لماذا تتردد واشنطن في تمكين أوكرانيا من هزيمة روسيا؟
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
رصد المحرر الدبلوماسي في مجلة نيوزويك ديفيد برينان، حدود الدعم الأمريكي لأوكرانيا في الحرب مع روسيا، وقال إن موسم القتال في أوكرانيا لعام 2023 يدنو من نهايته في ظل آمال لم تتحقق.
فضل البيت الأبيض مساراً تدريجياً في ما يتعلق بالمساعدة العسكرية لكييف
وأضاف برينان في المجلة الأمريكية: "الجنود والمواطنون الأوكرانيون، الذين ينتظرون هجوماً روسياً في الشتاء، لن تدفئهم نجاحات الصيف، بعدما أخفق الهجوم المضاد الذي طال انتظاره في تحقيق الاختراق المتوقع، على صعيد انهيار احتلال موسكو لجنوب البلاد".
وأقر الجنرال فاليري زالوجني، أعلى قائد عسكري لدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بوجود أوجه قصور في أوكرانيا. وقال في مقابلة مع مجلة الإيكونوميست البريطانية، في وقت سابق من الشهر الجاري :"لن يكون هناك احتمال باختراق عميق وجيد"، وفي الوقت نفسه طلب زيلينسكي من مواطنيه "تركيز كل جهدهم على الدفاع". تصدعات أوروبا
وبينما تعمل كييف على الاحتفاظ بائتلافها الغربي، تلفت "نيوزويك" إلى أن تصدعات بدأت بالتشكل.
في أوروبا، تهدد موجة من شعبوية اليمين المتطرف، بانحراف المؤسسة السياسية الأوروبية عن مسارها، فيما ينصرف الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى حملة إعادة انتخابه في مواجهة تنافس شرس مع الرئيس الأمريكي سابقاً دونالد ترامب، الذي سيكون مرشح الحزب الجمهوري على الأرجح، والانتقال إلى مرحلة التشكيك المفتوح بالمسألة الأوكرانية.
Does the US actually want Ukraine to defeat Russia? https://t.co/CFFtQMKcq6 pic.twitter.com/xHBA09AynJ
— Newsweek (@Newsweek) November 26, 2023
الفكرة المسيطرة، التي تتكرر منذ فبراير 2022، هي أن الولايات المتحدة، تمنح أوكرانيا ما يكفي من المساعدات العسكرية من أجل البقاء، وليس ما يكفي من أجل الانتصار.
وفي هذا السياق، تخشى واشنطن من أن تؤدي هزيمة استراتيجية لروسيا بإثارة فوضى داخل حدود روسيا، وربما تؤدي إلى إسقاط الرئيس فلاديمير بوتين، فضلاً عن نشوء اضطرابات إقليمية لملء الفراغ في السلطة، وتالياً انتشار لأسلحة الدمار الشامل. وفي وقت يلوح التحدي الصيني، فإن اندلاع فوضى في أوراسيا سيشكل العديد من المشاكل للبيت الأبيض.
ويبدو أن زيلينسكي يشعر بهذا الوخز. ويقول دانيال فايديتش رئيس مركز يوركتاون، أحد أبرز جماعات الضغط الأوكرانية في واشنطن العاصمة، لنيوزويك إن "الأوكرانيين يرون هذا التردد الدائم وهذا النمط من القلق حيال التصعيد، وعدم استفزاز الروس بطريقة ما".
ويضيف: "على الجانب التنفيذي، هناك الكثير من الحذر الذي يثير تساؤلات في كييف، حول ما إذا كان ثمة رغبة بأن تلحق هزيمة فعلية بالروس. والخلاصة هي كلا". ومضى قائلاً: "يعتقد الأوكرانيون بأنه رغم كل المساعدات، ورغم حقيقة أن الإدارة الأمريكية تفعل الكثير، فإنه لا يزال هناك الكثير من الحذر في ما يتعلق بإنزال الأوكرانيين هزيمة حاسمة بالروس، لأن هناك اعتقاداً بأن هذا سيؤدي إلى فوضى داخلية، وانهيار في روسيا".
Does the US Actually Want Ukraine to Defeat Russia? #NewsBreak https://t.co/1Whrtd1PO7
— Andrei Piontkovsky (@apiontkovsky) November 26, 2023
وفي السر، وجه المسؤولون الأمريكيون والحلفاء الغربيون انتقادات لمسار الهجوم الأوكراني. ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" في أغسطس، بأن المخططين الأمريكيين شعروا بأن قوات كييف المهاجمة تمتد على جبهة طولها 600 ميل، مما جعلها تخفق في تركيز قوة نارية كافية في نقطة معينة من أجل فتح ثغرة.
لكن بالنسبة إلى الكثير من الأوكرانيين، فإن الولايات المتحدة تتحمل بعض المسؤولية في خيبة الأمل من الهجوم المضاد. وصرح زيلينسكي ل "سي إن إن" في يوليو: "أنا ممتن للولايات المتحدة كونها تقود عملية دعمنا.. وقلت لهم كما قلت للقادة الأوروبيين بأننا نرغب في بدء الهجوم المضاد في وقت أبكر، وبأننا نحتاج إلى كل الأسلحة والمواد من أجل ذلك. لماذا؟ ببساطة لأنه إذا ما بدأنا متأخرين، ستمضي العملية ببطء".
ويقول فايديتش إن هذا الشعور لا يزال قوياً في كييف "بأن الكثير من المساعدات لم تصل بالسرعة اللازمة.. وكانت هناك مشاكل في سلسلة الإمداد، وما من شك في ذلك. لكن هناك جزء من هذه المساعدة، كمياً ونوعياً، كان يتعين أن تصل قبل ذلك بكثير". ويضيف: "وكان تأثيرها سيكون حاسماً في ظل شروط على الأرض.. إن هجوم الربيع هذه السنة كان يجب أن يكون في الربيع وليس في يوليو، مما أحدث كل الفرق. لقد أتاح ذلك للروس أن يحصنوا أنفسهم، ويعززوا دفاعاتهم".
تخوض أوكرانيا حرب بقاء وطني. وكان بايدن وبقية الحلفاء واضحين من حيث أن الائتلاف الغربي مسؤول عن البقاء العالمي. وقال بايدن في أكتوبر 2022: "لم نواجه احتمال قيام هرمغدون منذ كينيدي، وأزمة الصواريخ الكوبية".
لقد فضل البيت الأبيض مساراً تدريجياً فيما يتعلق بالمساعدة العسكرية لكييف. وحذر المسؤولون من أن إرسال الكثير بسرعة، من شأنه أن يجر إلى تصعيد خطير من الجانب الروسي. كما شدد الشركاء الغربيون على الحاجة إلى الغموض الإستراتيجي وعنصر المفاجأة. إن الضربات الفعلية على المواقع الروسية كانت غالباً العلامة الأولى على أن أوكرانيا قد تسلمت بعض أنظمة التسلح التي يملكها حلف الأطلسي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية الکثیر من من أجل
إقرأ أيضاً:
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان هناك تحذير تلقائي من مركز المخاطر النووية
روسيا – أكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن واشنطن تلقت تحذيرا تلقائيا من مركز الحد من المخاطر النووية بشأن استخدام نظام أوريشنيك الصاروخي في أوكرانيا.
وأعلن بيسكوف أن الولايات المتحدة تبلغت بشكل تلقائي (أتوماتيكي) بشأن إطلاق صاروخ “أوريشنيك” عبر المركز الوطني الروسي للحد من المخاطر النووية. لكن موسكو لم تخطر واشنطن أو غيرها مسبقا بشأن إطلاق الصواريخ.
وقال بيسكوف للصحفيين: “لم تكن هناك أية إخطارات، لأن روسيا ليس لديها مثل هذا الالتزام فيما يتعلق بالصواريخ المتوسطة المدى”.
وأوضح في تصريحات اخرى لوكالة “تاس” أن واشنطن تلقت تحذيرا من المركز الوطني الروسي للحد من المخاطر النووية، التي ترتبط بالمنظومة ذاتها.
وأضاف بيسكوف: “تم إرسال التحذير عبر النظام التلقائي قبل 30 دقيقة من الإطلاق”.
وأوضح بيسكوف أن الجانب الروسي لم يبلغ الجانب الأمريكي عن إطلاق صاروخ “أوريشنيك” وفقا لاتفاقيات الإبلاغ عن إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، حيث أن “أوريشنيك ليس صاروخا استراتيجيا عابرا للقارات بل سلاح متوسط المدى”.
وفي وقت سابق، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أنه “لا توجد وسائل لمواجهة أحدث أسلحة روسيا اليوم” كما كشف النقاب عن نظام صاروخي جديد متوسط المدى أجرى الجيش الروسي اختبارات ناجحة عليه يحمل اسم “أوريشنيك”.
وأكد أن الاختبارات في الظروف القتالية لنظام الصواريخ “أوريشنيك” تجرى ردا على الأعمال العدوانية لدول “الناتو” تجاه روسيا.
وأضاف: “أنظمة الدفاع الصاروخي الحالية، بما في ذلك الأمريكية في أوروبا، لن تكون قادرة على اعتراض صواريخ مثل أوريشنيك، أحدث الصواريخ الروسية تهاجم الأهداف بسرعة 2-3 كيلومتر في الثانية، ولا تعترضها أنظمة الدفاع الصاروخي”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة هي التي دمرت نظام الأمن الدولي وليس روسيا، كما أنها تدفع العالم بأكلمه نحو صراع شامل”، وقال “نعتقد أن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ بانسحابها من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى من جانب واحد في عام 2019 تحت ذريعة بعيدة المنال”.
وأشار إلى أن “روسيا تعتبر نفسها صاحبة الحق في استخدام أسلحة ضد منشآت عسكرية لدول تستخدم أسلحتها ضدها”، وقال إن القوات المسلحة الروسية شنت ضربة على منشأة للصناعات الدفاعية الأوكرانية ردا على هجمات بأسلحة أمريكية وبريطانية على روسيا.
المصدر: RT