RT Arabic:
2024-10-05@04:12:52 GMT

شارون من "قبية" إلى "صبرا وشاتيلا"!

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

شارون من 'قبية' إلى 'صبرا وشاتيلا'!

في حادثة استثنائية في نوعها، أدان مجلس الأمن في 24 نوفمبر عام 1953، إسرائيل على خلفية مذبحة قبية، القرية الفلسطينية القريبة من بيت لحم بالضفة الغربية.

إقرأ المزيد صوت بلا صورة يتوعد إسرائيل.. من خلف الكوفية؟

قبية أصبحت علامة بارزة على واحدة من المجازر التي كان وراءها أرييل شارون، الذي يمكن وصفه بأنه مهندس عمليات القتل الجماعي المشابهة والطرد والاستيطان على مدى عقود طويلة.

 

مجلس الأمن حينها نص في قراره رقم 101 على أن "العمل الانتقامي" الذي نفذته القوات المسلحة الإسرائيلية في قبية يومي 14 و15 أكتوبر 1953 يعد "انتهاكا لبنود وقف إطلاق النار الواردة في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 54 وتتعارض مع التزامات الطرفين بموجب اتفاقية الهدنة العامة بين إسرائيل والأردن وكذلك مع ميثاق الأمم المتحدة، وأعرب المجلس عن أقوى لوم ممكن لهذا الإجراء".

ماذا جرى في قبية؟

ردا على مقتل امرأة وطفليها في مستوطنة يهودية ليلة 12 – 13 أكتوبر 1953، قررت الحكومة الإسرائيلية برئاسة دافيد بن غوريون تنفيذ عملية انتقامية في قرية "قبية"، وكانت المنطقة حينها تابعة للأردن.

الأمر الإسرائيلي نص على "التدمير وإلحاق أكبر قدر من الضرر بهدف دفع السكان إلى الفرار من منازلهم". العملية الانتقامية نفذت بعد يومين، وقتل خلالها 69 شخصا معظمهم من النساء والأطفال، كما تم تدمير ونسف 45 منزلا.

تلك المذبحة قادها أرييل شارون وكان في ذلك الوقت رئيسا للوحدة 101 التي أصبحت ركيزة للقوات الخاصة لاحقا. بلغ قوام القوة التي نفذت العملية الانتقامية 600 عسكري، واستخدمت فيها إلى جانب الأسلحة الخفيفة قذائف الهاون والألغام.

المذبحة الإسرائيلية في قبية أثارت في ذلك الوقت عاصفة غير مسبوقة من الاحتجاجات الدولية، في حين أن الحكومة الإسرائيلية استماتت في البداية في الإنكار وأكدت أن قوات الجيش الإسرائيلي كبيرة أم صغيرة لم تتحرك من قواعدها ليلة الهجوم على قبية، ثم دفع بن غوريون برواية تقول إن العميلة الانتقامية ضد قبية، "عمل عفوي للسكان المحليين"، وبذلك القت تل أبيب بالمسؤولية عن المذبحة على رعاياها!

أرييل شارون كان كارثة على الفلسطينيين منذ أن كان قائدا صغيرا في حرب عام 1948، وزاد الأمر سوءا حين أسس الفرقة 101، ونفذ مجزرة قبية، ثم تولى إعادة تنظيم القوات المدرعة الإسرائيلية في عام 1960.

يمكن القول إن شارون اختتم تاريخه العسكري في منصب وزير للدفاع في عام 1982 بدوره في مذبحة صبرا وشاتيلا التي يقدر عدد ضحاياها من اللاجئين الفلسطينيين بنحو 3000 شخص.

تقرير اللجنة الإسرائيلية التي قادها رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية إسحاق كاهان توصل إلى أن شارون حين "سمحت القوات الإسرائيلية لميليشيات الكتائب المسيحية بالتسلل إلى مخيمين للاجئين في بيروت لقتل مئات اللاجئين الفلسطينيين، أظهر شخصيا إهمالا في عمليات القتل، لأنه تجاهل خطر إراقة الدماء والانتقام ولم يتخذ الإجراءات المناسبة لمنع إراقة الدماء".

المحلل السياسي الإسرائيلي يارون عزراحي ذكر لصحيفة الأوبزرفر بعد أيام فقط من إصابة شارون بجلطة دماغية في يناير 2006، دخل إثرها في غيبوبة طويلة قبل أن يتوفى مطلع عام 2014، أن  هذا السياسي الإسرائيلي بسجل عسكري حافل ومثير للجدل "حين كان في المعارضة، كان أيديولوجيا يؤمن باستخدام إسرائيل المطلق للقوة كوسيلة لتحقيق أهدافها".

أما بشأن دوره لسنوات عديدة في مجال الاستيطان فيمكن القول إنه كان يقود معارك حقيقية على المستويين الخاص والعام في هذا الميدان حتى حين كان يتولى وزارة الخارجية في عام 1998.

في ذلك الوقت شجع شارون المستوطنين الإسرائيليين على الإسراع في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية قائلا: "يجب على كل شخص هناك أن يتحرك بسرعة، ويجب أن يستولي على المزيد من التلال، ويوسع الأراضي. كل ما يتم انتزاعه سيكون في أيدينا، كل ما لا نصل إليه سيكون في أيديهم".  

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تعترف: فشلنا برصد المسيّرة العراقية التي قتلت جنديين

4 أكتوبر، 2024

بغداد/المسلة: قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الدفاعات الجوية فشلت برصد المسيّرة العراقية التي قتلت جنديين وأصابت 25 آخرين في الجولان، ولم تفعّل الإنذارات.

وأضافت أن التحقيق الأولي بيّن أن نظام الدفاع الجوي فشل برصد المسيّرة، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ بداية الحرب التي تنجح فيها عمليات مجموعات عراقية بإيقاع قتلى وجرحى داخل إسرائيل.

و تدفع هذه الحادثة إسرائيل للتفكير في رد عسكري ضد العراق، لاسيما وانها تريد المبرر لضرب العراق.

المبرر الذي قد تستخدمه إسرائيل هو أن هذه الهجمات تهدد أمنها القومي، وهذا يعتبر مبررًا مألوفًا في الخطاب السياسي الإسرائيلي للقيام بعمليات عسكرية خارج حدودها. إسرائيل اعتادت الرد على أي تهديد يطال جنودها أو مواطنيها، ومن ثم من المحتمل أن تفكر في تنفيذ ضربات ضد أهداف في العراق، سواء كانت تابعة للحشد الشعبي أو حتى الجيش العراقي.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعترف: فشلنا برصد المسيّرة العراقية التي قتلت جنديين
  • بعد الهجوم الإيراني، ما هي سبل رد إسرائيل، وما هي الخطوات التي ستتخذها طهران؟
  • معلومات عن عمليّة إستهداف هاشم صفي الدين.. كم بلغ وزن المتفجرات التي استخدمتها إسرائيل؟
  • ما هي المخاطر التي تنطوي عليها الخيارات الإسرائيلية بشأن الضربات الانتقامية على إيران؟
  • ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟
  • التيار الوطني الحر: لادانة الاعتداءات الإسرائيلية التي تتجاوز كل الحدود
  • حماس: النار التي تشعلها إسرائيل ستحرقها
  • ديفيد هيرست: الفوضى التي تبثها إسرائيل في الشرق الأوسط ستعود لتلاحقها
  • بعضها قادر على الوصول لأوروبا.. الصواريخ الإيرانية التي استهدفت إسرائيل
  • مسئول أممي وآخر محلي يكشفان عن وضع ميناء الحديدة بعد الغارات الإسرائيلية وما المواقع الحيوية التي استهدفت