RT Arabic:
2025-07-09@08:48:20 GMT

شارون من "قبية" إلى "صبرا وشاتيلا"!

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

شارون من 'قبية' إلى 'صبرا وشاتيلا'!

في حادثة استثنائية في نوعها، أدان مجلس الأمن في 24 نوفمبر عام 1953، إسرائيل على خلفية مذبحة قبية، القرية الفلسطينية القريبة من بيت لحم بالضفة الغربية.

إقرأ المزيد صوت بلا صورة يتوعد إسرائيل.. من خلف الكوفية؟

قبية أصبحت علامة بارزة على واحدة من المجازر التي كان وراءها أرييل شارون، الذي يمكن وصفه بأنه مهندس عمليات القتل الجماعي المشابهة والطرد والاستيطان على مدى عقود طويلة.

 

مجلس الأمن حينها نص في قراره رقم 101 على أن "العمل الانتقامي" الذي نفذته القوات المسلحة الإسرائيلية في قبية يومي 14 و15 أكتوبر 1953 يعد "انتهاكا لبنود وقف إطلاق النار الواردة في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 54 وتتعارض مع التزامات الطرفين بموجب اتفاقية الهدنة العامة بين إسرائيل والأردن وكذلك مع ميثاق الأمم المتحدة، وأعرب المجلس عن أقوى لوم ممكن لهذا الإجراء".

ماذا جرى في قبية؟

ردا على مقتل امرأة وطفليها في مستوطنة يهودية ليلة 12 – 13 أكتوبر 1953، قررت الحكومة الإسرائيلية برئاسة دافيد بن غوريون تنفيذ عملية انتقامية في قرية "قبية"، وكانت المنطقة حينها تابعة للأردن.

الأمر الإسرائيلي نص على "التدمير وإلحاق أكبر قدر من الضرر بهدف دفع السكان إلى الفرار من منازلهم". العملية الانتقامية نفذت بعد يومين، وقتل خلالها 69 شخصا معظمهم من النساء والأطفال، كما تم تدمير ونسف 45 منزلا.

تلك المذبحة قادها أرييل شارون وكان في ذلك الوقت رئيسا للوحدة 101 التي أصبحت ركيزة للقوات الخاصة لاحقا. بلغ قوام القوة التي نفذت العملية الانتقامية 600 عسكري، واستخدمت فيها إلى جانب الأسلحة الخفيفة قذائف الهاون والألغام.

المذبحة الإسرائيلية في قبية أثارت في ذلك الوقت عاصفة غير مسبوقة من الاحتجاجات الدولية، في حين أن الحكومة الإسرائيلية استماتت في البداية في الإنكار وأكدت أن قوات الجيش الإسرائيلي كبيرة أم صغيرة لم تتحرك من قواعدها ليلة الهجوم على قبية، ثم دفع بن غوريون برواية تقول إن العميلة الانتقامية ضد قبية، "عمل عفوي للسكان المحليين"، وبذلك القت تل أبيب بالمسؤولية عن المذبحة على رعاياها!

أرييل شارون كان كارثة على الفلسطينيين منذ أن كان قائدا صغيرا في حرب عام 1948، وزاد الأمر سوءا حين أسس الفرقة 101، ونفذ مجزرة قبية، ثم تولى إعادة تنظيم القوات المدرعة الإسرائيلية في عام 1960.

يمكن القول إن شارون اختتم تاريخه العسكري في منصب وزير للدفاع في عام 1982 بدوره في مذبحة صبرا وشاتيلا التي يقدر عدد ضحاياها من اللاجئين الفلسطينيين بنحو 3000 شخص.

تقرير اللجنة الإسرائيلية التي قادها رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية إسحاق كاهان توصل إلى أن شارون حين "سمحت القوات الإسرائيلية لميليشيات الكتائب المسيحية بالتسلل إلى مخيمين للاجئين في بيروت لقتل مئات اللاجئين الفلسطينيين، أظهر شخصيا إهمالا في عمليات القتل، لأنه تجاهل خطر إراقة الدماء والانتقام ولم يتخذ الإجراءات المناسبة لمنع إراقة الدماء".

المحلل السياسي الإسرائيلي يارون عزراحي ذكر لصحيفة الأوبزرفر بعد أيام فقط من إصابة شارون بجلطة دماغية في يناير 2006، دخل إثرها في غيبوبة طويلة قبل أن يتوفى مطلع عام 2014، أن  هذا السياسي الإسرائيلي بسجل عسكري حافل ومثير للجدل "حين كان في المعارضة، كان أيديولوجيا يؤمن باستخدام إسرائيل المطلق للقوة كوسيلة لتحقيق أهدافها".

أما بشأن دوره لسنوات عديدة في مجال الاستيطان فيمكن القول إنه كان يقود معارك حقيقية على المستويين الخاص والعام في هذا الميدان حتى حين كان يتولى وزارة الخارجية في عام 1998.

في ذلك الوقت شجع شارون المستوطنين الإسرائيليين على الإسراع في الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية قائلا: "يجب على كل شخص هناك أن يتحرك بسرعة، ويجب أن يستولي على المزيد من التلال، ويوسع الأراضي. كل ما يتم انتزاعه سيكون في أيدينا، كل ما لا نصل إليه سيكون في أيديهم".  

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف

إقرأ أيضاً:

كيف خططت حماس لاختراق الوحدة 8200 الإسرائيلية بطاقم تنظيف؟

كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة كشفت مؤخرا عن خطة مدروسة أعدها عناصر حركة حماس لاختراق إحدى القواعد التابعة للوحدة 8200 عبر عقد لخدمات التنظيف الروتينية.

وأوضحت الصحيفة أن فريقا من القوات الإسرائيلية في غزة عثر على أدلة تشير إلى محاولة محسوبة من جانب حماس للتسلل إلى وحدة الاستخبارات الإشارية الأكثر نخبوية في إسرائيل، وذلك عبر عقد روتيني لتقديم خدمات التنظيف، وهو ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى إجراء تغييرات فورية في بروتوكولات الأمن.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"مات وهو ينقذ الفتيات".. صحف أميركية تنقل قصصا "مروعة" بعد فيضانات تكساسlist 2 of 2غارديان: إيران تسرع ترحيل 4 ملايين أفغاني بعد طردهم "كالقمامة"end of list

وجاءت محاولة حماس لاختراق الوحدة بعد نشر مناقصة عبر الإنترنت لخدمات التنظيف في أحد مرافق الوحدة 8200.

وقد كشفت مواد استخباراتية فنية تم ضبطها في غزة خلال عمليات لاحقة للجيش الإسرائيلي أن حماس كانت على علم بهذه المناقصة، ورأت فيها فرصة محتملة للوصول إلى منشأة تابعة للوحدة، وفق الصحيفة.

عناصر من كتائب القسام في غزة مطلع العام الجاري (الأناضول)

وأفادت "يسرائيل هيوم" بأنه وعلى إثر ذلك تم تجميد المناقصة فورا، وأصدرت قيادة الجيش الإسرائيلي تعليمات بتشديد البروتوكولات المتعلقة بنشر الإعلانات والمعلومات العسكرية على منصات الإنترنت العامة.

وتعتبر الوحدة 8200 -التي تشبه وكالة الأمن القومي الأميركية في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)- الذراع الاستخباراتية الإسرائيلية النخبوية، وقد أشادت إسرائيل بنجاحاتها الكبرى في الحرب -بما في ذلك ضد حزب الله وإيران- على الرغم من الإخفاقات الكبرى خلال الفترة التي سبقت هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وسبق أن نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" في منتصف مارس/آذار 2024 أن قوات الجيش في غزة عثرت على خوادم أنشاتها حماس تحت الأرض وأجهزة الحاسوب المتصلة بها، ليتكشف للجيش المدى الحقيقي لقدرات الحركة في مجال الاستخبارات.

وأضافت الصحيفة حينها أن الجيش الإسرائيلي كان على علم بنجاح حماس في اختراق بعض الكاميرات الأمنية المدنية الإسرائيلية لجمع المعلومات، واعترف بأنه تم الإبلاغ عن ذلك دون أن تجري معالجته بالسرعة اللازمة.

إعلان

وأواخر العام الماضي، نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن ضباط استخبارات إسرائيليين سابقين أن الوحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي تشهد "أسوأ أزمة" في تاريخها بعد الفشل الإسرائيلي حيال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (طوفان الأقصى).

وبحسب 3 ضباط كبار سابقين في الوحدة، فإن الوحدة تحتاج إلى العمل الاستخباراتي الأساسي الذي لا يعرف الكثير من العاملين فيها اليوم كيفية القيام به، وبدون ذلك فإن الفشل سوف يكرر نفسه.

جاء ذلك عقب إبلاغ قائد وحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200 اللواء يوسي شارييل رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي يومها استقالته من منصبه في سبتمبر/أيلول الماضي على خلفية إخفاق الوحدة في تقديم إنذار مبكر عن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتأخذ الوحدة 8200 على عاتقها مهمة جمع المعلومات الرئيسية، إضافة إلى تطوير أدوات جمع المعلومات وتحديثها باستمرار، مع تحليل البيانات ومعالجتها، وإيصال المعلومات إلى الجهات المختصة، وكثيرا ما تشارك هذه الوحدة وتمارس عملها من داخل مناطق القتال.

مقالات مشابهة

  • بعد الغارة الإسرائيلية على طرابلس.. هذا ما أعلنته وزارة الصحة
  • من المُستهدف في الغارة الإسرائيلية على العيرونية؟
  • الصفدي يؤكد ضرورة وقف إسرائيل كل الخطوات اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين
  • الكشف عن أكبر عملية احتيال على وزارة الأمن الإسرائيلية في تاريخها
  • دعوة إسرائيلية للانسحاب الكامل من غزة والتخلي عن أفكار التهجير
  • بريكس تختتم أعمالها في البرازيل وقادتها يدينون الانتهاكات الإسرائيلية بغزة
  • كيف خططت حماس لاختراق الوحدة 8200 الإسرائيلية بطاقم تنظيف؟
  • عملية «الراية السوداء».. إسرائيل تهاجم الحوثيين والرد الصاروخي يضرب الأراضي الإسرائيلية
  • الأولى منذ وقف إطلاق النار مع إيران.. ما الأهداف الحوثية التي ضربتها إسرائيل؟
  • ‏القناة 12 الإسرائيلية: إسرائيل تدرس إقامة "منطقة إنسانية" جنوبي قطاع غزة لتجميع السكان و"تمكين حكم مدني منزوع السلاح" بعيدا عن حماس