الحرة:
2024-11-26@16:20:51 GMT

نتانياهو وحماس.. ماذا بعد حرب غزة؟

تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT

نتانياهو وحماس.. ماذا بعد حرب غزة؟

أشارت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير الأحد، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو عندما عاد إلى السلطة للمرة الثانية في عام 2009 رئيسا لوزراء إسرائيل، وهو المنصب الذي شغله بشكل شبه مستمر منذ ذلك الحين، واجه تغيرا كبيرا في المنطقة، وهو انتخاب حماس ووصولها إلى السلطة في قطاع غزة قبل نحو ثلاث سنوات.

وأوضحت الصحيفة أن حماس تعهدت منذ البداية بتدمير إسرائيل، وفي حملته الانتخابية عام 2009، تعهد نتنياهو بتدمير حماس. لكن ما حدث بدلا من ذلك كان عقدا ونصف العقد من التعايش غير المستقر، إذ وجدت حكومات نتانياهو المتسلسلة وزعماء حماس أن وجودهم سويا مفيد لتحقيق أغراضهم الخاصة، بحسب تعبير الصحيفة.

وللمرة الأولى، وفقا للصحيفة، يوجه سكان غزة انتقادات لـ"حماس" لأن هجومها في السابع من أكتوبر تركهم عرضه للقصف الإسرائيلي، في حين تظهر استطلاعات الرأي أن 75 بالمئة من الإسرائيليين يطالبون نتانياهو بالاستقالة الآن أو استبداله عندما يتوقف القتال.

عودة السلطة الفلسطينية

وفي حديث مع موقع "الحرة"، استبعد المحلل السياسي في معهد واشنطن، السفير دينس روس، من ناحيته، استمرار نتانياهو في منصبه بعد انتهاء الحرب في غزة، كما هو حال حركة "حماس" الفلسطينية التي أدى هجومها في السابع من أكتوبر إلى مقتل 1200 إسرائيلي، في حين قتل أكثر 13 ألف فلسطيني جراء القصف الجوي والبري والبحري الذي نفذته إسرائيل ردا على هجوم حماس.

وقال روس الذي شغل لمدة عامين منصب المساعد الخاص للرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما: "يتوقع كثيرون أنه عندما تنتهي الحرب، سيضطر نتانياهو إلى الاستقالة لأنه مسؤول عن الثغرة الأمنية التي سمحت بهجوم 7 أكتوبر. وبما أن حكومته قومية بشكل خاص، فإن التغيير قد يعني اتباع نهج جديد يتعلق بغزة".

وتوقع السفير روس "عودة السلطة الفلسطينية لقيادة القطاع بدلا من حماس". وأوضح أن "السلطة الفلسطينية كانت مسؤولة عن غزة من عام 1994 حتى عام 2007. وفي الانتخابات التشريعية عام 2006، تمكنت حماس من التغلب على فتح، الحزب الرئيسي في السلطة الفلسطينية. ثم بدأت بالضغط على مسؤولي فتح، ما أدى إلى نشوب حرب أهلية عنيفة. قُتل فيها مئات وتم نفي السلطة الفلسطينية من القطاع".

وتابع أنه من الأسماء المطروحة حاليا لقيادة القطاع هو "وليد إبراهيم الوليد، وهو لواء في جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية، ويعيش الآن في الضفة الغربية، ويرغب في العودة إلى غزة كجزء من القيادة الجديدة".

وأشار إلى أن "هناك اسمين يظهران كاحتمالات لإدارة غزة، على الأقل على المدى القصير. أحدهما هو محمد دحلان، أعلى شخصية في السلطة الفلسطينية في غزة قبل سيطرة حماس، والذي يعيش الآن في الإمارات، والاسم الآخر الذي يتردد هو مروان البرغوثي. وهو مسجون في السجون الإسرائيلية منذ عقدين من الزمن، ويتمتع بنفوذ كبير في الضفة الغربية ويعتبر خليفة محتملا لعباس، لكن يجب أن تكون إسرائيل مستعدة لإطلاق سراحه".

وأشار روس إلى أنه "رغم عدم اتفاق إسرائيل مع السلطة الفلسطينية، إلا أنها باتت خيار مطروحا فرض نفسه علي الأرض بعد حماس".

وأوضح أنه "حتى الإدارة الأميركية تعترف بوجود مشاكل كبيرة في هذا الاحتمال، لكنهم يقولون إن السلطة الفلسطينية تعتبر في النهاية أقل خطورة من حماس".

وقال روس: "في الحقيقة، هناك العديد من المتغيرات التي ستحدد مصير حماس في حكم غزة أو حتى من سيحكم القطاع مستقبلا".

وأضاف أنه "ومع ذلك، ليس من الواضح على الإطلاق أيضا ما إذا كانت الإدارة الجديدة في إسرائيل بعد رحيل نتانياهو ستكون أكثر اعتدالا بشأن مستقبل غزة أو الدولة الفلسطينية، لأن أحداث الأسابيع الأخيرة دفعت العديد من الإسرائيليين إلى اليمين".

والأحد، أطلقت حماس 14 رهينة، كانت تحتجزهم في قطاع غزة منذ هجومها على اسرائيل في السابع من أكتوبر، بينما أفرجت إسرائيل عن 39 معتقلا فلسطينيا بموجب اتفاق الهدنة المؤقتة الذي دخل حيز التنفيذ الجمعة ويستمر حتى غدا الاثنين.

"مصير مرتبط"

وقال المحلل السياسي للدراسات الاستراتيجية والدولية ، جون ألترمان، لموقع "الحرة" إنه في الوقت الحالي يعتبر نتانياهو "ضعيفا للغاية من الناحية السياسية كما أن حكومته في حالة من الفوضى الكاملة، وهو ما أجبرهم على اتخاذ قرار الهدنة وصفقة الرهائن الأخيرة، بسبب الضغط المتزايد من عائلات الرهائن".

وأضاف أنه "بشكل ما ورغم تعهد الطرفين بتدمير بعضهما، بات مصيرهما مرتبطا ببعضه البعض بشكل كبير".

وتابع المحلل الأميركي قوله إن "من المحتمل بشكل كبير أن يرحل نتانياهو بعد الحرب لأن الخطر يحيط به من كل اتجاه محليا ودوليا، لكن حماس لن يكون رحيلها بتفس السهولة".

وقال: "عندما وصلت حماس إلى السلطة في غزة في عام 2007، واجهت إسرائيل خيارا صعبا، فإما أن تتسامح مع وجودها، أو أن تتخذ الإجراءات اللازمة لمحاولة تقويضها واحتوائها.

وأضاف: "الخيار الأول كان سيعرض الجميع للخطر، وقد اختارت الحكومة الخيار الثاني المتمثل في تشديد الإغلاق على غزة لجعل الحياة لا تطاق هناك، على أمل أن يتمكن السكان الفلسطينيون من إسقاط حماس بغضب، أو على الأقل أن يؤدي الإغلاق إلى احتواء التهديد الأمني. لكن لم ينجح أي منهما، وبدلا من ذلك، خاضت إسرائيل وحماس سلسلة من الحروب في 2012، 2014، 2021، 2022".

وتابع: "ومع ذلك، بين تلك الحروب، ظلت نفس الظروف التي أدت إلى كل تصعيد، عزلة غزة، وإغلاقها، وانعدام الأفق الاقتصادي أو السياسي، والحكم الاستبدادي، وظلت حماس بنفس قوتها".

ويرى ألترمان أنه "على المدى القصير، يبدو أن مزيدا من الحرب قادم لا محالة، خاصة أن نتانياهو تعهد بمواصلة العمليات العسكرية في غزة بعد توقف خمسة أيام".

لكن على المدى الطويل، يرى ألترمان أن "العملية العسكرية الإسرائيلية لن تكون كافية ولن تنجح في تحقيق أهدافها في القضاء على حماس. وسوف تكون هناك حاجة إلى اتفاق سياسي أكبر للحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس".

وأشار الخبير السياسي إلى أن "صفقة تبادل الرهائن توضح أنه لن يتم حل المخاوف الأساسية لحكومة نتانياهو عسكريا بدون مسار سياسي يجمعها مع حماس".

وقال إن "صفقة الرهائن جاءت بعدما أجرت إسرائيل حسابات استراتيجية مفادها أن حملتها العسكرية التي دامت 46 يوما نجحت في إظهار جديتها بشأن هدفها المتمثل في القضاء على حماس".

وأضاف: "لكن نتانياهو يدرك جيدا ما يقوله معظم الخبراء بشأن أنه قد يكون من المستحيل القضاء على جماعة مسلحة تشكل جزءا من منظومة اجتماعية وسياسية أوسع، لكن إسرائيل لا تريد أن تبدو كما لو أنها تتنازل من موقع ضعف".

ويرى ألترمان أن "مصير غزة مرتبط بوجود نتانياهو وحماس، وكما هو الحال في صفقة الرهائن، فإن مثل هذه المناقشات حول ما سيحدث لغزة ومستقبل الفلسطينيين سوف يتطلب التعامل بشكل غير مباشر مع حماس".

وأوضح المحلل السياسي أن "الهدنة تمثل تقدما كبيرا بعد ستة أسابيع من الحرب بين إسرائيل وحماس، لكن النتيجة الأكثر وضوحا هي أنه هناك حاجة إلى مزيد من الدبلوماسية الآن، لأن أربعة أيام من التوقف ليست كافية".

ويعتقد ألترمان أن "الولايات المتحدة تشكل ضغطا بشكل ما في اتجاه المسار السياسي بين حماس ونتانياهو لأنه في ظل الحرب على غزة، تهاجم الجماعات المسلحة المرتبطة بإيران المنشآت العسكرية الأميركية في العراق وسوريا وقبالة سواحل اليمن، ومخاطر توسع هذه الحرب وجر الولايات المتحدة إلى دور أكثر مباشرة لا تزال قائمة".

وحول المزاعم التي تقول إن نتانياهو لم يمارس ضغوطا على حماس للاستفادة من الانقسام الفلسطيني، نقلت واشنطن بوست عن مسؤول حكومي كبير في إسرائيل، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، قوله إن "لا أحد يستطيع أن يجد بيانا واحدا لنتانياهو يتحدث فيه عن دعم وتعزيز حماس".

"لقد كان العكس. لقد ضرب حماس بقوة أكبر من أي رئيس وزراء في التاريخ. وقاد ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد حماس في أعوام 2012 و2014 و2021"، يقول المسؤول الإسرائيلي للصحيفة.

والأحد، أعلنت سلطة إدارة السجون الإسرائيلية الإفراج عن 39 معتقلا فلسطينيا بموجب اتفاق الهدنة المؤقتة بين حركة حماس وإسرائيل والذي دخل حيز التنفيذ الجمعة، ويستمر حتى الاثنين.

وجاء الإعلان بعدما أفرجت حماس، الأحد، عن دفعة ثالثة من 14 رهينة في اليوم الثالث من الهدنة، كانت تحتجزهم في قطاع غزة منذ هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی السابع من أکتوبر السلطة الفلسطینیة فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تقتل قياديا في حماس.. و4 أشخاص في رفح

أعلن الجيش الإسرائيلي، الإثنين، قيام القوات الجوية بتصفية أحمد عبدالحليم أبو حسين، المسؤول عن إطلاق الصواريخ في كتيبة غرب جباليا التابعة لحركة حماس، بناء على تعليمات من قوات الدفاع والاستخبارات الإسرائيلية.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في موقعها على الإنترنت (واي نت) أن أبو حسين كان مسؤولا عن إطلاق عدة صواريخ وقذائف مدفعية على الإسرائيليين وجنود قوات الدفاع العاملين في قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم أيضا تصفية عدد آخر من أفراد حركة حماس في الهجوم خلال عطلة نهاية الأسبوع من بينهم محمد عبدالرحمن محمد زاكوت، الذى قالت أنه تسلل إلى الأراضي الإسرائيلية وشارك في هجوم 7 أكتوبر.

وفي سياق متصل، قُتل عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، الإثنين، بعد قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن مصادر طبية في القطاع قولها إن 4 مواطنين قتلوا وأصيب عدد آخر، "في قصف لمنزل في منطقة مصبح شمال مدينة رفح".

كما نقلت الوكالة عن مسعفين من الهلال الأحمر، إنه قد تم "نقل 5 جرحى إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بعد قصف مدفعي إسرائيلي على منازل المواطنين شمال المخيم".

ووفق الوكالة، "تواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ 7 أكتوبر 2023، ما أسفر عن مقتل 44 ألفا و211 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 104 آلاف و567 آخرين".

مقالات مشابهة

  • بسبب اتهام نتانياهو.. إسرائيل تقسم التحالف الغربي
  • إسرائيل تقتل قياديا في حماس.. و4 أشخاص في رفح
  • الديمقراطيون منقسمون حيال اعتقال نتانياهو وغالانت
  • مسؤول إسرائيلي: صفقة غزة قريبة.. وحماس "مستعدة للتنازل"
  • إسرائيل تعيّن مقرباً من نتانياهو والجمهوريين سفيراً لدى واشنطن
  • نتانياهو: نتحقق من ادعاء حماس بشأن مقتل رهينة في غزة
  • مسؤول إسرائيلي: صفقة غزة قريبة.. وحماس "مستعدة للتنازل"
  • نتانياهو يندد بعنف المستوطنين ضد الجيش في الضفة الغربية
  • كيف قاد نتانياهو إسرائيل إلى "الفشل الأكبر" في تاريخها؟
  • بوريل يرفض "الانتقائية" في مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت