الحرة:
2025-03-14@02:50:13 GMT

نتانياهو وحماس.. ماذا بعد حرب غزة؟

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

نتانياهو وحماس.. ماذا بعد حرب غزة؟

أشارت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير الأحد، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو عندما عاد إلى السلطة للمرة الثانية في عام 2009 رئيسا لوزراء إسرائيل، وهو المنصب الذي شغله بشكل شبه مستمر منذ ذلك الحين، واجه تغيرا كبيرا في المنطقة، وهو انتخاب حماس ووصولها إلى السلطة في قطاع غزة قبل نحو ثلاث سنوات.

وأوضحت الصحيفة أن حماس تعهدت منذ البداية بتدمير إسرائيل، وفي حملته الانتخابية عام 2009، تعهد نتنياهو بتدمير حماس. لكن ما حدث بدلا من ذلك كان عقدا ونصف العقد من التعايش غير المستقر، إذ وجدت حكومات نتانياهو المتسلسلة وزعماء حماس أن وجودهم سويا مفيد لتحقيق أغراضهم الخاصة، بحسب تعبير الصحيفة.

وللمرة الأولى، وفقا للصحيفة، يوجه سكان غزة انتقادات لـ"حماس" لأن هجومها في السابع من أكتوبر تركهم عرضه للقصف الإسرائيلي، في حين تظهر استطلاعات الرأي أن 75 بالمئة من الإسرائيليين يطالبون نتانياهو بالاستقالة الآن أو استبداله عندما يتوقف القتال.

عودة السلطة الفلسطينية

وفي حديث مع موقع "الحرة"، استبعد المحلل السياسي في معهد واشنطن، السفير دينس روس، من ناحيته، استمرار نتانياهو في منصبه بعد انتهاء الحرب في غزة، كما هو حال حركة "حماس" الفلسطينية التي أدى هجومها في السابع من أكتوبر إلى مقتل 1200 إسرائيلي، في حين قتل أكثر 13 ألف فلسطيني جراء القصف الجوي والبري والبحري الذي نفذته إسرائيل ردا على هجوم حماس.

وقال روس الذي شغل لمدة عامين منصب المساعد الخاص للرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما: "يتوقع كثيرون أنه عندما تنتهي الحرب، سيضطر نتانياهو إلى الاستقالة لأنه مسؤول عن الثغرة الأمنية التي سمحت بهجوم 7 أكتوبر. وبما أن حكومته قومية بشكل خاص، فإن التغيير قد يعني اتباع نهج جديد يتعلق بغزة".

وتوقع السفير روس "عودة السلطة الفلسطينية لقيادة القطاع بدلا من حماس". وأوضح أن "السلطة الفلسطينية كانت مسؤولة عن غزة من عام 1994 حتى عام 2007. وفي الانتخابات التشريعية عام 2006، تمكنت حماس من التغلب على فتح، الحزب الرئيسي في السلطة الفلسطينية. ثم بدأت بالضغط على مسؤولي فتح، ما أدى إلى نشوب حرب أهلية عنيفة. قُتل فيها مئات وتم نفي السلطة الفلسطينية من القطاع".

وتابع أنه من الأسماء المطروحة حاليا لقيادة القطاع هو "وليد إبراهيم الوليد، وهو لواء في جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية، ويعيش الآن في الضفة الغربية، ويرغب في العودة إلى غزة كجزء من القيادة الجديدة".

وأشار إلى أن "هناك اسمين يظهران كاحتمالات لإدارة غزة، على الأقل على المدى القصير. أحدهما هو محمد دحلان، أعلى شخصية في السلطة الفلسطينية في غزة قبل سيطرة حماس، والذي يعيش الآن في الإمارات، والاسم الآخر الذي يتردد هو مروان البرغوثي. وهو مسجون في السجون الإسرائيلية منذ عقدين من الزمن، ويتمتع بنفوذ كبير في الضفة الغربية ويعتبر خليفة محتملا لعباس، لكن يجب أن تكون إسرائيل مستعدة لإطلاق سراحه".

وأشار روس إلى أنه "رغم عدم اتفاق إسرائيل مع السلطة الفلسطينية، إلا أنها باتت خيار مطروحا فرض نفسه علي الأرض بعد حماس".

وأوضح أنه "حتى الإدارة الأميركية تعترف بوجود مشاكل كبيرة في هذا الاحتمال، لكنهم يقولون إن السلطة الفلسطينية تعتبر في النهاية أقل خطورة من حماس".

وقال روس: "في الحقيقة، هناك العديد من المتغيرات التي ستحدد مصير حماس في حكم غزة أو حتى من سيحكم القطاع مستقبلا".

وأضاف أنه "ومع ذلك، ليس من الواضح على الإطلاق أيضا ما إذا كانت الإدارة الجديدة في إسرائيل بعد رحيل نتانياهو ستكون أكثر اعتدالا بشأن مستقبل غزة أو الدولة الفلسطينية، لأن أحداث الأسابيع الأخيرة دفعت العديد من الإسرائيليين إلى اليمين".

والأحد، أطلقت حماس 14 رهينة، كانت تحتجزهم في قطاع غزة منذ هجومها على اسرائيل في السابع من أكتوبر، بينما أفرجت إسرائيل عن 39 معتقلا فلسطينيا بموجب اتفاق الهدنة المؤقتة الذي دخل حيز التنفيذ الجمعة ويستمر حتى غدا الاثنين.

"مصير مرتبط"

وقال المحلل السياسي للدراسات الاستراتيجية والدولية ، جون ألترمان، لموقع "الحرة" إنه في الوقت الحالي يعتبر نتانياهو "ضعيفا للغاية من الناحية السياسية كما أن حكومته في حالة من الفوضى الكاملة، وهو ما أجبرهم على اتخاذ قرار الهدنة وصفقة الرهائن الأخيرة، بسبب الضغط المتزايد من عائلات الرهائن".

وأضاف أنه "بشكل ما ورغم تعهد الطرفين بتدمير بعضهما، بات مصيرهما مرتبطا ببعضه البعض بشكل كبير".

وتابع المحلل الأميركي قوله إن "من المحتمل بشكل كبير أن يرحل نتانياهو بعد الحرب لأن الخطر يحيط به من كل اتجاه محليا ودوليا، لكن حماس لن يكون رحيلها بتفس السهولة".

وقال: "عندما وصلت حماس إلى السلطة في غزة في عام 2007، واجهت إسرائيل خيارا صعبا، فإما أن تتسامح مع وجودها، أو أن تتخذ الإجراءات اللازمة لمحاولة تقويضها واحتوائها.

وأضاف: "الخيار الأول كان سيعرض الجميع للخطر، وقد اختارت الحكومة الخيار الثاني المتمثل في تشديد الإغلاق على غزة لجعل الحياة لا تطاق هناك، على أمل أن يتمكن السكان الفلسطينيون من إسقاط حماس بغضب، أو على الأقل أن يؤدي الإغلاق إلى احتواء التهديد الأمني. لكن لم ينجح أي منهما، وبدلا من ذلك، خاضت إسرائيل وحماس سلسلة من الحروب في 2012، 2014، 2021، 2022".

وتابع: "ومع ذلك، بين تلك الحروب، ظلت نفس الظروف التي أدت إلى كل تصعيد، عزلة غزة، وإغلاقها، وانعدام الأفق الاقتصادي أو السياسي، والحكم الاستبدادي، وظلت حماس بنفس قوتها".

ويرى ألترمان أنه "على المدى القصير، يبدو أن مزيدا من الحرب قادم لا محالة، خاصة أن نتانياهو تعهد بمواصلة العمليات العسكرية في غزة بعد توقف خمسة أيام".

لكن على المدى الطويل، يرى ألترمان أن "العملية العسكرية الإسرائيلية لن تكون كافية ولن تنجح في تحقيق أهدافها في القضاء على حماس. وسوف تكون هناك حاجة إلى اتفاق سياسي أكبر للحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس".

وأشار الخبير السياسي إلى أن "صفقة تبادل الرهائن توضح أنه لن يتم حل المخاوف الأساسية لحكومة نتانياهو عسكريا بدون مسار سياسي يجمعها مع حماس".

وقال إن "صفقة الرهائن جاءت بعدما أجرت إسرائيل حسابات استراتيجية مفادها أن حملتها العسكرية التي دامت 46 يوما نجحت في إظهار جديتها بشأن هدفها المتمثل في القضاء على حماس".

وأضاف: "لكن نتانياهو يدرك جيدا ما يقوله معظم الخبراء بشأن أنه قد يكون من المستحيل القضاء على جماعة مسلحة تشكل جزءا من منظومة اجتماعية وسياسية أوسع، لكن إسرائيل لا تريد أن تبدو كما لو أنها تتنازل من موقع ضعف".

ويرى ألترمان أن "مصير غزة مرتبط بوجود نتانياهو وحماس، وكما هو الحال في صفقة الرهائن، فإن مثل هذه المناقشات حول ما سيحدث لغزة ومستقبل الفلسطينيين سوف يتطلب التعامل بشكل غير مباشر مع حماس".

وأوضح المحلل السياسي أن "الهدنة تمثل تقدما كبيرا بعد ستة أسابيع من الحرب بين إسرائيل وحماس، لكن النتيجة الأكثر وضوحا هي أنه هناك حاجة إلى مزيد من الدبلوماسية الآن، لأن أربعة أيام من التوقف ليست كافية".

ويعتقد ألترمان أن "الولايات المتحدة تشكل ضغطا بشكل ما في اتجاه المسار السياسي بين حماس ونتانياهو لأنه في ظل الحرب على غزة، تهاجم الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران المنشآت العسكرية الأميركية في العراق وسوريا وقبالة سواحل اليمن، ومخاطر توسع هذه الحرب وجر الولايات المتحدة إلى دور أكثر مباشرة لا تزال قائمة".

وحول المزاعم التي تقول إن نتانياهو لم يمارس ضغوطا على حماس للاستفادة من الانقسام الفلسطيني، نقلت واشنطن بوست عن مسؤول حكومي كبير في إسرائيل، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، قوله إن "لا أحد يستطيع أن يجد بيانا واحدا لنتانياهو يتحدث فيه عن دعم وتعزيز حماس".

"لقد كان العكس. لقد ضرب حماس بقوة أكبر من أي رئيس وزراء في التاريخ. وقاد ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد حماس في أعوام 2012 و2014 و2021"، يقول المسؤول الإسرائيلي للصحيفة.

والأحد، أعلنت سلطة إدارة السجون الإسرائيلية الإفراج عن 39 معتقلا فلسطينيا بموجب اتفاق الهدنة المؤقتة بين حركة حماس وإسرائيل والذي دخل حيز التنفيذ الجمعة، ويستمر حتى الاثنين.

وجاء الإعلان بعدما أفرجت حماس، الأحد، عن دفعة ثالثة من 14 رهينة في اليوم الثالث من الهدنة، كانت تحتجزهم في قطاع غزة منذ هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی السابع من أکتوبر السلطة الفلسطینیة فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

حماس تؤكد بدء جولة مفاوضات جديدة وتدعو لشد الرحال إلى المسجد الأقصى

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار بدأت الثلاثاء، مؤكدة أنها تتعامل معها بجدية وإيجابية وتأمل في أن تسفر عن فتح المعابر وإدخال المساعدات وصفقة لتبادل الأسرى.

واتهمت الحركة في بيان مصور ألقاه القيادي عبد الرحمن شديد، الاحتلال الإسرائيلي بمحاولة تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية والقدس المحتلة، وطالبت السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني والتوقف عن ملاحقة المقاومين.

وقال شديد إن الاحتلال يمارس كل أنواع التنكيل بحق سكان مخيم جنين مستخدما كل أنواع الأسلحة والدبابات والمسيرات، ويواصل ارتكاب أبشع الجرائم بحق الفلسطينيين في الضفة تزامنا مع منعه إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

دعوة السلطة لوقف التنسيق

وأضاف أن هذه الجرائم "تتزامن مع مواصلة السلطة التنسيق الأمني ومطاردة المقاومين وقتلهم، والذين كان آخرهم عبد الرحمن أبو المنى الذي استشهد أمس الاثنين ليصل عدد من قتلوا بيد السلطة إلى أكثر من 20 منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023".

كما لفت شديد إلى مواصلة الاحتلال منع إدخال المساعدات والكهرباء والغذاء لقطاع غزة وقال إن هذا الأمر يمثل خرقا فاضحا لاتفاق وقف إطلاق النار، وتهديدا لحياة أكثر من مليوني فلسطيني تعرضوا لأبشع المجازر والابادة.

إعلان

وقال شديد إن "المجرم بنيامين نتنياهو وحكومته الفاشية يقومون بتنفيذ مخططات لتهجير الفلسطينيين من القدس والضفة وتهويد المقدسات وتغيير طبيعتها الديموغرافية، في انتهاك لكل المواثيق والأعراف، واستهتار بموقف المجتمع الدولي".

وحذر شديد من خطوة هذه الممارسات على أمن المنطقة والعالم ودعا الدول العربية لتعزيز صمود الفلسطينيين على أرضهم والوقوف بحسم ضد هذه المخططات التي تعبر عن فشل الاحتلال في حربه على قطاع غزة.

وقال إن الاحتلال دمر عشرات المنازل والبنى التحتية في جنين وهجر نحو 20 ألفا من سكان المخيم، وقام بعشرات المداهمات لبيوت المدنيين العزل.

كما اتهم شديد الاحتلال بإخضاع عشرات المدنيين للتحقيق الميداني واعتقال عشرات آخرين بينهم أسرى محررون، فضلا عن قتل العشرات. وقال إنه فعل الأمر نفسه في مدينة ومخيم طولكرم حيث هدم عشرات المنازل وطرد أكثر من 22 ألفا من سكان المخيم.

وأضاف أن الاحتلال واصل انتهاك كل المواثيق خلال شهر رمضان بتصعيد عملياته الهمجية في كل مدن ومخيمات الضفة مستخدما القناصة والآليات العسكرية والمسيرات. وواصل هدم بيوت ومحلات الفلسطينيين في الضفة والقدس حيث نفذ 79 عملية هدم خلال الشهر الماضي فقط.

ولفت إلى الخطط التي وضعتها إسرائيل لبناء أكثر من 2200 وحدة استيطانية جديدة بعضها في الضفة وبعضها في القدس المحتلة، مؤكدا أن القدس والضفة ستظلان عصيتين على الاحتلال.

وقال إن مواصلة انتهاك حرمة المجسد الأقصى ومنع المسلمين من حقهم في العبادة "تمثل إرهابا وانتهاكا لكل الشرائع، ولن تفلح في النيل من إسلاميتها"، داعيا كافة الفلسطينيين في القدس والضفة "لشد الرحال للمسجد الأقصى والرباط فيه لإفشال مخططات العدو".

ودعا شديد السلطة الفلسطينية للتوقف عن التنسيق الأمني والتصدي للمقاومين والاستجابة للدعوات الوطنية الرامية لمواجهة مخططات الاحتلال.

إعلان

دعوة الدول العربية

كما طالب البيان -الذي ألقاه القيادي شديد- منظمة التعاون الإسلامي بالتحرك بكل السبل لحماية المقدسات ومنع تهويدها، كما طالب الدول العربية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي لمنع الاحتلال من مخطط القدس الكبرى.

وقال شديد إن مواصلة إغلاق معابر غزة تمثل جريمة حرب وانتهاكا لاتفاقية جنيف وعقابا جماعيا للمدنيين، وندد باعتبار المعابر ورقة ضغط سياسية، ودعا الوسطاء لإلزام نتنياهو بالالتزام بالاتفاق.

وحمّلت حماس الإدارة الأميركية المسؤولية الإنسانية والقانونية والأخلاقية بدعمها لحكومة الاحتلال التي ترتكب جرائم بشعة وتنتهك القانون الدولي في غزة والضفة

وطالبت الحركة المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته بالتحرك الجاد للضغط على الاحتلال وإجباره على وقف هذه الجرائم الخطيرة التي تهدد أمن المنطقة والعالم.

مقالات مشابهة

  • تقرير عبري: تقدم في المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس
  • باحث سياسي: اجتماع وزراء الخارجية العرب بالدوحة يدعم شرعية مفاوضات واشنطن وحماس
  • باحث: اجتماع وزراء الخارجية العرب بالدوحة يدعم شرعية مفاوضات واشنطن وحماس
  • الحوثيون يبدؤون حظر سفن إسرائيل وحماس والجهاد ترحبان
  • حماس: على السلطة وقف “التنسيق الأمني” قبل اتهامنا بالتخابر
  • مفاوضات حماس مع واشنطن تثير غضب السلطة برام الله
  • السلطة الفلسطينية تتهم حماس بالتخابر مع جهات أجنبية بعد لقاء مبعوث ترامب
  • السلطة الفلسطينية تتهم حماس بالتواصل مع جهات أجنبية بعد لقاء مبعوث ترامب
  • حركة فتح تعقب على تصريحات حماس ضد السلطة الفلسطينية
  • حماس تؤكد بدء جولة مفاوضات جديدة وتدعو لشد الرحال إلى المسجد الأقصى