صدى البلد:
2025-03-04@10:43:27 GMT

الدكتور صابر حارص يكتب: الدرس الأكبر

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

ليست هناك جهة أو قوة في العالم يمكنها تحقيق النصر في الحياة عامة أو المعارك والحروب خاصة إلا بعون الله  "وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم".

فلم ترد كلمة النصر في القرآن إلا وهي: نصر الله "ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله" أو نصر من عند الله "وما النصر إلا من عند الله"  أو نصر لله أي نصرة الدين ونبيه "إن تنصروا الله ينصركم".

 ثم أراد الله قصرها وحصرها عليه فقال "وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم" فهل هناك شك في الله أو في  كلام الله حتى نظل 75 عاما لا نلجأ إلى الله ونتبع منهجه لكي ينصرنا الله في حياتنا عامة، وتحرير فلسطين وأراضينا خاصة؟؟؟!!!

وللتوضيح: فإن متطلبات النصر أمرين: أولها أن نكون مؤمنين بطاعة الله واليقين "وكان حقا علينا نصر المؤمنين" وثانيها الأخذ بالأسباب في كل شيء مطلوب لتحقيق النصر الحياتي أو العسكري، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هذا المطلوب مكافئا للعدو لا في كم الجنود ولا في أسلحتهم وذلك بنص كلام الله ، "وأعدوا لهم ما استطعتم"  فالاستطاعة هنا لمجرد الأخذ بالأسباب، أما النصر فهو من عند الله وليس بالأسباب وحدها مهما بلغت الأسباب وارتقت.

ومتى يكون النصر من عند الله؟ حينما تكون أرضك محتلة، وكرامتك مستباحة، ومقدراتك مغتصبة، وتكون في حالة دفاع عن النفس لا محالة، وهذا ينطبق علينا كعرب وعلى فلسطين خاصة، لذا فإن الدرس الأكبر والأشمل الذي يجب الدوام عليه هو طاعة الله في كتابه وسنته، والأخذ بالأسباب ما استطعنا، وحقيقة الأمر أن الشرطين وهما الإيمان والأخذ بالأسباب توافرا فينا ومعنا ذلك  في أكتوبر 73 العاشر من رمضان.

ولمزيد من التوضيح، فإن أسباب الهزيمة ثلاث: أولها معصية الله "قل فمن ينصركم من الله إن عصيتم" فإن الله ينصركم بمعصية العدو، وينصر العدو عليكم بمعصيتكم، فإذا تساوت المعاصي نصر الله العدو،  لأنه أكثر منكم تفوقا وتقدما وأخذا بالأسباب ، وثانيها الافتقار إلى الله والضراعة إليه؛ فحينما تخوض معركة مع العدو أو معركة الحياة عامة، فلا تعتد بقوتك وعملك ومالك وذكائك ولا حتى تغتر بإيمانك وتقواك، بل اعتد بالله أولا وتضرع إليه.

ولا تنسوا أن الله نصركم ببدر وأنتم قلة مستضعفة وهم كثرة غالبة قوية "ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون" كما لا تنسوا أن الله هزمكم في غزوة حنين وأنتم كثرة قوية  "ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا".

وثالثها الركون إلى الكفار، وخاصة اليهود، وهو من أكبر موانع النصر؛  فتقلدونهم فيما يغضب الله من اتباع الشهوات والإباحيات والسلوكيات الشاذة، وإعلاء الدنيا على الآخرة، والاستجابة لأفكارهم وفتنتهم وإبعادكم عن الدين، بينما لا تقلدوهم في تقدمهم العلمي ، وتقديسهم للنظام وللقانون والعدالة داخل أوطانهم، وكذلك ولائهم لأوطانهم، وسعيهم الدائم لقوتهم والحفاظ على أمنهم واستقرارهم وتفوقهم الاقتصادي والعسكري.

إن الابتعاد عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم في السلم والحرب والركون إلى الكفار يجعلنا نعيش حياة شقية يملؤها العذاب في شتى وجوهها، ويخبرنا بذلك رب العزة في قوله" وما كان الله لمعذبهم وأنت فيهم، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: من عند الله

إقرأ أيضاً:

توسّع احتلالي في الجنوب رهن مزاج العدو.. حزب الله للحكومة: ننتظر الافعال لا الاقوال

واصل العدو الاسرائيلي امس انتهاكاته لوقف اطلاق النار في الجنوب، بالتعرض للمواطنين الجنوبيين وخرق السيادة اللبنانية، اضافة الى توسيع نطاق احتلاله لبعض المناطق في تخوم القرى. 
ويشكل واقع الإخلال الإسرائيلي باتفاق وقف النار والمعركة الديبلوماسية التي يخوضها العهد لحمل إسرائيل على إنهاء واقع احتلالها لخمس مواقع حدودية، الأولوية الأساسية خصوصاً في ظل تصاعد الأخطار التي ترتبها خطوات احتلالية إضافية لإسرائيل في سوريا بما يثير الخشية اللبنانية من تفلّت الدولة العبرية من أي ضغوط دولية لا سيما منها أميركية لردعها عن السياسات الاحتلالية والتصعيدية.
وكتبت" الاخبار": على طول البلدات الحدودية المنكوبة، تعود الحياة ببطء فيما يبدو أن هناك قراراً دولياً بتأخير العودة. في المقابل، تتوسّع المناطق المحتلة والعازلة على طول الحدود وآخرها في أطراف رميش، حيث توغّلت قوة إسرائيلية إلى عمق نحو 300 متر وقطعت عدداً من الأشجار ونفّذت أعمال تجريف بالقرب من مركز اليونيفل، وشقّت طريقاً من وادي سعسع باتجاه تلة حرمون.
وكتبت" اللواء": حسب مصادر متابعة، فإن هذا التوسع الاحتلالي يُعقّد اكثر لاحقاً مهمة لبنان بالتفاوض مع الكيان الاسرائيلي، وبعد ان كان الحديث قبل سنتين يدورحول 13 نقطة قديمة محتلة تحفّظ عليها لبنان في العام 2006، اصبح التفاوض اصعب مع الاحتلال مع اضافة التلال الخمس المحتلة والتوغل اليومي لقوات الاحتلال في اراضٍ جنوبية حدودية يقيم فيها نقاطاً ثابتة تضاف الى المناطق والنقاط الاخرى المحتلة. ولعل الكيان الاسرائيلي يقوم بتوسيع احتلاله ليس لأسباب امنية فقط، بل من اجل تحسين شروط تفاوضه لاحقاً وفرض شروط جديدة على لبنان.
واشارت مصادر مطلعة على موقف حزب الله ل" الديار" الى ان وقوف الحزب راهنا خلف الدولة لتحرير الارض لا يعني اطلاقا تسليم السلاح والاستسلام، لافتة الى ان «الحزب قالها اكثر من مرة وابلغ المعنيين بذلك لجهة ان ما يقوم به لبنان الرسمي حتى الساعة غير كاف لدحر الاحتلال، ولذلك ستبقي المقاومة يدها على الزناد للتدخل بالوقت المناسب لوضع حد للعربدة الاسرائيلية». 
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري «أن الحكومة غير قادرة على إخراج إسرائيل بالقوة العسكرية من بلادنا».وقال متري على ما نُقِلَ عنه في حديث تلفزيوني : لا نملك حالياً إلّا تكثيف الجهود الدبلوماسية للضغط على إسرائيل للانسحاب من أرضنا. 
وأضاف: نسعى أن تكون الدولة صاحبة قراري الحرب والسلم، وأن يكون الجيش اللبناني مسؤولاً عن تأمين الحدود والدفاع عن السيادة!

موقف سلام
وأعلن رئيس الحكومة نواف سلام لـ"النهار" تعليقاً على أصداء جولته في الجنوب الأسبوع الماضي أن الخطوة الأولى التي قرر اتخاذها بعد نيل الحكومة الثقة هو أن يتوجه إلى الجنوب مع عدد من الوزراء "للتواصل مع أهلنا لنقول ولنثبت لهم أن الدولة تقف إلى جانبهم وأنها تلتزم إعمار بلداتهم. وأريد أن تصل هذه الرسالة إلى كل من يعنيهم الأمر. وأردنا أن نقول للجيش أيضاً أن أمن الجنوب وسلامته هي من مسؤولياته. ونحييه على عملية الانتشار التي نفذها حيث يقوم بالواجبات المطلوبة منه وسط ظروف صعبة".
وفي موضوع النقاط الخمس التي تحتلها إسرائيل، قال سلام إنه وصل إلى أقرب نقطة من هذه النقاط في الخيام "لنؤكد أن لا استقرار مستداماً إذا لم تنسحب إسرائيل انسحاباً كاملاً منها أي الى خطوط (اتفاقية) الهدنة عام 1949 المعترف بها دولياً. وأن استمرار وجودها في هذه النقاط وعدم انسحابها هو اعتداء على السيادة اللبنانية والـ1701 زائد تهديدها لتفاهم وقف اطلاق النار".      

مقالات مشابهة

  • مجدي أبوزيد يكتب.. رمضان فرصة الجميع لإصلاح النفس والتغيير
  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان
  • نائبة: قرار نتنياهو بوقف دخول المساعدات لغزة يهدد استقرار المنطقة
  • توسّع احتلالي في الجنوب رهن مزاج العدو.. حزب الله للحكومة: ننتظر الافعال لا الاقوال
  • بالفيديو.. الدكتور علي جمعة: الكون بأسره على هيئة كرة أعلاها العرش
  • بيلينجهام: تعلمت الدرس!
  • فتاة تسأل: طالما ربنا بيحبنا ليه خلق الجنة والنار؟.. الدكتور علي جمعة يجيب
  • بيان لـ سياسي أنصار الله بشأن غزة
  • محمد يسري يكتب: العلوم الإسلامية كلها جاءت لبيان فضائل كتاب الله والحفاظ على سنته
  • محمد غنيم يكتب: مع الشيخ محمد رفعت