اعتقاد خاطئ عن التسبيح باليد اليسرى.. عالم أزهري يوضحها
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
يجوز للمسلم أنْ يسبّحَ الله تعالى بأيِّ كيفية شاء، سواء كان بكلتا اليدين أو باليمنى فقط أو باليسرى فقط أو غيرها من الكيفيات، هكذا أجاب الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، عن سؤال ورد إليه، مضمون: "يسأل بعض الأخوة عمن يقول من سبح الله تعالى باليد اليسرى فقد عصى الله ورسوله؟".
وأوضح أنه لم يرد أي نهي صريح عن التسبيح باليسرى، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم نساءً أن يراعين بالتكبير والتقديس والتهليل العقدَ بالأنامل، فقال صلى الله عليه وسلم عن العقد بالأنامل: (فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولَاتٌ، مُسْتَنْطَقَاتٌ) رواه أبو داود، فالأنامل ضمن ما يشهد للإنسان من أعضاء يوم القيامة ما له وما عليه، ولم يقيد الحديث الأنامل باليمين فقط.
ظاهرة في مكة تنذر باقتراب يوم القيامة.. ما القصة؟ هتنام على طول.. ردد 4 آيات من هذه السورة كل ليلةوغاية ما يمكن أن يقال إنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن في شأنه كله، لقول عائشة رضي الله تعالى عنها: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ التَّيَامُنَ، يَأْخُذُ بِيَمِينِهِ، وَيُعْطِي بِيَمِينِهِ، وَيُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ) رواه النسائي.
ولما كان التسبيح من الأمور المهمة فالأصل أن يكون باليمين، ويشهد لذلك الحديث الذي رواه عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنه قال: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ)، وزاد محمد بن قدامة شيخ أبي داود: "بِيَمِينِهِ" رواه أبو داود في [سننه].
وقد بيّن علماء الحديث أن زيادة لفظة: "بيمينه" في الحديث السابق، هي شاذة، فقد روى الحديث جماعة من الحفاظ ولم يثبتوها في رواياتهم.
حثَّ الشرع الحنيف على ذكر الله تعالى في جميع الأوقات والأحوال وبيّن عظيم فضله، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، قَالَ: (أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ؟ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ) رواه مسلم.
هتصحى للفجر بدون منبه .. عليك بهذا الفعل قبل نومك 12 كلمة تحميك من شر انقلاب الحال وسوء الأقداروجاء في [مغني المحتاج 1/ 378]: "وتكره الإشارة بمسبحته اليسرى ولو من مقطوع اليمنى، قال الولي العراقي: بل في تسميتها مسبحة نظر، فإنها ليست آلة التنزيه"، وعليه؛ فلا حرج من التسبيح بأيِّ كيفية شاء، فالتسبيح باليدين وسيلةٌ لضبط العدِّ، سواء كان بكلتا اليدين أو باليمنى فقط أو باليسرى فقط، لكن التسبيح باليمنى أفضل، ولا ينبغي الإنكار على أحد، فالأمر فيه واسع، واستحباب التسبيح باليمين هو إرشاد إلى ما هو أفضل، ولكن لا ينافي الجواز باليسرى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الله تعالى الله ع ى الله
إقرأ أيضاً:
البكاء من خشية الله.. 6 أعمال تزيد رقة القلب
البكاء نعمة من الله عز وجل، وهو تعبير إنساني فطري يعكس ما يعيشه القلب من مشاعر وأحوال، لكن أعظمه هو البكاء من خشية الله تعالى، فهو ليس مجرد دموع تنساب، بل هو دلالة على تقوى القلب وقربه من الله.
البكاء من خشية اللهقال يزيد بن ميسرة: "البكاء من سبعة أشياء: من الفرح، والحزن، والجزع، والرياء، والوجع، والشكر، والبكاء من خشية الله، فذاك الذي تطفئ الدمعة منه مثل أمثال البحور من النار." (الزهد لأبي داود، صـ 394).
هذه الكلمات العميقة تسلط الضوء على قيمة البكاء الناتج عن استشعار عظمة الله وهيبته، وهو البكاء الذي يحمل صاحبه إلى مغفرة الله ورحمته، ويفتح له أبواب القرب منه.
البكاء من خشية الله له مكانة عظيمة في الإسلام، وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع." (رواه الترمذي).
دموع الخشية تطهر القلب من الذنوب، وترقق الروح، وتجعل صاحبها ممن يظلهم الله يوم القيامة تحت ظله، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه." (رواه البخاري ومسلم).
للوصول إلى خشية الله وزيادة رقة القلب، يمكن اتباع مجموعة من الأعمال:
تدبر القرآن الكريم: التأمل في آيات الله يعمق الخشوع ويزيد من استشعار عظمته.قيام الليل: الصلاة في جوف الليل والتضرع لله يفتح أبواب الرحمة ويليّن القلب.ذكر الله: المواظبة على الأذكار، خاصة أذكار الاستغفار والتسبيح.التأمل في نعم الله: التفكر في نعم الله وشكره عليها يزرع حب الله في القلب.زيارة القبور: تذكر الموت والآخرة يعين على زهد الدنيا واستشعار عظمة الله.الصحبة الصالحة: مجالسة من يذكرون بالله ويعينون على الطاعة.أدعية لرقة القلب وخشية الله"اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.""اللهم اجعل قلبي عامرًا بذكرك، رقيقًا بخشيتك، منيبًا إليك.""اللهم ارزقني عينًا دامعة من خشيتك، وقلبًا خاشعًا وعملاً متقبلًا.""اللهم اجعلني من عبادك الذين إذا ذكروك وجلت قلوبهم، وإذا تليت عليهم آياتك زادتهم إيمانًا."أثر البكاء من خشية اللهالبكاء من خشية الله ليس علامة ضعف، بل هو قمة القوة الروحية، لأنه يعبر عن قلوب استشعرت عظمة الخالق وضعف المخلوق. إنه يقرب العبد من ربه، يطهر النفس من الذنوب، ويمنح الطمأنينة والسلام الداخلي.
البكاء من خشية الله نعمة عظيمة لا يمنحها الله إلا للقلوب الحية. فلنحرص على تزكية نفوسنا، وتدريب قلوبنا على الخشوع، والسير في طريق الطاعة، حتى ننال رحمة الله ومغفرته، ونكون من أولئك الذين تطفئ دموعهم بحور النار، وترتقي بهم إلى جنات النعيم.