أصدر المنتدى الدولي للإعلام الذي عقد بمدينة جدة السعودية، تحت عنوان: "الإعلام ودوره في تأجيج الكراهية والعنف: مخاطر التضليل والتحيز"، بيان ميثاق المسؤولية الإعلامية، والذي ينص على أن الإساءة للمعتقدات والمقدسات الدينية، لا تندرج ضمن حرية التعبير.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، اليوم الإثنين، أن المنتدى شدد على ضرورة "الإيمان بالكرامة الإنسانية، والالتزامُ بالمُثل الأخلاقية المشتركة، وصيانة حقوق الإنسان واحترامه أياً كانت هويته الدينية والوطنية والإثنية، والتصدّي لدعوات نشر الرذيلة والانحلال الأخلاقي، والإصرار على أن الإساءة إلى المعتقدات والمقدسات الدينية لا تندرج ضمن حرية التعبير".

المنتدى الدولي: "الإعلام ودوره في تأجيج الكراهية والعنف: مخاطر التضليل والتحيز".. يُصدر ميثاق جدة للمسؤولية الإعلامية.https://t.co/537Ev7kFpY#واس_عام pic.twitter.com/9zJSqOJKB6

— واس العام (@SPAregions) November 26, 2023

ودعا الميثاق إلى "احترام الرموز الدينية والوطنية للأمم والشعوب، والإصرار على أن الإساءة إلى المعتقدات والمقدسات الدينية لا تندرج ضمن حرية التعبير، بل هي استغلال غير أخلاقي لهذه القيمة النبيلة، ولا ينجم عنها سوى المزيد من استفزاز المشاعر، وخَلق العداوات وتأجيج التوترات".

وشدد البيان على "ترسيخ ثقافة الاختلاف الواعي، واحترام التنوع الثقافي والاجتماعي، والحفاظ على سلام المجتمعات، ووئام مكوناتها، وترسيخ تعايشها، وتطوير نهضتها، ومراعاة المعايير العلمية والموضوعية والأخلاقية في النقد والحوار".

واعتبر البيان "أن الإسلاموفوبيا وغيرها من الأفكار الكارهة والإقصائية أنموذج للعنصرية المقيتة، التي تشيطن الآخر، وتُقصيه لضيقها بالتعدد، وعدم قدرتها على التفاعل معه، أو لسوء فهمها لانعزالها وغطرستها، فضلاً عن تأصل الكراهية في بعض النفوس، ما يدل على مستوى عزلتها الإنسانية والأخلاقية".

كما دعا إلى ضرورة "التأكيد على مكافحة دعوات العنف والكراهية والتمييز العنصري، والامتناع عن نشر المواد التي تغذّي التطرف والإرهاب، أو تحرض عليهما، والعمل على محاربة كل ما يُخلّ بأمن الأوطان والمجتمعات، أو يَزرع الشقاق والاحتراب".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة السعودية

إقرأ أيضاً:

تحذيرات من تعاظم تأثير الصهيونية الدينية في إسرائيل

أدى تعاظم نفوذ الصهيونية الدينية في "إسرائيل" لتفاقم أزمة الثقة العميقة بين الإسرائيليين وحكومتهم، فيما يهيمن الخوف من تداعيات الأزمة على الخطاب الإسرائيلي العام، ومخاوف من اقتراب خطر "الحرب الأهلية"، مع ما يصدره قادة اليهود المتدينين من تحريض دموي ضد عموم الإسرائيليين.

يوسي سبيربر، مدرس التاريخ والمواطنة، أكد في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، أن "اليهود المتدينون، لا سيما من تيار الصهيونية الدينية، يدركون في هذه الأزمة فرصة تاريخية بالنسبة لهم، ولحظة نادرة للاستفادة من الوقت المتبقي للحكومة، من خلال الدفع نحو مزيد من التحركات التي تعمق الانقسام في الجمهور الإسرائيلي، ويخلقون واقعاً جديداً على الأرض، وفيما يجد معظم الإسرائيليين صعوبة في استيعاب هذه التطورات، فإن قادة الصهيونية الدينية يستغلون واقع الفوضى من أجل تحقيق أهدافهم، والترويج لأجندة أيديولوجية تقوض التماسك الاجتماعي، وتضرّ بالقيم المشتركة التي بنيت عليها دولة الاحتلال".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "قادة الصهيونية الدينية يعملون على استغلال ضعف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لتعظيم إنجازاتهم السياسية بأي ثمن، وهو يعلم أن مصيره السياسي يعتمد عليهم بالكامل، مما يجعل تحالفهما ليس سياسيا فحسب، بل وجودي، لأنهم وحدهم يضمنون له المعارضة التلقائية لتشكيل لجنة تحقيق حكومية في فشل السابع من أكتوبر، وأي ممارسة أخرى تكشف إخفاقاته".



وأشار إلى أن "نتنياهو يجد نفسه اليوم مستسلماً لمطالب قادة الصهيونية الدينية خاصة بيتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، اللذين يدركان، بجانب شركائهما، أنه كلما اتخذا مواقفهما لأقصى الحدود، وعززا أجندة يمينية مسيحانية وقومية، كلما عززا سلطتهما السياسية، وموقعهما على الساحة الحزبية".

واستحضر الكاتب مثالا على ذلك يتمثل في "نشاط اللوبي من أجل تجديد مستوطنات غزة الذي تأسس في حزيران/ يونيو 2024 بمبادرة من أعضاء الكنيست ليمور سون هارمالك وتسفي سوكوت، ويعمل على تعديل قانون فك الارتباط لتشجيع هجرة الفلسطينيين من القطاع، وتعزيز سيطرة الاحتلال عليه، وتوضح أجندته التي يدعمها بن غفير، كيف أصبحت الأيديولوجيا اليمينية المسيحانية أداة مركزية لتعميق سيطرتهم على مراكز السلطة في الدولة، فيما يتم تقديم تحركاتهم بأنها خطوات لتعزيز الأمن القومي للاحتلال، وسط تجاهل الخلافات السياسية العميقة، والثمن الاجتماعي والأمني الذي سيدفعه الاحتلال".

وأوضح أنه "بدلاً من سدّ الفجوات بين الإسرائيليين، تعمل الصهيونية الدينية على تعميق الاستقطاب الداخلي، والإضرار باستقرار المجتمع الإسرائيلي، وتروج لأجندة تفضل الأيديولوجية على الوحدة الوطنية، وأصبح الحاخام آفي ماعوز نائب الوزير لشؤون الهوية القومية اليهودية بمكتب رئيس الوزراء شخصية رئيسية في تشكيل قيم جهاز التعليم في الدولة، وتخصيص ملايين الشواكل لإنشاء نظام الشفافية، وهي خطوة تقوض الاستقلال التربوي المتبقي لمديري المدارس".

وأشار إلى أن "ماعوز، الذي أعرب عن ازدرائه للمثليين والنساء والديمقراطية، يستخدم موقعه أداة لتصفية واستبدال البرامج التي تعزز التعددية والتسامح والمساواة، ولذلك فإن تعيينه ليس مجرد مسألة تعليمية، بل يعكس سياسة نتنياهو الكاملة بالاعتماد على شركائه المتشددين، وللحفاظ على حكمه، منح ماعوز صلاحيات واسعة كجزء من اتفاقيات الائتلاف، مما جعله شريكا مركزيا يؤثر على مستقبل نظام التعليم والمجتمع الإسرائيلي".

وأضاف أن "ماعوز لا يقوم بإعادة صياغة محتويات النظام التعليمي فقط، بل يؤكد على الثمن الذي يدفعه المجتمع الإسرائيلي، وبسبب اعتماد نتنياهو على الجماعات الأيديولوجية المتطرفة، فقد فتح المجال أمام الرقابة والإكراه الأيديولوجي، بما يهدد أسس الدولة، مما يجعل من هذا الاعتماد له عواقب بعيدة المدى عليها، لأنه بينما يواصل عشرات آلاف جنود الاحتياط القتال في الحرب المستمرة منذ 14 شهرًا، تعمل الأحزاب الدينية على الترويج لتشريع يسمح بالتهرب من الجيش، مما يوضح العبثية السياسية التي تعيشها الدولة".



وأوضح "أن تهرب المتدينين من الخدمة العسكرية تشكل عبئا كبيرا في الدفاع عن الدولة، لكن نتنياهو يختار عمليا الحفاظ على تحالفه السياسي معهم، بما يضمن استمرارية حكومته، وهي أولوية بالنسبة له، ولذلك فإن ضعفه لا يقتصر على تعزيز قوة المتدينين السياسية فحسب، بل على إعادة تشكيل شخصية الدولة القائمة على الإقصاء وعدم المساواة والعنصرية، ويلحق ضررا شديدا بالقيم السياسية والاجتماعية التي تأسست عليها، وهذا لا يشكل تهديدا لتماسكها الاجتماعي فحسب، بل قد يغيّر وجهها بشكل جذري، ويعزّز أجندة لا تتوافق مع القيم المشتركة لغالبية الإسرائيليين".

وأكد أن "دولة الاحتلال بسبب هذا التيار الديني المتعاظم تقف على مفترق طرق، وعند نقطة قرار تاريخية، فهل ستحافظ على طابعها الليبرالي، أم تستسلم للأيديولوجيات المتطرفة التي تشجع على الإقصاء والإكراه وانتهاك الحقوق الفردية، وهي لحظة حرجة توشك فيها سفينتها أن تغرق".


مقالات مشابهة

  • وزير الإعلام السوري: نعمل على وضع معايير تضمن حرية الإعلام
  • تحذيرات من تعاظم تأثير الصهيونية الدينية في إسرائيل
  • صحفيات بلا قيود: حرية الصحافة في اليمن تواجه تهديدا كبيرا.. وتوثق عن 75 انتهاكا ضد الصحفيين خلال 2024.
  • ديكتاتورية السلطة «الدينية» فى سوريا!
  • طائرة وزير الشؤون الدينية تحط بسلام بمطار المشرية
  • طائرة وزير الشؤون الدينية تفشل في الهبوط بمطار المشرية
  • عبدالغني هندي: الجماعات الدينية حولت الإسلام إلى إيديولوجية متطرفة
  • _الهيئه الطبيه الدوليه _دعوة تقييم التعبير عن الاهتمام للمشاركه في مناقصه توريد وتركيب وفحص وتشتغيل توسعه منظومه الطاقه الشمسيه الهجينه المرتبطه بمولدات الديزل في مستشفى فلسطين_صنعاء
  • أستاذ اقتصاد: الدعم النقدي يضمن الوصول للمستحقين ومنح المواطن حرية شراء السلع
  • قهوة النواوي تناقش فكرة حرية الاختيار