موقع 24:
2025-03-06@15:32:51 GMT

لماذا تتردد واشنطن في تمكين أوكرانيا من هزيمة روسيا؟

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

لماذا تتردد واشنطن في تمكين أوكرانيا من هزيمة روسيا؟

رصد المحرر الدبلوماسي في مجلة نيوزويك ديفيد برينان، حدود الدعم الأمريكي لأوكرانيا في الحرب مع روسيا، وقال إن موسم القتال في أوكرانيا لعام 2023 يدنو من نهايته في ظل آمال لم تتحقق.

فضل البيت الأبيض مساراً تدريجياً في ما يتعلق بالمساعدة العسكرية لكييف

وأضاف برينان في المجلة الأمريكية: "الجنود والمواطنون الأوكرانيون، الذين ينتظرون هجوماً روسياً في الشتاء، لن تدفئهم نجاحات الصيف، بعدما أخفق الهجوم المضاد الذي طال انتظاره في تحقيق الاختراق المتوقع، على صعيد انهيار احتلال موسكو لجنوب البلاد".



وأقر الجنرال فاليري زالوجني، أعلى قائد عسكري لدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بوجود أوجه قصور في أوكرانيا. وقال في مقابلة مع مجلة الإيكونوميست البريطانية، في وقت سابق من الشهر الجاري :"لن يكون هناك احتمال باختراق عميق وجيد"، وفي الوقت نفسه طلب زيلينسكي من مواطنيه "تركيز كل جهدهم على الدفاع".

تصدعات أوروبا


وبينما تعمل كييف على الاحتفاظ بائتلافها الغربي، تلفت "نيوزويك" إلى أن تصدعات بدأت بالتشكل.

في أوروبا، تهدد موجة من شعبوية اليمين المتطرف، بانحراف المؤسسة السياسية الأوروبية عن مسارها، فيما ينصرف الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى حملة إعادة انتخابه في مواجهة تنافس شرس مع الرئيس الأمريكي سابقاً دونالد ترامب، الذي سيكون مرشح الحزب الجمهوري على الأرجح، والانتقال إلى مرحلة التشكيك المفتوح بالمسألة الأوكرانية.

 

Does the US actually want Ukraine to defeat Russia? https://t.co/CFFtQMKcq6 pic.twitter.com/xHBA09AynJ

— Newsweek (@Newsweek) November 26, 2023


الفكرة المسيطرة، التي تتكرر منذ فبراير 2022، هي أن الولايات المتحدة، تمنح أوكرانيا ما يكفي من المساعدات العسكرية من أجل البقاء، وليس ما يكفي من أجل الانتصار.
وفي هذا السياق، تخشى واشنطن من أن تؤدي هزيمة استراتيجية لروسيا بإثارة فوضى داخل حدود روسيا، وربما تؤدي إلى إسقاط الرئيس فلاديمير بوتين، فضلاً عن نشوء اضطرابات إقليمية لملء الفراغ في السلطة، وتالياً انتشار لأسلحة الدمار الشامل. وفي وقت يلوح التحدي الصيني، فإن اندلاع فوضى في أوراسيا سيشكل العديد من المشاكل للبيت الأبيض.
ويبدو أن زيلينسكي يشعر بهذا الوخز. ويقول دانيال فايديتش رئيس مركز يوركتاون، أحد أبرز جماعات الضغط الأوكرانية في واشنطن العاصمة، لنيوزويك إن "الأوكرانيين يرون هذا التردد الدائم وهذا النمط من القلق حيال التصعيد، وعدم استفزاز الروس بطريقة ما".
ويضيف: "على الجانب التنفيذي، هناك الكثير من الحذر الذي يثير تساؤلات في كييف، حول ما إذا كان ثمة رغبة بأن تلحق هزيمة فعلية بالروس. والخلاصة هي كلا". ومضى قائلاً: "يعتقد الأوكرانيون بأنه رغم كل المساعدات، ورغم حقيقة أن الإدارة الأمريكية تفعل الكثير، فإنه لا يزال هناك الكثير من الحذر في ما يتعلق بإنزال الأوكرانيين هزيمة حاسمة بالروس، لأن هناك اعتقاداً بأن هذا سيؤدي إلى فوضى داخلية، وانهيار في روسيا".

Does the US Actually Want Ukraine to Defeat Russia? #NewsBreak https://t.co/1Whrtd1PO7

— Andrei Piontkovsky (@apiontkovsky) November 26, 2023


وفي السر، وجه المسؤولون الأمريكيون والحلفاء الغربيون انتقادات لمسار الهجوم الأوكراني. ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" في أغسطس، بأن المخططين الأمريكيين شعروا بأن قوات كييف المهاجمة تمتد على جبهة طولها 600 ميل، مما جعلها تخفق في تركيز قوة نارية كافية في نقطة معينة من أجل فتح ثغرة.

المساعدات لم تصل بسرعة


لكن بالنسبة إلى الكثير من الأوكرانيين، فإن الولايات المتحدة تتحمل بعض المسؤولية في خيبة الأمل من الهجوم المضاد. وصرح زيلينسكي ل "سي إن إن" في يوليو: "أنا ممتن للولايات المتحدة كونها تقود عملية دعمنا.. وقلت لهم كما قلت للقادة الأوروبيين بأننا نرغب في بدء الهجوم المضاد في وقت أبكر، وبأننا نحتاج إلى كل الأسلحة والمواد من أجل ذلك. لماذا؟ ببساطة لأنه إذا ما بدأنا متأخرين، ستمضي العملية ببطء".
ويقول فايديتش إن هذا الشعور لا يزال قوياً في كييف "بأن الكثير من المساعدات لم تصل بالسرعة اللازمة.. وكانت هناك مشاكل في سلسلة الإمداد، وما من شك في ذلك. لكن هناك جزء من هذه المساعدة، كمياً ونوعياً، كان يتعين أن تصل قبل ذلك بكثير". ويضيف: "وكان تأثيرها سيكون حاسماً في ظل شروط على الأرض.. إن هجوم الربيع هذه السنة كان يجب أن يكون في الربيع وليس في يوليو، مما أحدث كل الفرق. لقد أتاح ذلك للروس أن يحصنوا أنفسهم، ويعززوا دفاعاتهم".
تخوض أوكرانيا حرب بقاء وطني. وكان بايدن وبقية الحلفاء واضحين من حيث أن الائتلاف الغربي مسؤول عن البقاء العالمي. وقال بايدن في أكتوبر 2022: "لم نواجه احتمال قيام هرمغدون منذ كينيدي، وأزمة الصواريخ الكوبية".
لقد فضل البيت الأبيض مساراً تدريجياً فيما يتعلق بالمساعدة العسكرية لكييف. وحذر المسؤولون من أن إرسال الكثير بسرعة، من شأنه أن يجر إلى تصعيد خطير من الجانب الروسي. كما شدد الشركاء الغربيون على الحاجة إلى الغموض الإستراتيجي وعنصر المفاجأة. إن الضربات الفعلية على المواقع الروسية كانت غالباً العلامة الأولى على أن أوكرانيا قد تسلمت بعض أنظمة التسلح التي يملكها حلف الأطلسي.


 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية الکثیر من من أجل

إقرأ أيضاً:

هل تستطيع أوروبا تعويض كييف المعدات العسكرية التي أوقفتها واشنطن.. خبراء يجيبون

لا شك أن تجميد المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا لفترة طويلة سيكون له تأثير كبير في المجالات التي يصعب على الأوروبيين التعويض عنها، لكن بعض المجالات أسهل من غيرها مثل القذائف، وفقا لخبراء.

يرى معهد كيل الألماني أن الولايات المتحدة قدمت بمفردها نحو نصف قيمة المساعدات العسكرية لأوكرانيا في الفترة من 2022 إلى 2024. ويقول مصدر عسكري أوروبي لوكالة "فرانس برس" إن جزءا من المساعدات سُلم بالفعل، ولكن إذا لم يشهد الوضع على الجبهة تحولا في مواجهة الروس "فسيكون الأمر معقدا في أيار/ مايو وحزيران/ يونيو، بدون مساعدات جديدة" بالنسبة للأوكرانيين.

ويقول المحلل الأوكراني فولوديمير فيسينكو: "إذا أخذنا في الحسبان ما تم تسليمه وما لدينا وما ننتجه، فإننا قادرون على دعم المجهود الحربي لستة أشهر على الأقل من دون تغيير طبيعة الحرب بشكل كبير".



ويرى يوهان ميشال، الباحث في جامعة ليون 3، أن "في معادلة حرب الاستنزاف أنت تضحي إما بالرجال أو بالأرض أو بالذخيرة. وإذا نفدت ذخيرتك، فإنك إما أن تنسحب أو تضحي بالرجال".

في ما يلي أربعة مجالات عسكرية قد تتأثر بتعليق المساعدات الأمريكية:
الدفاع المضاد للطائرات
 تتعرض أوكرانيا باستمرار لوابل من الصواريخ والمُسيَّرات ضد مدنها وبلداتها أو بنيتها التحتية. تؤدي هذه الهجمات الكبيرة إلى إنهاك الدفاعات الأوكرانية وإجبارها على استخدام كميات كبيرة من الذخيرة.

بعيدا عن خط المواجهة، تمتلك أوكرانيا سبعة أنظمة باتريوت أمريكية حصلت عليها من الولايات المتحدة وألمانيا ورومانيا، ونظامين أوروبيين من طراز "SAMP/T" حصلت عليهما من روما وباريس لتنفيذ عمليات اعتراض على ارتفاعات عالية. ولدى كييف قدراتها الخاصة وحصلت على أنظمة أخرى تعمل على مدى أقل.

يقول الباحث الأوكراني ميخايلو ساموس، مدير شبكة أبحاث الجغرافيا السياسية الجديدة، وهي مؤسسة بحثية في كييف، إن "الصواريخ البالستية مهمة جدا لحماية مدننا، وليس قواتنا. لذا فإن ترامب سيساعد بوتين على قتل المدنيين".

ويشرح ليو بيريا-بينييه من مركز إيفري الفرنسي للأبحاث "مع الباتريوت، كما هي الحال مع جميع الأنظمة الأمريكية، لدينا مشكلتان، مشكلة الذخائر ومشكلة قطع الغيار للصيانة. في ما يخص قطع الغيار، هل سنتمكن من شرائها من الأمريكيين وتسليمها للأوكرانيين أم أن الأمريكيين سيعارضون ذلك؟ لا نعلم".

لتوفير ذخائر الباتريوت، تقوم ألمانيا ببناء أول مصنع لها خارج الولايات المتحدة، ولكن من غير المتوقع أن يبدأ الإنتاج قبل عام 2027. وسوف تجد أوروبا صعوبة في تعويض أي نقص في هذا المجال.

ويقول ميشال: "إن أوروبا تعاني من بعض القصور في هذا المجال؛ فأنظمة "SAMP/T" جيدة جدا ولكنها ليست متنقلة، ويتم إنتاجها بأعداد صغيرة جدا. لابد من زيادة الإنتاج، حتى ولو كان ذلك يعني تصنيعها في أماكن أخرى غير فرنسا وإيطاليا". لكن الأمر سيستغرق بعض الوقت. ويؤكد بيريا-بينييه أن "العملية كان ينبغي أن تبدأ قبل عامين".

ويضيف يوهان ميشال: "إن إحدى طرق التعويض تتمثل في توفير مزيد من الطائرات المقاتلة لتنفيذ عمليات اعتراض جوي وصد القاذفات الروسية التي تضرب أوكرانيا"، فالأوروبيون زودوا أوكرانيا بطائرات "إف-16" و"ميراج 2000-5"، ولديهم مجال لزيادة جهودهم في هذا المجال.

ضربات في العمق
يمكن للمعدات الأمريكية توجيه ضربات من مسافة بعيدة خلف خط المواجهة، وهو ما يجعلها بالغة الأهمية بفضل صواريخ "أتاكمس أرض-أرض" التي تطلقها راجمات "هايمارز" التي أعطت واشنطن نحو أربعين منها لأوكرانيا.

ويشير ميشال إلى أنها "إحدى المنصات القليلة في أوروبا".

ويقول بيريا-بينييه: "إن أولئك الذين يملكونها يبدون مترددين في التخلي عنها، مثل اليونانيين". ويقترح ميشال أن "هناك أنظمة تشيكية، ولكنها أقل شأنا. يتعين على الأوروبيين أن يطوروا بسرعة أنظمة خاصة بهم، أو إذا كانوا غير قادرين على ذلك، أن يشتروا أنظمة كورية جنوبية".

ويشير ساموس إلى أن هناك إمكانية لتوجيه ضربات عميقة من الجو، ولدى "الأوروبيين والأوكرانيين الوسائل التي تمكنهم من ذلك"، مثل صواريخ "سكالب" الفرنسية، و"ستورم شادو" البريطانية.

ولكن بيريا-بينييه يشير إلى أن "المشكلة هي أننا لسنا متأكدين على الإطلاق من أن هناك أوامر أخرى صدرت بعد تلك التي أُعلن عنها".

القذائف المدفعية والأنظمة المضادة للدبابات
في هذا المجال، الأوروبيون في وضع أفضل.

يقول ميشال: "ربما يكون مجال الأسلحة المضادة للدبابات هو الذي طور فيه الأوكرانيون أنظمتهم الخاصة. فالصواريخ، مثل صواريخ جافلين الشهيرة التي زودتهم بها الولايات المتحدة، تكمل أنظمة المُسيَّرات "FPV" بشكل جيد".

وفي ما يتعلق بالمدفعية، يشير بيريا-بينييه إلى أن "أوروبا حققت زيادة حقيقية في القدرة الإنتاجية، وأوكرانيا في وضع أقل سوءا".

في أوروبا، تسارعت وتيرة إنتاج القذائف وتسليمها إلى أوكرانيا، ويخطط الاتحاد الأوروبي لإنتاج قذائف عيار 155 ملم بمعدل 1,5 مليون وحدة بحلول عام 2025، وهذا يزيد عن 1,2 مليون وحدة تنتجها الولايات المتحدة.



 الاستطلاع/الاستعلام
 تشتد الحاجة إلى الولايات المتحدة في هذا المجال الأساسي بفضل أقمارها الاصطناعية وطائراتها ومُسيَّراتها التي تقوم بجمع المعلومات ومعالجتها.

ويقول فيسينكو: "من المهم جدا أن نستمر في تلقي صور الأقمار الاصطناعية".

ويشير ميشال إلى أن "الأوروبيين لديهم بعض الأدوات، ولكنها ليست بالحجم نفسه على الإطلاق، والعديد منهم يعتمدون بشكل كامل على الولايات المتحدة في هذا المجال".

مقالات مشابهة

  • روسيا: المبادرة الفرنسية البريطانية محاولة لمنع انهيار كييف عسكريا
  • لافروف: حل الأزمة في أوكرانيا ممكن خلال أسابيع إذا توقف الغرب عن إمداد كييف بالأسلحة
  • المساعدات الخارجية.. هزيمة قضائية جديدة لترامب
  • أوكرانيا تتمسك بالتعاون مع واشنطن رغم تجميد المساعدات
  • هل تستطيع أوروبا تعويض كييف عن المعدات العسكرية التي أوقفتها واشنطن؟.. خبراء يجيبون
  • هل تستطيع أوروبا تعويض كييف المعدات العسكرية التي أوقفتها واشنطن.. خبراء يجيبون
  • زيلينسكي: كييف مستعدة للعمل مع ترامب من أجل السلام
  • روسيا عن قرار ترامب: وقف المساعدات يشجع كييف على السلام
  • لإجبارها على الالتزام بـ«محادثات السلام».. واشنطن تعلّق المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا
  • روسيا: زيارة زيلينسكي إلى واشنطن تعكس الفشل الكامل لنظام كييف