أكد سمير عطية الله، الرئيس التنفيذي لبنك “ميرابو” الشرق الأوسط، أن دولة الإمارات العربية المتحدة أثبتت من خلال استراتيجيتها المدروسة وإجراءاتها المؤثرة في مجال المدن المستدامة، ريادتها في التنمية والتخطيط الحضري المستدام.

وقال عطية الله ، في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”، إن الإمارات وضعت استراتيجيات مدروسة تعتمد من خلالها المدن المستدامة على كمية الطاقة التي تستمدّها من الطاقة المتجددة، وكفاءة مبانيها، واستدامة وسائل النقل العامة والخاصة، ومساحاتها الخضراء، وإدارة النفايات، ومستوى الحفاظ على المياه.

وأضاف أن دولة الإمارات أطلقت مؤخراً تقريرا عن مستقبل المدن المستدامة، يوضح كيفية تحقيق أهداف الأمم المتحدة للاستدامة لعام 2030 ، لافتا إلى أن الإمارات

تواصل جهودها في مجال الاستدامة باستضافتها مؤتمر الأطراف “COP28”، يوم 30 نوفمبر الجاري، وإعلانها 2023 عاماً للاستدامة.

وأوضح أن استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، تهدف إلى زيادة مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة بنسبة تتراوح بين 25% إلى 50% بحلول عام 2050 وخفض انبعاثات الكربون الناجمة عن توليد الطاقة بنسبة 70%، فيما تهدف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 إلى إنتاج 75% من احتياجات دبي من الطاقة من مصادر نظيفة بحلول عام 2050، وتسعى إلى جعل دبي مركزاً عالمياً للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر.

وأشار إلى أن مبادرات الإمارات تشمل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، وهو أكبر مولد للطاقة الشمسية في العالم من موقع واحد بقدرة إنتاجية تبلغ 5000 ميجاوات بحلول عام 2030، بالإضافة إلى إنشاء صندوق دبي الأخضر الذي سيقدّم قروضاً للمستثمرين في قطاع الطاقة النظيفة بأسعار فائدة مخفّضة.

وذكر الرئيس التنفيذي لبنك “ميرابو” الشرق الأوسط، أنه من المتوقع أن ينمو سوق السيارات الكهربائية في دولة الإمارات بنسبة 30% سنوياً حتى عام 2028 وفقاً لمؤشر أعدّته شركة الاستشارات آرثر دي ليتل، مشيراً إلى أنه لتلبية الطلب على المركبات الكهربائية وتشجيع استخدامها، قامت مبادرة الشاحن الأخضر التي أطلقتها حكومة دبي بزيادة عدد نقاط شحن المركبات الكهربائية في دبي إلى 620 نقطة.

وأضاف أنه بالنسبة للنقل العام، فقد نفّذت هيئة الطرق والمواصلات في دبي أيضاً مبادرات استدامة رئيسية للحد من آثار الكربون التي تخلّفها وسائل النقل العام في المدينة للوصول إلى صافي انبعاثات صفريّ بحلول عام 2050، وتهدف الاستراتيجية إلى تقليل 10 ملايين طن من انبعاثات الكربون، ويشمل ذلك تحويل أسطول الهيئة بالكامل من الحافلات العامة وسيارات الأجرة والحافلات المدرسية التي تعمل بالوقود إلى الوقود النظيف بحلول 2050.

وقال إن استراتيجية الأمن المائي للإمارات 2036 ، تهدف إلى خفض متوسط استهلاك الفرد من المياه بمقدار النصف، فيما تسعى استراتيجية دبي المتكاملة الجديدة لإدارة النفايات 2021-2041 إلى تنفيذ مشاريع طويلة الأجل لإدارة النفايات طوال السنوات العشرين المقبلة، بما في ذلك بناء منشأة بقيمة 1.1 مليار دولار من شأنها حرق القمامة لتوليد الطاقة.

وأضاف عطية الله أن وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات تعمل على تطبيق سياسة مشتريات مستدامة، تهدف إلى تحديد الآثار الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لعمليات الشراء خلال جميع مراحل دورة حياة المشروع، مع الأخذ في الاعتبار قدرة المورّدين على العمل بشكل مستدام عبر سلسلة التوريد.

وأشار إلى أن المساحات الخضراء والمباني الموفّرة للطاقة تعد من العناصر الحيوية للاستدامة، موضحاً أنه بحسب منظمة Architecture 2030، فإنّ هذه البيئة تولّد 40% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية السنوية، ولذلك تهدف خطة دبي الحضرية الذكية 2040 إلى معالجة هذه المشكلة على مستوى المدينة، وإعداد خطط لخفض الآثار الكربونية للبناء بنسبة 30% بحلول عام 2030، كما تسعى الخطة إلى زيادة المساحات الخضراء وتوسيع الشواطئ بنسبة 400% وتحويل 60% من دبي إلى محميات طبيعة بحلول عام 2040.

وذكر الرئيس التنفيذي لبنك “ميرابو” الشرق الأوسط، أنّ التخطيط الحضري المستدام يثمر مزايا طويلة الأجل، حيث يشكّل الانتقال إلى مدينة مستدامة مسعى واسع النطاق يتطلّب استراتيجية فعّالة لأصحاب المصلحة المتعددين واستثمارات كبيرة ونماذج تمويل جديدة لاستقطاب الدعم الرأسمالي المؤسسي والخاص المطلوب.

ولفت إلى أن “ميرابو لإدارة الأصول”، أطلقت مؤخراً استراتيجية للأسهم الخاصة من أجل تمويل فرص التحوّل الحضري المستدام في جميع أنحاء فرنسا ومنطقة اليورو بما يصل إلى 10%، واستغلّت خبرتها في التمويل العقاري على نحو جيّد لمعالجة واحدة من أكبر التحدّيات الحضرية في هذا القرن الذي نعيشه.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: دولة الإمارات الشرق الأوسط بحلول عام إلى أن

إقرأ أيضاً:

قيود أمنية واقتصادية تفاقم أزمة “حصار” مدينة الأُبيّض

بورتسودان- الشرق/ مها التلب

أوضاع إنسانية وأمنية واقتصادية بالغة التعقيد، تسبب فيها الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع، على مدينة الأُبيّض عاصمة ولاية شمال كردفان منذ الأيام الأولى من حرب السودان، في ظل قيود صعبة فُرضت على وصول المواد الغذائية والأدوية للمدينة، ما يهدد بخروج المستشفيات عن الخدمة.

وتسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على الأُبيّض بسبب موقعها الاستراتيجي الرابط بين إقليمي دارفور وكردفان، ولذلك تخوض على مدى أشهر معارك ضارية مع الجيش السوداني داخل وحول المدينة، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين بأعداد كبيرة، بحسب صحيفة "سودان تربيون".

وتقع الأُبيّض في موقع جغرافي مهم، حيث تبعد عن العاصمة الخرطوم نحو 400 كم، وتحدها من الجنوب ولاية جنوب كردفان، والغرب ولاية غرب كردفان وشمال دارفور، أما شرقاً ولاية النيل الأبيض، وشمالاً ولاية نهر النيل والشمالية.
مدينة استراتيجية
عسكرياً، تضم مدينة الأُبيّض قيادة قوات الفرقة الخامسة مشاة "هجانة"، ويرى محللون عسكريون، أن السيطرة على المدينة يعني نقطة في صالح الطرف المسيطر باعتبار أنها ستسمح لهم بقطع طريق إمداد الطرف الآخر.

واعتبر المحلل العسكري والأمني عبد الرحمن الريح في حديثه لـ"الشرق"، أن "سيطرة الجيش على مدينة الأُبيّض يمثل نقطة قوة له، وسقوطها يعني خسارة كبيرة، ويعني سيطرة الدعم السريع من شمال كردفان وحتى دارفور".

وذكر أن "تماسك قوات الجيش في هذه المنطقة دافع رئيس لاستمرار تواجد المواطنين".

أوضاع متراجعة
واشتكى عدد من سكّان مدينة الأبيّض خلال حديثهم لـ"الشرق"، من سوء الأوضاع وتراجع الخدمات كافة، نتيجة حصار قوات الدعم السريع للمدينة، وصعوبة الحصول على الدواء والمواد الغذائية إضافة إلى انقطاع الكهرباء.

وقالت المواطنة خديجة علي عثمان (52 عاماً) إن "المدينة ظلت صامدة أمام هجمات قوات الدعم السريع، التي فرضت عليها حصاراً من جميع الاتجاهات، وعلى رغم من ذلك فهي ملاذ لكل المواطنين الذين فروا من الحرب".

وذكرت المواطنة عوضية منصور، أن "هناك صعوبة في الحصول على الأدوية والمواد الغذائية خاصة مع ارتفاع أسعارها، إضافة إلى عدم صرف رواتب الموظفين".

وأضافت أنه "في بعض الأحيان نطلب الأدوية من أقاربنا خارج السودان، لكن في الوقت ذاته هناك صعوبات نتيجة لقطع قوات الدعم السريع للطرق، وتوقف حركة السفر بين المدن".

وأشارت ناهد حسن إلى أن انقطاع التيار الكهربائي لمدة شهرين، والماء لمدة عام، خلّف وضعاً معيشياً صعباً، موضحة: "نعمل على شراء الماء المنقول عبر الدواب بأسعار باهظة تفوق طاقتنا".

وأردفت: "فيما يخص الهواتف النقالة التي تحصل من خلالها على أخبار أقاربنا نقوم بشحنها من الطاقة الشمسية، بعد دفع مقابل مادي وهو ما لا يستطيع الجميع دفع تكاليفه أو تحمله بشكل يومي".

أكبر سوق للصمغ العربي
وتتمتع مدينة الأُبيّض التي ترتبط بأهم طريق بري هو طريق الصادرات، بميزات اقتصادية عديدة حيث تحتضن أكبر سوق للصمغ العربي على مستوى العالم، وأسواق أخرى للمحاصيل والماشية.
وتزخر المدينة بالموارد الإنتاجية والزراعية والغابية فضلاً عن أنها ملتقى للطرق القومية الرابطة بين الولايات السودانية، كما أنها تُعد مركزاً تجارياً مما أكسب سوق محصولات الأبيض ميزة في استقبال المحاصيل، وإحداث حراك تجاري يساهم بشكل فاعل في الاقتصاد القومي للدولة، بحسب المدير التنفيذي لسوق محصولات الأبيض بولاية شمال كردفان، حسن باب الرحمة.

وأشار الرحمة لـ"الشرق"، إلى أن "الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع أثر بشكل مباشر على تدني الوارد من المحاصيل الزراعية"، موضحاً أن "الكثير من الأراضي خرجت عن الزراعة والرعي نتيجة للاشتباكات التي تدور بين الطرفين".
فيما قال أحمد المصباح، يعمل في مجال الصمغ العربي، إن الحرب في مناطق حزام الصمغ العربي أفقدت البلاد ما لا يقل عن 70‎%‎ من الإنتاج، معتبراً أن "تجارة الصمغ بعيدة عن تمويل الحرب القائمة بين الجيش والدعم السريع".

وأرجع السبب إلى أن "عائداتها لا تتجاوز 200 مليون دولار في أفضل الأحوال والتي تخص شركات خاصة وليست حكومية".

وتشهد الأسواق ركوداً غير مسبوق كما أفاد البائعون "الشرق"، إضافة إلى تدني إقبال المواطنين، وذلك بسبب الأسعار الباهظة للمواد الغذائية.
وعن القطاع الصحي في المدينة، قالت وزارة الصحة بشمال كردفان، إن "حصار المدينة إثر بشكل مباشر على إمدادات الأدوية، وكشف عن هجرة بعض الأطباء في الفترة الأولى للحرب خوفاً من المواجهات التي وقعت بين الجيش وقوات الدعم السريع".

ولكنها أكدت لـ"الشرق" وجود مخزون استراتيجي من الأدوية والمساعدات الطبية في المستشفى الرئيسي.  

مقالات مشابهة

  • قيود أمنية واقتصادية تفاقم أزمة “حصار” مدينة الأُبيّض
  • بقيمة 11 مليار درهم.. “أدنوك” و”بنك اليابان للتعاون الدولي” يوقعان اتفاقية تمويل أخضر
  • رئيس مجلس الأمن السيبراني يفوز بثلاث جوائز من “غلوبي” العالمية
  • الرئيس تبون يستقبل نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
  • بقيمة 11مليار درهم.. “أدنوك” و”بنك اليابان للتعاون الدولي” يوقعان اتفاقية تمويل أخضر
  • في تجربة رائدة.. مزارع ينجح في زراعة “هيل” القهوة بمنطقة الباحة
  • وزارة “البيئة” ترعى مذكرة تعاون لإنشاء وتشغيل بيوت محمية وإدخال أنظمة جديدة تطبق لأول مرة في الشرق الأوسط
  • جوتيريش يدعو لإحلال السلام في الشرق الأوسط بدءًا من وقف الحرب على غزة
  • حشيشي يستقبل نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا
  • حشيشي يستقبل ائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا