قطر وقبرص.. شراكة متميزة وفرص اقتصادية واعدة
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
في إطار ثوابت دولة قطر وحرصها على مد الجسور والانفتاح والتعاون مع مختلف الدول والشعوب الشقيقة والصديقة، تأتي زيارة فخامة الرئيس نيكوس خريستودوليدس رئيس جمهورية قبرص الرسمية للبلاد.
ويستقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، اليوم ، في الديوان الأميري، فخامة الرئيس نيكوس خريستودوليدس رئيس جمهورية قبرص والوفد المرافق.
ويجري سمو أمير البلاد المفدى مع فخامة الرئيس نيكوس خريستودوليدس، مباحثات تتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، بالإضافة إلى بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتفتح الزيارة والمباحثات، التي ستجرى خلالها، آفاقا رحبة لتنمية علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، خدمة لمصالح الدولتين وشعبيهما الصديقين.
وتربط دولة قطر وجمهورية قبرص علاقات صداقة متينة طويلة الأمد أساسها الاحترام المتبادل وتوافق الرؤى حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية، فضلا عن الرغبة المشتركة لقيادتي البلدين في رفع مستوى التعاون الثنائي في شتى المجالات والارتقاء به إلى مراتب متقدمة.
وقد تأسست العلاقات الدبلوماسية بين دولة قطر وجمهورية قبرص عام 2001، وتوجت بتبادل افتتاح سفارات مقيمة في عاصمتي الدولتين، فقد تم افتتاح سفارة الجمهورية القبرصية بالدوحة عام 2004، بينما جرى افتتاح السفارة القطرية في نيقوسيا عام 2007، كأول سفارة خليجية بجمهورية قبرص.
وتشهد العلاقات بين البلدين منذ ذلك الوقت تطورا سريعا في كافة المجالات وخاصة في مجال الإعمار والغاز، كما تتيح فرصا وافرة تضيف للاقتصاد القطري محطة ارتكاز نشطة وبالغة الأهمية وسط البحر المتوسط، إذ أن قطر تحرص دائما على توسيع دائرة علاقاتها الدولية وتنويع مجالات ومواقع الاستثمارات الخارجية، وكذلك مد جسور التعاون البناء والمثمر مع كافة شعوب ودول العالم.
وهناك مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تنظم العلاقات بين دولة قطر وجمهورية قبرص وتغطي التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري والفني والتعليمي والقانوني والصحي والسياحي وكذلك الطاقة وتحلية مياه البحر والقطاع المصرفي والمالي وتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة والنقل الجوي وتجنب الازدواج الضريبي، الأمر الذي من شأنه تحفيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وقد تعززت العلاقات بين الدوحة ونيقوسيا عبر العديد من الزيارات المتبادلة وعلى مختلف المستويات وكان من أهمها زيارة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لجمهورية قبرص عام 2010، والتي أسفرت عن توثيق وتطوير العلاقات الثنائية وتم خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات الهامة بين البلدين، وكذلك زيارة فخامة الرئيس ديميتريس خريستوفياس رئيس جمهورية قبرص الأسبق للدوحة عام 2009، وزيارة فخامة الرئيس نيكوس أناستاسياديس رئيس جمهورية قبرص السابق لدولة قطر عام 2014 على رأس وفد رسمي وتجاري رفيع المستوى، ضم عددا من الوزراء وأكثر من 60 شخصية من رجال الأعمال وممثلين عن كبرى الشركات الوطنية والخاصة في قبرص.
وفي سياق تلك الزيارة وفي كلمة أدلى بها خلال حفل نظمته سفارة جمهورية قبرص بالدوحة وغرفة تجارة وصناعة قبرص ومنتدى رجال الأعمال القطري القبرصي ووزارة الطاقة والتجارة والصناعة والسياحة القبرصية، أكد فخامة الرئيس القبرصي السابق على الأهمية التي توليها بلاده من أجل تعزيز وتقوية علاقاتها الاقتصادية مع دولة قطر، مشيرا إلى أن زيارته إلى الدوحة، تؤكد على الأهمية التي توليها قبرص لتحسين وتعزيز هذه العلاقات.
وأعرب عن سعادته بأنه تم التأكيد خلال جلسة موسعة مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، على تقاسم الهدف المشترك الخاص بتعزيز وتوسيع التعاون بين الدوحة ونيقوسيا خاصة في المجال الاقتصادي من أجل تدشين حقبة جديدة من الازدهار بين البلدين.
وبين فخامته أن هناك فرصا واعدة للنمو توجد في العديد من القطاعات الأخرى في قبرص، ومنها: النقل البحري، والسياحة، ومشاريع التنمية واسعة النطاق والتعليم والصحة والبحوث والطاقة المتجددة، مشيرا إلى أنه تم التطرق إلى جميع هذه القطاعات خلال الاجتماعات الرسمية التي جرت مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وأيضا بين الوزراء من كلا البلدين.
ودعا فخامته رجال الأعمال القطريين إلى استكشاف الفرص الاستثمارية الموجودة في بلاده وخلق شراكات تجارية واقتصادية بين الشركات القطرية ونظيراتها القبرصية، مؤكدا جاهزية بلاده لتشجيع كل الاستثمارات القطرية في هذا المضمار.
وفي مؤشر على تميز العلاقات القطرية القبرصية، شهد فخامة الرئيس القبرصي السابق نيكوس أناستاسياديس حفل افتتاح مبنى سفارة دولة قطر الجديد في العاصمة القبرصية نيقوسيا، وذلك في ديسمبر من العام 2021. فيما تم خلال الحفل الإعلان الرسمي عن تغيير اسم الشارع الذي يقع فيه مبنى السفارة إلى /شارع قطر/، كما سميت الحديقة المحاذية لمبنى السفارة بـ/حديقة الدوحة/.
وقال فخامة الرئيس القبرصي السابق، في كلمة بهذه المناسبة، إن العلاقات السياسية والاقتصادية بين جمهورية قبرص ودولة قطر شهدت خلال السنوات الماضية تطورا مهما ونموا مستمرا.
وتقع جمهورية قبرص في شرق حوض البحر الأبيض المتوسط وهي ثالث أكبر جزيرة فيه بعد صقلية وسردينيا، وتبلغ مساحتها تسعة آلاف ومائتين وخمسين كيلومترا مربعا، وعدد سكانها أكثر من مليون ومائتين وستين ألف نسمة، وتتمتع بموقع استراتيجي بين القارات الثلاث الأوروبية والآسيوية والإفريقية، كما أن عضويتها في الاتحاد الأوروبي تجعلها بوابة واسعة لطائفة متنوعة من الأنشطة في العديد من المجالات التجارية والسياحية والاقتصادية. وتصنف قبرص على أنها من الدول ذات الدخل المرتفع وتحتل المركز 16 في معدل دخل الفرد في العالم، ويعد الأداء الاقتصادي القبرصي من الأفضل بين العديد من اقتصادات دول الاتحاد الأوروبي.
ويقوم الاقتصاد القبرصي بشكل أساسي على السياحة والخدمات، ويعمل حوالي ثلاثة أرباع القبارصة في مجال الخدمات بينما يشغل القطاع الزراعي ما نسبته خمسة بالمائة من الأيدي العاملة، وهناك فرص واعدة للنمو في العديد من القطاعات الأخرى في الجزيرة منها: النفط والغاز والنقل البحري، والسياحة، ومشاريع التنمية واسعة النطاق والتعليم والصحة والبحوث والطاقة المتجددة، وتهدف الحكومة للحفاظ على سمعة قبرص كمركز مالي موثوق ووجهة استثمارية جذابة.
وتشير التقديرات إلى أن مساهمة قطاع التكنولوجيا في الاقتصاد القبرصي بلغت ثلاثة مليارات يورو العام الماضي (2022)، من خلال أكثر من 1200 شركة أجنبية، ويعد الشحن أحد أهم ركائز الاقتصاد القبرصي وقد ساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي لها على مر السنين، وتعتبر الجزيرة أكبر مركز لإدارة السفن في أوروبا وواحدة من أكبر المراكز في العالم، ولديها أيضا مجموعة بحرية رئيسية تضم أكثر من 250 شركة شحن تقدم مجموعة واسعة من الأنشطة المتعلقة بالشحن مثل إدارة السفن واستئجارها والتأمين البحري.
المصدر: العرب القطرية
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني يؤكد عزمه على تطوير العلاقات اللبنانية الجزائرية في كل المجالات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، عزمه على تطوير العلاقات اللبنانية الجزائرية في كافة المجالات، منوها بالمواقف التي اتخذتها الجزائر في مجلس الأمن الدولي إلى جانب لبنان لاسيما خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، مقدرا الدعم الذي يلقاه لبنان من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون.
جاء ذلك خلال استقباله اليوم /الأحد/ في قصر "بعبدا" المبعوث الرئاسي الجزائري وزير الشؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف الذي سلمه رسالة خطية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون، والتي كانت تحمل تهنئة للرئيس اللبناني؛ بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية الشقيقة.
وذكرت الوكالة اللبنانية للإعلام أن الجانبين استعرضا، خلال اللقاء، سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بالإضافة إلى مناقشة عضوية الجزائر في مجلس الأمن واستعدادها لدعم لبنان داخل المجلس، فضلا عن بحث الاستحقاقات العربية المقبلة، وضرورة التنسيق الوطيد والتشاور المستدام والمنتظم بين الجزائر ولبنان للإسهام في إنجاح هذه الاستحقاقات العربية المقبلة.
ومن جانبه.. أكد وزير الخارجية الجزائري، وقوف بلاده إلى جانب لبنان، مشددا على حرصه لتعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، كما دعا إلى تطوير العلاقات الاقتصادية وتفعيل عمل الهيئة المشتركة لرجال الأعمال اللبنانيين والجزائريين.
وقال عطاف إن لبنان يمر بمرحلة دقيقة من تاريخه وهي مرحلة تعزيز مؤسساته، وإنعاش اقتصاده ومرحلة استتباب الأمن فيه، وفي كل هذه المراحل لا يمكن للجزائر إلا أن تكون واقفة بثبات إلى جانب لبنان.
وأضاف قائلا "أن للجزائر ولبنان تاريخا مشتركا حافلا بالتضامن والتعاون وتبادل الدعم في القضايا التي تهم الشعبين الشقيقين، ولطالما كانت مواقفنا متماهية في الدفاع عن قضايا أمتنا العربية في كافة المحافل، ومن هذا المنطلق أوجه لكم دعوة لزيارة الجزائر في تاريخ سيتم الاتفاق بشأنه عبر القنوات الدبلوماسية المعهودة".