ألقت صحيفة التلغراف البريطانية الضوء على الجهود الحكومية في المملكة المتحدة على مستوى مكافحة الهجرة غير الشرعية، مؤكدة أن ما يقرب من 700 مهاجر عبروا القنال الإنجليزي الجمعة الماضية في قوارب صغيرة، وهو أكبر عدد يومي هذا العام. كما ارتفع إجمالي عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين نجحوا في العبور في يونيو/ حزيران الماضي إلى أعلى المستويات منذ بدء التسجيل.

يأتي هذا رغم تعهد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بوقف تدفق المهاجرين إلى بلاده، لكنه للأسف غالبا ما يواجه إحباطا في أغلب محاولاته لمكافحة هذه الظاهرة وتعامله مع هذا الملف. ومن أهم هذه المساعي مشروع قانون الهجرة غير الشرعية الذي يستهدف ردع طالبي اللجوء المحتملين عن القيام بهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر. وتقول الصحيفة البريطانية إن هذا القانون يتم تناوله بكثير من الخلاف في المجالس التشريعية البريطانية، إذ رأت أنه “يُقطع إلى أشلاء” في مجلس اللوردات. وألقت الصحيفة الضوء أيضا على سلسلة الهزائم التي تعرضت لها حكومة سوناك على يد من صوتوا لصالح الحد من الوقت الذي يمكن فيه احتجاز الأطفال والنساء الحوامل، ودعموا منع ترحيل أولئك الذين يزعمون أنهم مثليين إلى بلد قد يواجهون فيه التمييز. وقضت المحاكم مؤخرًا بأن رواندا، حيث تريد وزارة الداخلية إرسال بعض المهاجرين، غير آمنة، حيث لا تتوافر ضمانات لعدم ترحيلهم بعد ذلك إلى البلاد الذي أتوا منه في الأصل. ويمكن القول إن حالة انعدام اليقين السياسي التي خلقتها المعارضة في المملكة المتحدة هي السبب في زيادة تدفقات المهاجرين إلى بريطانيا، وفقا للتلغراف التي أشارت إلى أن الطقس المعتدل في هذا الوقت من العام يُعد أيضا من بين العوامل التي تقف وراء هذه الزيادة. وقد يكون العاملون بالاتجار في البشر هم المستفيدون من الفشل في التوصل إلى اتفاق على سياسة رواندا التي يعتبرها مشروع القانون البريطاني للهجرة غير الشرعية وجهة مناسبة لترحيل المهاجرين الذين يصلون إلى البلاد. وكلما استمرت المعارضة في رفض مشروع القانون بحجة تعريض حياة الآلاف للخطر، من بينهم أقليات وأطفال ونساء حوامل، زادت أرباح أنشطة الاتجار بالبشر، وهو الوضع الذي قد يستمر حتى تتوافر أدلة واقعية ومنطقية على أن نقل المهاجرين غير الشرعيين إلى رواندا من شأنه أن يقلل من تدفقات الهجرة إلى المملكة المتحدة. وتوقعت الصحيفة أن يسير القانون في حلقة مفرغة، إذ يؤدي الإلغاء المحتمل من قبل مجلس العموم البريطاني اعتراضات مجلس اللوردات هذا الأسبوع إلى إعادة مشروع قانون الهجرة غير الشرعية إلى مجلس اللوردات مرة أخرى، وهو ما يستغرق المزيد من الوقت وسط استمرار خطر تدفقات المهاجرين التي تشهد زيادة يومية إلى المملكة المتحدة. (بي بي سي)

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الهجرة غیر الشرعیة المملکة المتحدة

إقرأ أيضاً:

هيجيسيث: جوانتانامو لاحتجاز المهاجرين غير الشرعيين والخيارات مفتوحة لمواجهة تهريب البشر

في خطوة تعكس تشديد الإدارة الأمريكية الجديدة على سياسات الهجرة والأمن الحدودي، أعلن وزير الدفاع الأمريكي الجديد، بيت هيجسيث، عن خطط لاستخدام قاعدة جوانتانامو البحرية في كوبا لاحتجاز المهاجرين غير النظاميين. 

كما أكد أن جميع الخيارات مطروحة لمواجهة عصابات تهريب البشر.

وتعكس تصريحات وزير الدفاع الأمريكي الجديد، بيت هيجسيث، توجهًا أكثر صرامة في التعامل مع قضايا الهجرة غير النظامية وتهريب البشر. ومع استمرار النقاش حول هذه السياسات، يبقى السؤال حول كيفية تحقيق توازن بين حماية الأمن القومي واحترام حقوق الإنسان. 

وخلال زيارته الأولى للحدود الأمريكية-المكسيكية في إل باسو، تكساس، صرّح هيغسيث بأن وزارة الدفاع ستدعم بشكل كامل جهود حرس الحدود لتحقيق "السيطرة التشغيلية" على الحدود. 

وأشار إلى أن القوات الإضافية المنتشرة تهدف إلى مساعدة وكلاء الحدود في التعامل مع ما وصفه بـ"الغزو". 

كما انتقد سياسات الإدارة السابقة، مشيرًا إلى أنها كانت تتطلب من الوكلاء "رعاية" وإطلاق سراح المهاجرين الذين يعبرون الحدود بشكل غير قانوني. 

وأضاف هيجسيث أن الرئيس دونالد ترامب وجّهه لتهيئة منشأة في غوانتانامو لاحتجاز 30,000 مهاجر غير نظامي، واصفًا إياها بـ"المكان المثالي" لاحتجاز "المجرمين الخطرين" بانتظار ترحيلهم. 

وأكد أن أي موارد ضرورية من وزارة الدفاع لدعم طرد واحتجاز المهاجرين غير النظاميين ستكون متاحة.

وفي سياق متصل، شدد هيجسيث على أن جميع الخيارات مطروحة لمواجهة عصابات تهريب البشر التي تسهم في تفاقم أزمة الهجرة غير النظامية. 

وأشار إلى أن الوزارة ستتخذ تدابير صارمة لتعطيل وتفكيك هذه الشبكات الإجرامية، بالتعاون مع الوكالات الفيدرالية الأخرى.

وأثارت هذه التصريحات جدلاً واسعًا بين المدافعين عن حقوق الإنسان والمنظمات الدولية. فقد انتقدت الأمم المتحدة خطة ترامب لتجهيز منشأة في جوانتانامو لاحتجاز عشرات الآلاف من المهاجرين غير النظاميين، مشددة على أن "جميع التدابير الرامية إلى الحد من الهجرة يجب أن تحترم الحقوق الأساسية وكرامة طالبي اللجوء

ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطط إلى تصعيد النقاش حول سياسات الهجرة في الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق باستخدام منشآت عسكرية لاحتجاز المهاجرين والتعامل مع قضايا الهجرة كمسألة أمن قومي.

مقالات مشابهة

  • صحفي أوكراني: خسائر الجيش تفوق الأرقام التي أعلنها زيلينسكي
  • مدير مكتبة الإسكندرية: الهجرة غير الشرعية أبرز التحديَّات الشائكة التي تواجه المجتمع الدولي
  • 5 عقبات تواجه مشروع ترامب بشأن غزة
  • مدن الملاذ الآمن تقاوم خطة ترامب لترحيل المهاجرين
  • مباحثات ليبية أوروبية بشأن ملف الهجرة غير الشرعية وأمن الحدود
  • ‏كتلة "القوة اليهودية" في الكنيست تتقدم بطرح مشروع قانون يقضي بتشجيع "الهجرة الطوعية" لسكان قطاع غزة
  • هيجيسيث: جوانتانامو لاحتجاز المهاجرين غير الشرعيين والخيارات مفتوحة لمواجهة تهريب البشر
  • تزايد الهجرة العكسية في كيان الاحتلال وتراجع أعداد المهاجرين الجدد بنسبة 31%
  • هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها
  • بريطانيا لن تستمر دون المهاجرين