلا عن التصدي للأوبئة غير المفهومة.
وسلطت "عزام" الضوء على مكونات التعاويذ السحرية، حيث يبدأ كل نص بعنوان يحدد نوع المرض والعضو المصاب، ثم يتبع ذلك المضمون الذي يتنوع بين الدعاء للمعبودان طلبا للشفاء أو تهديد الكائنات الشريرة المسؤولة عن المرض. كما تشمل التعاويذ تعليمات حول توقيت وأسلوب أدائها، وقد تتضمن رسومات توضيحية تمثل المرض أو المعبودات التي يتم استدعاؤها للعلاج.
كما استعرضت العلاقة بين الطب والسحر في مصر القديمة، موضحة أنه لم يكن هناك تمييز صارم بين المجالين، حيث كان الطب يستخدم لعلاج الأمراض ذات الأسباب الواضحة، بينما كانت التعاويذ السحرية تستخدم عندما يعجز الأطباء عن تفسير الحالة المرضية. وكان الاعتقاد السائد أن بعض الأمراض لم تكن ناجمة عن أسباب مادية، بل عن غضب إلهي أو تأثير كائنات غير مرئية.
كما تطرقت أستاذ الآثار والحضارة المصرية القديمة إلى مفهوم "عفاريت الأمراض"، التي كان يعتقد أنها تدخل جسم الإنسان عبر الأنف أو الفم أو حتى من خلال الجروح المفتوحة، مما يستدعي طردها عبر طقوس خاصة تعتمد على التعاويذ السحرية. وناقشت أيضا دور ممارسي العلاج في مصر القديمة، حيث لم يكن الأطباء وحدهم مسئولين عن التداوي، بل كان هناك أيضا الكهنة والسحرة وحاملو التمائم، ولكل منهم أساليبه الخاصة في العلاج.
كما تناول النقاش بعض الاكتشافات الطبية المتقدمة التي سجلها المصريون القدماء، مثل إدراكهم لدور الذباب في نقل الأمراض، وفهمهم لأمراض العيون مثل المياه البيضاء، كما أدركوا أن بعض آلام البطن تنتج عن الديدان المعوية، وطوروا تعاويذ للحماية من "الهواء الملوث"، مما يشير إلى فهمهم المبكر لانتقال الأمراض عبر الهواء.
وفي ختام الندوة، أكدت "عزام" أن المصريين القدماء لم يكونوا مجرد شعب يؤمن بالخرافات، بل كانوا يتمتعون بفهم علمي متقدم، حتى وإن كان مغلفا بمعتقداتهم الروحية، وأشارت إلى الممارسات الشعبية الحالية الموروثة من مصر القديمة.
وشددت على أن السحر لم يكن بديلا عن الطب، بل كان جزءا من نظام علاجي متكامل يعكس رؤيتهم العميقة للعالم، ويكشف عن العلاقة الوثيقة بين العلم والمعتقدات الدينية في حضارتهم العريقة.