محللون: تمديد الهدنة في غزّة يُضعف جهود إسرائيل للقضاء على حماس
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة لتمديد فترة الهدنة المقررة لأربعة أيام فقط حتى الآن، في إطار حربها على "حماس"، غير أن مسؤولين عسكريين يخشون أن تؤدي هدنة أطول إلى إضعاف الجهود الإسرائيلية للقضاء على الحركة الإسلامية.
في المجموع، سلّمت حركة "حماس" الجمعة والسبت إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، 26 أسيرة إسرائيلية، يحمل بعضهم جنسية أخرى، بينما أطلقت إسرائيل سراح 78 أسيرًا فلسطينيًا.
كذلك أطلقت حماس مدى اليومين الماضيين 15 من الأجانب غير الإسرائيليين، في إجراء لم يكن مدرجًا في الاتفاق.
وينص الاتفاق الذي تمّ بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ومصر، على الإفراج عن 50 أسيرا لدى "حماس"، في مقابل إطلاق سراح 150 أسيرًا فلسطينيًا مدى الأيام الأربعة للهدنة القابلة للتمديد.
من شأن هذا الأمر أن يزيد عدد الاسرى التي تعيدهم حركة "حماس"، وهناك ضغوط داخلية كبيرة في إسرائيل للقيام بذلك، لكنه يمنح الحركة هامشا أكبر لإعادة جمع صفوفها، والتعافي وإعادة التسلّح والعودة إلى القتال، وفق محللين.
اقرأ أيضاً
محلل عسكري إسرائيلي: الهدنة الدائمة إعلان بانتصار حماس لهذه الأسباب
ويزيد هذا الاتفاق أيضًا الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل من جانب المجتمع الدولي الذي سيتراجع تأييده لمعاودة قصف غزة، مع ما ينجم عن ذلك من أزمة انسانية.
ويقول الأستاذ في دراسات الدفاع في جامعة كينغز كوليدج لندن أندرياس كريغ: "الوقت يعمل ضدّ إسرائيل كما هي الحال دائمًا وضدّ الجيش الإسرائيلي".
ويشير إلى أنه كلّما طال أمد الهدنة، نفد صبر المجتمع الدولي مع استمرار الحرب.
غير أن الجيش الإسرائيلي مصمّم على تحقيق هدفه بـ"القضاء" على حركة حماس.
وفي زيارة للقوات الإسرائيلية في قطاع غزة السبت، شدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على أن الجدول الزمني للهدنة "قصير"، موضحًا "لن تستغرق أسابيع، ستستغرق أيامًا إلى حد ما".
وأضاف محاطا بجنود مدجّجين بالأسلحة: "أي مفاوضات أخرى ستجري تحت النيران".
واندلعت الحرب بعد الهجوم المباغت لحركة "حماس" الذي أودى بنحو 1200 إسرائيلي، قضى معظمهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.
اقرأ أيضاً
لجهوده في إتمام الهدنة الإنسانية.. الرئيس المصري يوجه رسالة شكر إلى أمير قطر
ومنذ ذلك الحين، تشنّ إسرائيل قصفاً مكثفاً على القطاع يترافق منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول، مع عمليات برية واسعة داخل القطاع.
وتسبّب القصف، وفق حكومة حماس، باستشهاد زهاء 15 ألف شخص بينهم أكثر من 6 آلاف طفل.
ويقول الباحث في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا بجامعة تل أبيب أريك رودنيتزكي: "الضغط الحقيقي (لتمديد الهدنة) يأتي من داخل إسرائيل، من عائلات الأسرى".
ومساء السبت، سارت في شوارع تل أبيب تظاهرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف للمطالبة بالإفراج عن الأسرى، هتف خلالها المحتجون الذين حملوا صور الأسرى: "حرروهم الآن".
وكُتِبت على إحدى اللافتات عبارة "أخرجوهم من الجحيم".
ويقول مسؤول عسكري إسرائيلي، إن إسرائيل ملتزمة أن يتمّ الإفراج عن أكبر عدد من الأسرى، لكنه أعرب عن قلقه من أنه كلما طالت الهدنة حصلت "حماس" على وقت أكبر "لإعادة بناء قدراتها ومهاجمة إسرائيل مجددًا".
ويضيف طالبًا عدم الكشف عن هويته: "إنها معضلة رهيبة".
اقرأ أيضاً
جهود قطرية مصرية لتمديد هدنة غزة.. وبايدن: هناك فرصة حقيقة
وكانت قطر الوسيط الرئيسي في مفاوضات وقف القتال.
وقال المتحدث باسم وزارة خارجيتها ماجد الأنصاري، إن هناك حاجة إلى "الحفاظ على الزخم" من أجل وقف دائم لإطلاق النار.
وأضاف: "لا يمكن تحقيق ذلك إلّا عندما تتوافر الإرادة السياسية ليس فقط من جانب الإسرائيليين والفلسطينيين بل أيضًا من جانب الشركاء الآخرين الذين يعملون معنا".
والجمعة، أكّد الرئيس الأمريكي جو بايدن، وجود "فرص حقيقية" لتمديد هدنة الأيام الأربعة في غزة، قائلًا إن الوقت حان للعمل على "إحياء" حلّ الدولتين لإرساء سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
ويعتبر الأستاذ في دراسات الدفاع في جامعة كينغز كوليدج لندن أندرياس كريغ، أن واشنطن غير مستعدة لعملية مكثفة "تستمر أشهرا بلا انقطاع"، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام المقبل.
ويوضح: "لذلك تحتاج إدارة بايدن إلى إيجاد مخرج أيضًا".
ويضيف: "لا حلّ عسكريا لهذا النزاع، لا يمكن الانتصار فيه".
اقرأ أيضاً
تنتهي الإثنين.. مصر: تلقينا مؤشرات إيجابية من كل الأطراف لتمديد هدنة غزة
من جهته، قال المسؤول في "حماس" طاهر النونو، إن الحركة الإسلامية "جاهزة للبحث بشكل جدّي للتوصل إلى صفقات جديدة".
وجاء الإفراج عن الأسرى السبت بعد تأخير لساعات قالت "حماس" إن سببه عدم التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دورون سبيلمان نفى ذلك، مشيرا الى أن "حماس" تعتمد "تكتيك المماطلة" في إطار "الحرب النفسية".
ويقول المسؤول السابق في الاستخبارات الإسرائيلية آفي ميلاميد، إن "حماس ستماطل مع الأسرى لمحاولة استنفاد هذه الورقة لأطول وقت ممكن، وبأعلى ثمن قد يشكّله ذلك لإسرائيل".
ويعتبر أن "حماس" كانت تأمل أن يتبدد الدعم داخل إسرائيل للتوغل في قطاع غزة وأن "تخلق، في نهاية المطاف، الضغوط الدولية والداخلية على الحكومة الإسرائيلية ظروفًا يمكن فيها لحماس أن تستمر في الوجود وأن تحكم غزّة حتى بعد انتهاء هذه الحرب".
وتدلي الباحثة المستقلة في شؤون الشرق الأوسط إيفا كولوريوتيس، بالرأي نفسه، موضحة: "بالنسبة لحماس، أي سيناريو لهذه الحرب لا يؤدي إلى انتهاء وجودها في قطاع غزة سيُعتبر نصرًا (...) بغضّ النظر عن خسائرها البشرية والمادية وحجم الدمار في غزّة وحجم الخسائر في صفوف المدنيين".
اقرأ أيضاً
ترحيب عربي بهدنة غزة ودعوات لتمديدها وتحويلها لمسار حل الدولتين
المصدر | فرانس برسالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تمديد الهدنة إسرائيل حماس المقاومة غزة اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
ميقاتي: لبنان لم يُبلغ أي طرف بموقف إسرائيل بعد انقضاء الهدنة
أعلن رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي، أن لبنان لم يبلغ من أي طرف بأن إسرائيل لن تنسحب من الجنوب بعد انقضاء مهلة الستين يوما من الهدنة، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.
لبنان: نتطلع إلى أفضل العلاقات مع الإدارة الجديدة في سوريا خبير عسكري: الاحتلال يخرق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بشكل مستمروواصل ميقاتي: "أبلغنا الولايات المتحدة وفرنسا موقفنا بضرورة الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المتوغلة فيها".
ومنذ اللحظة الأولى لدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في الـ27 من نوفمبر الماضي، ثارت تساؤلات ومخاوف حول إمكانية صمود هذا الاتفاق، وتأتي هذه المخاوف في ضوء التهديدات الإسرائيلية التي لم تتوقف على لسان قادتها السياسيين والعسكريين.
وتشير التهديدات إلى أن لإسرائيل الحق في التحرك حال حدوث أي انتهاك لهذا الاتفاق، وهو البند الذي مثل إشكالية لأن إسرائيل كعادتها تختلق ذرائع لتبرئ ذمتها وعدوانها، ويعد هذا البند دليلا على هشاشة الاتفاق.
وما كان متوقعًا حدث، إذ رصدت السلطات اللبنانية واللجنة الدولية لتطبيق قرار وقف إطلاق النار، عشرات الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاق الذي لم يمض على توقيعه سوى بضعة أيام.
جدير بالذكر أنه بحسب سكاي نيوز عربية، ذكرت وزارة الخارجية اللبنانية على منصة إكس أن وزير الخارجية عبد الله بوحبيب نقل الرسالة، وهي الأولى إلى الإدارة الجديدة في دمشق، إلى نظيره السوري أسعد حسن الشيباني خلال اتصال هاتفي.
وشهدت العلاقات بين دمشق وبيروت توترا في كثير من الأحيان منذ حصولهما على الاستقلال أربعينيات القرن العشرين.
ولعبت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران دورا كبيرا في دعم الرئيس السوري السابق بشار الأسد على مدار سنوات الحرب الأهلية في سوريا لمحاربة جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد في الثامن من ديسمبر وأعلنت تنصيب إدارة جديدة في دمشق.
وقبل ذلك، سيطرت سوريا على لبنان لمدة 15 عاما بعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، وتحكمت في السياسة اللبنانية حتى عام 2005، وهو ما عارضه العديد من اللبنانيين، لكن آخرين أيدوا دور سوريا.
وأدى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في بيروت عام 2005 إلى اندلاع احتجاجات واسعة في لبنان، وضغوط غربية أجبرت سوريا على الانسحاب من جارتها.