صدى البلد:
2024-10-03@07:13:56 GMT

الدكتور صابر حارص يكتب: الدرس الأكبر

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

ليست هناك جهة أو قوة في العالم يمكنها تحقيق النصر في الحياة عامة أو المعارك والحروب خاصة إلا بعون الله  "وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم".

فلم ترد كلمة النصر في القرآن إلا وهي: نصر الله "ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله" أو نصر من عند الله "وما النصر إلا من عند الله"  أو نصر لله أي نصرة الدين ونبيه "إن تنصروا الله ينصركم".

 ثم أراد الله قصرها وحصرها عليه فقال "وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم" فهل هناك شك في الله أو في  كلام الله حتى نظل 75 عاما لا نلجأ إلى الله ونتبع منهجه لكي ينصرنا الله في حياتنا عامة، وتحرير فلسطين وأراضينا خاصة؟؟؟!!!

وللتوضيح: فإن متطلبات النصر أمرين: أولها أن نكون مؤمنين بطاعة الله واليقين "وكان حقا علينا نصر المؤمنين" وثانيها الأخذ بالأسباب في كل شيء مطلوب لتحقيق النصر الحياتي أو العسكري، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هذا المطلوب مكافئا للعدو لا في كم الجنود ولا في أسلحتهم وذلك بنص كلام الله ، "وأعدوا لهم ما استطعتم"  فالاستطاعة هنا لمجرد الأخذ بالأسباب، أما النصر فهو من عند الله وليس بالأسباب وحدها مهما بلغت الأسباب وارتقت.

ومتى يكون النصر من عند الله؟ حينما تكون أرضك محتلة، وكرامتك مستباحة، ومقدراتك مغتصبة، وتكون في حالة دفاع عن النفس لا محالة، وهذا ينطبق علينا كعرب وعلى فلسطين خاصة، لذا فإن الدرس الأكبر والأشمل الذي يجب الدوام عليه هو طاعة الله في كتابه وسنته، والأخذ بالأسباب ما استطعنا، وحقيقة الأمر أن الشرطين وهما الإيمان والأخذ بالأسباب توافرا فينا ومعنا ذلك  في أكتوبر 73 العاشر من رمضان.

ولمزيد من التوضيح، فإن أسباب الهزيمة ثلاث: أولها معصية الله "قل فمن ينصركم من الله إن عصيتم" فإن الله ينصركم بمعصية العدو، وينصر العدو عليكم بمعصيتكم، فإذا تساوت المعاصي نصر الله العدو،  لأنه أكثر منكم تفوقا وتقدما وأخذا بالأسباب ، وثانيها الافتقار إلى الله والضراعة إليه؛ فحينما تخوض معركة مع العدو أو معركة الحياة عامة، فلا تعتد بقوتك وعملك ومالك وذكائك ولا حتى تغتر بإيمانك وتقواك، بل اعتد بالله أولا وتضرع إليه.

ولا تنسوا أن الله نصركم ببدر وأنتم قلة مستضعفة وهم كثرة غالبة قوية "ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون" كما لا تنسوا أن الله هزمكم في غزوة حنين وأنتم كثرة قوية  "ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا".

وثالثها الركون إلى الكفار، وخاصة اليهود، وهو من أكبر موانع النصر؛  فتقلدونهم فيما يغضب الله من اتباع الشهوات والإباحيات والسلوكيات الشاذة، وإعلاء الدنيا على الآخرة، والاستجابة لأفكارهم وفتنتهم وإبعادكم عن الدين، بينما لا تقلدوهم في تقدمهم العلمي ، وتقديسهم للنظام وللقانون والعدالة داخل أوطانهم، وكذلك ولائهم لأوطانهم، وسعيهم الدائم لقوتهم والحفاظ على أمنهم واستقرارهم وتفوقهم الاقتصادي والعسكري.

إن الابتعاد عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم في السلم والحرب والركون إلى الكفار يجعلنا نعيش حياة شقية يملؤها العذاب في شتى وجوهها، ويخبرنا بذلك رب العزة في قوله" وما كان الله لمعذبهم وأنت فيهم، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: من عند الله

إقرأ أيضاً:

رأي.. بشار جرار يكتب لـCNN عن تداعيات اغتيال نصرالله

هذا المقال بقلم بشار جرار، متحدث ومدرب غير متفرغ مع برنامج الدبلوماسية العامة - الخارجية الأمريكية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

على وقع "العملية البرية المحدودة" في جنوب لبنان، تجاوزت الأحداث أهمية هذا السؤال. مسألة من أتى دوره في بنك الأهداف الإسرائيلي، ما عادت مفصلية، منذ سقط الردع والهيبة إثر الضربة المزدوجة -بفارق سبع ساعات- الأولى في بيروت والثانية في طهران. لم يبدأ الأمر بفؤاد شكر فقد سبقه بسنوات عماد مغنية، وقبل إسماعيل هنية كان قاسم سليماني. بصرف النظر عن صفات المستهدفين وثقلهم تنظيميا، وبغض البصر عن تسمية الاستهداف تصفية أم اغتيالا، ما تحقق هو خلخلة أساسات الهيكل الذي أقامه الخميني ومن بعده خامنئي بمليارات الدولارات من مال المواطنين الإيرانيين و"الخُمس" الذي يجمعونه من أتباعهم، لتأسيس جيوش رديفة سماها ما يطلق على نفسه محور المقاومة والممانعة "مصدات إشغال" دفاعا عن نظام ولاية الفقيه في طهران، حتى وإن زعم أن طريقه إلى القدس تمر بقرى ومدن أربع دول عربية!

السؤال الأولى بالإجابة هو الفارق الزمني بين تصفيات ما قبل السابع من أكتوبر وبعده؟ هل كان القرار مقتصرا على اختيار الأهداف أم توقيت تنفيذها، فالاختراق قديم وكبير، عميق وشامل. لا يمكن تفسير تلك التصفيات -على اختلاف أماكنها وأهدافها ومسميات تنظيماتها- إلا بالاختراق الأمني وهو الاعتقاد السائد، لكن الأمر قد يعني أيضا أن الهيكل كله من أساسه وزعاماته كانت أداة لمرحلة عنوانها، معركة الوقت. ريثما تتم محاسبة فصيل أو قيادة، وبينما تتوالى سرديات ما قبل يوم الحسم وبعده، ثمة عمل دؤوب عاقل -أبعد ما يكون عن الانفعالية والاعتباطية- يتعامل مع ثلاثة عوامل: الأرض وما عليها (السكان والبنى التحتية)، الأرض والمياه وما تحتها (نفط وغاز) والمناخين الإقليمي والدولي.

بماذا اختلف نصرالله عن سلفه عباس الموسوي؟ أو هنية عمن سبقوه في تأسيس وتمثيل حماس خاصة أحمد ياسين وخالد مشعل؟  العقيدة السياسية والانتماءات الإقليمية والتحالفات الدولية هي هي؟ قرار التصفية إذن مرتبط بمواقيت ومراحل وحقب. ذلك تخطيط استراتيجي يعدّ بالعقود لا السنوات. تخطيط يتحكم بزمام المبادرة فيه من يملك أدوات تشكيل، تعديل أو تغيير النظام العالمي. كل من مسّ بذلك، تعرض للتصفية إن تعذر البديل وهو التنحي الطوعي أو التنحية القسرية.

صحيح أن "الطوفان" بدأ من غزة في السابع من أكتوبر الماضي، إلا أن "التسونامي" الحالي والذي سبق الذكرى السنوية الأولى لـ "طوفان الأقصى-السيوف الحديدية" لن يهدأ حتى يحقق أهدافه "الوجودية" وهي كلمة اتفق عليها الأعداء والأعدقاء "العدو الصديق" (فْرِنِمي). هذه ليست مجرد جولة تصفية حسابات أو تعديل سلوك عبر تغيير قواعد الاشتباك. ما يجري هو فض للاشتباك عبر مسار تفاوضي فردي أو جماعي. وإلا فهي الحرب حتى النصر. قد تصل الأمور ذروتها قبل الخامس من نوفمبر، أو بعيد إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، حيث يتحدد "مسار" دولي وليس أمريكيا فقط يضغط الجميع -نظما وتنظيمات- إلى حلول وسط تجنب الإقليم والعالم حربا كبرى أو عالمية، بحيث تتحول الحرب من مواجهة إسرائيلية مع إيران ووكلائها إلى حرب إسقاط أو سقوط التنظيمات على غرار ما بدأ من بغداد عام 2003.

ما اختلف خامنئي عن الخميني، فالأولوية هي لبقاء نظام الملالي وولاية الفقيه في طهران، حتى ولو اضطر لتقديم الأكباش تباعا للمحرقة. ما يجري في لبنان لن يقف في الجنوب والشرق وسيشمل على الأرجح كل التنظيمات والبنى التحتية المعادية لإسرائيل، كما جرى في سيناريو غزة الذي شمل أهدافا في الضفة ضمن عمليات محدودة زمانيا ومكانيا. كل ذلك، إفساحا لمزيد من الوقت حتى تستكمل إيران انسحابها من سوريا (قد تسميه إعادة تموضع) وأمريكا من العراق في إطار رضوخ إيران لما طلبه الرئيس السابق -والأرجح المقبل- دونالد جيه ترامب وهو الكف عن "سلوكها الخبيث". حتى مسألة السلاح النووي لها سردياتها المعدة منذ سنوات ما قبل "الصبر الاستراتيجي"، حيث إن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران يرى في أسلحة الدمار الشامل "حرمة شرعية". وكما أصبح "الشيطان الأكبر" "إخوتنا الأمريكيين" بلسان مسعود بزشكيان فإنه ليس صعبا على خبراء "تشخيص مصلحة النظام" النجاة بإيران نظاما وبلادا، حيث لا حاجة بعد لتلك "المصدات" ولربما يشمل ثمن "التعاون" جائزة ترضي المرشد عبر خلافة ابنه مجتبى. للإسم دلالات ثقافية تعني الشخص الذي تم اختياره أو اصطفاؤه..

كل ما تقدم يصير حبرًا على الورق كما يقال، إن صدقت صيحات "الثارات" وثبتت رؤى الرايات السود والحمر!! غير ذلك، فإن تصفية نصرالله -بصرف النظر إن كانت قرارا وجهدا إسرائيليا خالصا أو تضمن دعما وإسنادا من داخل الإقليم أو خارجه- قد تكون فيها نجاة لبنان الذي أراده بشير جميّل ورفيق الحريري وجميع من عملوا على استرداد الدولة اللبنانية من الارتهان وتحرير "سويسرا الشرق" من الاختطاف.

ما بعد نصرالله، فرصة لن تتكرر لتحقيق "رؤية الدولتين" وتلك رؤية تم إنضاجها لنحو عام وانتقالها إلى مرحلة الحديث عن "مسار" لتحقيق دولة فلسطينية منزوعة السلاح لها حدود فيها نظم حماية مشتركة أكثر تعقيدا من "محور فيلاديلفي" وما كان شريطا أو حزاما أمنيا بين لبنان وإسرائيل والجدار الفاصل بين إسرائيل والضفة الغربية الذي لم يتغير برحيل آرائيل شارون وكل الحكومات التي أدانت الجدار أو تحفظت عليه.

ما بعد نصرالله والتقارب التركي السوري غير المسبوق، إما إعادة تأهيل عربي فدولي للنظام في سوريا أو هجوم سلام يقوده بشار الأسد عبر سوتشي مثلا أو وسيط عربي قوي قادر على إقناع ترامب بأن "سلام الشجعان" ما زالا متاحا. في نهاية المطاف وكما قال جواد ظريف مستشار بزشكيان ومهندس مفاوضات الملف النووي من الجانب الإيراني، "من غير المعقول أو المقبول أن يكون الإيرانيون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين".

ما بعد هنية ونصرالله ومن قد يأتي بعدهما، بداية نهاية ما عُرف بالإسلام العسكري، حتى السياسي صار مرفوضا أوروبيا وأمريكيا رغم طفرات هنا وهناك يسيء "الإخوان المسلمين" قراءتها كما جرى في مصر، حيث كانت البداية والنهاية.

بشار جرارباحث متخصص في قضايا محاربة الإرهاب وتعزيز حوار الأديانإسرائيلإيرانسوريالبنانإسماعيل هنيةحسن نصراللهرأيعلي خامنئينشر الثلاثاء، 01 أكتوبر / تشرين الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • بين يدي نصر الله
  • عادل حمودة يكتب: سنة على الحرب فى غزة انتهت بمشهد اغتيال «نصر الله»
  • غالانت: إيران لم تتعلم الدرس ومن يهاجمنا سيدفع ثمناً باهظاً
  • اغتيالُ القادة.. انتصاراتٌ زائفة وجحيمٌ مستعرة
  • لن تجد إسرائيل النصر في لبنان
  • رأي.. بشار جرار يكتب لـCNN عن تداعيات اغتيال نصرالله
  • د. عمرو عبد المنعم يكتب: بعد اغتيال نصر الله.. هل انتهى زمن القيادات المركزية؟
  • الدكتور بن حبتور يدين جريمة اغتيال كيان العدو الصهيوني قادة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
  • ننشر مقررات امتحان شهر أكتوبر للصف الثاني الإعدادي 2025
  • محافظ القاهرة لـ"البوابة نيوز": 110 أتوبيسات صديقة للبيئة لنقل ضيوف المنتدى الحضري